إبراهيموفيتش: التضحية سبيل ميلان إلى القمة وأتأسف لإصابة ماتيراتزي

بعد أن قاد فريقه إلى الفوز على الإنتر بهدف نظيف في ديربي ميلانو

TT

قاد السويدي زلاتان إبراهيموفيتش فريق الميلان إلى الفوز على جاره اللدود إنترناسيونالي بهدف نظيف من ركلة جزاء في الدقيقة الخامسة من الشوط الأول. وعلى الرغم من النقص العددي الذي عانى منه الفريق بعد طرد أباتي في الدقيقة 16 من الشوط الثاني، فقد نجح الميلان في الحفاظ على تقدمه طوال المباراة بفضل الأداء الباهت للإنتر، ليستعيد فريق المدرب أليغري، صدارة الدوري الإيطالي برصيد 26 نقطة، بينما يظل الإنتر بقيادة المدرب رافائيل بينيتز قابعا في المركز الخامس برصيد 20 نقطة فقط.

وفي أعقاب المباراة، صرح إبراهيموفيتش قائلا: «ما شعوري الآن بعد أن سجلت هدفا في الإنتر؟ لا أشعر بشيء.. إنني ألعب للميلان وأبذل قصارى جهدي من أجله بغض النظر عن الفريق المنافس وإذا كان المنافسون يخشون من وجودي في الميلان، فهذا يسعدني كثيرا». وعن الالتحام القوي مع ماتيرازي، قال: «كنا نتنافس على الكرة، ولم أتعمد إلحاق الضرر به. لقد شعرت بأنه بخير آنذاك، ولكنني أشعر بالأسف لما لحق به، فكل ما أتذكره أننا دخلنا في تلاحم قوي، فانتهى به الأمر إلى السقوط على الأرض، لا أعلم مكان إصابته بالتحديد، ولكنني آمل أن يكون بخير».

واستأنف إبرا حديثه عن المباراة قائلا: «لقد قدمنا عملا رائعا، وكان هناك الكثير من التضحيات من جميع اللاعبين، خاصة في الشوط الثاني من المباراة، عندما أصبحنا عشرة لاعبين فقط. لقد لعبنا بقلب رجل واحد، وهو ما اتفقنا عليه قبل بداية المباراة، حيث قلنا إننا فريق واحد وتعاهدنا على اللعب بهذه الروح». وعن درع الدوري قال: «أعتقد أننا من ضمن الفرق المرشحة لإحراز اللقب، ولكن ما زال هناك متسع من الوقت. نحن نتمتع بالصدارة والأفضلية الآن، ولكننا سنركز في كل مباراة على حدة».

لقد أعادت مباراة الديربي إلى الأذهان تلك المباراة التي خاضها الفريقان في مارس (آذار) 2007، عندما قاد رونالدو الميلان إلى التقدم على الإنتر بهدف صاروخي في الدقيقة 40 من عمر المباراة، فانطلق البرازيلي للاحتفال بالهدف وسط جماهير الفريق، ولكن سرعان ما استيقظ الإنتر من غفوته، مدركا هدف التعادل ومن بعده هدف الفوز الذي سجله زلاتان إبراهيموفيتش. وكان السويدي قد صرح في عشية المباراة قائلا: «يجب أن أنتبه لكل شيء، وأن أحتفظ بهدوئي في الوقت نفسه. إذا ما حمل المرء نفسه بالكثير من الالتزامات، سوف ينتهي به الأمر إلى الفشل في بعض المواقف المهمة». ويبدو أن إبرا ما زال يتبع هذه السياسة في مسيرته، حتى بعد انتقاله لصفوف الميلان.

ومن خلال هذه المباراة، أكد الميلان على الثورة الفنية والتكتيكية التي شهدها الفريق في الآونة الأخيرة، كما برهن على قدرته على تلافي الأخطاء، خاصة في جبهة الدفاع. من ناحية ثانية، قدمت هذه المباراة صورة واضحة الملامح للمدير الفني في الفريق، ماسيميليانو أليغري، الذي خطا أولى خطواته نحو فهم الفريق بعمق، ومن ثم نجح في الاستفادة من الإمكانات المتوفرة لديه في واحدة من أكبر المباريات التي خاضها الفريق هذا الموسم. وتتمثل مظاهر نجاح أليغري في ثلاث نقاط أساسية هي: الكرات الطولية، الديناميكية وروح التضحية، وهي المحاور الرئيسية التي ركز المدير الفني العمل عليها منذ يوليو (تموز) الماضي، محاولا التخلص من المفاهيم الراسخة بداخل اللاعبين حول التركيز على الاستحواذ على الكرة، على حساب إيقاع اللعب وأداء الفريق. وفي الوقت نفسه، زرع المدير الفني مفاهيم جديدة حول إعادة الانطلاق والانتصارات، حتى وإن استلزم الأمر الاستغناء عن نجم كبير مثل رونالدينهو لمباراتين أو ثلاث مباريات على التوالي، لتثمر محاولات أليغري عن نتائج طيبة للغاية. وفي أعقاب المباراة، صرح أليغري قائلا: «لم نمنح الإنتر شيئا، ولم نترك لهم أي مساحات خالية حتى بعد طرد أبيتي. أما بالنسبة إلى روح التضحية التي بدا عليها الفريق، فهي مبدأ أساسي ولا يمكن الاستغناء عنه. لقد حققنا التوازن الذي افتقدناه مؤخرا بفضل القوة والعزيمة التي تميز بها الفريق، خاصة في بداية المباراة، ثم ركزنا بعد ذلك على الدفاع عن شباكنا بصلابة شديدة. إننا نمتلك الكفاءة، وكان بمقدورنا تسجيل المزيد من الأهداف، ولذلك فنحن نستحق هذا الفوز». وأضاف: «سيساعدنا هذا الانتصار الثمين على تعزيز ثقتنا بأنفسنا، كما أنني أرغب في إهدائه لباتو وإنزاغي الغائبين عن صفوف الفريق للإصابة».

وتطرق المدير الفني إلى الحديث عن أبرز الغائبين عن التشكيل الأساسي للفريق قائلا: «الجميع يشعرون بأهميتهم في الفريق، وغياب البعض عن التشكيل الأساسي حاليا، سيكون عاملا حاسما في نهاية المنافسة. وإذا تمسكنا بهذه الروح، سوف ننجح في اللعب أمام منافسين أكثر خطورة». ولم يذكر أليغري اسم رونالدينهو قط، ولكنه استأنف حديثه قائلا: «خيارات المدير الفني دائما ما تلقى استحسان 50 في المائة فقط من الجماهير». وعن طرد أباتي قال: «لقد انتهى الأمر بشكل جيد لحسن الحظ، بل إن خروجه من الملعب دفع الفريق إلى التركيز بشكل أكبر للحفاظ على الهدف». ومن جانبه، أكد سيدورف نجم خط الوسط قائلا: «نحن سعداء بفوزنا بهذه المباراة، ولكننا في حاجة إلى بعض الوقت لكي نبدأ عهدا جديدا. علينا أن نعرف أنفسنا بشكل أفضل، ولن يمكننا تحقيق التوازن المطلوب إلا عن طريق الحفاظ على النتائج الجيدة». وبسؤاله هل أصبح الميلان أقوى من الإنتر؟ أجاب: «فلنتحدث عن هذا الأمر في نهاية الموسم، على أي حال، لا يمكننا القول إن قوتنا وحدها ستقودنا إلى الفوز بدرع الدوري». وعن طريقة لعب الميلان وهل أصبحت على طريقة مورينهو؟ قال: «طالما تميزت الفرق التي يدربها مورينهو بتماسكها، وهو ما أصبح عليه الميلان مع أليغري، فنحن نتحرك بطريقة منظمة للغاية».

من جهة أخرى، عقب أليساندرو نيستا قائلا: «يكتسب هذا الفوز أهمية خاصة للغاية لأنه يعمق من حجم الفجوة التي تفصلنا عن الإنتر، كما أننا لم نفز بالديربي منذ سنوات طويلة، ولم نعش هذه الأجواء الرائعة. والآن، علينا أن نحقق إنجازا كبيرا في منافسة الدوري. لقد كان إبرا بارعا للغاية في الاحتفاظ بالكرة وتسجيل هدف الفوز». وعن الجدل الذي دار بينه وبين غاتوسو في الملعب، يوضح نيستا «عليك أن تتكلم بحدة مع غاتوسو في الملعب حتى يفهمك بسرعة، إننا متشابهون للغاية من حيث العصبية المفرطة، ولكننا حللنا هذه المشكلة بسهولة». أما روبينهو، فيتحدث عن مباراة الديربي الأولى له في إيطاليا قائلا: «لقد كانت الأمور أكثر بساطة في الشوط الأول من المباراة، حيث قدم الفريق أداء رائعا ونجحنا في غلق المساحات ببراعة، ثم ازدادت الأمور تعقيدا بسبب طرد أباتي. لقد تحلى الفريق بالشجاعة، خاصة إبراهيموفيتش الذي احتفظ بالكرة حتى دخل بها إلى منطقة الجزاء». وأخيرا، صرح زامبروتا قائلا: «هذا الانتصار المهم سيمنحنا المزيد من الاستمرارية في الأداء. لقد أطعنا تعليمات المدير الفني بعدم استقبال أي أهداف».