موراتي رئيس الإنتر غير سعيد بأداء الفريق والمدرب بينيتيز يتطلع للتعاقد مع نجم يصنع الفارق

الفريق تعرض للخسارة الأولى على أرضه منذ 53 مباراة

TT

أثارت هزيمة فريق الإنتر أمام غريمه التقليدي الميلان، في مباراة الديربي التي جمعت بينهما مساء أول من أمس بالجولة الثانية عشرة من مباريات دوري الدرجة الأولى الإيطالي، غضب ماسيمو موراتي، رئيس نادي الإنتر، الذي عنّف الجميع بشدة بداية من اللاعبين وصولا إلى الجهاز الفني للفريق، حيث تمكن الميلان خلال هذا اللقاء من التغلب على هيمنة الإنتر على مباريات الديربي، واستطاع بهدف السويدي إبراهيموفيتش أن يقتنص 3 نقاط غالية رفعت رصيده إلى 26 نقطة بفارق نقطة واحدة عن فريق لاتسيو. بينما تجمد رصيد الإنتر عند 20 نقطة في المركز الخامس.

ولم يتمكن موراتي من الحفاظ على هدوئه عقب هذه الهزيمة، بل صرح عقب المباراة مباشرة قائلا: «لا يبدو لي أننا انصعنا إلى طريقة لعب الميلان. لكن المشكلة هي أننا لم نلعب بالمرة. وهذا أمر مختلفا وأكثر خطورة. لم يرق لي أي شيء في الإنتر خلال المباراة، من الممكن أن تخسر لقاء ديربي ولكن هذه المرة لم يحاولوا التعامل مع المباراة، لا قبلها ولا بعدها. إننا لم نفكر بما فيه الكفاية من أجل الفوز بهذا اللقاء. لقد كانت مباراة سيئة ونحن لم نقدم أي شيء وإلا كانت النتيجة ستختلف». وبسؤاله هل كان غاتوسو، لاعب الميلان، يستحق الطرد خلال اللقاء؟ أجاب: «أجل ولكن ليس بالصحيح أن تعتمد في تحقيق الفوز خلال المباريات على الزيادة العددية بغياب لاعب منافس فحسب».

إذا أعدنا قراءة بعض تصريحات ما قبل المباراة، التي جاءت على لسان مسؤولي فريق الإنتر، فسندرك أن هناك حالة غريبة مخيمة على النادي. كان ماركو برانكا، مسؤول سوق الانتقالات في الإنتر، قد أوضح قبل مباراة الديربي قائلا: «إن الإصابات الكثيرة تحدث في فرق أخرى. ثم إننا كنا على علم بأنه في المرحلة الأولى، ربما ستواجهنا بعض الصعوبات على مستوى التركيز، مع المدرب الجديد والفريق الذي فاز بكل شيء وأنفق كثيرا في الموسم المنصرم. علينا أن نتجاوز هذه الفترة المتبقية من العام. وفي يناير (كانون الثاني) المقبل باستطاعتنا أن نعول على من تعافى». ولكن للأسف في غضون ذلك أصيب 3 لاعبين آخرين.

وقبل أن يتحدث موراتي كان أرنيستو بوليللو، المدير التنفيذي في نادي الإنتر قد صرح قائلا: «إن الفريق يعاني من إصابات كثيرة للغاية، ولكن ليست هذه هي المباراة التي نطيل فيها الحديث عن ذلك. أتمنى في المباراة المقبلة أن أرى الفريق أكثر شراسة حتى يمكنا تجاوز هذه الفترة العصيبة. ولكن نحن في بداية الموسم، وليس هناك حلول وسط». وعن المدرب بينيتيز قال: «العلاقات رائعة معه، وليست هذه هي المشكلة. لقد عانينا قليلا، بيد أنه يتعين علينا البحث عن التحسن».

وعقب اللقاء تحدث أيضا بمرارة، عدد قليل من لاعبي الإنتر. فقد أوضح شنايدر إلى إحدى شبكات التلفزيون الهولندية قائلا: «لقد كان الفريق سيئ في الشوط الأول، أما بالنسبة لما قدمناه في الشوط الثاني، فقد كنا نستحق التعادل. من الناحية البدنية أشعر أنني على ما يرام، بيد أنه من المحبط أنني لم أجد رفقاء دون رقابة أمرر لهم الكرة في الأمام، الست نقاط التي نتأخر بهم عن الميلان لا تعني أن الأمر انتهى، في الماضي كانت هناك تحولات أكثر صعوبة من ذلك». بينما صرح زانيتي، قائد فريق الإنتر، قائلا: «لقد بدأ فريق الميلان اللقاء أفضل منا، ثم بعدها كانت المباراة متوازنة. لقد قدمنا كل شيء، ربما بأفكار قليلة، غير أننا لم نتمكن من تسجيل الهدف. وفي هذه المباراة أيضا افتقدنا لخدمات لاعبين مهمين، ولكن العقلية العاشقة للانتصارات لا يتم فقدها في أشهر قليلة. بإمكاننا أن نعود أبطالا من جديد. كان غاتوسو يستحق الطرد، لقد أشرت إلى الحكم تاليافينتو بأن هذا كان الخطأ الثالث لغاتوسو بعد تعرضه للبطاقة الصفراء. ولكن الحكم شاهد اللعبة بطريقة مختلفة. من المؤكد أيضا أن أرضية معلب استاد سان سيرو لم تساعدنا على الأداء الجيد. فهي تذكرني بأرضية سان سيرو منذ 10 سنوات مضت، عندما لم يكن باستطاعتنا الوقوف عليها، غير أن هذا ليس بالعذر الكافي».

وصرح كوردوبا بهذا الصدد قائلا: «إن هذه الأرضية ربما تكون أحد أسباب الإصابات»، وأخيرا قال كاستيلاتزي، حارس مرمى فريق الإنتر: «كنت كالمشاهد خلال الشوط الثاني، ولم تتعرض شباكي لهجمات، غير أن فقد لاعبين في مباراة كهذه يجعل من الصعب العودة إلى اللقاء».

إن الإسباني رافائيل بينيتيز، مدرب فريق الإنتر، في موقف لا يحسد عليه الآن، فقد خسر لقاء الديربي، فضلا عن أنه حصد خلال الثلاث مباريات الأخيرة التي خاضها فريقه نقطتين فحسب. سيبقى بينيتيز داخل غرفة خلع الملابس يتحدث إلى اللاعبين ويتحدثون هم إليه. إن فريق الإنتر، صاحب الثلاثية في الموسم الفائت، يعاني، وكذلك مدربه الذي سيعود أعداؤه من جديد للنيل منه بعد هذه النتائج الهزيلة. وقد أعرب المدرب الإسباني عن استيائه من الهزيمة قائلا: «من الواضح أنه لا يروق أن نكون على بعد 6 نقاط من الميلان. فلقد خسرنا مباراة مهمة تغيرت مجرياتها بعد دقائق قليلة من بدايتها. ولكن الموسم لا يزال طويلا، ومن المؤكد أنه يتعين علينا أن نبدأ في العمل بشكل جيد على الفور. إن خسارة مباراة الديربي ليست بالأمر الهين، بيد أنه علينا الآن استئناف السير»، وأوضح: «الفريق في حاجة إلى تدخل من جانب سوق الانتقالات، أجل، ننتظر يناير (كانون الثاني) المقبل، فنحن ننتظر شيئا ما؛ فاللاعبون ينتظرون قدوم أحد بإمكانه صنع الفارق».

إن بينيتيز يمر الآن بلحظات صعبة لأن الوقت الراهن يشهد انضمام 3 لاعبين آخرين إلى قائمة المصابين في الفريق (لأسباب مختلفة، ومن بينهم لاعب يبلغ من العمر 19 عاما)، فضلا عن أن فريق الإنتر، قبل مباراة أول من أمس، لم يكن يخسر على أرضه منذ 53 لقاء، منهم 46 في الدوري المحلي، آخر خسارة للإنتر على أرضه كانت في مارس (آذار) 2008. إنها طبيعة الحياة. لقد شاهد المدرب الإسباني المباراة وهي تنقلب بعد دقائق قليلة من بدايتها. وواصل بينيتيز تصريحاته قائلا: «أود تكرار أن الإصابات التي تعرض لها لاعبو الفريق حدثت في مواقف مختلفة مقارنة بالمران الذي نقوم به؛ فنحن نتدرب كثيرا بالكرة، وهناك أسباب وراء ذلك، ونعرفها جميعا. لقد قدم هذا الفريق في الموسم الفائت 110 في المائة من طاقته، فضلا عن أن هذا الموسم بدأ بعد المونديال، وكان هناك لاعبون في حاجة إلى الراحة، غير أنه لم يكن هناك وقت لذلك. لماذا دفعت بماتيراتزي؟ لقد كان يبدو لي أنه الرجل المثالي لإيقاف إبرا. تدخله ضد إبرا في الكرة التي احتسبت ضربة الجزاء من خلالها كان سيئا للغاية. ولكن من الصعب معرفة إذا كانت هناك نية وراءها. على أي حال لقد ارتكب ماتيراتزي خطأ واحدا».

إن بينيتيز يعاني، ولكنه لا يزال محتفظا بنبراته الهادئة غير أنه، من المؤكد، ليس باستطاعته القول إنه شاهد فريقه وهو يسدد 25 مرة على مرمى الميلان. لقد استعد رأفا لهذا اللقاء بطريقة لاعب الرومبو وبالفعل استهل بها المباراة، ثم تعرض أوبي للإصابة، فضلا عن تسجيل إبراهيموفيتش لهدف الميلان بعد 4 دقائق من بداية اللقاء، واضطر المدرب الإسباني إلى العودة لطريقة 1 - 3 - 2 - 4. ولكن هذه الطريقة لم تؤتِ أيضا ثمارها. يذكر أن فريق الإنتر لم يفز في الدوري المحلي منذ مباراة جنوا التي لعبها خارج أرضه في 29 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وسجل فيها مونتاري هدف اللقاء عن طريق الحظ. لقد كان الحظ حليف الإنتر آنذاك. ويتابع بينيتيز تصريحاته قائلا: «في الموسم الفائت كان الإنتر أحيانا يفوز أيضا في اللحظات الأخيرة من المباريات». وربما أن رأفا كان يريد إضافة عبارة «ولكن هذا الموسم لا». وأردف المدرب قائلا: «لقد كان ميليتو في الموسم الماضي هو دائما المسؤول عن التهديف وكان باقي رفقائه في الفريق يحاولون تمرير الكرة إليه، بيد أن إيتو مهاجم من نوع مختلف. الهولندي شنايدر عاد إلى الفريق عقب المونديال ولم يسترح إلا قليلا. والثلاثة جميعهم ليس بإمكانهم الآن تقديم نفس مستوى الموسم الفائت. إذن، فقد بدأنا هذا الموسم بشكل جيد، ولكننا لم ننجح في تقديم اللعب الممتع أمام الميلان.

كان من المفترض لهذه المباراة أن تكون هي نقطة التحول بالنسبة لفريق الإنتر، غير أن النتيجة كانت مخزية لموراتي ومشجعي الفريق، وكذلك لبينيتيز الذي اختتم حديثه قائلا: «لقد فقدنا السيطرة على مجريات اللقاء بعد دقائق قليلة، ولكن في الشوط الثاني أعدنا زمام الأمور إلى أيدينا، ولا سيما بعد طرد أباتي، لاعب الميلان. لقد اتسمت هجماتنا بالاستعجال وعدم الهدوء في التمريرة الأخيرة».