باجيو: تغلبت على الأخطاء والظلم بالحوار

حصل على جائزة «سلام العالم» لعام 2010

TT

> على خلفية تسلمه، في مدينة هيروشيما اليابانية، جائزة «سلام العالم» لعام 2010 التي يمنحها الحائزون على جائزة نوبل للسلام، لالتزامه في المشكلات المجتمعية، أبدى روبرتو باجيو، أسطورة الكرة الإيطالية، رغبة في التعرف على أونغ سان سو تشي، زعيمة المعارضة التي تم رفع الإقامة الجبرية عنها مؤخرا، وهذا جانب من خطابه الذي قرأه أمام الحضور:

«السادة المحترمون، أناس السلام اللامعون.. التعلم من أخطائنا والإيمان عن يقين بالصفاء الجوهري للجنس البشري، أعتقد أنه يمكن أن يكون قاعدة ننطلق منها من أجل الحوار بين الشعوب ومعرفة حماقة الحرب.

اليوم، على كوكبنا، هناك عدد كبير من النزاعات التي نتحدث عن القليل منها، مثلما توجد قضايا كبيرة للمعاناة: الفقر، الجوع، الأوبئة.. كل ذلك لمسته بيدي، لكن خبرات قصيرة قادرة على خلق إدراك كبير في داخلي، وخاصة على إيقاظ رغبتي العميقة في المشاركة مجددا، وإن كان بطريقة صامتة ومتواضعة، في معاناة تلك الشعوب التي جعلتهم الحرب أكثر تهميشا وفقرا.

في داخل كل واحد منا، تستقر قوة من شأنها جعله مروجا نشطا لثقافة السلام، علينا مراقبة عالمنا الصغير ومعرفة مدى قدرتنا فعلا على نشر الحوار والمعرفة المتبادلة، وهما عنصران ضروريان من أجل ثقافة السلام.

لقد كانت هناك لحظات في حياتي، لو اتخذت فيها مسلكا غير مسؤول ردا على أخطاء أو ظلم تعرضت له لدخلت في سلسلة من ردود الأفعال السلبية، لأخلق بهذا نزاعا. وبفضل التشجيع الذي حظيت به من جانب عائلتي أولا ثم من معلمي دايساكو إيكيدا فيما بعد، تعلمت أن عرض أسبابي ودوافعي باستخدام قوة الحوار يساندني ويشجعني على الذهاب بعيدا عن الافتراءات والظلم. وبهذا تجنبت معارك صغيرة في مجالي. لو أن كل فرد منا صار بطلا حديثا، وأقصد بهذا المفهوم كل شخص يعمل بتفان من أجل مستقبل الإنسانية من خلال تحسنه على المستوى الشخصي، سيكون إرساء السلام أكثر يسرا.

أتوجه إليكم، إلى المؤسسات، إلى العلماء وسفراء السلام، فأنتم الذين تعطون المثل أولا، أيضا مثلما تفعلون في هيروشيما، أحد الأماكن الشاهدة على واحدة من أكبر الكوارث التي يذكرها الإنسان.. تمكنت مدينة السلام هذه من أن تبعث لنا جميعا المعاناة التي عاشتها، عبر (متحف السلام التذكاري)، و(النصب التذكاري لضحايا القنبلة). كل مدينة في العالم تنشأ فيها أجيال جديدة للمستقبل لا بد أن تكون قادرة على عرض تذكرة لما فعله الإنسان مدمرا القيمة الإنسانية.

الحروب والأسلحة التي تصير أكثر تقدما دائما ينبغي ألا تكون أبطالا بعد. في كل مكان، نحن موجودون، ومعنا طموحاتنا وأحلامنا، وبالقرب منا يعيش ويحلم آخرون مثلنا، ولهم الرغبات نفسها وربما الاحتياجات نفسها. لنتحد في الحوار، ولنتجاوز الاختلافات والتوجسات، ولننشئ جسرا للصداقة في كل مكان.. لا ينبغي أن نخشى المستقبل، ولا ينبغي أن نكف عن تمني وجود عالم خال من الأسلحة والحروب.

أود أن أشكر جميع من أرادوا تكريمي بهذه الجائزة، وأقول فقط إنني سعيد جدا لمنحي الفرصة كي أكون معكم جميعا، أنتم (بناة السلام العظام)».