مشجعو يونايتد يتهمون مالكيه الأميركيين بتسديد ديونهم من أموال النادي

طالبوا بالإفصاح عن مصدر سداد عائلة غليزر 220 مليون إسترليني

TT

دخلت مجموعات من مشجعي نادي «مانشستر يونايتد» في تحدي مع عائلة غليزر الملاك الأميركيين للنادي، مطالبين إياهم بإزالة الغموض المحيط باتفاق لسداد ديونهم مرتفعة الفائدة والتي تقدر بنحو 220 مليون جنيه استرليني لمشاريعهم الخاصة.

وتساور جماهير يونايتد المخاوف بشأن ديون عائلة غليزر منذ فترة طويلة وأنها ربما تسدد من خزينة مما يعوق الشؤون المالية للنادي وخطط تدعيم الفريق.

ومع تأكيد عائلة غليزر أنه لم تؤخذ أي أموال من خزينة النادي لتسديد الديون البالغة 220 مليون جنيه استرليني، بمعدل فائدة باهظ يبلغ 16.25%، توقع محللون أن يكون آل غليزر، قد أعادوا تمويل سداد الدين اعتمادا على معدل فائدة أفضل. إلا أن ديفيد غيل، الرئيس التنفيذي لمانشستر يونايتد أصر مجددا على أن قرض الدفع عينا مسألة لا تخص النادي، وادعى عدم معرفته بكيفية سداد ملاك النادي الجدد للقرض. وأفرط غيل في الثناء على التوجه الذي سلكه آل غليزر وخاطر بإثارة غضب المشجعين بقوله إنهم أداروا شؤون النادي باحتذائهم حذو أفضل التقاليد التي تركها خلفه سير مات بوسبي.

ولدى إعلانه عن نتائج الشهور الثلاث حتى نهاية سبتمبر (أيلول)، حسبما يفرض عليهم شروط عرض وثيقة الدين المثيرة للجدل بقيمة 526 مليون جنيه استرليني التي أثارت موجة اعتراضات ضخمة ضد آل غليزر في يناير (كانون الثاني)، صرح النادي بأنه «يمكن لمجلس الإدارة التأكيد على أنه لم تكن هناك أي سحوبات من عائلة غليرز من أرباح أموال النادي».

خلال مؤتمر عبر الهاتف عقده مع المستثمرين، وعد إيد وودورد، رئيس فريق العاملين، بأن آل غليزر لن يحصلوا على أرباحهم المحددة كدفعة واحدة بحد أقصى 127 مليون جنيه استرليني، حسبما يحق لهم طبقا لشروط وثيقة الدين، من حسابات النادي خلال الربع المقبل من العام. وقال: «ليست هناك خطط لتقديم مدفوعات لعائلة غليزر كما تردد بالصحف».

وفي تصريحات لقناة «سيريوس إكس إم» الأميركية ونقلتها صحيفة «الغارديان» أمس، قال غيل إن إصدار إنذار إجباري يشير لعزم عائلة غليزر سداد الديون بأكملها الاثنين القادم يثبت وجهة نظره التي لطالما أعرب عنها بأن الديون لا صلة لها بالنادي. وقال: «لقد أكدت لسنوات أن الديون لا صلة لها بالنادي، وهي حقيقة بالفعل. إنها فوائد متراكمة اعتمادا على نسبة فائدة تبلغ 16.25%. والآن يجري سدادها. الأمر الوحيد الذي أعلمه يقينا أنهم لا يستغلون أي أموال تخص النادي في هذا الأمر. لدينا أكثر من 100 مليون جنيه استرليني بالبنك، وهم لا يستخدمون من جانبهم أي أموال تخص النادي في سداد الديون، وهذا كل ما يمكنني تأكيده».

من ناحية أخرى، يعتقد أعضاء «رابطة مشجعي مانشستر يونايتد»، أن الضغوط التي مارسها المشجعون هي التي حالت دون إقدام آل غليزر على الحصول على أرباح من النادي واستقطاع أموال منه لسداد الديون، حسبما يحق لهم طبقا لشروط عرض وثيقة الدين. إلا أنه يعتقد أن آل غليزر سعوا حتى الأسبوع الماضي نحو الحصول على موافقة حاملي قرض الدفع عينا على حصولهم على 50 مليون جنيه استرليني من أموال النادي لإعادة شراء الدين، قبل أن يغيروا استراتيجيتهم ويتوصلوا لوسيلة أخرى لسداد الديون التي تسدد عينا بدلا من ذلك.

حتى الآن، ما يزال من غير الواضح بعد ما إذا كانت عائلة غليزر قد توصلت إلى أموال لسداد القروض، التي أدى تراكم فوائدها حتى الوصول لموعد الاستحقاق عام 2017 إلى تجاوز مبلغ 660 مليون جنيه استرليني - إضافة إلى دين بقيمة 526 مليون جنيه استرليني يخص النادي ذاته.

وكشفت النتائج المعلنة انحسار مجمل الخسائر ربع سنوية مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي من 7.7 مليون جنيه استرليني إلى 4.9 مليون جنيه استرليني.

وتحدى أعضاء «رابطة مشجعي مانشستر يونايتد»، الذين قادوا مظاهرات من قبل وتحالفوا مع مجموعة من المستثمرين الأثرياء يعرفون باسم «ريد نايتس» ما يزال طلبهم لشراء النادي ساكنا، آل غليزر للكشف عن موقفهم علانية. وقالت الرابطة في بيان لها: «حان الآن الوقت كي يخرج آل غليزر أخيرا للعلن ويقولون حقيقة ما يدور داخل مانشستر يونايتد وخططهم للفترة القادمة. ما الذي يخفونه؟ لن نقبل بمزيد من السرية. ولن نقبل بمزيد من اللف والدوران. أخبروا المشجعين بالحقيقة فحسب». من ناحيته، أعرب دنكان دراسدو، الرئيس التنفيذي للرابطة، عن أمله في أن تزيد الخطوة الأخيرة من جرأة المشجعين، مشيرا لاعتقاده بأن الحملة التي تزعمها الصندوق هي التي منعت آل غليزر من الحصول على أموال من النادي وأجبرتهم على البحث عن بديل. في المقابل، أشاد غيل بملاك النادي، وبنجاحهم في تعزيز العائدات التجارية للنادي - بارتفاع 24% سنويا طبقا للنتائج المعلنة. وقال: «تتميز عملية اتخاذ القرار بسرعة واضحة. إن الأمر لا يتطلب سوى إجراء اتصال هاتفي واحد وتجدهم يعلنون موافقتهم، وهو أمر إيجابي». وأوضح أنه رغم توافر أموال لشراء لاعبين جدد لدى النادي، فإن فلسفة «مانشستر يونايتد» قامت دوما على فكرة شراء مواهب شابة ورعايتها. ورغم إدعاء بعض المشجعين أن النادي يفتقر إلى المال بشدة بسبب معدلات الفائدة الباهظة، أكد غيل وسير أليكس فيرغسون، مدرب الفريق على توافر المال الكافي لدعم الفريق لكن هناك سياسة للشراء. وسبق أن أوضح غيل أن عائلة غليزر لديها خبرة كافية بإدارة المشروعات الرياضية الكبيرة وهم يدركون جيدا أن نجاح مانشستر يونايتد يؤدي حتما إلى نجاحات كبيرة على كافة الأصعدة.

وتعهدت عائلة المليونير الأميركي مالكولم غليزر مالك غالبية أسهم النادي بمواصلة مسيرة الفوز بالبطولات وبالالتزام بالقواعد التي يضعها الاتحاد الإنجليزي وإدارة الدوري الإنجليزي الممتاز.

وأضاف جيل: «أعتقد أن إصرارهم على إبقاء واين روني وأنه لن يتم بيعه مطلقا مهما بلغ الأمر هو تأكيد على حرصهم للارتقاء بالنادي والفريق».

وكان النادي قد أعلن الشهر الماضي عن الخسائر المادية التي مني بها خلال الـ12 شهرا التي سبقت الثلاثين من شهر يونيو (حزيران) الماضي وبلغت 79.6 مليون جنية استرليني.

يُشار إلى أن عائلة غليزر الأميركية كانت قد اشترت نادي مانشستر يونايتد عام 2005 بمبلغ 800 مليون جنيه استرليني.

ويقول المنتقدون إن المالكين الجدد قد أغرقوا النادي الإنجليزي العريق بديون هائلة، الأمر الذي أدى إلى احتجاجات من قبل أنصار النادي. ويواصل العديد من عشاق مانشستر يونايتد مقاطعة القمصان والأوشحة الحمراء التقليدية للنادي، ويرتدون بدلها الألوان الخضراء والذهبية، وهي الألوان الأصلية لنادي نيوتن هيث للهواة الذي تأسس عام 1878 وأصبح يُعرف فيما بعد باسم نادي مانشستر يونايتد.