بنيتيز: لست نادما على خلافتي لمورينهو.. وجئت إيطاليا للفوز وليس لتعلم اللغة

الإصابات والتناغم المفقود تهدد مستقبل مدرب الإنتر وصبر موراتي أوشك على النفاد

TT

لم يسقط رافائيل بنيتيز بعد، ولكنه ما زال يتأرجح بين عواصف الجدل والنتائج السلبية التي حققها الفريق في الآونة الأخيرة، محاولا كسب ثقة ماسيمو موراتي الذي تسربت إلى داخله الشكوك حول كفاءة المدير الفني، ويبدو أن صبره قد نفذ بالفعل. وكانت الهزيمة أمام الميلان في مباراة الديربي بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، والشاشة التي أظهرت له إخفاقات الماضي التي تخلص منها بالفعل بفضل الإنجازات التي حققها الفريق تحت قيادة جوزيه مورينهو، خاصة أن الإنتر لم يمن بهزيمة مماثلة في مباريات الديربي منذ ثلاث سنوات. قد تكون الهزيمة في مباراة الديربي أقل وطأة من التعادل أمام بريشيا أو ليتشي من وجهة نظر الكثيرين، بيد أن الرئيس موراتي يرى الأمر من منظوره الخاص حيث يقول: «الديربي هو الديربي، ولا بد من التعامل معه بعقلية مختلفة تماما». جدير بالذكر أن الرئيس موراتي كان قد أوضح أهداف الفريق في الموسم الجديد منطلقا من ضمان التأهل للدور ثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية، ولكن يبدو أن قبطان الإنتر فقد بوصلته واضطر الفريق إلى تغيير وجهته نحو المجهول. ولا يزال موقف موراتي من الوضع الحالي في الفريق غامضا، ويصعب التنبؤ بنيته وإذا ما كان يفكر في إنهاء الأزمة الحالية بقرار صعب مثل إعفاء بنيتيز من تدريب الفريق، خاصة أنه على اتصال دائم بليوناردو وسباليتي وريكارد، أم أنه قد اختار خليفة المدرب الإسباني بالفعل؛ حيث يتردد أنه يفكر في التعاقد مع غوارديولا وكابيللو لتكوين طاقم فني مشترك، ولكن هذه الفكرة تبدو مرفوضة تماما من الناحية الاقتصادية، كما أن هذا القرار يستلزم الانتظار حتى يناير (كانون الثاني) المقبل، وهو ما يعقب عليه موراتي قائلا: «لا مجال للمزاح هنا. لا يمكنني الانتظار حتى العام المقبل». من جهة أخرى، أدرك الرئيس موراتي مع مرور الوقت أن هناك حالة من التناغم المفقود بين رافائيل بنيتيز والفريق، وكذلك الطاقم الطبي والإداري في النادي، وهو ما يصعب من مهمة برانكا، مسؤول الانتقالات في الإنتر، في سوق الانتقالات الشتوية. كما أدرك رئيس النادي أنه عهد بمهمة تدريب نفس الفريق الذي اعتاد على مورينهو إلى مدير فني مختلف تماما عن سابقه خاصة من ناحية الأداء وطريقة العمل. ولا يخفى على أحد أن سلسلة الإصابات التي تعرض لها اللاعبون كان لها دور كبير فيما حل بالفريق، حيث بات الإنتر أكثر ضعفا عقليا وبدنيا. أما الجانب البدني، الأمر الذي يؤرق رئيس النادي بشكل كبير، حيث يضع الفريق في مأزق جديد قبل كل مباراة، حتى أصبحت الإصابات هي المتحكم الوحيد في أداء الفريق وخيارات المدير الفني. ولا يختلف الأمر كثيرا بالنسبة للجانب العقلي، حيث فقد اللاعبون ثقتهم بأنفسهم، وتلاشت أحلامهم بالحفاظ على الألقاب الثلاثة التي أحرزها الفريق في العام الماضي. ويعقب موراتي قائلا: «الفريق موجود الآن، وليس هناك داع للانتظار حتى يناير المقبل. هذه المجموعة من اللاعبين لم تفز منذ عشر سنوات، بل من ثلاثة أشهر فقط، ولطالما قيل إن فريق الإنتر مبالغ به لأنه يضم عددا كبيرا من النجوم. إنني أبحث عن الحل المناسب، ولكن لا بد أن أعرف هل يستحق الأمر المعاناة أم لا. أعترف لكم أنني شعرت في لحظة ما أن الفريق لا يحرز أي تطور، ولكن ربما ينجح اللاعبون في التعبير عن أنفسهم بشكل أكبر إذا ما عالجنا الجانب المعنوي لديهم». وفي النهاية، جدد بنيتيز الثقة في مديره الفني قائلا: «لقد تم اختياره لتدريب الإنتر لأنه واحد من أفضل من يتمتعون بخبرة كبيرة في مجال كرة القدم، ولديه القدرة على إدارة الفريق بشكل جيد. لم يكن من السهل البدء من جديد؛ فالفريق قدم أفضل ما لديه وفاز بكل شيء. ولكن عليه أن يفك شفرة هذا الفريق وأن ينطلق معه من جديد». وردا على تصريحات موراتي، صرح رافائيل بنيتيز قائلا: «لا أشعر أنني في موضع شك. لقد تحدثت مع موراتي في أعقاب مباراة الديربي وشعرت أنه يثق بي تماما. علينا جميعا أن نبذل المزيد من الجهد، ولا شك أن اللاعبين يرغبون في الفوز مثلي تماما بصرف النظر عمن يهبط إلى الملعب ومن يبقى على مقعد البدلاء». وأضاف: «لقد شاهدت المباراة مرة أخرى، ووجدت صعوبة كبيرة في النوم في هذه الليلة. ولكن اللاعبين يشعرون بغضب كبير بعد هذه الهزيمة، وستكون مباراة كييفو هي التحدي الأول لنا. الإصابات الكثيرة؟ الفرق الأخرى تعاني من نفس المشكلة. سنعيد ترتيب الفريق وسنسعى لاستعادة نغمة الفوز مثل العام الماضي. هل أشعر بالندم لموافقتي على خلافة مورينهو في الإنتر؟ إنني فخور بكوني مديرا فنيا في الإنتر. لم آت إلي إيطاليا من أجل تعلم اللغة الإيطالية بل من أجل الفوز. وأنا واثق من قدرة هذا الفريق على الوصول لهذا الهدف». ولا شك أن اليوم التالي لأية مباراة يخوضها فريق الإنتر أصبح لا يقل لعنة عن اليوم السابق للمباراة بالنسبة لفرانكو كومبي، مسؤول الجهاز الفني في الفريق؛ فقد اصطحب كومبي 2 من لاعبي فريق الإنتر (ميليتو وأوبي) لإجراء أشعة على نفس الفخذ.

وأسفرت الأشعة عن إصابة الأرجنتيني دييغو ميليتو بتمزق خفيف في المنطقة الخلفية لعضلة الفخذ الأيسر. إنها ليست انتكاسة لتلك المشكلة التي عانى منها اللاعب الأرجنتيني في مرتين سابقتين (أمام فريق روما في مباراة كأس السوبر الإيطالي ومع منتخب بلاده أمام اليابان)، فالإصابة هذا المرة مختلفة قليلا، غير أنها لا تزال في نفس العضلة، التي تتعرض للتمزق للمرة الثالثة حتى الآن. وعليه فليست هناك خطورة على اللاعب بيد أنه سيتعين عليه الغياب على الأقل خلال المباريات الثلاث المقبلة (كييفو - توينتي في بطولة دوري أبطال أوروبا وبارما على التوالي). ولكن هناك احتمالا ضعيفا لمشاركة الأمير ميليتو في مباراة لاتسيو (التي ستقام في 7 ديسمبر/ كانون الأول المقبل) ومباراة فيرديرلاحقا. إذن، فمن المحتمل أن يعود اللاعب الأرجنتيني إلى المشاركة الكاملة مع فريقه ابتداء من 15 ديسمبر خلال مباراة نصف نهائي بطولة كأس العالم للأندية. وقد أثبتت الأشعة أيضا أن إصابة أوبي أكثر خطورة من التي تعرض لها ميليتو؛ إنها تورم بين الدرجة الأولى والثانية في الفخذ الأيسر أيضا. وسوف يغيب أوبي عن الفريق 3 - 4 أسابيع: الأمر الذي يعني أن المرة المقبلة التي سنشاهد فيها اللاعب وهو داخل الملعب ستكون في أبوظبي (خلال كأس العالم للأندية).

على عكس ذلك سيكون ماتيراتزي جاهزا للمشاركة في مباراة الإنتر يوم الأحد المقبل أمام كييفو؛ فقد أكدت نتائج الفحص الطبي عدم وجود كسر في الفك وأن ما يعاني منه اللاعب مجرد مضاعفات نتيجة الارتطام الشديد الذي تعرض له إثر كرة مشتركة بينه وبين إبراهيموفيتش، لاعب الميلان، خلال مباراة الديربي يوم الأحد المنصرم. وأخيرا سيعود كامبياسو وخوليو سيزار إلى تشكيلة الفريق. لقد كان بإمكانهما المشاركة خلال مباراة الميلان الأخيرة، في حالة الضرورة القصوى، غير أن المدرب فضل عدم المجازفة. ومن المتوقع أن يعود خوليو سيزار إلى حراسة عرين الإنتر يوم الأحد المقبل. بينما ربما سيفضل بنيتيز تأجيل مشاركة كامبيوس إلى المباراة الهامة أمام توينتي في دوري الأبطال.

الحديث عن الإصابات في الإنتر يعود بنا إلى سوق الانتقالات، ومن المحتمل أن تكون هناك محادثات بين موراتي وبريتسيوزي، رئيس نادي جنوا، مطلع شهر يناير (كانون الثاني) المقبل. وتحمل الطاولة أربعة أسماء من لاعبي جنوا: رانوكيا وكريشيتو وبالاتشو وسكولي. والواضح أن سوق الانتقالات المقبلة ستشهد على الأقل انتقال واحد من هذه الأسماء إلى نادي الإنتر.

إن قائمة بنيتيز، مدرب فريق الإنتر تتوقع قدوم 3 لاعبين في يناير المقبل، ويأتي لاعب قلب الدفاع على قمة أولويات واحتياجات الفريق؛ ويدور الحديث في هذا الصدد حول اندرية رانوكيا، الذي يخضع لملكية مشتركة بين جنوا والإنتر، ويطالب بريتسيوزي بمبلغ 23 مليون يورو من أجل الاستغناء عن خدمات اللاعب مع وجود احتمال أيضا لرفضه إتمام الصفقة في يناير المقبل. وعليه فقد اقترح برانكا فكرة ضم كريشيتو، الجوهرة الدفاعية الذي يسعى الميلان وبايرن ميونيخ لضمه. وتصل قيمة بطاقة اللاعب إلى نحو 18 مليون يورو، بيد أن الأمر أيضا غير سهل. جدير بالذكر أيضا أن المدرب الإسباني بنيتيز قد طلب من مسؤولي النادي ضم دانيل أغير، لاعب ليفربول (7.5 مليون يورو). ولكن نادي الإنتر يفضل البديل الأقل تكلفة والمرحب به على أية حال من جانب بنيتيز. إنه اندريه بارزالي، لاعب فولفسبورغ الألماني، الذي ربما يتحرر من عقده مع ناديه الحالي في مطلع العام الجديد.