خليجي 20.. هل تكون مفتاح بيسيرو السحري لاقتحام قلوب السعوديين

مدرب الأخضر لا يحظى بشعبية كبيرة بين أنصار الكرة المحلية

TT

يسعى مدرب منتخب السعودية البرتغالي جوزيه بيسيرو إلى كسب ثقة المشجعين بعد الفشل في التأهل لكأس العالم عندما يخوض فريقه منافسات كأس الخليج لكرة القدم (خليجي 20) في اليمن التي تنطلق بعد غد الاثنين.

ولا يحظى بيسيرو البالغ عمره 50 عاما بشعبية كبيرة بين المشجعين في السعودية رغم سجله التدريبي الحافل الذي يشمل العمل مع فرق أوروبية عديدة منها سبورتنغ لشبونة البرتغالي وباناثينايكوس اليوناني ورابيد بوخارست الروماني كما عمل كمساعد لكارلوس كيروش في تدريب العملاق الإسباني ريال مدريد منذ نحو سبع سنوات.

ويرجع ذلك إلى إخفاق بيسيرو - الذي تولى مسؤولية قيادة السعودية العام الماضي في منتصف تصفيات كأس العالم وبدأ مشواره بقيادة الفريق لفوزه الأول في طهران على إيران - في الوصول للمحفل العالمي للمرة الخامسة على التوالي كما كانت الجماهير تحلم وتمني نفسها.

ومنذ ذلك الفشل الذي لم ينسه السعوديون بسهولة يحاول بيسيرو أن يعيد المياه إلى مجاريها وأن يكسب ثقة الجمهور لكنه عاجز عن تحقيق مسعاه هذا ويتحين النقاد الفرص لتصويب أسهمهم نحوه. وجاء اختيار بيسيرو في البداية 38 لاعبا لتمثيل المنتخب في خليجي 20 وكأس آسيا ليفتح ملف أهلية المدرب البرتغالي لقيادة الأخضر السعودي إذ اعتبر النقاد أن قرار استدعاء هذا العدد من اللاعبين يحمل مبالغة.

وقال نايف العنزي وهو مدرب سعودي ويعمل محللا رياضيا في قناة «الجزيرة الرياضية»: «لا أعرف سببا مقنعا لهذا الرقم الكبير ولا أجد تبريرا منطقيا لدى المدرب لكن بيسيرو في كل مرة يتحفنا بالجديد».

لكن المدرب دافع عن نفسه وقال: «الهدف من استدعاء 38 لاعبا للقائمة الحالية هو الإعداد لدورة كأس الخليج ونهائيات كأس أمم آسيا حيث سنختار من القائمة الحالية 26 لاعبا لدورة كأس الخليج وهي الأهم لنا بالنسبة للفترة الحالية إضافة إلى مواجهة موضوع الإصابات الطارئة». واختار بيسيرو الأربعاء الماضي تشكيلته النهائية لخليجي 20 بعدما استبعد معظم اللاعبين البارزين وهم وليد عبد الله ومبروك زايد وأسامة هوساوي ومناف أبو شقير وحمد المنتشري وعبده عطيف وأحمد عطيف ونايف هزازي وناصر الشمراني وسعود كريري.

وقال بيسيرو مؤخرا في تصريحات صحافية: «المنتخب السعودي يحرص دائما في أي مشاركة على تحقيق لقبها وهو ما سنسعى إليه في دورة كأس الخليج إضافة إلى أننا سنمنح الفرصة لعدد من اللاعبين الذين لم يشاركوا بشكل مكثف خلال الفترة السابقة من أجل اكتساب المزيد من الخبرة».

وأضاف المدرب البرتغالي أن خليجي 20 بطولة مهمة «لكن الأهم منها يبقى دائما كأس آسيا ونلعب دورة الخليج من أجل الفوز باللقب وتحقيق نتيجة إيجابية».

وهذه ليست المرة الأولى التي يعمل فيها بيسيرو في السعودية إذ سبق له تدريب الهلال عام 2006 وقاد الفريق لصدارة الدوري بعد النصف الأول من المسابقة بفوزه عشر مرات والخسارة مرة واحدة لكن النتائج تراجعت في الدور الثاني ورحل في يناير (كانون الثاني) 2007.

ومر عامان تقريبا قبل أن يعود بيسيرو إلى السعودية في فبراير (شباط) 2009 لاستكمال مشوار منتخب السعودية خلفا للمدرب ناصر الجوهر وقاد الفريق بعدها بنحو شهرين في الجولة السادسة للمرحلة الأخيرة من تصفيات كأس العالم وحقق بداية مذهلة بالفوز على إيران في طهران 2 - 1 لأول مرة في تاريخ البلاد لكنه فقد في النهاية بطاقة التأهل لجنوب أفريقيا بعد التعثر أمام البحرين في الملحق الآسيوي.

وطالب السعوديون بإقالة المدرب لكن رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأمير سلطان بن فهد أعلن تجديد الثقة في بيسيرو الذي دخل في خلافات مع بعض مدربي الأندية بعدما طالب باستمرار دوري المحترفين دون اللاعبين الدوليين لبعض الوقت.

وقال بيسيرو: «نعمل دائما على تقوية هوية المنتخب من أجل تمثيل مشرف في الاستحقاقات المقبلة وهو ما يعتز به اللاعبون مما يتطلب منهم مضاعفة الإحساس بالمسؤولية كما نعمل على مواصلة دمج لاعبي الخبرة مع الشباب».

ويدرك المدرب البرتغالي أنه مطالب بقيادة منتخب السعودية لتقديم عروض قوية ومحاولة الوصول إلى اللقب حتى يستطيع الحفاظ على منصبه حتى موعد كأس آسيا في قطر في يناير (كانون الثاني) المقبل.

وأراد بيسيرو أن يطمئن المشجعين، وقال: «الترتيبات المعدة لمرحلة الإعداد تسير كما هو مخطط لها سابقا من خلال الإعداد المتوازي من أجل المشاركة في دورة الخليج ونهائيات كأس أمم آسيا حيث نعمل في الجانب الخططي على تطبيق مجموعة من الخطط التي تدربنا عليها سابقا فيما لن يتم التركيز على الجانب اللياقي نظرا لكون اللاعبين الموجودين في القائمة الحالية قد شاركوا مع أنديتهم في عدد من مباريات الدوري».

يشار إلى أن نتائج المنتخب السعودي الأول لكرة القدم في العشر المباريات الأخيرة جاءت كالتالي تعادل مع روسيا البيضاء بهدف لمثله في 14 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وفاز على الكونغو في النمسا في 21 من مايو (أيار) الماضي وتعادل مع نيجيريا من دون أهداف في 25 من مايو وخسر من إسبانيا بثلاثة أهداف لهدفين في 29 من مايو الماضي وفاز على توغو بهدف نظيف في 11 من أغسطس (آب) الماضي وكسب أوزبكستان برباعية نظيفة في 9 أكتوبر (تشرين الأول) كما خسر من بلغاريا بهدفين نظيفين وفاز على الغابون بهدف في المباراتين اللتين أقيمتا في 12 من أكتوبر الماضي في معسكره باسطنبول كما فاز تعادل مع أوغندا ومع غانا دون أهداف في المباراتين اللتين أقيمتا في دبي يوم 16 و17 من الشهر الجاري.

وهو ما يعني أنه تعادل في أربع مباريات وخسر في اثنتين وفاز في أربع مواجهات.