إبراهيموفيتش يحطم سيطرة الإنتر ويقود الميلان للفوز على فيورنتينا

المهاجم السويدي اشتكى من الإجهاد وقال إنه مستعد للتضحية واللعب بقدم واحدة

TT

قاد السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، مهاجم الميلان، فريقه مساء أول من أمس السبت للفوز على فريق فيورنتينا بهدف نظيف، سجله في الدقيقة 45 من الشوط الأول، وذلك في إطار الجولة الثالثة عشرة من منافسات الدوري الإيطالي. وبتلك النتيجة رفع الميلان المتصدر رصيده إلى 29 نقطة، بينما تجمد رصيد فيورنتينا عند 15 نقطة يحتل بها المركز الثاني عشر.

وانفرد الميلان بالقمة بعد فوزه على فيورنتينا، مثلما فعل مع الإنتر، للجولة الثالثة على التوالي، ولو تعثر أحدهم من خلفه فسيكون بإمكان فريق أليغري التحدث عن الهروب بالصدارة، وكل الأرقام تصب في صالحه. إنه الفوز الرابع على التوالي للميلان، للمرة الثانية هذا الموسم، بأربع نقاط زيادة عن الموسم الماضي، حينما كان ميلان ليوناردو ثالثا في الترتيب، ومتأخرا بسبع نقاط عن الإنتر المتصدر.

إذا كانت لدى أي شخص شكوك، فإن الهدف الذي أبدعه إبراهيموفيتش مع انتهاء الشوط الأول يفهمنا أشياء عدة، لأنه مع الميلان حظوظه أوفر دائما في تحطيم ديكتاتورية الإنتر. امتداح اللاعب السويدي لا ينبغي أن ينسينا أفضال رفاقه أو وضعهم في مرتبة متأخرة عنه، فجميعهم كان بارعا في التضحية، بدءا من روبينهو. ويضاف إلى تماسك فريق بات متوازنا أخيرا الأداء المذهل للحارس أبياتي، قبل وبعد هدف التقدم والمباراة، وكذلك أداء ثنائي الدفاع نيستا - سيلفا، والقادة أمبروزيني وغاتوزو وسيدورف، الذي نال تصفيقا شديدا وترك مكانه في النهاية لرونالدينهو الغائب منذ مباراة كييفو، في 16 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. الجديد الوحيد أول من أمس هو سماح الميلان لخصمه فيورنتينا بالسعي للتعادل حتى اللحظة الأخيرة من المباراة، وهو أمر مقلق نظرا لأن الميلان فاز في ثلاث مباريات من تسع بفارق يزيد على هدف (4/0 أمام ليتشي، 3/1 على كييفو، و3/1 على باليرمو).

ميلان مكتمل: ترك المدرب أليغري رونالدينهو على مقعد البدلاء احتياطيا للمرة الرابعة على التوالي، مؤكدا على طريقة اللعب من خلال سيدورف كصانع ألعاب، ومن خلفه ثلاثة لاعبي وسط. إحقاقا للحق، لقد عانى الميلان هذه المرة من شخصية الخصم، وواجه خطرا أكثر مما كان متوقعا في الدفاع لأن أبياتي حرم هدف التقدم لفيورنتينا. كما شعرنا بغياب بيرلو الذي تم التقليل من شأنه بشكل ظالم في الانتصارات الثلاثة السابقة، على باري وباليرمو والإنتر، على الرغم من كون فلاميني وغاتوزو وأمبروزيني مفيدين جدا. صحيح أن سيدورف بارع في المساحات الضيقة في التمرير لروبينهو وإبراهيموفيتش، لكن لا أحد يمتلك التمريرة الطويلة التي يتميز بها بيرلو، وبما أن فيورنتينا كان يدافع بعشرة لاعبين أمام الحارس البولندي بوروك فمن المستحيل التسجيل. في ظل غياب بيرلو، صار تياغو سيلفا ثمينا، فقبيل انتهاء الشوط الأول، حينما تنامى الخوف من أول تعادل سلبي هذا الموسم، مرر كرة لإبراهيموفيتش، واللاعب السويدي، بينما يظهر أنه لاعب ذو فاعلية، رفع الكرة بـ«تنطيطة» أماتت كوموتو، قبل أن يبدع نصف تسديدة خلفية عكسية بيمينه لتسكن شباك حارس فيورنتينا. وحينما كان الوقت كافيا للميلان لضمان الفوز ومضاعفة النتيجة في الشوط الثاني كان فيورنتينا قد اقترب من التعادل أيضا، وبالتالي فقد أحسن صنعا أليغري بإدخال بواتينغ الذي ظهرت خطورته فورا بدلا من روبينهو، بينما كانت إعادة إطلاق رونالدينهو مجرد سكر النهاية.

شخصية فيورنتينا: رغم الخسارة، فقد خرج فريق فيورنتينا جيدا من أول رحلة له في ميلانو، وليس ذنب ميهايلوفيتش مدرب الفريق إذا كان إبراهيموفيتش كان يصنع الفارق في الماضي في فريقه السابق الإنتر والآن يواصل ذلك مع الميلان. الفضل يرجع للمدير الفني، إذ كان الضيوف يلعبون بشخصية أفضل أيام برانديللي، خاصة في الشوط الأول، حينما اختبر داغوستينو الحارس أبياتي من ركلة حرة. اللعب على الأجناب من خلال شيرشي وماركيوني وضع الميلان في صعوبة، حتى وإن افتقد الفريق دائما اللمسة الأخيرة على الرغم من حيوية ليايتش. ومع كامبوريزي (18 عاما) الذي يظهر لأول مرة، حيث حل مكان ناتالي، واصل فيورنتينا الدفاع بنظام مقتربا مجددا من التهديف عبر ليايتش، لكن الكرة لم تكن تريد الدخول. إذن، وإن كانت كل الهزائم تحرق، فالخسارة هكذا لا تعد خزيا.

من جهة أخرى، يترك المهاجم السويدي انطباعا بشتى المعاني: لقوته البدنية، لحسمه، لانتظامه، لتأثيره على الفريق، لجسارته في لعب التسديد. زلاتان إبراهيموفيتش يعد قوة نقية، الميلان أعاد له البسمة وهو يشكره «إنه أمر طبيعي أن تسير الأمور على نحو أفضل في كل مباراة، كنت قد قلت هذا، وكنا في حاجة للوقت لأنه جاء الكثير من اللاعبين الجدد».

إلى الآن هناك 9 انتصارات، بينما تزيد عن ذلك كثيرا النقاط التي حسمتها أهدافه، وهي 9 نقاط، والتي تعد أقل قليلا من ثلث نقاط الفريق في الترتيب. إنها أرقام تعكس بدقة ما قاله يوهان كرويف «زلاتان ينتمي إلى كرة القدم الإيطالية». من يعرف بأي روح قال الأسطورة الهولندية ذلك، والمعروف عنه عدم إعجابه الشديد بالدوري الإيطالي. لكن زلاتان لا تهمه تقريبا سواء الانتقادات أو التهاني، حيث يتابع «إنني أشعر بحالة جيدة جدا، لكنني أعاني كثيرا في الربع الساعة الأخير من كل مباراة، وأشعر بالإجهاد. ربما يتعين علي الراحة، لكن مع هذه المواقف هذا ليس ممكنا». لأنه يريد الفوز.

عاد إبراهيموفيتش إلى إيطاليا واستعاد لعب الكرات الحاسمة، وفي لقاء الديربي استغل الفرصة وسجل من ركلة جزاء شابتها القوة، وأمام فيورنتينا أخرج من جعبته كرة مذهلة حيث السيطرة على الكرة ونصف لعبة خلفية. وفي النهاية فإن أهدافه الحاسمة مع الميلان تبلغ 5 من 7، جلبت 9 نقاط لفريقه. وبهدفه في لقاء الديربي كسر زلاتان رقمه الخاص مع برشلونة، وهو ثلاثة أهداف حاسمة جلبت 6 نقاط. وهو اللاعب الذي لا ينسى التسجيل، لكن ليس مثلما كان في أعوامه الثلاثة مع الإنتر. فقد كان مثيرا للانطباع إبرا هذا، فقد سجل 8 أهداف حاسمة في موسمه الأول مع الإنتر، و9 في الثاني والثالث الذي كان مضطربا وشهد رحيله عن الفريق. والآن هو مستعد لكل شيء، فيقول «يتعين علي التحسن، لكنني مستعد للتضحية من أجل الفريق، وحسنا أيضا لو تم وضعي في الملعب لألعب بقدم واحدة».

«إنه محارب»، هكذا يصفه غالياني نائب رئيس الإنتر. «إنه لاعب مختلف تماما عما تصورته»، هكذا يقول عنه أليغري. أما تياغو سيلفا مدافع الفريق فيقول «إنه جبل يتعين صعوده». وأخيرا يقول إبراهيموفيتش «لا تقل إن هذا الميلان يعتمد كليا على إبرا، إننا معتمدون على الفريق، ومن دون رفاقي ما كنت لأفعل شيئا، كما أننا نعتمد أيضا على من لا يلعب مثل باتو وإنزاغي».