كولو توريه: لاعبو مانشستر سيتي لا يستحقون الأموال الكبيرة التي يتقاضونها

النجم الإيفواري يشير إلى استفحال الغرور بين اللاعبين وأنه لم يكن يرغب في ترك آرسنال

TT

يعتقد نجم كوت ديفوار كولو توريه أن بعض زملائه في مانشستر سيتي يعولون على السمعة التي اكتسبوها، ولا يبذلون الجهد الذي يستحق الحصول على المبالغ الطائلة التي يتقاضونها، وهم يحتاجون للعمل بشكل أكبر من أجل الفريق.

ويحتل سيتي المركز الخامس في ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بفارق ست نقاط خلف الصدارة، قبل مباراة الفريق أمام فولهام اليوم الأحد.

وقال توريه لصحيفة «نيوز أوف ذا وورلد» أمس: «عليك أن تكون صريحا حتى وأنت تؤذي مشاعر الأخرين.. وثمة لاعبون هنا لا أخشى أن أقول إنهم لا يعملون بشكل قوي من أجل الفريق، البعض لا يقوم بما هو كاف في التدريبات ويظل متوقعا المشاركة في المباريات».

وأوضح: «جميعنا يتقاضى مبالغ كبيرة في سيتي، ولكن البعض يحتاج إلى العمل بشكل أكبر، لا يمكنك أن تضمن مكانا بالفريق، حتى لو كنت لاعبا دوليا، إذا لم تظهر إمكانياتك خلال التدريبات».

وكان قد تردد أن المشكلات قد دبت بين اللاعبين ومدرب الفريق الإيطالي روبرتو مانشيني حيث دخل كل من إيمانويل أديبايور وواين بريدج وجوليون ليسكوت وشون رايت فيليبس في حرب كلامية مع المدير الفني متهمين إياه بالتعامل مع اللاعبين بمعايير مزدوجة عندما يتعلق الأمر باختيار قائمة الفريق.

وتردد أن الأزمة نشبت بين رباعي الفريق ومانشيني، بعد السماح لمواطنه ماريو بالوتيللي بمغادرة التدريبات في وقت مبكر، في اليوم التالي لمباراة الديربي أمام مانشستر يونايتد، رغم أنه لم يشارك في اللقاء.

بينما تملك الغضب أديبايور بعد مشاركته من على مقاعد البدلاء بدلا من كارلوس تيفيز في الدقائق الأخيرة من التعادل السلبي مع مانشستر يونايتد، وتردد أنه ركل لوحة التعليمات الفنية غضبا عقب المباراة.

لا يتناول توريه الخمر ولا يلعب القمار أو يذهب إلى الحفلات الليلية، ويصلي خمس مرات يوميا، ويتبرع بقدر كبير من راتبه الضخم للفقراء، ويصف يومه المثالي بأنه اليوم الذي يجلس فيه في البيت مع زوجته وابنيه. وقد لا يكون توريه، بوضوح، هو لاعبك النموذجي المفضل في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، لكنه يمتلك بعض الآراء غير التقليدية التي تؤكد وضوح هذا اللاعب ونضوجه، خاصة عندما اقترح أن يتم خصم بعض من رواتب اللاعبين عندما يكون الأداء سيئا في بعض المباريات والإصرار على أن بعض زملائه الأثرياء في الفريق الذين يتقاضون رواتب بالملايين لم يبذلوا قصارى جهدهم من أجل أن يحققوا الأداء المنشود. وجاءت صراحة توريه في أعقاب تصاعد الأزمات داخل أغنى ناد بالدوري الإنجليزي الممتاز. وكان المشجعون الغاضبون قد تهكموا على المدير الفني روبرتو مانشيني بعد التعادل السلبي في مباراة برمنغهام الأسبوع الماضي. ودخل مانشيني مرتين في مشاجرات على أرضية الميدان أثناء التدريب، كما وقعت مشاجرات أخرى حادة بين اللاعبين. وقد اعترف جونسون خلال الأسبوع الماضي بأنه قد يترك نادي سيتي للمشاركة ولعب كرة القدم بانتظام مع الفريق الأول بأحد الأندية الأخرى. ويقول توريه: «ثمة لاعبون لديهم غرور كبير هنا، ولكنك قد ترى هذا الأمر في كل الأندية. أنا انضممت إلى مانشستر سيتي من الآرسنال، حيث كان لدينا تييري هنري وباتريك فييرا ودينيس بيرجكامب، وكانوا كلهم من اللاعبين الفائقين، ولكن سلوكهم كان رائعا. وكان الشيء الأكثر أهمية بالنسبة للفريق هو الفوز بغض النظر عن هوية الشخص الذي كان يلعب. وإذا تشاجر كل شخص مع الآخر، فلن يتحسن أداء أو ترتيب الفريق». ورغم اعتراف توريه بأن بعضا من زملائه بالفريق يحتاجون إلى العمل بجد أكبر، يصر لاعب الوسط الإيفواري على أن اللاعبين البارزين في فريق مانشستر سيتي يستحقون رواتبهم الفلكية العالية. ويضيف توريه: «انظروا إلى كارلوس تيفيز، لقد قرأت أن مانشستر سيتي يريد أن يمنحه 250 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع خلال عقده التالي. لماذا؟ لأنه يستحق ذلك ولأنه أفضل لاعب في مانشستر سيتي. ويتحدث الناس أيضا عن راتب يايا توريه (شقيقه)، ولكنه يستحق راتبه أيضا. لقد وقع مع النادي من برشلونة، حيث فاز بخمس بطولات في عام واحد. وفاز يايا ببطولة دوري أبطال أوروبا، فهل فاز أي فرد من مانشستر سيتي بهذه البطولة؟».

وتابع قوله: «لقد جاء من ناد كبير إلى ناد يريد أن يكون كبيرا، لذا فهو يستحق الأموال التي يتقاضاها، ويحتاج الناس إلى أن تتفهم ذلك». ولكن مشجعي مانشستر سيتي لا يمكنهم أن يتفهموا أسباب إخفاقات الفريق على أرضيه الملعب بعدما أنفق الملياردير الإماراتي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، مالك النادي ملايين على تكوين فريق من أجل تحقيق إنجازات كبرى للنصف الأزرق من مدينة مانشستر. وقال توريه، البالغ من العمر 29 عاما: «كرة القدم لا تتعلق فقط بالمال، إنها تتعلق بتحقيق البطولات. ويرغب نادي مانشستر سيتي في أن يصبح ناديا كبيرا. ونحن نشعر بالضغط لأننا يجب أن نكون على قدر التوقعات، وما زال بإمكاننا الفوز بلقب الدوري الإنجليزي. ولا يمكنني القول إننا سوف نفوز بالدوري الإنجليزي لأن هذا الأمر صعب جدا، لأن هناك فرقا كبرى مثل مانشستر يونايتد وتشيلسي والآرسنال. وفي اللحظة الحالية، لا يتمتع الفريق بالتناسق والتناغم الكافيين. لقد لعبنا بشكل جيد في المباراة التي تمكنا فيها من هزيمة تشيلسي، ولكننا خسرنا أمام وولفرهامبتون ولا يمكننا أن نلعب بهذه الطريقة». ويقول توريه: «حدثت خلافات، ولكن الأندية دائما ما تشهد بعض الخلافات وهذا أمر طبيعي. وتظهر هذه الخلافات أن الفريق متعطش للانتصارات، وأن اللاعبين يرغبون في الفوز، وليس لدي أي مشكلة بهذا الخصوص. وعندما يكون لديك لاعبون من دول وعقليات مختلفة، فسوف تكون هناك خلافات دائما. ولكن الشيء الأكثر أهمية هو الفريق، وما دام كل لاعب يؤدي عمله، فسوف تكون هذه هي النقطة الأساسية، ولن تكون هناك أي مشكلات. وإذا بدأ احتواء اللاعب يتلاشى تدريجيا، فسوف يحتاج المدير الفني إلى السيطرة على هذا الوضع، ولكنه ليس بمقدوره الذهاب إلى منزل كل لاعب. وبالنسبة لي، فإن الشيء الوحيد الذي سوف يهدئنا هو الفوز ببطولة، ونحن نريد الحصول على بطولة هذا الموسم. وبعد ذلك، فسوف نتعود على الفوز بالبطولات». وبالطبع، يمتلك توريه تجربة شخصية حافلة بالبطولات، وكان جزء من فريق آرسنال الشهير الذي لا يقهر الذي حصل على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز عام 2004 وفاز أيضا بكأس الاتحاد الإنجليزي مرتين. ولكنه اضطر لمغادرة ملعب الإمارات الشهير بعد مشادة لاذعة مع قائد الفريق ويليام غالاس. يقول توريه: «مغادرة الآرسنال كان قرارا صعبا جدا. وكان السبب الرئيسي لمغادرتي هو أن علاقتي لم تكن جيدة مع غالاس. وفي البداية، كانت علاقتي معه رائعة؛ فقد كنت أعتبره أخا كبيرا وصديقا، ولكنه بدأ بعد ذلك في ازدرائي ومعاملتي بشكل سيئ. وكان يقول لي: لا تتكلم معي. ولم أعرف مطلقا السبب وراء ذلك. وقد بدأ هذا الخلاف عندما جعله أرسين فينغر، مدرب آرسنال، قائدا للفريق، وأعتقد أن غالاس كان يظن أنني حاقد عليه، ولم أكن كذلك، فلا تمثل قيادة الفريق بالنسبة لي شيئا مهما. وهنا في مانشستر سيتي، خسرت شارة القيادة لكارلوس تيفيز، ولكنني ما زلت ألعب أفضل مبارياتي في كرة القدم.. وفي الوقت الحالي، يمنح المدربون شارة القيادة إلى أي شخص لكي يجعله يعمل باجتهاد أكبر وبمثابرة كافية من أجل الفريق. ولا يبذل البعض جهدا كافيا في التدريب، ومع ذلك فإنهم يتوقعون اللعب». ويقول توريه: «نحن نحصل جميعا على رواتب مرتفعة في مانشستر سيتي، ولكن البعض يحتاج إلى العمل بشكل أكثر جدية، وإذا قال المدير الفني: أنت لم تعمل بجدية كافية، وسوف تحصل على نصف راتبك هذا الأسبوع، فسوف تجعل هذه المقولة اللاعبين يلعبون بشكل أكبر جدية. وأنا لاعب محترف، واللعب بانتظام هو أهم شيء، والمال شيء ثانوي بالنسبة لي». وكان توريه قد انضم إلى مانشستر سيتي بصفقة قيمتها 16 مليون جنيه إسترليني من فريق الآرسنال في شهر يوليو (تموز) عام 2009. وأضاف المدافع الإيفواري: «أردت أن أبقى في الآرسنال بسبب كرة القدم، وكانت الطريقة التي يلعب بها الآرسنال رائعة، ولكن عندما جاء وقت الرحيل، أردت أن أواجه تحديا كبيرا. ولم أرغب في السفر إلى الخارج لأن زوجتي وأبنائي استقروا في إنجلترا. وقد امتلكت الفرصة للانضمام إلى مانشستر سيتي وأن أكون جزءا من شيء مميز هنا أيضا». ويضيف توريه: «عرفت أن الملاك العرب سوف يستقطبون أبرز اللاعبين إلى النادي. وبالطبع، كان المال مهما، ولكن المال يأتي مع الاحترام الذي يظهره النادي لك. وأنا سعيد بمبلغ التعاقد، حيث تعاقدت بصفقة جيدة جدا مدتها أربع سنوات».