مصير أنشيلوتي في تدريب تشيلسي على صفيح ساخن

أكد أنه لا يملك السيطرة على الفريق ولم يدر بإقالة مساعده ويلكينز

TT

بعد تعرض تشيلسي للهزيمة الثالثة في مبارياته الأربع الأخيرة بالدوري الإنجليزي بدأت الشائعات تنتشر حول اقتراب إقالة مدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني من منصبه.

وكان تشيلسي سقط يوم السبت الماضي أمام مضيفه برمنغهام بهدف نظيف، لتنطلق بعدها التكهنات حول مستقبل المدير الفني. وبات هناك اعتقاد بأن التخلي عن راي ويلكينز المدرب المساعد لأنشيلوتي وتعيين النيجيري مايكل أيمينالو، المغمور والمؤثر في الوقت نفسه، ربما قوض من نفوذه داخل نادي تشيلسي.

وذكرت مصادر مطلعة أن المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، البالغ من العمر 51 عاما، يفكر في مستقبله مع النادي، حسبما ونشرت معظم الصحف الإنجليزية أمس - وسبقت «الديلي تليغراف» يوم السبت الماضي - خبرا عن غضب انشيلوتي إزاء الرحيل المفاجئ لمساعده ويلكينز.

ويشعر أنشيلوتي الذي يعترف بأنه لا يمتلك «السيطرة الكاملة على الفريق» بالقلق من أن يكون قد تخلى عن ويلكينز ومن أن تكون مكانته في كرة القدم العالمية قد تضررت، وأن تكون سمعته تراجعت بفعل الأحداث الأخيرة.

وقالت مصادر إن الرجل الذي نجح بشكل غير مسبوق في الفوز بالثنائية مع تشيلسي بعد فوزه بالدوري الإنجليزي الممتاز وكأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم خلال الموسم الماضي يؤمن بأن «هناك شيئا ما قد تعرض للكسر» وأنه قد لا يكون من الممكن إصلاح هذا الضرر.

ويعتبر مايكل إيمينالو شخصا مقربا من مالك النادي رومان أبراموفيتش، وجاء صعود نجم النيجيري البالغ من العمر 45 عاما - وهي الخطوة التي كشفت عنها جريدة «الديلي تليغراف» أيضا - بالتوازي مع وصول أفرام غرانت إلى ستامفورد بريدج، وهو ما أدى في النهاية إلى رحيل جوزيه مورينهو عن النادي. وكان غرانت هو من جلب إيمينالو إلى تشيلسي أيضا.

وذكر مصدر مطلع خلال الليلة الماضية أنه كان من الصعب تصور بقاء أنشيلوتي في تشيلسي بعد هذا الموسم، وأن إمكانية رحيله كانت قائمة حتى قبل هذا التاريخ، رغم أن هذه الخطوة بدت مستبعدة. ومن المقرر أن ينتهي عقد أنشيلوتي في صيف عام 2012، رغم أن المحادثات بشأن تمديد العقد قد لا تتم قبل انتهاء الحملة، التي أصبحت مهددة بالفشل بفعل تعرض الفريق لثلاث هزائم خلال المباريات الأربع الماضية في الدوري.

ولم يكن لأنشيلوتي دخل في قرار فصل ويلكينز، وقد أوضح عدم سعادته إزاء هذا القرار. وبعدما ادعى يوم الجمعة الماضي أن إيمينالو قد لا يسمح له بتدريب الفريق الأول، وأنه لم يكن البديل المباشر لويلكينز، اعترف أنشيلوتي بعد الهزيمة التي تعرض له فريقه أمام بيرمنغهام يوم السبت الماضي بأن: «إيمينالو يؤدي نفس العمل الذي كان يؤديه راي ويلكينز».

وعندما تم إخباره بأن مثل هذه الأمور لم تكن لتحدث قط مع السير أليكس فيرغسون في مانشستر يونايتد، قال أنشيلوتي بشكل معبر: «هل يجب أن تقارنني بفيرغسون؟ إنه موقف مختلف لأن فيرغسون يسيطر بشكل كامل على الفريق. وأنا فقط مدير فني. انتهى الكلام».

والأمر المثير للاهتمام هو أن إيمينالو جلس بجوار أنشيلوتي على دكة مقاعد البدلاء في ملعب سان أندرو - ولم يكن المدير الفني يرغب بالفعل في أن يجلس مساعده الجديد في أي مكان بالقرب منه - وكشفت لغة الجسد بين الاثنين عن هذا الوضع المحرج.

وتحدث أنشيلوتي مجددا عن رحيل ويلكينز فقال: «هذا ليس قراري. وهذا هو السبب الذي جعلنا نخسر المباراة. وقد خسرنا المباراة لأننا سجلنا هدفا واحدا فقط خلال أربع مباريات. ويجب أن نحسن من أدائنا، وأن نحافظ على تركيزنا بشكل أكبر».

ورغم أن أنشيلوتي لا يزال مصرا على أن تشيلسي يعاني بشكل أكبر بسبب الإصابات التي ضربت الفريق بقوة، وليس من جراء رحيل ويلكينز، لم يبد أن قرار التخلي عن ويلكينز البالغ من العمر 54 قد أدى إلى تدهور الأجواء السائدة حول النادي. وكانت هناك تخمينات بأن «قوة اللاعبين» ربما تكون قد لعبت دورا في رحيل ويلكينز، ولكنها قد لا تكون بعيدة عن الحقيقة لأنه كان يتمتع بشعبية داخل الفريق وكان محبوبا من قبل أنشيلوتي أيضا. ولكن، ربما يكون رومان أبراموفيتش مالك النادي وأصحاب القرار الرئيسيين في تشيلسي قد فكروا بشكل مختلف، وكان إيمينالو «كشاف المعارضة» يستعد للترقية لبعض الوقت. وفي الحقيقة، كانت هناك بعض الإشارات إلى أن إيمينالو كان من المقرر حتى أن يحل محل فرانك أرنيسين، المدير والمستشار الفني للنادي، الذي ينتهي عقده في نهاية الموسم الحالي، والذي يدرس حاليا مستقبله الخاص أيضا.

وإذا خسر تشيلسي كلا من أنشيلوتي وأرنيسين في نفس الموسم، فسوف يتسبب هذا الأمر في حدوث قدر كبير من الضرر داخل النادي، الذي بدا، مؤخرا، وكأنه قد عثر على استقرار غير مسبوق في ظل عمل الاثنين بشكل وثيق وناجح معا. وخلال الموسم الماضي، فاز تشيلسي ببطولتين، بينما اتخذ قرارا جريئا خلال فصل الصيف بالتخلي عن بعض اللاعبين كبار السن واللاعبين الذين يحصلون على رواتب مرتفعة واستبدال مجموعة من اللاعبين الناشئين الذين يتمتعون بالحيوية والنشاط بهم.

وكان ويلكينز قد وصل إلى تشيلسي منذ عامين لمساعدة لويس فيليبي سكولاري، المدير الفني الموجود في ذلك الحين، ولكنه بقي في النادي بعد رحيل المدرب البرازيلي. ورغم أن أنشيلوتي أراد أن يحضر معه مساعده الخاص عندما وصل إلى تشيلسي، فإنه أعجب بويلكينز وأحبه وامتدح إسهاماته مع الفريق في سيرته الذاتية المحدثة مؤخرا.

وكان من المزمع تجديد عقد ويلكينز، ولكنه تعرض للفصل من قبل الرئيس التنفيذي للنادي رون غورلاي بموافقة أبراموفيتش.

ويقول المسؤولون في تشيلسي إنهم سوف يحترمون شروط عقد ويلكينز بدفع مستحقاته، ولكن ويلكينز الذي سبق أن عمل في تشيلسي عندما كان الإيطالي فياللي مدربا، يدرس رفع دعوى قضائية ضد النادي بموجب نصيحة تلقاها من اتحاد المديرين الفنيين في الدوري الإنجليزي. ولم يقدم نادي تشيلسي أي أسباب لفصل ويلكينز من عمله.

وربما يكون هناك إحساس بأن أبراموفيتش كان يشعر بأن الأمور كانت «دافئة ومريحة» جدا في النادي، وأنه كان يحتاج إلى إعادة تنظيمها. وقد فعل ذلك بالتأكيد، رغم أن هذه الخطوة ربما يكون لها نتائج درامية.

وبعد الخسارة التي تعرض لها تشيلسي يوم السبت الماضي، ذكر أنشيلوتي أنه يتوقع أن يتعرض للنقد بعد التراجع الدرامي في حظوظ تشيلسي. وقال: «بوضوح (النقد) يمكن أن يحدث عندما لا يفوز الفريق. وهناك مسؤولية أكبر ملقاة على عاتق المدير الفني، ولكن هذا أمر طبيعي. هذا عملي. وإذا لم يؤد الفريق عملا جيدا، فمن الطبيعي أن أتحمل مسؤولية إضافية. وليس لدي مشكلة في ذلك. هل أنا مستعد للنقد؟ نعم، أنا مستعد. هذه هي حياة المدرب. إنها لحظة صعبة، ولكنني أعتقد أننا قادرون على مواصلة مشوارنا».

كما بدأت مكاتب المراهنات البريطانية في استقبال التوقعات على مصير أنشيلوتي حيث توقعت أن يكون هو المدرب التالي الذي يرحل عن منصبه في الدوري الإنجليزي الممتاز بنسبة ستة إلى أربعة.

ولم يرد أي تعليق رسمي على الأمر حيث لا يستبعد أن يكون مجرد رد فعل بناء على شائعات إقالته.