الإصابات مشكلة تؤرق الكرة الإيطالية.. وخبراء ينصحون بتغيير طرق التدريب

كثرة المباريات والتدريبات الخاطئة السبب الرئيسي في ارتفاع المعدل بنسبة 32%

TT

لقد صرح لويجي ديل نيري مدرب اليوفي قائلا يوم 4 نوفمبر (تشرين الثاني): «أشعر بقلق شديد بسبب الإصابات». وصرح ماسيمو موراتي رئيس الإنتر يوم 8 نوفمبر: «لا يمكننا في الوقت الحالي أن نكون على نفس مستوى الفرق الأخرى لأننا نعاني من عدد كبير من الإصابات». إنها نغمة أصبحت سائدة بين الفرق الإيطالية التي تعاني من لعنة الإصابات. إن ضحايا الإصابات في فريق الإنتر واضحون للجميع، بينما كان اليوفي هو الذي يعاني بشدة من الإصابات في الموسم الماضي، ويدل هذا على ازدياد معدل الإصابات في ملاعب الكرة مقارنة بالماضي. ولا يقتصر هذا على كرة القدم الإيطالية. ولهذا السبب تبنى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم مشروعا، تحت إشراف البروفيسور جان إكستراند، يتم من خلاله تقديم معلومات ونصائح ودراسات قيمة عن الوقاية من الإصابات وذلك عن طريق مراقبة ومتابعة الإصابات في الملاعب الأوروبية. ومن خلال عينة تشمل 70 ناديا أوروبيا توصل القائمون على المشروع إلى أن الفريق المكون من 25 لاعبا يعاني من معدل إصابات يبلغ في المتوسط 45 حالة خلال الموسم الواحد، ويقل هذا الرقم في حالة اللعب في أجواء حارة. وجاء تعليق البروفيسور إكستراند على هذه الأرقام على النحو التالي: «إن الأمر يشبه مصنعا يعمل به 25 عاملا يصاب منهم من 6 إلى 9 في كل شهر».

الوضع: وإذا كان متوسط الإصابات في أي فريق هو 45 حالة إصابة في الموسم فإن الوضع في دوري الدرجة الأولى الإيطالي يبعث على القلق. فبعد مرور ثلث الموسم الحالي تعرض الإنتر لـ37 حالة إصابة، والميلان لـ26 حالة إصابة وبولونيا لـ24 حالة وفيورنتينا لـ23 حالة. ويأتي الإنتر أيضا رغم أنفه على رأس تصنيف الفرق التي عانت من غياب اللاعبين في أكبر عدد من المباريات نتيجة لعدم جاهزيتهم البدنية. فقد بلغ مجموع المباريات التي غاب عنها لاعبو الإنتر 68 مباراة بزيادة مباراتين عن اليوفي. وليس من الغريب أن يكون موقف الفرق الصغيرة والمتوسطة، أو بصفة عامة الفرق التي لا تشارك في دوري أبطال أوروبا، أفضل في هذا الشأن. ويعتبر فريق لاتسيو الذي لا يشارك في البطولات الأوروبية هو أقل الفرق الإيطالية تعرضا للإصابات هذا الموسم (5 حالات فقط). ومن بين 265 إصابة تعرض لها لاعبو الفرق الإيطالية مجتمعة، هناك 166 إصابة، بمعدل 63%، في العضلات، وهي بالتالي ليست ناتجة عن كدمات أو أسباب أخرى. ولا شك أن هذا هو أكثر العناصر أهمية واحتياجا للدراسة في مسألة الإصابات للدراسة.

العوامل: إن أسباب الإصابات متعددة. كثرة عدد المباريات والضغط النفسي الشديد وقلة الوقت المتاح للشفاء والرخاء البدني للاعبين الذي يساهم في حصولهم على المزيد من المال. وبالتالي من السهل أن يشتكي اللاعبون من الجولات التي تقوم بها فرقهم ومن فترات الإجازة القصيرة ومن المباريات التي تلعب مساء في الجو البارد من أجل حقوق البث التليفزيوني. ويلقي روبرتو ساسي مدرب الأحمال بنادي دينامو موسكو الروسي وصاحب خبرة 30 عاما في هذا المجال الضوء على العوامل الرئيسية المسؤولة عن الإصابات: «إنني أسمع الكثير يتحدثون عن العوامل المؤدية للإصابات، لكنني لم أسمع أحدا ينتقد نفسه في هذا الصدد. مَن؟ الأجهزة الفنية. لا يمكن القول دائما إن الإصابات تحدث بسبب اللعب كل ثلاثة أيام أو اتهام الأطباء الذين قد تقتصر أخطاؤهم، إذا كانت هناك أخطاء، على مرحلة إعادة التأهيل والشفاء». ويشير ساسي بأصابع الاتهام نحو التدريبات فيما يتعلق بالنسبة الكبيرة من الإصابات في العضلات: «أولا يجب إعطاء المزيد من الاهتمام لمرحلة التدريبات التي لا تناسب مثلما أرى المجهود الشديد الذي يبذله اللاعبون داخل الملعب. وتقع المسؤولية هنا أيضا على اللاعبين الذين يشعرون بالملل سريعا من الإحماء. وثانيا يجب تعديل طريقة التدريبات، مع وضع فترات تدريبية وفترات نقاهة ملائمة. وثالثا أصبحت الفرق خلال السنوات الأخيرة تؤدي التدريبات الخاصة بتقوية العضلات بأقصى حمل تدريبي، لكن ذلك الأمر يجب أن يتفاوت طبقا لقدرات كل لاعب. إن (الآلات) القديمة التي تتدرب بشكل مبالغ فيه لم تعد تناسب كرة القدم الحديثة. إن أسلوب التدريب السائد حاليا هو الأسلوب الذي يعتمد على التوازن بين الجهد والتدريبات، وهو أسلوب يقلل من الإصابات العضلية لأنه يحول دون وصول الرياضيين إلى درجات عالية للغاية من القوة في التدريبات».

المقارنات: وهناك الكثير مما يستحق التغيير، وإلا فسيكون من الصعب حقا التخلص من مشكلة الإصابات التي ازدادت في السنوات الأخيرة. وبالرجوع إلى قاعدة بيانات ساسي يتضح أن نسبة غياب اللاعبين عن المباريات بسبب الإصابة في دوري الدرجة الأولى الإيطالي قد ازدادت من موسم 2006 ـ 2007 حتى موسم 2009 ـ 2010 بنسبة 32% وبإيقاع مستمر، حيث زاد عدد الإصابات من 1999 إلى 2633. وإذا نظرنا إلى الرقم الذي حصلنا عليه عن الإصابات في الموسم الحالي بعد 13 جولة (824 مباراة غاب عنها اللاعبون في مختلف الأندية)، وطبقناه على بطولة الدوري بأكملها بعد الجولة 38 فسيصل عدد المباريات التي غاب عنها اللاعبون للإصابة إلى 2461. ويعتبر هذا الرقم أقل من العام الماضي، لكن الإحصائيات توضح أن أكبر عدد من الإصابات يحدث في الفترة ما بين نهاية الدور الأول وبداية الدور الثاني، أي في أكثر شهور العام برودة. وبالتالي فالأسوأ لم يأت بعد.