الميلان يحجز بطاقة عبوره لثمن نهائي «أبطال أوروبا» بثنائية في مرمى أوكسير

أليغري يؤكد على أهمية التضحية في الملعب.. وإبراهيموفيتش يتوعد الفرق المنافسة

TT

حجز فريق ميلان الإيطالي بطاقة العبور إلى دور ثمن النهائي من منافسة دوري أبطال أوروبا بفوزه على مضيفه الفرنسي أوكسير بهدفين نظيفين في المباراة التي أقيمت بينهما أول من أمس الثلاثاء ضمن الجولة الخامسة من مباريات المجموعة السابعة. افتتح السويدي زلاتان إبراهيموفيتش الشباك في الدقيقة 19 من الشوط الثاني، ثم أتبعه رونالدينهو بهدف ثان في الدقيقة 46 من الشوط نفسه، مؤكدا على تأهل الفريق للدور المقبل. وبذلك يصل عدد الأهداف التي سجلها السويدي في أوروبا إلى 4 أهداف حاسمة، هدفين في مباراة الذهاب أمام أوكسير، هدف التعادل في أمستردام بالإضافة إلى الهدف الأخير في شباك الفريق الفرنسي، بينما يصل إجمالي الأهداف التي سجلها اللاعب في أوروبا في الموسم الماضي إلى 5 أهداف. وفي أعقاب المباراة، صرح السويدي زلاتان إبراهيموفيتش قائلا «المباراة كانت صعبة، وعلى ملعب صعب أيضا، حيث إن لاعبي الفريق المنافس كانوا يتعاملون مع الأمر بعدوانية شديدة. لقد سجلت هدفا مهما ولكن الفريق بأكمله قدم عملا جيدا، والآن يمكننا أن نستمتع بالقليل من الراحة. ما الفريق الذي أرغب في اللعب أمامه في الدور المقبل؟ لا أعرف، ولكن قوتنا تزداد مباراة تلو الأخرى، ومن ثم ستكون الفرق المنافسة هي من تخشى لقاءنا».

جدير بالذكر أن حرص إبرا على الحصول على قسط من الراحة من حين لآخر لا يقل عن حرصه على إتاحة الفرصة لرفاقه لإظهار أفضل ما لديهم، وهو ما نجح به بالفعل مع باتو، روبينهو وإنزاغي، وكذلك سيدورف. وفي مباراة أول من أمس، حان الدور على رونالدينهو الذي هبط إلى الملعب في الدقيقة 40 من الشوط الثاني كبديل للسويدي. وبرع البرازيلي في استغلال اللحظات القليلة التي منحها له المدير الفني، متحليا بتواضعه المعهود وابتسامته الشهيرة. وعلى الرغم من كونها المباراة الرابعة على التوالي التي يجلس بها رونالدينهو على مقعد البدلاء، فإنه قفز بقوة ليحتفل بهدف إبراهيموفيتش مع رفاقه، وهو ما عقب عليه نائب رئيس الميلان، أدريانو غالياني، قائلا «رونالدينهو كان خارج تشكيل الفريق، ولكننا اعتدنا أن يتغير كل شيء في لحظة واحدة، فليس هناك قواعد ثابتة في كرة القدم». من جانبه، تطرق إبراهيموفيتش للحديث عن هدف رفيقه البرازيلي قائلا «لقد سجل هدفا رائعا، وكان أداؤه جيدا للغاية. أنا سعيد للغاية من أجله، فهو يبلي بلاء حسنا في التدريبات. الفريق بأكمله مع رونالدينهو».

من جهة أخرى، أعادت هيئة المدير الفني في الفريق، ماسيميليانو أليغري، إلى الأذهان إحدى الشخصيات الكرتونية القديمة التي وصفها عنوان العمل بأنها «لا تعرف الخوف ولا تعلم ما هو الألم». وفي حالة أليغري، يمكننا القول إنه لا يعرف الخوف ولا يخشي البرد، حيث قرر المدرب الإيطالي تحدي مناخ فرنسا البارد بارتداء معطف أسود حتى يتمكن من الوقوف في المنطقة الفنية لمتابعة فريقه بحرية، موجها للاعبين نصائحه المعتادة. وفي أعقاب المباراة، أعرب أليغري عن سعادته بالفوز قائلا «أنا سعيد للغاية لأن الفوز بهذه المباراة كان يحمل قدرا كبيرا من الأهمية بالنسبة إلينا، خاصة بعد فوز ريال مدريد على أياكس، وهو ما سهل لنا ضمان التأهل للدور المقبل. العبور للدور ثمن النهائي سيمنحنا المزيد من القوة، وأنا أهدي هذا الفوز لإنزاغي الذي خضع لعملية جراحية في الركبة خلال الساعات الماضية، مما يعني أننا سنفقده طوال الموسم الحالي». وأضاف «في المباراة قمنا بالمبادرة من أجل الاستفادة من الثغرات الدفاعية في الفريق المنافس. وفي الشوط الأول، كان الفريق منظما للغاية، وهو ما ساعدنا على الحصول على فرصتين أو ثلاث بفضل غاتوزو، سيدورف وإبراهيموفيتش. لقد أبلى إبرا بلاء حسنا في إيطاليا وأوروبا على حد سواء»، مؤكدا أنه لاعب كبير ومحترف من العيار الثقيل: «روبينهو؟ إنه يقدم الكثير لهذا الفريق، ولكنه أخفق في اقتناص الفرصتين المتاحتين أمامه. هذا لا ينقص من سعادتي شيئا». وشهدت مباراة الميلان أمام أوكسير تألقا غير مسبوق لجبهة دفاع الفريق وعلى رأسها حارس المرمى أبياتي الذي تصدى لهجمات منافسيه ببراعة شديدة.

وفي هذا الشأن، يعقب أليغري قائلا «الصلابة عنصر مهم للغاية. لم نمنح الفريق المنافس أي فرصة لاختراقنا، وفي المقابل حصلنا على 4 أو 5 فرص. علينا أن نستمر بهذا الشكل وأن نحتفظ بتركيزنا ودوافعنا حتى نتمكن من تحقيق إنجازات كبيرة. ومن ناحية ثانية، تحسنت الحالة البدنية للاعبين بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة». وعن الهدف الذي سجله رونالدينهو، عقب المدير الفني قائلا «أنا سعيد للغاية من أجله. لقد أغلق المباراة بنجاح رغم هبوطه في العشر دقائق الأخيرة بدلا من إبراهيموفيتش. لقد فهم اللاعبون معنى التضحية، وتأكدوا أننا لا يمكننا أن نستغني عن هذا المبدأ، فهو السر في تأهلنا للدور ثمن النهائي في وقت مبكر. ماذا سيحدث إذا فقدنا إبرا؟ من الواضح أن غيابه سيضعنا في مأزق كبير، ولكن يمكننا الدفع برونالدينهو وروبينهو معا. لن يكون هناك سيطرة بدينة بالطبع، ولكننا سنعوضها بالنواحي الفنية».

ويبدو أنه كلما ارتفع عدد المباريات التي يحسمها إبرا للميلان، عاد أدريانو غالياني بذاكرته إلى الخلف، حيث استهل تعقيبه على فوز الفريق قائلا «في لحظة توقيع التعاقد مع إبراهيموفيتش، أدركت أن الأمور ستسير نحو الأفضل. ويرجع لي الفضل في إقناع روزيل، رئيس برشلونة، بعودة إبرا لإيطاليا عندما تأزم وضع اللاعب في الفريق. وأتذكر أنني التقيته يوم السبت، وكان مقر البارسا مغلقا ونجحت في إقناعه بفتحه مرة أخرى، وكانت هذه هي نقطة البداية ثم ساعدنا إبرا على إتمام الأمر بنجاح». وأستأنف قائلا «لقد ظهر الفريق بشكل رائع لمدة 45 دقيقة فقط وليس 90 دقيقة، حيث إن الأداء متواضع للغاية في الشوط الأول. لدي 25 عاما من الخبرة، وأعلم جيدا أن كرة القدم ما هي إلا لحظة، فلنستمتع بهذه اللحظة الآن. آمل أن نحتفظ بهذا النجاح حتى نهاية الموسم سواء في الدوري أو في الشامبيونزليغ. أقيم خطة أليغري في هذه المباراة بدرجة عالية نظرا لنجاحه في تحقيق هذه النتيجة الرائعة. أما بالنسبة إلى بيرلو، فأعتقد أنه سيحصل على مكان رئيسي في التشكيل فور عودته من الإصابة. لقد فاز بيرلو معنا بكل شيء، وكذلك غاتوزو وأمبروزيني في وسط الملعب، وأعتقد أنه سيكون هناك فرصة كبيرة للتغيير بينه وبين سيدورف». وأضاف مازحا «لقد رأيت بولي، ولكمته بقوة في رأسه انتقاما منه بعد الهدف الذي سجله في شباك الميلان في الشامبيونز عام 1993. أما عن سوق الانتقالات، فإنه إذا تحركنا في سوق الانتقالات المقبلة، فسوف نقوم بشراء مهاجم آخر، ولكنني أعتقد أننا لن نقدم على هذه الخطوة في يناير (كانون الثاني) المقبل نظرا لعدم وجود فرص جيدة في الوقت الحالي. لقد أصبحنا حقيقة مهمة في الشامبيونزليغ، ونأمل أن تأتي نتائج القرعة كما نريد، فأنا لا أرغب في مواجهة مانشستر يونايتد أو تشيلسي».