توتي ورفاقه يسطرون ملحمة تاريخية ويقلبون تأخرهم أمام بايرن ميونيخ إلى فوز ثلاثي

روما تغلب على وصيف البطولة في نسختها الأخيرة وقطع شوطا كبيرا نحو ضمان التأهل

TT

نجح فريق روما في تحقيق الفوز أمام ضيفه الألماني فريق بايرن ميونيخ بعد أن تمكن الفريق الإيطالي من قلب نتيجة المباراة لصالحه 3/2 في اللقاء الذي جمع بينهما أول من أمس (الثلاثاء) على ملعب الاستاد الأوليمبي في روما ضمن مباريات بطولة دوري أبطال أوروبا. تمكن الضيوف من إحراج أصحاب الأرض والجمهور في الشوط الأول من خلال هدفين سجلهما جوميز، مهاجم البايرن، في الدقيقتين 34 و39 على التوالي، ثم تغير الحال في الشوط الثاني من المباراة وتمكن الفريق الإيطالي من إحراز 3 أهداف ؛ سجل بوريللو، مهاجم روما، الهدف الأول لفريقه في الدقيقة 4 من الشوط الثاني، ثم أدرك دي روسي هدف التعادل في الدقيقة 36 من الشوط ذاته وبعدها بثلاث دقائق فحسب سدد توتي، قائد الفريق، ركلة الجزاء التي احتسبها مالينكو، حكم المباراة، لصالح روما لينتهي اللقاء لصالح أصحاب الأرض. إن ما حدث أول من أمس يعد بمثابة مباراة تاريخية في مسيرة فريق روما الذي استطاع أن يحول اللقاء من الإذلال بهزيمة ثقيلة إلى فوز رائع جعل روما على بعد خطوة واحدة من التأهل إلى دور الـ16 في بطولة دوري أبطال أوروبا؛ حيث إن الفريق الإيطالي سيواجه في غضون أسبوعين فريق كلوج الروماني وسيكون التعادل كافيا لضمان صعود الفريق إلى الدور التالي من هذه البطولة. إن 3/2 أمام بايرن الألماني، المتقدم بهدفين نظيفين والمسيطر على مجريات الشوط الأول، نتيجة غير معقولة، والأكثر عجبا من ذلك قدرة فريق روما على تغيير جلده بين الشوطين. فماذا قال دي روسي ومينيز ورفقاؤهما في هذه الدقائق القليلة؟ وما هي الكلمات الساحرة التي نطقها رانييري لتتغير الأمور بهذا الصورة الرائعة؟

رانييري على طريقة مورينهو: نزل فريق روما إلى أرض الملعب في الشوط الثاني وهو مفعم بالتركيز والحماس وتمكن من اكتشاف الثغرات في صفوف الفريق المنافس القوي ولكنه في الوقت ذاته يمتلك قلبي دفاع (ديميكيلس وفان بيتين) لا يدعوان إلى الاطمئنان. ثم قام رانييري، مدرب روما، بإجراء بعض التغييرات في صفوف فريقه وفقا لرؤيته، بعد أن كان قد استهل اللقاء وهو يترك توتي وخوان على مقاعد البدلاء واعتمد بقوة على الثنائي بوريللو وفوسينيتش. دفع رانييري بسيمبليسو بدلا من غريكو منذ الدقيقة الأولى من الشوط الثاني وقبل انتهاء المباراة بربع ساعة قام بإدخال توتي على حساب براغي. وفي ظل وجود مينيز وتوتي وبوريللو وفوسينيتش داخل الملعب، وبهذا التحرك المحاط بالمخاطر والأشبه بطريقة لاعب مورينهو، تمكن فريق روما من تحويل الهزيمة إلى فوز غال.

نصف فريق البايرن: ربما لم يشارك شفانشتايغر، رمز فريق البايرن، في هذا اللقاء بسبب الإيقاف فضلا عن غياب روبن وكلوزه وفان بوميل وأوليك وبادستوبير بداعي الإصابة، أي ما يعادل نصف فريق أساسي. ولكن هذا الفريق الألماني الذي ظهر في الشوط الأول من مباراة أول من أمس أمام روما ليس هو بالفعل فريق بايرن ميونيخ الذي يتأخر عن بوروسيا دورتموند، متصدر الدوري الألماني، بواقع 14 نقطة، بل نجح في قراءة هذا الشوط وتسيد الموقف من خلال طريقة لعبه 1/3/2/4، وتمكن من تسجيل هدفين في 6 دقائق ما بين الدقيقة 34 والدقيقة 39. وكان من الممكن أن تصل النتيجة إلى عدد أكبر من الأهداف أيضا لو أن حكم المباراة شاهد الخطأ الذي ارتكبه براغي ضد ريبيري، الذي كان يستحق ركلة جزاء غير أن مالينكو لم ير هذه اللعبة. ثم جاءت الاستراحة الساحرة بين الشوطين. لقد كان هذا اللقاء عرضا كرويا رائعا، مباراة مجنونة قدمها فريق روما ووثب من خلالها نحو المرحلة التالية في بطولة دوري أبطال أوروبا.

في التاريخ: وقد أعربت السيدة روزيلا سينسي، رئيسة نادي روما، عقب المباراة عن سعادتها الغامرة بما حققه فريقها خلال هذا اللقاء وقالت: «إنني لم أكن أعتقد في هذا الفوز. إن هذه المباراة ستدخل في تاريخ فريق روما وسنتذكرها دائما». وكانت روزيلا تبحث بعينها عن توتي، قائد الفريق، الذي تعتبره بمثابة أخ لها وصرحت بصدده قائلة: «ليس هناك أحد على قدر أهمية توتي بالنسبة لهذا الفريق، لأسباب كثيرة». وها هو توتي يجلس على مقاعد البدلاء ثم يدخل أخيرا إلى الملعب ليقدم 15 دقيقة رائعة ويسجل هدف الفوز على البايرن، وقد عبر توتي عن سعادته بتسجيله خلال هذا اللقاء قائلا: «هدف حاسم، أخيرا، سأتذكره بشدة». وعن تحليل روزيلا لأداء فريق روما قالت: «لقد بدأنا المباراة بشكل سيئ للغاية. وتلقت شباكنا هدفين في شوط واحد. إن الأمر كان في حاجة إلى معجزة. لقد نجحنا بالإرادة ومجهود الفريق الكبير». وواصلت سينسي: «إننا فريق كبير، وبمقدورنا قول كلمتنا في أوروبا أيضا، ولا يمكننا أن نختفي».

الحالة الغريبة: كان بوريللو مفعما بالحماس وسعيدا للغاية بالهدف الذي افتتح به التسجيل في مرمى الفريق الألماني وقد عقب على ذلك قائلا: «إنه رد فعل قوي ونتيجة رائعة. هذا هو الهدف الأهم في تاريخ مسيرتي». أما رانييري فقد كان هو رجل الإطفاء في ظل اشتعال نار السعادة في فريق روما وقد صرح بصدد هذه النتيجة قائلا: «سنظل متواضعين ولن نتجاهل لقاء باليرمو المقبل في الدوري المحلي». غير أنه هو الآخر لم يتمكن من إغفال هذا الفوز المهم. وأردف قائلا: «إن الفوز أمام وصيف بطولة دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي سيمنحنا دافعا للأمام». إن فريق روما يسير جنبا إلى جنب مع فريق الميلان حتى في بطولة الشامبيونزليغ. ويواصل رانييري: «نود العودة إلى المنافسة على الدوري المحلي مرة أخرى. وسنلعب على الدرع حتى الجولة الأخيرة». إن الحالة الغريبة التي يتسم بها فريق رانييري هي الأداء السيئ ثم الأداء الجميل ثم الفوز.

وعلى الجانب الآخر، صرح فان غال، مدرب بايرن ميونيخ، عقب الهزيمة الغريبة على ملعب الاستاد الأوليمبي في روما قائلا: «إن ما حدث لا يمكن تصديقه. لقد سيطرنا على مجريات الأمور في الشوط الأول. وفي الشوط الثاني قام رانييري بتغيير طريقة لعبه إلى 4/3/3 غير أننا فقدنا كثير من الكرات وتمكن روما من الفوز عن طريق 3 هجمات مرتدة. إن ما يحزنني هو أننا خسرنا المباراة بعد أن كنا متقدمين 2/0. القليل من الدوافع؟ لا أعتقد ذلك. لقد قل تركيزنا في الشوط الثاني ونحن من حمل فريق روما إلى المباراة مرة أخرى، دخول توتي.. إنه لاعب كبير ولكن مشكلة البايرن تكمن في شيء آخر. إذ لم تكن الخطوط بين قطاعات الفريق متقاربة سيصبح من السهل على الفريق المنافس اختراقها. أفضل لاعب في فريق روما فوستينيتش. أما جوميز صاحب الهدفين في مرمى روما فقد خرج من الاستاد الأولمبي وهو رافع الرأس؛ فقد سدد مرتين على المرمى وسجل هدفين. وقد صرح المهاجم عقب المباراة قائلا: «إن التسجيل في هذه البطولة أمر جميل للغاية بيد أنني لا أشعر بالسعادة إزاء إحرازي لثنائية والخسارة في ذات الوقت». وكانت كلمات توماس مولر قليلة للغاية حول ما حدث خلال المباراة وقال: «كنا نود الفوز غير أن فريق روما يتمتع بالمهارة».