حقق فريق إنترناسيونالي الإيطالي حامل اللقب فوزا صعبا على ضيفه الهولندي توينتي أنشكيدة بهدف نظيف في المباراة التي جمعت بينهما ضمن الجولة الخامسة من مباريات المجموعة الأولى من منافسة دوري أبطال أوروبا. وحمل هدف الإنتر الوحيد توقيع الأرجنتيني إستيبان كامبياسو في الدقيقة 10 من الشوط الثاني، في حين شهدت المباراة الكثير من البطاقات الصفراء التي أشهرها الحكم الفرنسي لانوي في وجه كوردوبا ولوسيو من الجانب الإيطالي وتيو ليوغرس من الجانب الهولندي. ويأتي فوز الإنتر في هذه المباراة بمثابة الخطوة الأولى نحو الخروج من الأزمة الفنية التي عانى منها الفريق خلال الأسابيع الماضية، كما أنه يضع حدا للعنة الهزائم التي أصيب بها المدير الفني في الفريق، رافاييل بينيتيز، الأمر الذي أثار الكثير من الشكوك حول مستقبله في ميلانو. وفي أعقاب المباراة، صرح المدرب الإسباني قائلا: «الفوز مهم دائما، وها نحن قد تأهلنا للدور المقبل، ونجحنا في إظهار شخصيتنا المستقلة على أرض الملعب. هل أشعر أنني في مأزق؟ إنني لا أقرأ الصحف ولست متابعا للتلفزيون لأنني أفكر في عملي وحسب. إذا وجد المدرب أنه يواجه مشكلة ما، فهذا يعني أن النادي والفريق يعانيان من المشكلة ذاتها». وأضاف: «في مباراة اليوم أمام توينتي، كان لدينا رغبة شديدة في الفوز، وكان الفريق متحدا وعازما على تحقيق هدفه، وقد كنت مقتنعا للغاية بقدرتنا على إنهاء هذا اللقاء الهام لصالحنا. وربما يكون هذا الفوز هو الأول في سلسلة من الانتصارات المقبلة».
من جهة أخرى، كان رئيس النادي ماسيمو موراتي حريصا على حضور المباراة التي احتضنها استاد سان سيرو حيث توجه الرئيس إلى حجرة الملابس فور وصوله إلى الملعب من أجل الالتقاء باللاعبين والتشديد على أهمية الفوز على توينتي. وفي لقائه مع قناة «سكاي» التلفزيونية الرياضية، رفض موراتي الإجابة على الأسئلة الموجهة إليه بشأن إعفاء بينيتيز من الإدارة الفنية في الفريق، حيث قال: «لقد رأيت بينيتيز هادئا للغاية داخل حجرة الملابس. هل سأقوم بإعفائه من منصبه في حال الهزيمة؟ آمل أن تسير الأمور بشكل جيد، فأنا لا أريد التفكير في هذا الأمر». وبمتابعة ردود أفعال الرئيس الإيطالي أثناء المباراة، بدا موراتي قلقا بعض الشيء إلى أن نجح كامبياسو في اختراق شباك الفريق المنافس، فتنفس موراتي الصعداء كما لو أنه أزاح حملا ثقيلا من فوق صدره. وبعد انتهاء المباراة، توجه الرئيس إلى حجرة الملابس مرة أخرى لتقديم التهنئة للاعبيه، وهو ما عقب عليه قائلا: «كنت أريد أن أشكر الله على هذا الفوز المهم الذي جدد الأمل في نفوسنا. هذا النجاح سيخفف من الضغط الذي يشعر به الجميع، بما في ذلك المدير الفني. لقد قدم الفريق أداء جيدا، خاصة خافيير زانيتي الذي تألق كعادته. وكان بياباني بارعا أيضا وكذلك كامبياسو. ما صحة ما تردد حول اتصال كامبياسو بي للحديث عن مستقبل بينيتيز؟ هذا ليس صحيحا بالمرة. اللاعبون لا يفعلون مثل هذه الأشياء، فكل منهم يعرف دوره ومكانه. كما أن كامبياسو قد ذهب بنفسه لمعانقة المدير الفني في نهاية المباراة. ماذا قلت لبينيتيز؟ لم يكن هناك حاجة لإجراء حديث مطول معه. لقد تصافحنا بقوة وتبادلنا الابتسامات، ولكن لا بد من الاستمرار في هذا النجاح في كل مباراة. من ناحية ثانية، أرى أن أهم ما في الأمر هو أن لا يصاب اللاعبون بضرر، أما فيما يتعلق ببقية الأمور، فلدينا مدير فني ممتاز». ويعود المدير الفني إلى الحديث عن المباراة مرة أخرى قائلا: «لقد تحدثنا مع الرئيس موراتي عن كل شيء، وكذلك أسئلة الصحافيين. الدفع بشنايدر وباندف في جبهة الهجوم؟ كنت أفكر في أنهما سيضعان لاعبي الوسط المنافسين في مأزق، وقد نجحا في ذلك. إيتو بعيدا عن المرمى؟ أريد أن أطرح عليكم سؤالا مهما: كم عدد الأهداف التي سجلها إيتو من الجناح الأيسر وتلك التي أحرزها من مقدمة الملعب منذ أن توليت الإدارة الفنية في الإنتر؟».
وعن الصورة الإيجابية التي ظهرت بها جماهير الإنتر على الرغم من النتائج السلبية التي حققها الفريق في الآونة الأخيرة، يعقب بينيتيز قائلا: «لم نتلق أي اعتراضات ضد أبطال أوروبا أو مدربهم، فلنمض قدما». ويضيف: «ما زلنا نعاني من كثرة عدد الإصابات بالفريق، وسنصبح أكثر قوة بمجرد أن يعود اللاعبون سالمين إلى الملعب. من الواضح أننا نبلي بلاء حسنا ونسجل الكثير من الأهداف عندما تتوافر لدينا الظروف الملائمة. الإصابات هي من تصنع الفارق». جدير بالذكر أن المباراة لم تخل من بعض الالتحامات التي تركت آثارها على لاعبي الإنتر وعلى رأسهم ستانكوفيتش الذي تحدث عنه المدير الفني قائلا: «لم يصب، بل إنها مجرد كدمة»، في حين أصيب مانشيني بانتكاسة شديدة في الفخذ الأيمن بسبب معاناته من الإرهاق، وقد خرج كوردوبا سليما من المباراة. ويستأنف الإسباني حديثه قائلا: «السبب في الإصابات المتلاحقة؟ سأقول لكم شيئا وحدا، من يقول إن سبب الإصابات هو طريقة إعداد اللاعبين والتدريبات، فهو جاهل بنسبة 100%. إنني حاصل على شهادة إيسيف وأعمل مع طاقم فني رفيع المستوى، كما أننا نمتلك 25 عاما من الخبرة في هذا المجال. إننا نعمل مع الفريق برفق نظرا لتقدم متوسط أعمار اللاعبين، كما أنهم متأثرون بالجهد البدني والنفسي المبذول في الموسم الماضي، وهو ما نضعه في اعتبارنا تماما». ومن جانبه، يختتم المدير التنفيذي في الإنتر الحديث، إيرنيستو بالوليللو، قائلا: «لم يكن هناك أي مشكلة من البداية، وليس هناك مشكلة الآن. سنمضي قدما مع بينيتيز».