الإمارات تتطلع للصدارة بمواجهة عمان.. والعراق يبحث عن التعويض عبر البحرين

القبلان قال إن تكافؤ الفرص في المجموعة الثانية سيشعل فتيل المنافسة في «خليجي 20» اليوم

TT

تستكمل مساء اليوم في محافظة عدن مباريات الجولة الثانية من منافسات بطولة كأس الخليج العربي الـ20 بمواجهتين مثيرتين، تجمع الأولى حامل اللقب المنتخب العماني بنظيره الإماراتي (حامل لقب النسخة الـ18)، فيما يواجه منتخب البحرين نظيره العراق في لقاء يتوقع أن يظهر بمستوى فني عال، فضلا عن رغبة المدربين الأربعة في حسم أمر منتخباتهم لبلوغ الدور نصف النهائي من البطولة.

الخبير الفني السعودي فواز القبلان تحدث في رؤيته الفنية لـ«الشرق الأوسط» عن نقاط القوة والضعف عند المنتخبات التي ستتواجه الليلة، والفرص المتاحة أمامها للظفر بالنقاط الثلاث، التي ستحدد معالم المجموعة بصورة أكبر، خصوصا أن المنتخب الإماراتي سيبحث عن بطاقة الأمان للوصول إلى المربع الذهبي، والحصول على النقاط التي تجعله في وضع مريح جدا في الجولة الختامية، لا سيما أنه يشارك بوجوه شابة بعد الغياب الاضطراري لعدد كبير من نجوم الأبيض الإماراتي، نظرا لارتباطهم مع فريق الوحدة الذي سيشارك في بطولة العالم للأندية بالعاصمة أبوظبي، والمنتخب العماني هو الآخر سيفقد في مباراة اليوم خدمات مدافعه المعروف محمد الشيبة لحصوله على بطاقة حمراء في افتتاحية المجموعة أمام المنتخب البحريني، مما سيزعزع الدفاعات الحمراء، ما لم يستطع المدرب الفرنسي لوروا تدارك الأمر، وإيجاد البديل المناسب الذي يستطيع إغلاق المساحات التي سيخلفها النقص. وتمتد الغيابات لتشمل منتخب البحرين الذي سيخسر خدمات لاعبيه عبد الله عمر (لاعب نيوشاتل السويسري)، وجيسي جون (مهاجم أسكيشهير سبور التركي)، نظرا لعدم إدراج دورة الخليج ضمن بطولات الاتحاد الدولي (فيفا)، فيما يدخل العراق المواجهة بعد أن أضاع فرصة الفوز أمام الأبيض الإماراتي، وأهدر المهاجم يونس محمود ركلة جزاء كانت حاسمة، وسيسعى العراقيون إلى تعويض نقاط المباراة السابقة، ولا سبيل آخر أمامهم غير الفوز، متى ما أرادوا الاستمرار في الدورة والوصول إلى المرحلة المقبلة من «خليجي 20».

الإمارات × عمان

* مباراة الإمارات وعمان لا تقبل أنصاف الحلول، حيث سيودع الخاسر البطولة بنسبة كبيرة، وسيدخل في حسابات أخرى، ومن خلال متابعتنا للمباراة الأولى للمنتخبين نجد أن المنتخب العماني هو الأفضل فنيا وعناصريا في جميع الخطوط، وإذا تحدثنا عن هذه المواجهة نجد أن المنتخب الإماراتي يعاني من ضعف واضح في خط دفاعه، فهو غير منضبط تكتيكيا، وهو ما بدا واضحا في مباراته الأولى أمام المنتخب العراقي، حيث لم يستغل الأخير الكثير من الفرص بالشكل الصحيح، وينبغي على مدربه أن يعزز من الجانب الدفاعي كون المنتخب العماني لديه هجوم ناري متمثل في اللاعب عماد الحوسني الذي يجيد المراوغة السريعة والتهديف، في حين نجد خط وسطه نوعا ما جيدا من خلال وجود لاعب الخبرة سبيت خاطر الذي يتميز بالقوة الجسمانية والتسديد المباغت على المرمى، وسيسعى لاعبو الإمارات مواصلة مشوارهم بصورة أفضل في هذه المباراة، وما يميز الوجوه الشابة الإماراتية هو بحثها عن إثبات الذات والظهور بصورة متألقة تفتح أمامهم الكثير من الآفاق، لا سيما أنهم في بداية مشوارهم الرياضي، ودورة الخليج تعتبر بيئة خصبة، وفرصة مواتية لانطلاقة اللاعب نحو ما يتطلع إليه في كرة القدم، وهذا يعد حافزا قويا من شأنه أن ينعكس بشكل إيجابي على اللاعبين في مواجهة الليلة.

في المقابل، قدم المنتخب العماني مباراة جيدة في لقائه الأول أمام البحرين، وكان الأقرب للفوز لولا سوء الطالع الذي لازم لاعبيه، والمؤكد أن مدربه سيرمي بكل أوراقه في لقاء اليوم، خاصة أنه يملك خط وسط قويا قادرا على مساندة الهجوم والدفاع، خلاف ذلك المراقبة اللصيقة رجلا لرجل، وهذه الميزة من وجهة نظري ستمنح الأفضلية للمنتخب العماني في فرض سيطرته الميدانية، وبالتالي أتوقع له الفوز بالنقاط الثلاث بشرط أن يستغل معظم الفرص التي ستتهيأ له أمام المرمى الإماراتي، وأن يتمكن مدربه من سد الثغرة التي سيخلفها غياب المدافع محمد الشيبة، وعليهم نسيان المباراة الماضية والتفكير بشكل جدي في لقاء الليلة، والدخول بروح معنوية عالية، ومسؤولية كبيرة تطمح للوصول إلى مسافة أبعد، تليق بحامل النسخة الماضية في «خليجي 19».

وسيكون اللقاء مثيرا وقويا، نظرا لتساوي الإمارات وعمان في النقاط بعد تعادلهما في المواجهة الماضية، والفوز في هذا اللقاء من شأنه إراحة اللاعبين والجهاز الفني في المباراة الثالثة والأخيرة، والدخول بضغوط أقل تمكنهم من تسيير المباراة وفق الأسلوب الذي يرغبونه.

البحرين × العراق

* وفي اللقاء الثاني الذي يجمع البحرين والعراق تبقى التوقعات منصبة لصالح المنتخب العراقي الذي فرط في نقاط مباراته السابقة أمام المنتخب الإماراتي، بعد أن فرط مهاجموه في الفرص التي سنحت لهم، خاصة ضربة الجزاء التي أضاعها يونس محمود، ومباراة الليلة مهمة لكلا الفريقين اللذين يبحثان عن تحقيق الفوز ولا غيره، فالمنتخب البحريني يعاني من كبر سن لاعبيه، مما يؤثر على مسايرة المنتخب العراقي لياقيا، وهذه مشكلة رغم سلبيتها فإن عامل السن من المحتمل أن يكون له جانب إيجابي من حيث الخبرة التي يحتاجها أي فريق في بعض المواقف، إلا أن على مدربه محاولة الدمج بين اللاعبين الكبار والشباب لإحداث تواؤم بين العناصر ليتمكن كل مركز من القيام بأدواره على أكمل وجه، وفي الوضع الحالي يجب على مدرب البحرين يوسف الشريدة تدريب اللاعبين على توزيع الجهد طيلة الـ90 دقيقة في ظل السرعة وحسن التمركز اللذين يتميز بهما لاعبو العراق الذين يملكون الكثير من الحلول نظرا للانسجام والحيوية التي يمتلكونها، ويبرز أكثر من نجم يتقدمهم المهاجم يونس محمود، وصانع الألعاب نشأت أكرم صاحب التمريرات القاتلة، خلاف ذلك اللياقة البدنية العالية والبنية الجسمانية التي تنصب في مصلحة أسود الرافدين، ولكن ما يعاب على الفريق أن التغيرات التي أجراها المدرب في لقائه الأول لم تكن صائبة، حيث قللت من خطورته بعد أن استبدل لاعب الوسط هوار ملا محمد، وفي نفس الوقت المنتخب العراقي هو الأقرب لتحقيق الفوز بالنقاط الثلاث، وأرشحه بقوة لاحتلال صدارة هذه المجموعة، على أن يسعى مدربه إلى تكثيف التمارين التي تساعد اللاعبين لاستغلال أنصاف الفرص، وعدم التفريط بأي هجمة من شأنها حسم المواجهة، ولكي لا يتكرر الأمر الذي وقف فيه العراقيون أمام المنتخب الإماراتي، فهذه المواجهة لا تقبل أي تعثر، والمنتخب العراقي هو صاحب الكعب الأعلى، وبإمكانه حسم المواجهة لصالحه.