الإنتر يسعى إلى استعادة نغمة الفوز «المفقودة» محليا اليوم أمام بارما

غياب إيتو وميليتو وسيزار.. وبينيتيز يعتمد على دينيس في الهجوم

TT

يواجه فريق الإنتر الإيطالي اليوم الأحد فريق بارما في الجولة الرابعة عشرة من مباريات دوري الدرجة الأولى. وتعد هذه المباراة هي اللقاء الأول للإنتر هذا الموسم من دون مهاجمه الكاميروني صامويل إيتو، وهي أيضا مباراة الفريق الأخيرة على ملعب استاد سان سيرو قبل نهاية عام 2010. وتجدر الإشارة إلى أن الفريق حامل لقب البطولة المحلية في نسختها الأخيرة لم يتمكن من تحقيق الفوز على ملعبه في البطولة ذاتها منذ ما يزيد على شهرين، وهذا الأمر لم يعد مريحا لجماهير الإنتر.

وعلى عكس ذلك، كانت نتائج الإنتر في المباريات التي لعبها على ملعبه في إطار بطولة الشامبيونزليغ إيجابية؛ فالفريق أمام فيردر بريمن وتوتنهام وتوينتي استطاع أن يقتنص (بنتائج كبيرة أو بصعوبة) الفوز. أما على المستوى المحلي فالفوز الأخير لأصحاب الثلاثية على أرضهم خلال الموسم الحالي يعود إلى 22 سبتمبر (أيلول) الماضي، عندما تمكن الإنتر من الفوز على فريق باري (4/0) في المباراة التي جمعت بينهما في إطار الجولة الرابعة من مباريات البطولة المحلية، ومنذ ذلك اليوم وطوال 67 يوما بالتمام (حتى مباراة بارما اليوم) غاب الفوز عن الإنتر على ملعبه. من الناحية المعنوية يتعين على فريق الإنتر إعادة إحياء ذكريات الانتصارات الجملية على الفور لا سيما بعد أن تمكن الميلان من الفوز عليه في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي بنتيجة (1/0) وانتزع سيطرة الإنتر على مباريات الديربي في السنوات الماضية. وتعد هذه هي الرسالة الجديدة لرافاييل بينيتيز، مدرب الإنتر الحالي، بعد أن طالب ماسيمو موراتي، رئيس النادي، بضرورة الاستفاقة في الدوري المحلي.

تحية مستحقة لعام 2010: ومنذ آخر فوز للإنتر في 22 سبتمبر الفائت وحتى اليوم، استطاع الفريق أن يحقق على أرضه ثلاثة تعادلات (أمام اليوفي وسمبدوريا وبريشيا)، غير أن الهزيمة أمام الميلان تعد هي نقطة التحول السلبية لسلسلة من الانتصارات المتتالية التي استمرت منذ 22 مارس (آذار) 2008؛ حيث كان هذا التاريخ يحمل آخر هزيمة للإنتر على ملعبه، وكان ذلك أمام اليوفي (2/1). لكن المشكلة ليست بالهينة، وفي الوقت ذاته لا يمكن لها أن تستمر طويلا: إن فريق الإنتر يعلم جيدا أنه يتعين عليه إهداء جماهيره أداء على أعلى مستوى في آخر لقاء له في عام 2010.. وبالطبع تحقيق الفوز أيضا.

الأرقام: وليس من قبيل الصدفة أن يطالب ماسيمو موراتي بـ«النقاط في الدوري المحلي أيضا»؛ ذلك لأن نهاية العام بالنسبة لفريق الثلاثية تستحق الفوز أمام بارما لثلاثة أسباب: تقدم فريق الميلان في ترتيب جدول الدوري، بفارق 9 نقاط عن الإنتر، وهو الأمر الذي يثير قلق رئاسة النادي.. ولأن ثمة هدنة أيضا منعقدة مع رافا بعد أن تمكن من الصعود بالفريق إلى الدور التالي في بطولة دوري أبطال أوروبا، فضلا عن أنه صحيح أن كل شيء قابل للاسترداد، لكن صحيح أيضا أن الفوز على أرضك ووسط جماهيرك قد يعني الاقتراب من نتائج الفريق في المواسم الماضية: فقد تمكن مانشيني ومورينهو، مدربا الإنتر السابقان، من حمل نتائج كبيرة داخل ملعب الفريق؛ حيث استطاع مانشيني، مدرب مانشستر سيتي في الوقت الحالي، جمع 40 نقطة من مباريات الإنتر على ملعبه في أول موسم له مع الفريق الإيطالي (2004/2005)، وفي الموسم التالي (2005/2006) نجح في حصد 49 نقطة، وخلال الموسمين التاليين لذلك استطاع أن يجمع 48 نقطة من لقاءات الإنتر على ملعبه. أما مورينهو، على عكس ذلك، فتمكن في الموسم الأول له مع الإنتر (2008/2009) من الحصول على 47 نقطة داخل ملعبه، وفي الموسم التالي (2009/2010) حصد 49 نقطة من مباريات الفريق الداخلية. إنها معلومات وأرقام مهمة يتعين على رافا بينيتيز البحث عن تجاوزها أو حتى معادلتها، وعليه أن يبدأ على الفور التفكير في الحصول على ثلاث نقاط أساسية في رحلته نحو البحث عن الحفاظ على اللقب. أهداف قليلة: لم يحقق فريق الإنتر خلال الموسم الحالي (في الدوري المحلي) على أرضه سوى انتصارين فحسب: أمام أودينيزي وباري، وتمكن فحسب من الفوز خارج أرضه في ثلاث مباريات، وهذا الرقم لا يليق مطلقا بفريق الإنتر، فضلا عن أنه منذ الفوز في 22 سبتمبر الماضي (4/0) على باري افتقد الإنتر إلى شيء مهم للغاية وهو التهديف؛ فإذا ما نحينا نتائج بطولة دوري أبطال أوروبا جانبا نجد أن الإنتر صام عن التهديف في الدوري المحلي أمام اليوفي والميلان، ولم يتمكن من تسجيل سوى هدف واحد أمام كل من بريشيا وسمبدوريا. إن ذلك كله نتيجة طبيعية لكثرة الإصابات في الفريق، غير أن جماهير الإنتر تتوقع من فريقها اليوم (الأحد) أمام بارما فوزا مغلفا بالأهداف. الفريق يفتقدهم: تعد مباراة اليوم هي الأولى من دون إيتو، والأخيرة في عام 2010، وإعادة الانطلاقة بالنسبة لرافا بعد النجاة في بطولة تشامبيونزليغ، وربما تكون المباراة التي قد تشهد عودة التهديف لمن كان معتادا على التسجيل من قبل: شنايدر وبانديف اللذين لم يسجلا حتى الآن في الدوري المحلي خلال الموسم الحالي.

وفي سياق متصل، من المحتمل أن يبدأ تياغو موتا ومونتاري، لاعبا الإنتر، مباراة اليوم على مقاعد البدلاء. ويفكر بينيتيز في الاعتماد على طريقة لعب 4/2/3/1 خلال المباراة، حيث سيلعب بكوردوبا وماتيراتزي ولوسيو وزانيتي في الخلف، وستانكوفيتش وكامبياسو في الوسط، وسانتون وشنايدر وبيابياني خلف بانديف. ربما يكون من الصعب أن يدفع رافا بالمهاجم الشاب أليبيك منذ بداية اللقاء، غير أنه من المحتمل مشاركته أثناء المباراة كما حدث في مباراة الفريق أمام كييفو.

خارج التشكيلة أيضا: وإلى جانب غياب إيتو بسبب الإيقاف لن يشارك أيضا ميليتو، الذي يتدرب من أجل الوصول إلى أفضل مستوياته قبل بطولة كأس العالم للأندية. وسيغيب عن مباراة بارما كذلك حارس المرمى جوليو سيزار ومايكون، اللذان من المفترض عودتهما إلى المشاركة مع الفريق في مباراة نصف نهائي كأس العالم للأندية التي ستقام في أبوظبي. ومن المفترض أن يخضع حارس المرمى للتجريب في الأيام القادمة للتأكد من سلامته بعد أن تعرض لانتكاسة في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي. إن مشاركة دينيس أليبيك، مهاجم الإنتر، محتملة خلال المباراة أمام بارما. إنه يشبه كاسانو، فقد عبر عن سعادته بتسجيل هدف عن طريق تحطيم راية الضربة الركنية. وهو أيضا مثل ميليتو، فقد سجل هدفا في مباراة نصف نهائي بطولة الشامبيونزليغ تحت 18 عاما. بل إنه يشبه أيضا بالوتيللي، مهاجم الإنتر السابق ومانشستر سيتي الحالي، فهو لا يلعب باستمرار لكنه إذا أصر على الفوز بمباراة يفوز بها. وفي حال عدم قدرة بينيتيز على الدفع ببانديف سيكون أليبيك هو المهاجم الوحيد المتاح أمام مدرب الإنتر.

من فارول إلى مدريد: لقد انضم المهاجم الشاب إلى صفوف الإنتر في صيف 2009 فحسب. لقد كان مكتشفو المواهب في الفريق الإيطالي يتابعون أليبيك منذ فترة، غير أن الـ18 مشاركة له مع فريق فارول (أحد فرق الدرجة الثانية في الدوري الروماني)، لا سيما بعد الهدفين اللذين سجلهما اللاعب، زادت من تقدير الإنتر لموهبة هذا المهاجم الشاب. وعندما وصل دينيس إلى معقل الإنتر نظر إليه أحد رفقائه بالفريق بطريقة سيئة؛ فقد كان أليبيك هو السبب في إيقاف لوكا كالديرولا، مدافع الإنتر المعار حاليا إلى نادي فيتيس الهولندي، لثلاث مباريات نتيجة استجابته لاستفزاز دينيس خلال مباراة إيطاليا × رومانيا تحت 19 عاما. لكن أليبيك رغب في أن يظهر بشكل جيد مع فريق الإنتر، لا سيما أن مشواره مع فريق الشباب حافل بالنتائج الجيدة؛ فقد سجل أهدافا كثيرة مع فريق الشباب في نادي الإنتر، من بينها ثنائية في مرمى الميلان أثناء مباراة كأس إيطاليا. وكان دينيس يلعب تحت قيادة فولفيو بيا، مدرب قطاع الشباب في الإنتر، في الجانب الأيسر.

تجدر الإشارة إلى أن دينيس سجل خلال الموسم الحالي 6 أهداف مع قطاع الشباب، من بينها ذلك الهدف الذي سجله في فريق بريشيا وبعده توجه إلى راية الضربة الركنية وركلها بقدمه مما أدى إلى كسرها. لكن المهاجم عندما وصل إلى إيطاليا كان معتادا على طريقة اللعب الرومانية، ويعاني في التأقلم مع طرق اللعب الإيطالية، إلى أن وقعت الاستفاقة وذلك منذ أن تمكن من تسجيل ثنائية في المباراة الودية للشباب أمام بايرن ميونيخ والتي أقيمت في مدريد.