مواجهة نارية اليوم بين عملاقي الكرة الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة

المباراة تشهد صراعا داخل الصراع بين رونالدو وميسي أفضل لاعبي العالم في السنتين الأخيرتين

TT

تتجه اليوم أنظار عشاق كرة القدم في إسبانيا على نحو خاص وجميع أنحاء العالم إلى ملعب كامب نو في العاصمة الإسبانية مدريد حيث يلتقي عملاقا الدوري الإسباني ريال مدريد وبرشلونة. وتشهد المباراة مواجهة داخل المواجهة بين نجمي الفريقين البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي الفائزين بلقب أفضل لاعب في العالم في السنتين الأخيرتين. ويتصدر رونالدو ترتيب الهدافين (15 هدفا) بفارق هدفين عن ميسي، ويبدو كلاهما في ذروة مستواه.

وهكذا بدت نهاية هذا الأسبوع أطول بكثير من المعتاد بالنسبة لعشاق كرة القدم في إسبانيا، التي تشعر بانبهار بسبب مباراة برشلونة وريال مدريد، التي عادة ما تقام يوم سبت أو أحد، قبل أن تنتقل هذه المرة إلى ليل الاثنين بسبب إجراء انتخابات محلية في كتالونيا. وأكدت صحيفة «سبورت» أن «الشغف الذي توقظه مباراة العملاقين اليوم يحطم الأرقام القياسية»، بالنظر إلى أن المباراة قد تحدد الكثير بشأن قمة الدوري الإسباني وربما لقب البطولة. وقال رافاييل مارتين فازكيز، نجم ريال مدريد السابق: «ستكون مباراة مثيرة، بأسلوبي لعب مختلفين، بطريقتين مختلفتين في البحث عن المرمى وعن الفوز. إنها أفضل ما يمكن رؤيته في الوقت الحالي على مستوى العالم».

ويعتقد خوسيه أنطونيو كاماتشو، المدير الفني الأسبق للمنتخب الإسباني، أن «الكلاسيكو لن يكون حاسما، لأن هناك العديد من الجولات ما زالت متبقية في الدوري. لكنها ستكون مباراة جديرة بالمشاهدة». ولا تمثل صدارة ريال مدريد للبطولة برصيد 32 نقطة، مقابل 31 نقطة لبرشلونة في المركز الثاني، سوى تفصيلة في مباراة مليئة بالأوجه النفسية، تحولت في هذا الوقت إلى تجارة رائجة لوسائل الإعلام المحلية، التي خصصت لها منذ أسابيع صفحات ودقائق ربما كما لم تفعل من قبل.

وللانتشار الأمني الكبير تفسيره، ففي دوري يسيطر عليه الكبيران، يتعلق الأمر بعدد من أوجه التناقض البارزة. أولها هو المعتاد، أن برشلونة «المتمرد» يمثل تجسيدا لكتالونيا في مواجهة ريال مدريد الذي يذكر بعاصمة إسبانيا. وثانيها حدث بالفعل الموسم الماضي، عندما واجه الأرجنتيني ليونيل ميسي البرتغالي كريستيانو رونالدو، لكن المواجهة هذه المرة ستكون أكثر جاذبية لأن اللاعبين يمران بلحظة رائعة. أما ثالث تلك العوامل فهو جديد، لأنه يركز على مقاعد البدلاء، فهناك يجلس غوسيب غوارديولا وجوزيه مورينهو، المدربان شديدا الاختلاف رغم نجاحهما الكبير. الأول معتدل ومتواضع، والثاني مفاخر ومتحد، لكنها بالتأكيد المرة الأولى في تاريخ إحدى مباريات القمة العالمية التي تكون فيها شخصية أحد المدربين (مورينهو) هي مركز النقاش والاهتمام في الأيام التي تسبق المباراة.

ويعتقد الأرجنتيني دييغو مارادونا، الذي كشف مؤخرا عن إعجابه الشديد بالبرتغالي، أنه يعرف السبب: «عندما وصل مورينهو كان ريال مدريد أشبه بسوق. الآن الفريق يلعب كما يريد هو وكما تريد الجماهير». بيد أن هناك المزيد، فمورينهو بات يعرف كيف يجعل الطعم في حلق برشلونة مرا، فقد فعل ذلك عندما كان يدرب تشيلسي الإنجليزي، وعاد وكرر فعلته في أبريل (نيسان) الماضي مع إنتر ميلان الإيطالي عندما أقصى الإسبان من قبل نهائي دوري الأبطال، كما أنه يعرف كيف يسيطر على ميسي، الذي لم يسبق له تسجيل أهداف في مرمى فريق يدربه مورينهو، لم يفعل ذلك في أربع مباريات أمام تشيلسي ولا في ثلاث أمام إنتر. ومع دخوله في معدل تهديفي مذهل منذ أسابيع، تبدو الفرصة مهيأة أمام الأرجنتيني اليوم لإعادة كتابة التاريخ. لكن مورينهو، الذي أشعل بنجاح مواجهة أبريل بسهم في قلب الكتالونيين عندما قال إن «برشلونة يعاني من الهوس تجاه ريال مدريد»، يضاعف الضغوط هذه المرة: «إذا كان الأمر ممتعا عندما كنت مع تشيلسي أو مع إنتر، فإنه الآن سيصبح أكثر إمتاعا مع ريال مدريد».

وكي يستمتع أكثر، يرغب كريستيانو رونالدو في مساعدته، خاصة أنه لم يهز شباك برشلونة من قبل، لا عندما كان لاعبا في مانشستر يونايتد ولا الآن مع ريال مدريد.

فقد قال اللاعب البرتغالي أول من أمس «قد تكون مباراة حاسمة»، قبل أن يضع نفسه في دور ثانوي غير معتاد في حالته «الأمر المهم هو أن يفوز الفريق. لست مهووسا بإحراز الأهداف».

وعلى مدار الموسم الحالي أطلق مورينهو، العاشق دوما لإثارة الجدل، بعض الأسهم تجاه الكتالونيين، بينما لا يزال برشلونة محتفظا بتواضعه. فلا يرد على مورينهو ويحاول البقاء خارج الصراع الذي يحسم في النهاية بين 11 لاعبا من كل فريق. وقال كارلس بويول قائد برشلونة: «ليست مباراة أمام مورينهو. إنها مباراة برشلونة وريال مدريد».