سمبدوريا يوقف قطار الميلان السريع بتعادل إيجابي.. وروبينهو يفي بوعده

أليغري يراها المباراة الأفضل هذا الموسم.. ودي كارلو يصف لاعبيه بـ«غير العاديين»

TT

سقط فريق ميلان المتصدر في فخ التعادل الإيجابي 1/1 أمام فريق سمبدوريا، على ملعب الأخير في استاد ماراسي بجنوا، وذلك في مستهل لقاءات الجولة الرابعة عشرة لدوري الدرجة الأولى الإيطالي. تقدم روبينهو للضيوف في الدقيقة 43 من الشوط الأول، لكن باتزيني أدرك التعادل لأصحاب الأرض في الدقيقة 14 من الشوط الثاني. وبهذه النتيجة رفع الميلان رصيده إلى 30 نقطة يتصدر بها الترتيب منفردا بفارق 4 نقاط عن أقرب منافسيه، فريق لاتسيو، بينما رفع سمبدوريا رصيده إلى 40 نقطة يحتل بها المركز الثامن.

والآن، من يعرف إذا كان روبينهو يشعر ببعض الذنب وهو يرى رونالدينهو، الذي يلقبه بالظاهرة، جالسا على مقعد البدلاء، فهو السبب في ذلك، وحينما يراه ينزل إلى الملعب بينما يرفع الحكم الرابع معلنا بداية الوقت الضائع للشوط الثاني!.. ربما يحاول عدم التفكير في ذلك ولا يلقي بالا لكيف كان تطوره مع الفريق نسبيا بشكل مباشر مع انخفاض مستوى زميله غير المبرر. في هذه اللحظة، يمثل روبينهو كل ما يطلبه المدير الفني: الفنيات، التسجيل، والتضحية في الأداء. بل إنها تضحية كبيرة، فاللاعب من النوعية التي تجعل لاعبي الخصم يلهثون خلفه حتى 10 دقائق من نهاية المباراة. وفي قلبه، يأمل أليغري أن يحفز اللاعب البرازيلي مواطنه رونالدينهو، وفي انتظار المستقبل الأكثر وضوحا لدروس معلمه.

وعد فأوفى: ما ينبغي قوله هو أن روبينهو بصدد الإيفاء بوعوده التي قالها يوم قدومه إلى الميلان، فقد تحدث حينها عن كرة قدم ممتعة، انتصارات وأيضا روح التضحية، لكن المفهوم الأخير بدا هو الذي أعجب المدير الفني أكثر من غيره.. «لو طُلب مني تقديم الدعم والمساندة في التغطية فلن أتردد أبدا في الرجوع إلى الوراء»، هكذا قال اللاعب البرازيلي الذي يقوم بدور المهاجم وليس ذلك فحسب. والآن بإمكان روبينهو جر وسط ملعب خلفه وخط دفاع بأكمله للخصم، ويظل لامعا في التسديد على المرمى وأيضا مع بعض الطاقة الفائضة التي تسمح له بمساندة غاتوزو وأمبروزيني. وبخلاف سيدورف في الشوط الثاني، فقد مرت كل مخاطر سمبدوريا بفضله هو، فقد سدد في المرمى بعد دقيقة واحدة، وأخرى في منتصف الشوط الأول فاجأت الحارس كورتشي، واثنتين أخريين في الشوط الثاني، والأخيرة عبرت إلى جوار القائم بأشبار قليلة قبيل لحظات من انتهاء الوقت الضائع والمباراة.

نصائح أليغري: يعد ميلان هذا العام مميزا من خلال أداء لاعبيه، فحينما يقرر الاستراحة للاستئناف بعد ذلك يظهر من بدلاء أليغري لاعب آخر، وقد فعلها روبينهو للمرة الرابعة، فقد سجل هدفا في كييفو، وواحدا في نابولي (رائعا)، وواحدا في باليرمو، وآخر أول من أمس. إنه حاسم على طريقة إبراهيموفيتش، الذي إن لم يسجل فإنه يصنع أهدافا. فالهدف الذي مرره في استاد ماراسي هو الخامس في الدوري للاعب السويدي الذي يسيطر على أرقام الميلان التي كانت حتى العام الماضي مقصورة على رونالدينهو. وابتسم روبينهو في نهاية الشوط الأول قائلا «إبراهيموفيتش منحني كرة غاية في الجمال تحديدا». إذن، كان كافيا إسداء النصح لأليغري الذي نصح روبينهو بعد لقاء فيورنتينا الأخير قائلا «عليه تعلم اللعب بالقرب من زلاتان». وقد فعل، لكن الهدف يعد فقط هو المثال الأكثر وضوحا. إن اللاعب الذي بطبيعته يعشق الاختراق والكرة بين قدميه متجها نحو المرمى يتعلم الآن التحاور بالكرة مع رفاقه أكثر واستغلال الأطراف. إبراهيموفيتش هناك من أجل ذلك، ولا ضير إذا كان لاعب آخر هو الذي يسجل من حين لآخر.

إلى ذلك، بدت خيبة الأمل على وجه تياغو سيلفا مدافع الميلان لدى خروجه من الاستاد بسبب هدف باتزيني، وقال «أنا الذي ارتكبت الخطأ، وكانت مهمتي أنا مراقبته»، لكن بإمكانه البقاء هادئا فلن يصوب أحد مسدس النقد تجاهه. فأدريانو غالياني، نائب رئيس الميلان، مثلا، نادرا ما ظهر في حالة مزاجية طيبة هكذا بعد تعادل جاء من صحوة الخصم، ويشرح أنه قد خرج للتو، حيث توجه تحديدا لتبادل التهاني مع الفريق. ويقول «لعب الميلان مباراة كبيرة جدا، وكان يستحق الفوز الساحق، وأحيانا تفوز من دون استحقاق، والآخرون يجنون قدر ما تبذره أنت. لا بد من القبول بكرة القدم، فلو دخلت الكرة الأخيرة لروبينهو لكنا هنا الآن للتعليق على الفوز. كان أداء مقنعا للغاية وشهد كثافة عالية. الترتيب والأداء لا يزالان متميزين. تحدثت مع برلسكوني، وهو أيضا كان سعيدا بالأداء. روبينهو؟ إنه لاعب مذهل، ولديه القدرة على العودة، وأنا يروق لي كثيرا اللاعبون الذين يراعون الشق الدفاعي. وأنا فخور بأباتي، فهو لاعب من مواليد 1986 ونشأ في قطاع الناشئين لدينا».

وينضم ماسيمليانو أليغري إلى ابتسامات غالياني، ويضيف «قدم الفريق واحدة من أفضل المباريات، إن لم تكن الأفضل على الإطلاق، من حيث القوة في اللعب والدفاع. كنا نستحق الفوز، فقد أهدرنا فرصة كرة ركنية، لكننا للأسف لعبنا الكرة للوراء إلى حارس المرمى. هذا يحدث، لكنني سعيد جدا لما قام به اللاعبون. هناك دوافع كبيرة تدفعنا لتقديم هذه المباريات. روبينهو يبلي بلاء حسنا حاليا، فقد سجل من قبل أهدافا مهمة عدة، وبخلاف فرصة الهدف، لقد أتيح له موقفان رائعان وكان بارعا للغاية».

توازنات: ولا يمكن تجنب سؤال بشأن موقف رونالدينهو الحساس، فهذه هي المرة السادسة التي يجلس فيها احتياطيا، وهذه هي اللحظة الوحيدة التي يتعكر فيها مزاج المدير الفني قليلا، فقد تابع «حينما يبلي الفريق بلاء حسنا، ويبدع ولا يعطي علامات على الإجهاد، فإن كسر التوازنات قد يخلق مشكلات. عموما، لقد نزل بشكل جيد كالعادة وخلق فرصتين مهمتين. تسألونني إذا كنا لا نفوز حين لا يسجل إبراهيموفيتش؟ لقد قدم زلاتان اليوم مباراة طيبة واقترب من التسجيل وصنع هدفا لروبينهو، لسنا معتمدين على إبراهيموفيتش تماما».

وبخلاف تياغو سيلفا، نيستا أيضا صعد إلى حافلة الفريق ولديه بعض التأنيب، ويقول «الشوط الأول كان رائعا، وبعدها ارتكبنا خطأ في الدفاع في الهدف الذي دخل مرمانا. نحن المدافعون علينا التفكير في عدم هز شباكنا، واليوم فقدت الإمساك بغاستالديللو. حزين لعدم الفوز لكننا نظل في الصدارة وستسير الأمور على نحو جيد».

في المقابل، يعد هذا انتصارا للاعبي سمبدوريا، ويغلف دومينيكو دي كارلو مدرب الفريق ويحمل إلى ناديه تعادلا، والذي هو بمثابة فوز بالنسبة إليه وإلى لاعبيه، ويبرر ذلك قائلا «لأنه أمامنا كان هناك فريق الميلان، وهو أفضل فريق في الدوري حاليا من حيث الفنيات والقوة البدنية والكثافة. عبرنا عن شخصيتنا وكنا في غاية الالتزام والحسم من أجل الصمود وعدم ترك ملليمتر واحد للخصم، وأخيرا الرغبة القوية في تحقيق التعادل وربما الفوز أيضا. في النهاية عانينا قليلا من إرهاق بالومبو وتيسوني، وهما بطلا مباراة غير عادية. عموما، علينا التحسن، لكن من هذه المباراة يتبقى لنا شيء أساسي وهو تقدير الذات والذي يزيد ويرفع من مستوى الفريق. ولذا، بإمكاننا تقديم مباراة أخرى كبيرة بعد غد الأربعاء أمام فريق بي إس في أيندهوفن الهولندي، في الدوري الأوروبي.

أظهر فريق سمبدوريا مهارة كبيرة، وأضاف باتزيني هدفا غاية في الأهمية، وهو الخامس له في الدوري والذي يضعه في صدارة هدافي الفريق متقدما على كاسانو، علاوة على 5 أهداف أخرى سجلها ما بين دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي، ليكون الإجمالي هذا الموسم 10 أهداف لمهاجم وصفه البعض بأنه يعاني من أزمة على الرغم من إصابة صعبة في الظهر، والتي أبعدته عن لقاءات مهمة. وبعد تلاشي كاسانو، صار هو اللاعب الرمز لفريق سمبدوريا، وكان عند حسن الظن، فيقول غاسباريني مدير عام النادي «أتيحت له فرصتان وسجل منهما واحدة، فهو مهاجم كبير».. كما أن لديه روح التضحية والرغبة في مساعدة رفاقه دائما والفريق، ويشرح المدرب دي كارلو «بإمكاننا التطور أكثر، في اللعب على الأجناب وفي الهجوم. وستكون الطفرة الأخيرة الحاسمة في المهارة».