«النيران الصديقة» تحرم اليوفي من 3 نقاط أمام فيورنتينا.. ورقم قياسي لديل بييرو

ميهايلوفيتش: الفرق بين الميلان وفريق السيدة العجوز هو إبراهيموفيتش

TT

اكتفى فريق اليوفي بالحصول على نقطة واحدة فحسب أمام ضيفه فريق فيورنتينا في المباراة التي جمعت بينهما أول من أمس على ملعب الاستاد الأوليمبي في تورينو ضمن الجولة الرابعة عشرة من مباريات دوري الدرجة الأولى الإيطالي وانتهت بتعادل الفريقين بهدف لكل منهما. وبهذا النتيجة ارتفع رصيد السيدة العجوز إلى 24 نقطة وفيورنتينا إلى 16 نقطة. أحرز الهدف الأول موتا، مدافع اليوفي، في شباكه عن طريق الخطأ في الدقيقة 4 من الشوط الأول، فيما تمكن سيموني بيبي، جناح فريق اليوفي، من إدراك هدف التعادل لأصحاب الأرض في الدقيقة 38 من الشوط الثاني. وشهدت المباراة حالة طرد وحيدة كانت من نصيب فيليبي، لاعب فيورنتينا، في الدقيقة 43 من الشوط الثاني نتيجة تعرضه لإنذارين خلال المباراة. من الأفضل لديل نيري، مدرب فريق اليوفي، ألا يتفوه مرة ثانية بكلمة درع البطولة، فإن هذا الأمر جلب له الحظ السيئ؛ ففي الصيف المنصرم كان المدرب الجديد لنادي السيدة العجوز يرفض ذكر هذه الكلمة، وكان مشجعو الفريق يقولون دائما «على فريق اليوفي أن يسعى دائما نحو الدرع. أليس كذلك!». وفي تصريحات ديل نيري قبل مباراة أول من أمس قال «لا يتعين علينا عدم الخوف من ذكر درع البطولة»، ومني بالتعادل (1/1) أمام فريق فيورنتينا. لقد كان فوز اليوفي في مباراة أول من أمس كفيلا بجعل الفريق على بعد 4 نقاط فحسب من الميلان متصدر ترتيب جدول الدوري حتى الآن. لكن التعادل كان هو النتيجة العادلة خلال اللقاء؛ فبعد الهدف الأول المبكر الذي سكن شباك اليوفي عن طريق النيران الصديقة وجد ميهايلوفيتش، مدرب فريق فيورنتينا، المناخ المثالي لتقديم ما عنده وتمكن الشاب ليايتش، لاعب فيورنتينا، من الاستحواذ على كرة مرتدة وأتيحت له فرصة ذهبية، غير أن الفتى صغير السن تجاهل وجود جيلاردينو، مهاجم فيورنتينا، إلى يمنيه، وحاول أن يخترق هو بالكرة من الجبهة اليسرى، وضاعت الهجمة بتسديدة غير متقنة. كان بمقدور هذا الهدف الثاني أن يقضي تماما على اليوفي، غير أن القدر لم يكتب لفيورنتينا ذلك. أما في الشوط الثاني فكانت الكلمة لأصحاب الأرض، ولم يظهر ستوراري، حارس مرمى اليوفي، بشكل جاد إلا في هجمة واحدة لداغوستينو، مهاجم فيورنتينا. صحيح أن فريق ديل نيري فرض كلمته على اللقاء، وبالفعل كان ذلك بشكل غير منظم، إلا أن اليوفي هو من سطر أحداث هذه المباراة عن طريق سيل التسديدات التي أطلقها نحو مرمى الفريق المنافس؛ فقد أهدر ديل بييرو انفرادا لا يضيع، كما أنقذ بروك، حارس مرمى الضيوف، هدفا آخر لياكوينتا، فضلا عن الكرات الجانبية، جيدة أو سيئة، التي انهالت على مرمى فيورنتينا. إذن، يمكن الآن القول إن فريق اليوفي في حاجة إلى مهاجم ذي ثقل ينهي هجمات الفريق داخل الشباك. لكن لا يمكن إغفال الهدف الجميل الذي سجله سيموني بيبي في الدقيقة 38 من الشوط الثاني.. إنه هدف رائع يشبه أهداف أليساندرو ديل بييرو، وقد احتفل به الاستاد برمته تماما كما يحدث مع أهداف أليساندرو، لأن الجميع يحب بيبي، فهو هداف ولطيف ومتعاون مع فريقه. عندما قام ستوراري بركل الكرة سريعا وتلقاها بيبي وسددها داخل شباك فيورنتينا جال بخاطر البعض أن المباراة قد تنتهي كما حدث في 1994: عندما تمكن اليوفي من الفوز (3/2) على فيورنتينا، وكانت مباراة أساسية في تحقيق السيدة العجوز لقب البطولة في ذلك الموسم. لكن مباراة الأمس انتهت بالتعادل الثالث لفريق اليوفي (1/1) في آخر 4 مباريات خاضها الفريق.

فرصة ضائعة: ربما ليس من قبيل الصدفة أن يكون سيموني بيبي هو منقذ فريق اليوفي أمام فيورنتينا؛ فهو لاعب يبحث عن القفزة في المهارة، ولا يزال في مرحلة اكتشاف ما لديه من قدرات حقيقية. إن مرحلة النضج أحيانا ما تشهد بعض التأخيرات. وتراجع فريق اليوفي، رغم الفرص الكثيرة التي أتيحت للاعبين، وتألق بورك حارس فيورنتينا في بعض الكرات، خطوة إلى الوراء على مستوى اللعب؛ فقد كان الفريق مرتبكا، وكان هناك بعض اللاعبين دون المستوى. إن التأخر بهدف مبكر عن طريق الخطأ عقد كثيرا من المشروع الخططي لديل نيري، واستطاع هدف الجوهرة بيبي إنقاذ اليوفي من التعرض للهزيمة. وقد عقب سيموني على هذا الهدف بعد انتهاء المباراة قائلا «هناك اختلاف إلى حد ما بين طريقتي في ركل الكرة وطريقة ديل بييرو. إن اللاعب دائما بإمكانه أن يتحسن، وأتمنى أن أنجح في ذلك». وبعد أن أدرك فريق اليوفي هدف التعادل لم يكن أمام اللاعبين سوى دقائق قليلة لاقتناص النقاط الثلاث. ويواصل بيبي «لقد قدمنا في الشوط الثاني مباراة رائعة للغاية. وكان بإمكاننا أيضا تحقيق الفوز إذا نجحنا في استغلال إحدى الفرص الكثيرة التي ضاعت. لا يتعين علينا التفكير في الفرق الأخرى، لكن من الواضح أنه لو كنا تمكنا من الفوز أمام فيورنتينا كنا سنقلص نقطتين من الفارق بيننا وبين الميلان».

المهاجم: ليس من شأن هذا التعادل أن يقلص من النتائج التي حققها اليوفي حتى الآن، فقد حملت هذه المباراة النتيجة الإيجابية العاشرة على التوالي في بطولة الدوري المحلي (والثالثة عشرة إذا اشتملت على مباريات الدوري الأوروبي)، الأمر الذي يعد مؤشرا آخر لهذا الفريق. لا يرغب أحد الآن في النظر إلى ترتيب جدول الدوري. لكن في يناير (كانون الثاني) المقبل، إذا استمرت النتائج الطيبة للفريق، ربما تلجأ إدارة النادي إلى تدعيم صفوف الفريق في سوق الانتقالات القادمة، خاصة أن الفريق في حاجة إلى مهاجم قادر على إنهاء المباريات التي لا مجال فيها للأخطاء وإهدار الفرص. ورغم النقطة الثمينة التي حملها بيبي إلى فريقه فإن ديل نيري يرى الأمر من منظور مختلف. فقد صرح ديل نيري عقب انتهاء المباراة قائلا «وفقا لما قدمنا يمكن القول إننا فقدنا نقطتين. الترتيب في الوقت الراهن لا يهمنا، إن ما يعنينا هو الأداء. سننظر إلى ترتيبنا في الجدول في شهر مايو (أيار). لقد كان فريق روما في الموسم المنصرم متأخرا في الترتيب بفارق 14 نقطة، وإذا لم يتمكن فريق سمبدوريا من الفوز عليه كان روما سينتزع لقب البطولة». ويواصل ديل نيري «إن ياكوينتا وديل بييرو يعانيان من مشكلات، وسوف نقوم بتقييم هذه الإصابات؛ فقبل معسكر الفريق بيوم واحد خضع ياكوينتا للعلاج من هجوم الإنفلونزا. في الشوط الأول من المباراة تسيد فريق فيورنتينا الملعب بشكل جيد. أما في الشوط الثاني فقد منحت هجمات بيبي وياكوينتا الحيوية للفريق. ولولا وجود الحارس بورك لانتهى اللقاء بشكل مختلف. لقد كان حارس مرمى فيورنتينا هو الأفضل داخل الملعب. أحيانا بعض التعادلات تساوي الفوز. وبالنسبة إلي نقطة واحدة ليست مشكلة، فلو أن فريق اليوفي في الموسم الفائت تمكن من التعادل في كثير من المباريات لكان بمقدوره الوصول إلى منطقة الشامبيونزليغ».

في الدفاع: إن ديل نيري على استعداد لرفع السيف من أجل الدفاع عن لاعبيه. فقد صرح بشأن الهدف الذي دخل شباك فريقه قائلا «إننا لم نتلق هدفا، بل دخل في مرمانا هدف عن طريق الخطأ. من دون وجود أكويلاني قلت فرص اليوفي؟ لا، لقد منح ياكوينتا وبيبي السرعة والحيوية للفريق». واختتم مدرب اليوفي قائلا «نمتلك السمات التي تؤهلنا للصراع حتى النهاية في هذه البطولة».

رقم قياسي لديل بييرو: إن مباراة اليوفي × فيورنتينا حملت طعما خاصا لأليساندرو ديل بييرو.. فهي تحمل رقما قياسيا جديدا في تاريخ الوفاء والحب لنادي السيدة العجوز. وبهذا الصدد صرح ديل بييرو قائلا «السبت المقبل سأدخل إلى الاستاد الأوليمبي في تورينو كلاعب يحمل أطول مدة مشاركة في تاريخ فريق اليوفي، وهذا الأمر يجعلني فخورا للغاية. فقد وصلت إلى هذا الرقم وتجاوزت كارلو بيغاتو الذي لعب للسيدة العجوز ابتداء من 12 أكتوبر (تشرين الأول) 1913، حتى 21 ديسمبر 1930، أي 17 عاما وشهرين و9 أيام. ومنذ الأمس أصبحت أتقدم عليه بفارق يوم وسيزيد الأمر....».

ومن جانب آخر، فضل سينيسا ميهايلوفيتش، مدرب فيورنتينا، الدفع باللاعب البيروفي فارغاس خلال المباراة على الرغم من أن اللاعب منذ 10 أيام مضت استقل الطائرة متجها إلى أميركا الجنوبية من أجل خوض مباراة ودية بين منتخبي بيرو وكولومبيا. وقد شارك اللاعب لبعض الوقت في مباراة الميلان × فيورنتينا يوم الأربعاء الفائت، والتي انتهت لصالح الميلان (1/0). تجدر الإشارة إلى أن سينيسا قد صرح بهذا الصدد قائلا «لا يمكن الاكتفاء بتدريب جيد واحد من أصل خمسة تدريبات كان يتعين على اللاعب القيام بها».. فقد كان ميهايلوفيتش على قناعة بترك فارغاس على مقاعد البدلاء وعدم البدء به، لكن في مباراة الأمس أمام اليوفي شارك اللاعب البيروفي من بداية اللقاء وحتى النهاية. وكانت الكرة العرضية التي شتتها موتا وسكنت شباك فريقه عن طريق الخطأ تحمل توقيع فارغاس، وكان اللاعب، وكأنه يشعر بما سيحدث، قد صرح منذ يومين قائلا «لو أنني سجلت لن يوقفني أحد». تشتيت: ربما كان فارغاس يشعر بما سيحدث وربما لا.. وقد صرح اللاعب عقب انتهاء المباراة قائلا « لقد وصلت إلي الكرة، ومن هذا المكان حتى يمكنني تسجيل الهدف ليس بوسعي سوى أن أضعها بقوة في المنتصف لتجد من يسكنها الشباك». إن فارغاس من ضمن اللاعبين الذين يذكر اسمهم بصدد سوق الانتقالات، غير أن كونيني، نائب رئيس نادي فيورنتينا، أكد لشبكة «سكاي» قائلا «من الصعب أن يتم بيع اللاعبين المهمين في الفريق». وقد تكرر الحديث ذاته أيضا بالنسبة لجيلاردينو الذي خرج من لقاء الأمس مع بداية الشوط الثاني بسبب ألم في الفخذ. يذكر أن بورك تعرض هو الآخر إلى إصابة عضلية خلال المباراة: اشتباه بخلع في الكتف.

الفرص: أثنى أندريا ديللا فالي، رئيس نادي فيورنتينا، على أداء فريقه خلال المباراة وقال «إن هذه المباراة دليل كبير على امتلاك الفريق للسمات الخاصة به. لقد خرجنا من النفق المظلم. إن الخطأ الذي ارتكبه ميلو، مهاجم اليوفي، ضد بورك نتج عن خبث...». ثم تحدث ميهايلوفيتش قائلا «لقد استحق فريق اليوفي التعادل في الشوط الثاني.. لكن كان عليهم أولا أن يغلقوا المباراة. لقد قمنا بالحد من خطورة كرازيتش، وكانت تنقصنا الشرسة أمام المرمى فحسب. طرد فيليبي؟ حتى أنا لا أفهم ماذا حدث. على أي حال لو استمررنا على هذا الأداء سنفوز. الاختلاف بين الميلان واليوفي؟ إنه إبراهيموفيتش».