تحول المؤتمر الصحافي الذي عقده الشيخ طلال الفهد، رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم، في العاصمة اليمنية عدن، يوم أمس، حيث تقام منافسات «خليجي 20» إلى ساحة من الهرج والمرج، جراء الاعتداء الذي تعرض له أحد العاملين في اللجنة المنظمة للبطولة ويدعى منير شرف من قبل حارس شخصي كان برفقة الأمير طلال الفهد، مما استدعى تدخل الأخير، وكذلك وزير الرياضة اليمني، حمود عباد، لتهدئة الأمور والاعتذار من الموظف المعتدى عليه على مرأى من وسائل الإعلام التي جاءت لتغطية المؤتمر.
وكان الفهد أكد في المؤتمر أن ما قاله في السابق حول استعداد الأزرق إلى الدخول في معسكر إعدادي في مزرعة على الحدود الكويتية - العراقية عندما تستضيف البصرة النسخة الـ21 في عام 2013 لم يكن إلا مزحة، مشددا على أن الكويت ستشارك في البطولة مثلما شاركت في اليمن.
وتطرق الفهد خلال حديثه لمواجهة الغد التي ستجمع الأزرق الكويتي بنظيره العراقي ضمن نصف نهائي بطولة الخليج، وقال: «إن المباراة ستكون صعبة على الجانبين، وسيلعب العراقيون تحت ضغط نفسي كبير كونهم أبطال آسيا، وجماهيرهم لن ترضى بأي نتيجة أخرى، خصوصا بعد الخروج الباهت للفريق من الدور الأول في (خليجي 19) الذي أقيم في مسقط، وما صاحبه من غضب جماهيري كبير وعارم»، مشيرا إلى أن الكثير من الأندية الكويتية تسعى حاليا إلى الظفر بتوقيع اللاعبين علاء عبد الزهرة ونشأت أكرم.
وأضاف الفهد: «إذا كان الأزرق يرغب في البطولة فيجب عليه الوصول إليها عبر طريق العراق، فقبل البطولة لم يكن يتوقع أي أحد أن الكويت ستتصدر مجموعتها».
وردا على سؤال حول صحة مشاركة اللاعب فهد العنزي في البطولة، وهو يحمل جواز سفر مختلف عن زملائه، وهل هناك نية لمنحه الجنسية قال الفهد: «بلغت من العمر 45 عاما ولم أرَ الجنسية الكويتية إلا في أوقات الانتخابات، فالجواز هو وسيلة العبور الرسمية التي يحملها جميع المواطنين في العالم، الأمر الذي يعني أن العنزي حاله كحال بقية المواطنين، أما بخصوص نوع الجواز ودرجته فهذا راجع إلى القوانين المحلية في الدولة».
وأرجع الفهد سبب عدم موافقته على قدوم طائرات من الكويت لنقل الجماهير إلى وجود مساندة يمنية كبيرة للمنتخب الأزرق، وقال: «جماهيرنا في اليمن تفوق مشجعينا في الكويت، لأن عددهم يتجاوز المليون مشجع».
يذكر أن المنتخب الكويتي نحى احتفالاته جانبا بأمر من الجهاز الفني بقيادة الصربي غوران توفاريتش، الذي رفع حالة الطوارئ إلى الدرجة القصوى استعدادا لمواجهة المنتخب العراقي بطل آسيا، غدا، الخميس، في نصف نهائي كأس الخليج.
وأدى الأزرق تدريبه قبل الأخير مساء أمس، الثلاثاء، على ملعب نادي التلال اليمني الذي يطل على شاطئ البحر مباشرة، وحرص غوران فيه كالعادة على تقسيم الفريق إلى مجموعتين، الأولى منهما هي مجموعة الأساسيين التي خاضت اللقاء الأخير أمام اليمن، واقتصر تدريبها فقط على الجري حول أرضية الملعب للحفاظ على اللياقة البدنية، وبدت الجدية حاضرة في التدريبات، أمس.
من جهة أخرى، أكد مجيد البناي، طبيب المنتخب الكويتي، أن اللاعبين: مساعد ندا، ومحمد أرشد، ووليد علي، يخضعون حاليا إلى جلسات علاج طبيعي، بعد تعرضهم لكدمات خفيفة في المباراة الأخيرة أمام المنتخب اليمني في ختام مباريات الجولة الثالثة لمنافسات المجموعة الأولى من البطولة.
وعلى الجانب العراقي، واصل المنتخب العراقي أيضا تدريباته المكثفة وسط روح معنوية عالية، وكثف الجهاز الفني مجهوداته لتجهيز المهاجم الشاب مصطفى كريم، مهاجم الإسماعيلي المصري سابقا والشارقة الإماراتي حاليا، ليخلف يونس محمود في قيادة خط الهجوم مع احتمالية الدفع بهداف الفريق علاء عبد الزهرة في خط الهجوم بدلا من مركز الجناح الأيسر الذي لعب فيه منذ بداية البطولة.
ومن جهته كشف ناجح حمود، نائب رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، أن كبار المسؤولين في بلاده وعدوه بمكافآت مجزية وقطعة أرض لكل لاعب في مدينة أربيل في حال فوز المنتخب العراقي، في محاولة لتحفيز اللاعبين قبل مواجهة الغد في نصف النهائي.
وطالب حمود اللاعبين بأهمية كتابة تاريخ جديد للعراق في بطولات كأس الخليج، مشيرا إلى أن بلاده مع الكويت كانا أفضل المنتخبات، وكانت اللقاءات مع الأزرق ديربي قبل أن يظهر الديربي الجديد بين الأزرق والأخضر السعودي، ولكن الفرصة الآن مواتية لأن تعود الكرة العراقية إلى الواجهة الخليجية.
وأشاد حمود بمجموعة الشباب التي تمثل الأزرق حاليا، مؤكدا أن مباراة الخميس مع الأزرق لن تكون سهلة إطلاقا على المنتخب العراقي، لأنه سيواجه فريقا منظما ويلعب بحماس طوال الـ90 دقيقة، واعتقد بأن الفائز فيها هو من سيكون عريس «خليجي 20».
ودافع حمود عن فريقه تجاه جميع الاتهامات التي وصفته بأنه فريق غير متجانس في الملعب لاعتماده على مجموعة كبيرة من المحترفين في الخارج وعدم تجمعهم كثيرا معا.
وشدد ناجح حمود على أن بلاده مصرة على تنظيم بطولة كأس الخليج لكرة القدم (خليجي 21) في مدينة البصرة عام 2013، بنجاح منقطع النظير.