مورينهو يعترف: إنها الهزيمة الأكبر في مشواري

المدرب البرتغالي.. ثقة قبل مباراة القمة الإسبانية وانكسار بعدها

TT

اعترف البرتغالي جوزيه مورينهو المدير الفني لفريق ريال مدريد بأنه تلقى الهزيمة الأكبر عبر مشواره التدريبي في إشارة إلى خسارته 5/صفر أمام برشلونة وأقر باستحقاق الأخير للفوز.

وقال مورينهو بعد لحظات من مباراة قمة الكلاسيكو الإسبانية: «إنها الهزيمة الأكبر في مشواري، لكنها سهلة الهضم. فقد كانت هزيمة دون فرص للفوز، فقد لعب فريق وقدم كل ما لديه، والآخر كان سيئا جدا. إنها هزيمة مستحقة تماما».

لم تصل كلمات مورينهو إلى أسماع لاعبيه، الذين لم يكن بمقدورهم رفض الكرة، أو قبولها لأنهم لم يروها أساسا طيلة الأمسية. وهكذا وبعد 464 مباراة كمدرب، خسر مورينهو كما لم يخسر من قبل، لأنه لم يسبق لفريق دربه أن هزم 5/ صفر.

رفض مورينهو اختلاق الأعذار وأقر أن «غالاكتيكوس» مدريد كانوا أقل من أخصامهم الكتالونيين، لكنه رفض الإقرار بأن النتيجة الضخمة تعبر عن فارق كبير في المستوى.

وتابع مورينهو الذي احتفل الموسم الماضي بطريقة هستيرية في ملعب «كامب نو» لدى تفوق إنترميلان الإيطالي فريقه السابق على برشلونة في دوري أبطال أوروبا: «لا يمكن القول إن النتيجة تشير إلى الفارق بين الفريقين والبطولة لم تنته اليوم، لدينا الكثير من الوقت في الدوري كما أننا نتخلف بنقطتين فقط».

وتابع مورينهو مدرب بورتو البرتغالي وتشيلسي الإنجليزي سابقا والذي عمل كمترجم لمدرب برشلونة الراحل الإنجليزي بوبي روبسون ومساعدا للهولندي لويس فان غال: «للأسف فإن المباراة المقبلة ستقام يوم السبت (أمام بلنسية)، أتمنى لو كانت ستقام غدا».

وكان من المنتظر أن يستمتع مورينهو، الذي كان يبدو مسترخيا وفي وضع مريح، بمواجهته أمام المنافس التقليدي اللدود برشلونة عندما فتح المجال أمام الصحافيين للحديث عن فريقه الملكي الذي أشار إلى أنه ينوى الاستمرار معه لفترة طويلة على أن يفكر في الدوري الإنجليزي بعد ذلك.

وكان مورينهو صرح قبل مواجهة برشلونة قائلا: «هذان الفريقان هما الأفضل في العالم بكل تأكيد، وهناك مباريات أحبها أكثر من الأخرى سواء بسبب صعوبتها أو أبعادها أو نتائجها. وأنا أحب بطولة دوري أبطال أوروبا لأن هناك فرقا تسقط بالضربة القاضية ويتعين عليها أن تشاهد البطولة على شاشات التلفزيون، بينما تواصل فرق أخرى اللعب. وترتفع مستويات الأدرينالين في الدم عندما تعرف أن هناك إمكانية للإقصاء من البطولة، ولهذا السبب فإن هذه المباراة ليست كبيرة بالنسبة لي. وأنا أحب المباريات الحاسمة. ربما نواجه برشلونة في بطولة دوري أبطال أوروبا، ولكن فيما يتعلق بمواجهتهم في الدوري الإسباني لكرة القدم، فإنني أفهم هذه المباراة بطريقة مختلفة. فبعد هذه المباراة، لن يعود أي شخص إلى منزله وهو يشعر بالإحباط من خسارته لمنافسة كبيرة لأنه ما زالت هناك العديد من المباريات المتبقية، ولكن هذه المباراة تبقى مباراة كبيرة. وأتمنى ألا تكون هذه هي المرة الأخيرة التي أواجه فيها برشلونة، فأنا أتمنى أن أخوض المزيد من مباريات الكلاسيكو لسنوات طويلة».

وتجنب مورينهو الحديث عن مشاعر العداء المحمومة التي يوشك على السقوط فيها، ولا ينسى أي من مشجعي برشلونة ولن يتسامحوا مع الألم الذي حملوه بعد أن ترك مورينهو وظيفته في النادي منذ 10 سنوات، والآن يعمل مع الغريم. ومن الواضح أن هذه المشاعر تبدو مبررة بسبب تشهير مورينهو بفرانك ريكارد، المدير الفني السابق لبرشلونة، ووصفه بأنه «عديم الألقاب» أو لشعوره برغبة ملحة في الارتماء على الأرض بركبتيه فرحا عندما سجل تشيلسي هدف التعادل خلال الدقيقة الأخيرة في مرمى برشلونة عام 2006.

ووقعت أحدث الذكريات المطبوعة في ذهن مشجعي برشلونة عندما قفز مورينهو من الفرح بشكل جنوني بعد صافرة نهاية مباراة الدور نصف النهائي في بطولة دوري أبطال أوروبا خلال العام الماضي، والتي شهدت فوز إنترميلان، الذي كان يدربه مورينهو، على برشلونة، وهي الهزيمة التي أقصت الفريق الكتالوني من البطولة.

وكانت هذه التصرفات غير مقبولة إلى حد كبير بالنسبة لمشجعي برشلونة.

وقال مورينهو قبل مواجهة القمة وهو مفعم بالثقة: «لقد ذهبت إلى برشلونة مع فرق تشيلسي والإنتر أيضا وأنا أتمتع بهدوء تام. وأتذكر المباراة التي خضتها مع تشيلسي ضد برشلونة. وأتوقع أن يكون الاستقبال مشابها تماما. أتمنى أن نمتلك العقلية التي تمكننا من استمرار الشعور بالثقة في الفوز، حتى وإن خسرنا، لكي نحتفظ بثبات أقدامنا ونستمر في اللعب. أنا لا أرغب في خسارة توجهي أو تقديري لذاتي. وأنا هادئ تماما». وأضاف مورينهو: «أشعر بالقلق على الفريق كما هو معتاد. وأنا لا أغير طريقتي في العمل بسبب فريق برشلونة أو أي فريق آخر. ولاعبو برشلونة أفضل من اللاعبين الآخرين في بطولة الدوري الإسباني، ولكننا يجب أن نكتشف حلا لإيقاف قدراتهم العظيمة».

وقام مورينهو بحيلة تنطوي على احترام الوقت عندما ذكر الصحافيين بالمدى المتدني الذي يحتلونه على قائمة ترتيب أولوياته. وعلى الرغم من شخصيته الجذابة جدا، فإن حتى أعظم اللاعبين الذين ارتدوا زي ريال مدريد الأبيض يرغبون في قرص أذنه. ولم يفتقد مورينهو لمشاعر التقدير عندما أكد بعد ذلك على أنه يرغب بالبقاء في مدريد لسنوات طويلة. وفور إعلانه عن هذه الرغبة، كان يمكن سماع أصوات اليأس التي صدرت من مشجعي فريق مانشستر يونايتد الذين كانوا يتفقون جميعا على أن مورينهو هو الخليفة الطبيعي للسير أليكس فيرغسون، وبفضل كل الأرقام القياسية والنتائج التي حققها في الدوري الإنجليزي والتي ظلت مسجلة باسمه.

والآن بعد أن خرج مورينهو يجر أذيال الهزيمة سيجد أمامه الكثير من الشامتين سواء من المنافسين المحليين أو الذين عمل على إثارتهم خلال فترة العمل معهم كمنافس في إنجلترا وإيطاليا وإسبانيا.

انه الفوز الخامس على التوالي لبرشلونة حامل اللقب على ريال مدريد في الكلاسيكو في الأعوام الثلاثة الأخيرة بعد 2 - صفر و6 - 2 موسم 2008 - 2009 و1 - صفر و2 - صفر موسم 2009 - 2010. كما هي المرة الخامسة التي يفوز فيها برشلونة على ريال مدريد بخماسية في تاريخ مواجهات الفريقين. وبالطبع جمهور النادي الملكي لن يهضم تلك الهزيمة بسهولة وهو الذي كان يتطلع إلى مورينهو على أنه المنقذ الذي سيقوده للقب وأيضا لكسر شوكة المنافس التقليدي.

لكن بالنسبة لجماهير برشلونة كانت الليلة الأكثر دفئا وسط الليالي الباردة. فقد عاشت في «كامب نو» مباراة ستتذكرها لأعوام، تمكن خلالها رجال غوارديولا «القصار» من البقاء على وفائهم تجاه طريقة لعبهم بلمسات سريعة ولعب جماعي وسرعة.. فعلوا ذلك تحديدا أمام الغريم الأكبر، الذي يقوده شخص يعشق الكبرياء، على نفس هذا الملعب في أبريل (نيسان) الماضي بعد أن قرر رفض كرة القدم. وتمثل كل الأرقام التي سجلت في مباريات الكلاسيكو الأخيرة مصدر الإمتاع لجماهير برشلونة، رغم أن الأرقام لا تعكس دائما ما يحدث. لأنه لا كريستيانو رونالدو ولا ليونيل ميسي تمكن من التخلص من أشباح الماضي: فالبرتغالي خاض ست مباريات أمام برشلونة لم يسجل فيها هدفا، كما لم يسبق للأرجنتيني أن سجل أهدافا في ثماني مباريات خاضها أمام فرق يدربها مورينهو. وأوضحت محطة «كادينا كوبي» الإذاعية في مدريد أمس أن مورينهو «سيعرف الآن مدى صعوبة تدريب فريق مثل ريال مدريد على أي مدرب» بعدما مني بأول هزيمة له مع الفريق.

توقعت محطة «كادينا سير» الإذاعية أن يواجه المدرب البرتغالي مستقبلا صعبا مع الفريق، وأوضحت: «قبل المباراة، كانت الابتسامة تقابله في كل مكان بالنادي. والآن، تغير كل شيء».