قطر ترفع شعار «العزيمة» للفوز بشرف استضافة كأس العالم 2022

هل سيكون أسطورة الكرة زيدان فأل خير على ملفها المونديالي؟

TT

قد تصبح حرارة الصيف الشديدة التي تتجاوز أحيانا 50 درجة مئوية السبب في حرمان قطر من الفوز بحق استضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2022 وفي تقريره الفني الذي نشر في وقت سابق هذا الشهر قال الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) إنه رغم اقتراحات بتكييف الاستادات وملاعب التدريب فإن عرض قطر قد ينطوي على مخاطر صحية محتملة بسبب الحر الشديد في منتصف الصيف.

وقال التقرير: «حقيقة أن البطولة من المقرر إقامتها في يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) وهما أكثر شهرين حرارة في العام في هذه المنطقة لا بد من اعتبارها تمثل مخاطر صحية محتملة بالنسبة للاعبين والمسؤولين ولأسرة الفيفا وللمشاهدين، وهو أمر يتطلب اتخاذ إجراءات احترازية».

ويقول مسؤولو العرض القطري إنهم تعاملوا بالفعل مع هذه المشكلة من خلال تشييد استادات مكيفة صديقة للبيئة. واستفادت البلاد من تقنية حديثة لتبريد الاستادات لتصل الحرارة فيها إلى 27 درجة مئوية فقط.

وأشاد الفيفا بالمؤهلات البيئية لقطر، لكنه قال إن استضافة كأس العالم في بلد صغير المساحة قد يمثل مشكلة أيضا، خاصة وجود 10 أو 12 استادا في منطقة يتراوح قطرها بين 25 و30 كيلومترا.

وفي حالة موافقة الفيفا فإن قطر ستصبح أصغر بلد من حيث المساحة يستضيف النهائيات منذ 1930 حين استضافت أوروغواي كأس العالم الأولى لكن تبقى شكوك حول قدرة قطر على التعامل مع تدفق نحو 400 ألف مشجع معظمهم يأتون بميزانية محدودة.

وسيحتاج البلد الذي يملك حاليا نحو 50 ألف غرفة فندقية إلى 60 ألف غرفة أخرى للوفاء بمتطلبات الفيفا. ووعد مسؤولون بارزون في لجنة العرض بتوفير 95 ألف غرفة فندقية بحلول 2022.

وأطلقت قطر برنامجا عالي التكلفة في السنوات الماضية لتشييد بنية تحتية تحتاج إليها لاستيعاب الزيادة السكانية السريعة بوصول عدد السكان الآن إلى 1.7 مليون شخص. وفي معظم مناطق العاصمة الدوحة توجد مناطق بناء.

ويقول مسؤولو الملف إن هناك بالفعل خططا لإكمال شبكة لقطارات المترو تربط كل الاستادات بحلول 2017 حيث لا تزيد المسافة بين استاد وآخر على أكثر من ساعة واحدة لكن تبقى الشكوك موجودة.

وقال أحد سكان الدوحة ويعمل في مجال الإنشاءات الرياضية «ستكون ثقة هائلة من الفيفا أن يعتقد أنه خلال 12 عاما سيكون لدى قطر منشآت تسمح باستمتاع الجمهور في حرارة تبلغ 50 درجة مئوية».

وفي حالة فوز قطر بشرف الاستضافة ستكون نهائيات كأس العالم 2022 أكبر حدث رياضي يقام في الشرق الأوسط وسيعطي دفعة للمنطقة كلها.

واختار مسؤولو العرض الاستعانة بعدد من الشخصيات البارزة في عالم كرة القدم للترويج لملفهم وبينهم نجم فرنسا السابق زين الدين زيدان ولاعب منتخب هولندا السابق رونالد دي بور وبيب جوارديولا مدرب برشلونة.

وقال دي بور الذي أنهى مسيرته كلاعب في قطر ويعيش هناك منذ 8 سنوات لـ«رويترز»: «إنه بلد مميز وستكون كأس العالم استثنائية وغير عادية. إقامة كأس العالم في بلد مثل قطر ليس إلا مسألة وقت وأعتقد أن الوقت قد حان».

ورغم أن البلد الخليجي يحاول جاهدا تقديم صورة للتحرر والاستقبال الحار للمفتشين ووسائل الإعلام، فإن كثيرين اعتبروا عرضه الذي يتكلف 4 مليارات دولار غير واقعي بالنظر لوضعه الاجتماعي المحافظ والافتقار لثقافة كرة القدم.

ويمثل بيع الخمور وربما تصرفات صاخبة محتملة من المشجعين في كأس العالم من مختلف أنحاء العالم تحديات مهمة في بلد إسلامي يحظر فيه تناول الخمر علنا.

ومن الجوانب الإيجابية في الملف أن كل استادات قطر ستفكك جزئيا بعد النهائيات على أن تمنح المقاعد الزائدة لبلدان نامية يمكن أن تعيد وضعها في استادات أصغر وهو أمر يعتبره المسؤولون عن الملف ميزة لكرة القدم في المناطق النامية.

ومن الناحية التجارية فإن إقامة كأس العالم في قطر سيكون له أثر جيد بسبب فروق التوقيت حيث لا يتقدم توقيت الدوحة إلا بـ3 ساعات على توقيت غرينتش في وقت تتركز فيه أكبر نسب للمشاهدة في أوروبا وأميركا الجنوبية وآسيا.

ولا يمثل المال مشكلة بالنسبة لقطر أكبر مصدر للغار الطبيعي المسال في العالم. ويتوقع أن يستمر النمو الاقتصادي في البلد ليرتفع من 15.5% هذا العام إلى 21% في 2011 وهو ما سيسمح لقطر بضخ أي مبالغ مالية مطلوبة من أجل الاستعداد لنهائيات 2022.