خبراء فنيون: ضعف الجانب الهجومي وعدم الاستقرار العناصري يهددان المنتخب السعودي

أكدوا لـ«الشرق الأوسط» أن خطورة الإمارات تكمن في وسط ميدانه وارتداده السريع

TT

طالب خبراء فنيون مدرب المنتخب السعودي البرتغالي بيسيرو، بالثبات على القائمة في مواجهته المرتقبة غدا الخميس، التي ستجمعه بالأبيض الإماراتي في الدور نصف النهائي لكأس «خليجي 20» التي سيحتضنها ملعب «22 مايو» في مدينة عدن باليمن، واتفق الخبراء على أنه من الضروري الاستعانة بالثنائي محمد الشلهوب وإبراهيم غالب منذ البداية، عطفا على المستويات التي قدماها في المرحلة التمهيدية من البطولة، إلى جانب معالجة نقطة الضعف المتمثلة في ظهيري الدفاع، والحذر من الهجمات المرتدة التي يتميز بها لاعبو منتخب الإمارات، والتركيز من خلال الضغط على حامل الكرة وسرعة بناء الهجمة.

الخبير الفني جاسم الحربي، أكد في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن المستوى الذي قدمه المنتخب السعودي خلال المباريات الثلاث الماضية غير ثابت، ولم يستقر بعد على قائمة أساسية معتمدة، مما يجعلنا نضع علامة استفهام لن يجيب عنها سوى المدرب بيسيرو نفسه، ولو تحدثنا عن تجديد العناصر بشكل عام فالفريقان لديهما مرحلة التجديد مع وجود الفارق، فالمنتخب الإماراتي مستقر في تشكيلته، في الوقت الذي ينقص المنتخب السعودي فيه الأداء الجماعي، علاوة على عدم وجود لاعب هداف يستطيع ترجمة جهود الفريق، ولذا ستكون المباراة صعبة على الطرفين، ومن المحتمل أن تكون لمصلحة الأبيض الإماراتي، نظرا لتميزهم الفني، خاصة على مستوى الاستحواذ والمبادرة، في ظل عدم تفاهم خط الوسط السعودي الذي يواجه عوائق متعددة عند القيام بالمهام الدفاعية والهجومية، وهو السبب الذي يقف خلف تذبذب مستوى الأخضر، فالمباراة الأخيرة أمام المنتخب القطري لم تتوفر لهم فيها أي فرصة في الشوط الأول، وحينما أجرى المدرب تغييراته في أطراف الوسط انتعش الفريق وبدأت خطورته تظهر.

وإذا تحدثنا عن نقاط الضعف سنجد أن هناك تباعدا بين خطي الدفاع والهجوم، وتراجعا للاعبي الوسط في الثلث الأخير، وقربهم من خط الدفاع، مما يتيح للخصم السيطرة على الثلث الأوسط دون أي مضايقة، وهذا يعد أمرا سلبيا، كما أن الأطراف لا تؤدي دورها الدفاعي بشكل إيجابي، ولا تقوم بتطبيق مهامها الهجومية بمستوى عال، إضافة لضعف في تنفيذ الخطة اللازمة لعملية المساندة الدفاعية، والانتشار لبناء الهجمة أثناء الاستحواذ على الكرة، ونقطة الضعف الأخيرة هي وجود مهاجم واحد وعدم فاعلية أطراف الوسط في بناء الهجمة والمساندة، وبالتالي يصبح المهاجم شبه معزول عن الفريق، ولا تتهيأ فرصة حقيقية للمهاجمين.

وتابع الحربي قائلا: إن الفريق الإماراتي تتمثل قوته في خط وسطه، ويؤدي أدواره الدفاعية والهجومية، ولديهم ميزة تتمثل في الضغط على الخصم في وسط ملعبهم، واللعب على الهجمات المرتدة السريعة، والانتشار السريع الذي يتيح لحامل الكرة خيارات أكبر، ويسهم في تشتيت دفاعات الفريق المقابل، وعندما يخسرون الكرة في الناحية الهجومية يرتدون إلى منطقة الوسط في أسرع وقت، وما يجب على بيسيرو فعله هو الاستقرار على تشكيلة واحدة، وتوازن الأداء بين خطي الدفاع والهجوم، وعدم التسرع والاندفاع الهجومي على حسب النواحي الدفاعية، والتحكم في الأداء بصورة تمنح الأخضر الأفضلية لفرض أسلوبه، واللعب بالطريقة التي يريدها، على الرغم من معاناة المنتخب السعودي من عدم وجود قائد يوجه الفريق بشكل إيجابي، ويتمكن من تسيير أمور المباراة لمصلحة الفريق.

وأضاف الحربي: من المفترض أن يبدأ المدرب بيسيرو بالمهاجم مهند عسيري في خط المقدمة لأنه لاعب سريع، وأيضا من الضروري مشاركة محمد الشلهوب، لأنه مؤثر في وسط الميدان، وقدم مستويات جيدة في المباريات التي لعبها، ومن الظلم أن يكون على دكة الاحتياطي، بسبب قناعة شخصية أو فلسفة تتمثل في إراحة اللاعبين من الإجهاد، فأين هو الإجهاد والمنتخب لم يلعب سوى ثلاث مباريات فقط؟! وعن توقعاته لنتيجة المباراة يقول الحربي: إنها صعبة للغاية على المنتخب السعودي، ولكن الأمنية هي فوز الأخضر بإذن الله.

من جانبه، ذكر الخبير الفني السعودي علي كميخ، أن الثبات على التشكيلة مطلب أساسي مع تغيير نمط الأداء من الشق الدفاعي إلى الشق الهجومي، وعلى المدرب أن يتعامل مع المباراة من خلال الضغط على حامل الكرة في ملعب الفريق الإماراتي، والاعتماد على رأسي الحربة مهند عسيري وريان بلال على حساب المحاور، ليتم تقليصهم من ثلاثة إلى اثنين، بحيث يكون اثنان في الطرف إبراهيم غالب وعبد اللطيف الغنام، وأمامهما محمد الشلهوب وتيسير الجاسم، والإبقاء على رباعي الدفاع محمد عيد وأسامة المولد وراشد الرهيب ومشعل السعيد، إضافة إلى عدم المبالغة في الشق الدفاعي، بحيث يمنح فرصة للمنتخب الإماراتي بالوصول لمرمانا، ففي مباراة الكويت نجا المنتخب السعودي من الخسارة، وتكرر السيناريو في مباراة قطر، وليس دائما يساعدك الحظ، خاصة أن مباراة الغد لا تقبل أنصاف الحلول، والخسارة فيها تعني الخروج، وفيما يخص نقاط الضعف في منتخبنا فإن أبرزها عدم الضغط على حامل الكرة في كثير من أجزاء الملعب، حيث تجده ضعيفا بدليل وصول المنتخبات لمرمانا أكثر من مرة، وأيضا تباطؤ اللاعبين في بناء الهجمة، مما يمنح لاعبي فريق الخصم العودة إلى منطقة ملعبهم، وبالتالي تتقلص فرصة الخطورة، وفي المقابل تكمن قوة المنتخب الإماراتي في ثلاثة أشياء: تحركات الحمادي والكأس وجمعة، والكرات الثابتة التي يجيدها سبيت خاطر والحمادي بشكل ممتاز، وحراسة مرماه بوجود ماجد ناصر، الذي يعتبر من أفضل الحراس، ولا بد أن تكون لهذه النقاط حلول، وأعتقد أن التوقعات صعبة جدا في مثل هذه المباريات، ونتمنى التوفيق للاعبي الأخضر في تجاوز مباراة الغد والتأهل إلى النهائي.

بينما طالب الخبير الفني السعودي فؤاد أنور بأن تكون تحضيرات المنتخب الأخضر في مواجهته المرتقبة في الدور نصف النهائي أمام المنتخب الإماراتي عادية، وتكون حالها حال أي مباراة أخرى، وقال: أتمنى من المدرب بيسيرو من خلال متابعته لمستويات جميع المنتخبات التي شاركت في هذه البطولة وضع القائمة المناسبة التي ستسهم بشكل كبير في تخفيف الحمل على اللاعبين، وتفاعلهم بصورة إيجابية مع المباراة، والفريق السعودي لديه الإمكانات والقدرة على إثبات حضوره، حيث شاهدنا بروز الكثير من الأسماء، خاصة التي تشارك لأول مرة أمثال: محمد عيد وإبراهيم غالب وعبد العزيز الدوسري، ولكن ما يعاب على المنتخب خط هجومه الذي يعتبر أضعف الخطوط، ونتمنى ظهوره في مباراة الغد بشكل رائع، والمنتخب الإماراتي لا يختلف عن المنتخب السعودي من حيث الأداء والأسماء الشابة، ولديهم عدد كبير من اللاعبين الذين يشاركون للمرة الأولى، ويبرز لاعب الوسط سبيت خاطر الذي يعتبر اللاعب المتحرك والمتخصص في الكرات الثابتة، وكثيرا ما تنطلق الكرات من قدمه، وبالتالي على المدرب بيسيرو الحرص على معالجة العمق الدفاعي، حيث كشفت لنا مباراتنا مع المنتخب القطري أن الكرات العرضية تعد مصدر خطورة على المرمى السعودي، وسجل المنتخب القطري هدفه بعد أن استغل كرة عرضية، وكاد يسجل هدفا ثانيا بالطريقة نفسها، وأتمنى من المدرب بيسيرو أن يستفيد من هذه المباراة وتوجيه لاعبي الأطراف لمساندة متوسطي الدفاع، للحد من الكرات العرضية حتى لا يكون هناك حرج على حارس المرمى.