في منطقة «الحسوة» على مشارف مدينة عدن وبالقرب من فندق «القصر» حيث تقيم بعثة المنتخب السعودي استغرب راعي نوق الإقبال الكبير من السعوديين والخليجيين هذه الأيام على شراء حليب نوقه بشكل لافت في هذا الموقع إلا بعد أن أبلغته «الشرق الأوسط» بأن الفندق المقابل له هو مقر سكن لبعثة منتخبنا الوطني حيث تتوافد الجماهير السعودية من وقت لآخر لمشاهدة نجوم الفريق الأخضر.
صالح محمد سعيد وسالم راشد الراعيان لعشرات من الإبل أكدا لـ«الشرق الأوسط» زيادة مبيعاتهم على الوافدين الذي يفضلون شرب حليب النوق اليمنية والتي تتميز بغذائها الطبيعي من المراعي اليمنية مشيرا إلى فوائدها الطبية سواء لأمراض العظام أو البطن وحتى أمراض السرطان على حد قوله.
وعلى الرغم من جلوسهم على بعد أمتار قليلة من فندق القصر مقر سكن بعثة المنتخب السعودي وبعثات فرق مجموعته فإن الراعي صالح سعيد والبالغ من العمر 30 عاما لا يجد في بطولة خليجي 20 أي متعه تضاهي ما يشاهده في كلاسيكو ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين على حد قوله خصوصا بعد خروج منتخب بلاده والذي وصفه بالعاجز والذي يحتاج إلى جرعات من الحليب الذي تدره «النوق» ويعطي القوة لمتناوليه.
فيما يؤكد سالم راشد أنه شاهد بعض لقطات مباراة منتخبه أمام المنتخب السعودي بواسطة جهازه الجوال «الصيني» يقول: «كبقية اليمنيين انتظرنا لقاء منتخبنا بشغف إلا أن منتخب بلادنا خذلنا وصراحة أنا لا أحب كرة القدم ولا أعرف عنها شيئا إلا أن الزملاء والأصدقاء هم من حثوني على مشاهدة المباريات كون خليجي 20 حدثا كبيرا يقام لأول مرة في اليمن».
فيما يتداخل هنا عوض الراعي في الحديث بالقول نحن أناس لا نفقه إلا في رعاية الإبل والترزق من لبنها وصدقني إن مشاهدتي لإبلي أمامي كل يوم تضاهي مشاهدة مبارياتكم التي لا تغني ولا تسمن من جوع فهي تشعرني بالقوة والجلد.
وحول الفندق المواجه لهم وماذا يعرفون عنه قال: نحن الرعاة نعمل في هذا المكان منذ بضعة أشهر ولا نعلم عن أي شي هناك، نشاهد يوميا وفود كبيرة تخرج من الفندق تحت حراسات مشددة إلا أننا لا نعلم من هم والي أي مكان يذهبون.
بقيت الإشارة إلى أن حليب الإبل يعتبر الغذاء الرئيسي للبدو في الصحراء ويعتبرونه الأفضل ويفضلونه طازجا في معظم الحالات وحليب الإبل يتدرج في فوائده وفي مكوناته فالوراثة لها دور في ذلك ومرحلة الإدرار وعمر الناقة ونوع الطعام الذي تتغذى عليه وكذلك كمية الماء المتوافر للشرب.