برشلونة يسحق ريال مدريد.. وغوارديولا يهز عرش مورينهو

الفريق الكتالوني يحسم الكلاسيكو الخامس على التوالي ويعتلي القمة في انتصار للكرة الجميلة

TT

احتفل جوسيب غوارديولا، المدير الفني لفريق برشلونة لكرة القدم، بالفوز الكبير الذي حققه فريقه على ريال مدريد 5/صفر في مباراة كلاسيكو الدوري الإسباني لكرة القدم على أنه «انتصار للنادي كله»، وأثنى على طريقة لعب فريقه وعلى نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي.

وقال غوارديولا عقب المباراة: «لعب برشلونة كما يفعل دائما، بأسلوبه الخاص. من الصعب إيجاد مجموعة في العالم تثق بهذا القدر في أبنائها. إنه انتصار شامل، للنادي كله».

وأشار غوارديولا إلى كل المدربين واللاعبين الذين يعملون في فرق الناشئين، وإلى كل من يعملون كي يكون لفرق النادي أسلوبها الخاص وكرتها المميزة.

وأبدى مدرب برشلونة جانبه الأفضل وهو يؤكد أن «الفارق مع ريال مدريد ليس هذه الخماسية». وأضاف: «علينا أن نتمتع بالتواضع حتى يقرر الزمن ما كنا عليه. من السهل الآن القول كم كنا جيدين وكم كانوا سيئين. لكن الأمور ليست هكذا، ريال مدريد فريق كبير».

بات برشلونة المتصدر الجديد للدوري الإسباني، وأراد غوارديولا أن ينبه إلى أن البطولة لا يزال بها الكثير، وقال: «يتبقى الكثير، نتقدم بفارق نقطتين فقط، وبالتأكيد سيبقى ريال مدريد معنا حتى النهاية».

وقال غوارديولا: «لقد فزنا في برنابيو 6/2 (عام 2009) وأحرزنا اللقب، لكننا لا نزال حاليا في نوفمبر (تشرين الثاني). ريال خصم قوي وسيكون الصراع قويا على اللقب حتى الأسبوع الأخير». وتابع غوارديولا: «أن تهزم الفريق الأكثر تتويجا في الدوري ودوري أبطال أوروبا فذلك يمنحك ارتياحا حقيقيا ونحن سعداء للبقاء أوفياء لفلسفتنا الهجومية والسيطرة على اللعب بأسلوبنا».

وعما إذا كانت التشكيلة الحالية هي الأعظم في تاريخ برشلونة، قال غوارديولا: «لن أقول إننا الأفضل في تاريخ برشلونة أو إننا الأفضل في العالم. سأترك الوقت يمر والناس هم الذين سيقررون». واعتبر غوارديولا أن نجم الفريق الأرجنتيني ليونيل ميسي «هو ببساطة الأفضل بالفضل» وأهدى الفوز إلى مدربي الفريق السابقين كارلوس ريكاستش وأسطورة النادي الهولندي يوهان كرويف اللذين كانا من السباقين في فرض أسلوب لعب برشلونة وقال: «أهديهما الفوز؛ لأن هذا النصر في طور التحضير منذ 15 عاما، وهما آمنا بطريقة اللعب هذه. لا يمكن إيجاد فريق في العالم يرفه عن الناس ويمنحهم السعادة كما نفعل نحن». كانت المباراة هي الأولى التي يخفق خلالها ميسي في إحراز أهداف بعد 10 لقاءات متتالية، لكنه صنع هدفين وقدم أداء كبيرا وكان محور الانتصار الكبير لبرشلونة. وعلق غوارديولا على ذلك قائلا: «من أفضل من ميسي؟ إنه الأفضل في كل شيء. أراه وهو يتدرب كل يوم، لا يزال عمره 23 عاما فقط، إنه ببساطة أفضل لاعب بالعالم».

مهمة النجم ليو ميسي هي هز الشباك.. غير أنه لم يفعلها في قمة الكلاسيكو، وعلى الرغم من ذلك اعتبر الجميع أن الفتى الأرجنتيني اللامع كان النجم الأبرز ومحور فوز برشلونة الكبير.

وقال أندريس إنييستا، صاحب تمريرة الهدف الأول في اللقاء الذي أحرزه تشافي، عن ميسي: «إنه لاعب متكامل، إذا لم يحرز الأهداف، يصنعها». واتفق الظهير البرازيلي داني ألفيس مع زميله وقال: «في فريقنا لا تفيد الأهداف وحدها، بل العمل. قيل الكثير عن أن ميسي لا يسجل أمام مورينهو وأن فيا لم يعد يحرز أهدافا.. حسنا لقد صنع ميسي الأهداف وفيا أحرزها».

وعلى الرغم من أن الأهداف استعصت على ميسي طيلة 90 دقيقة، إلا أنه كان عنصرا جوهريا في فريقه.

فقد واصل النجم خلخلة الدفاع، وأجبر ريال مدريد على فرض رقابة زائدة عليه، واستغل تركيز العديد من الأعين عليه لتمرير كرات قاتلة لزملائه.

وهكذا جاءت التمريرتان اللتان منحهما لديفيد فيا في الدقيقتين 54 و57 ليحرز الأخير الهدفين الثالث والرابع، اللذين أجهزا على معنويات ريال مدريد وحسما اللقاء.

وقال إنييستا: «لقد قدم (ميسي) مباراة رائعة كالجميع.. صنع الأهداف يعادل في أهميته إحرازها. ولم يعد ليو يدهشني؛ لأنني أراه كل يوم في التدريبات».

كان ميسي قد أحرز أهدافا في المباريات الـ10 الماضية على التوالي، ورفع بمباراة القمة عدد اللقاءات التي لم يتمكن فيها من هز الشباك أمام فرق يدربها مورينهو إلى 8 لقاءات.

ووصف لاعبو برشلونة انتصارهم الكبير على الغريم الدائم بأنه «فوز للتواضع»، بينما اقتصر الأمر بلاعبي النادي الملكي على تنكيس الرأس والصمت.

وأوجز دانييل ألفيس، مشاعر النادي الكتالوني بعد الفوز بقوله: «لا نضع سقفا لطموحاتنا أبدا. قلنا: أصبحنا هنا وجها لوجه وعلينا تقديم الإجابات داخل الملعب. قدمنا دليلا على أن التواضع في كرة القدم أمر مهم دائما».

رد ألفيس بذلك على صحافي برتغالي، سأله عن تصريحات عدة أدلى بها البرتغالي جوزيه مورينهو، المدير الفني لريال مدريد، قبل اللقاء، وكذلك مواطنه ونجم فريقه كريستيانو رونالدو.

تأخر لاعبو برشلونة كثيرا في الخروج من غرفهم، ما يشير إلى أن الفوز العريض على ريال مدريد تم الاحتفال به بالشكل الذي يستحقه كانتصار كبير.

وقال المهاجم ديفيد فيا، الذي أحرز هدفين: «إنه انتصار لأسلوب لعب؛ حيث لم يتمكن ريال مدريد من السيطرة على نصف ملعبنا، أكبر نقطة قوة لدينا. فضلا عن النتيجة الكبيرة، تشير نسبة الاستحواذ إلى ما حدث».

وأكد إنييستا، أحد أبرز لاعبي برشلونة، أن «الفريق عاد إلى تقديم وجهه الرائع، لقد حققنا نتيجة كبيرة جدا. هذه المباراة لن تمنحنا لقب الدوري على الإطلاق لكنها خطوة أخرى.. كان انتصارا رائعا».

وأضاف المدافع كارلوس بويول: «كانت النتيجة جيدة جدا في مباراة خاصة، كل الأمور خرجت منا على نحو طيب ونحن في غاية السعادة، لقد لعبنا مباراة متكاملة. بدأنا بهجوم كبير، والأمور مضت جيدا. إننا سعداء ويبقى لنا الاستمتاع به».

في المقابل، رفض جميع لاعبي ريال مدريد الإدلاء بتصريحات، في موقف لم يحدث من قبل، ولم يظهر من النادي أمام وسائل الإعلام سوى مديره الفني جوزيه مورينهو ومديره العام خورخي فالدانو.

وقال فالدانو، في محاولة لتبرير رفض لاعبيه التحدث إلى جماهيرهم بعد الهزيمة: «يفضل اللاعبون الصمت بدلا من ارتكاب أخطاء».

ووضح تذمر فالدانو من طريقة إدارة مورينهو للفريق الملكي خلال اللقاء وجلوس المدرب طوال المباراة ورد فعله البارد تجاه النتيجة الساحقة للاعبي المدرب غوارديولا وقال: «لم يقم بأي تصحيح في اللقاء. حتى إنه لم يترك مقاعد البدلاء».

وقال لاعب وسط ريال، الدولي شابي ألونسو لقناة «جول تي في»: «لقد كانوا الأفضل على الأصعدة كلها. يبقى أن نتعلم من الأخطاء التي ارتكبناها. الدوري لا يزال طويلا، سنرى مع الوقت إذا كنا سنتخطى هذه الهزيمة».

وتحدث ظهير برشلونة، الدولي الفرنسي إريك أبيدال، عن المباراة قائلا: «سنعتبر هذا المباراة بمثابة المرجع، إنها النتيجة الكاملة لنا، لقد قدمنا مباراة كبيرة بعد استعدادنا المكثف لها». وأضاف أبيدال أن مفتاح الفوز في المباراة كان «المحافظة على الكرة. كلما احتفظنا بالكرة تمكنَّا من فرض طريقة لعبنا».

كانت المباراة درسا قاسيا من برشلونة لمنافسه التقليدي ريال مدريد؛ حيث أسقطه بالضربة القاضية للمرة الخامسة على التوالي في مباريات القمة وبخماسية صريحة.

وألحق برشلونة بضيفه الهزيمة الأولى له هذا الموسم وانتزع منه صدارة جدول المسابقة؛ حيث رفع برشلونة حامل اللقب رصيده إلى 34 نقطة بفارق نقطتين أمام ريال مدريد.

وقاد غوارديولا برشلونة إلى فوز جديد في مباريات الكلاسيكو؛ حيث كانت المباراة هي الخامسة له مع الفريق ونجح في تحقيق الفوز الخامس على التوالي لتأكيد علو كعبه على ريال مدريد.

في المقابل، سقط البرتغالي جوزيه مورينهو، المدير الفني لريال مدريد، في الكلاسيكو الأول له بالدوري الإسباني وأكدت المباراة حظه التعيس على استاد «كامب نو»؛ حيث فشل للمرة السادسة في تحقيق الفوز على برشلونة في هذا الملعب، علما بأن مواجهات مورينهو الخمس السابقة مع برشلونة بهذا الملعب كانت مع فريقيه السابقين تشيلسي الإنجليزي وإنتر ميلان الإيطالي.

وكانت الهزيمة هي الرابعة لمورينهو أمام برشلونة في كامب نو مقابل تعادلين فقط. وثأر برشلونة بهذا الفوز من المدرب البرتغالي الذي قاد إنتر ميلان في الموسم الماضي للإطاحة ببرشلونة من الدور قبل النهائي في دوري أبطال أوروبا ليكمل بعدها طريقه نحو التتويج باللقب.

وفرض برشلونة سيطرته المطلقة على مجريات اللعب عبر شوطي المباراة وترجم تفوقه إلى هدفين مبكرين في الشوط الأول أحرزهما تشافي هرنانديز وبدرو رودريغيز في الدقيقتين 10 و18.

وأعلن المهاجم الإسباني الدولي ديفيد فيا عن نفسه بقوة في الشوط الثاني بهدفين متتاليين في الدقيقتين 55 و58 قبل أن يسجل البديل جيفرين سواريز الهدف الخامس لبرشلونة في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع بعد نزوله بـ4 دقائق فقط. وشهدت الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع طرد اللاعب سيرجيو راموس، مدافع ريال مدريد، للخشونة والاعتداء على لاعبي برشلونة. في المقابل، فشل البرتغالي كريستيانو رونالدو، مهاجم ريال مدريد، مجددا في هز الشباك خلال مباريات الكلاسيكو؛ حيث لازمه النحس نفسه في مباراتي الكلاسيكو بالموسم الماضي. والأكثر من ذلك أن رونالدو فشل في هز شباك برشلونة على مدار المباريات الخمس السابقة التي خاضها أمام الفريق؛ حيث كان في 3 منها ضمن صفوف فريقه السابق مانشستر يونايتد وكانت منها المباراة النهائية لدوري الأبطال في الموسم قبل الماضي على استاد روما الأولمبي بينما كانت المباراتان الأخريان هما مباراتي الكلاسيكو في الموسم الماضي.

وحقق برشلونة أول من أمس الفوز رقم 19 له في آخر 28 مباراة كلاسيكو أقيمت على استاد «كامب نو». كما هو الفوز الـ63 لبرشلونة مقابل 68 خسارة في 161 مباراة مع النادي الملكي في الدوري! والفوز الـ82 في مختلف المسابقات مقابل 95 خسارة في 213 مباراة في مختلف المسابقات بين الفريقين. يُذكر أن المرة الأخيرة التي تغلب فيها ريال مدريد على برشلونة في كامب نو كانت عام 2007 (1/صفر) بهدف وحيد سجله البرازيلي جوليو باتيستا. وهي الخسارة الأولى لريال مدريد في الدوري هذا الموسم، والأولى له بعد 26 مباراة متتالية من دون خسارة في مختلف المسابقات وتحديدا منذ سقوطه أمام برشلونة بالذات صفر/2 في 10 أبريل (نيسان) الماضي، والأولى بقيادة مورينهو.