القطريون والعرب يترقبون اليوم اللحظة الحاسمة في تحد رياضي تاريخي لاستضافة مونديال 2022

حمد بن خليفة حضر العرض النهائي.. والشيخة موزة شاركت في التقديم.. والذوادي يؤكد أن دعمهم «لا محدود»

TT

يترقب الشعب القطري خصوصا، والعرب عموما، اللحظة الحاسمة التي يعلن فيها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، السويسري جوزيف بلاتر، اليوم الخميس اسم الدولة المنظمة لكأس العالم 2022.

وتتنافس قطر مع الولايات المتحدة وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية على استضافة مونديال 2022.

وستنقل المحطات الفضائية القطرية الرياضية، وفي مقدمتها «الجزيرة» وقناة الدوري والكأس على الهواء مباشرة، تفاصيل الحدث التاريخي وتفاصيل اجتماع اللجنة التنفيذية لـ«الفيفا».

وأعدت لجنة ملف قطر 2022، برنامجا خاصا لهذه المناسبة في أكاديمية التفوق الرياضي (إسباير) وسوق واقف، ودعت الجماهير القطرية من مواطنين ومقيمين للتفاعل مع هذا الحدث.

وقالت اللجنة: إنها «ستقوم بتغطية حية لحفل التصويت النهائي لاختيار الملفين الفائزين باستضافة كأس العالم عامي 2018 و2022 في سوق واقف وحدائق إسباير».

كما أعلنت قناة «الجزيرة» الرياضية عبر موقعها الإلكتروني أنها «ستقوم بتغطية شاملة وفريدة من نوعها، مواكبة لفعاليات التصويت لاختيار الملفين الفائزين باستضافة كأس العالم عامي 2018 و2022».

من جهة ثانية، كان الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر، في طليعة الحضور لدى تقديم العرض النهائي لملف بلاده أمس الأربعاء لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022 لكرة القدم في مقر الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا) في زيوريخ.

كما حضر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، للتأكيد على الدعم الحكومي لاستضافة الحدث العالمي.

في المقابل، شاركت الشيخة موزة بنت ناصر المسند، زوجة أمير قطر، في تقديم العرض الخاص بالملف، حيث ألقت الضوء على الجوانب الإنسانية للملف، إضافة للتأثيرات الإيجابية التي يمكن أن يحدثها تنظيم بطولة بهذا المستوى على منطقة الشرق الأوسط على كل المستويات.

وتتصدى دولة قطر لأكبر تحد رياضي لها عندما تخوض غمار سباق الظفر باحتضان كأس العالم عام 2022 للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، لكي تصبح أيضا أول دولة عربية تنال هذا الشرف، وذلك خلال عملية التصويت المقررة اليوم.

وتواجه الدولة الخليجية صغيرة الحجم جغرافيا، منافسة حامية الوطيس من دول عظمى، هي الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان، بالإضافة إلى أستراليا لكي تحظى باحتضان أكبر تظاهرة كروية في العالم بعد اثني عشر عاما.

ويهدف المسؤولون القطريون أن يكون ملفهم بداية مفهوم جديد لنهائيات كأس العالم لكرة القدم، بما يتناسب مع رغبات عشاق الساحرة المستديرة والمتطلبات البيئية واحتياجات المنتخبات المتأهلة إلى العرس العالمي، وهذا ما أكده المدير التنفيذي لملف قطر حسن الذوادي بقوله إلى وكالة «فرانس برس»: «نتطلع إلى أن يشكل المفهوم الجديد حجر الزاوية الذي من المفترض أن ترتكز عليه الرياضة في منطقة الشرق الأوسط، على اعتبار أن ملف قطر 2022 سيحاول استقدام أكبر بطولة كروية عالمية إلى منطقة مفعمة بالمواهب الرياضية وعشق كرة القدم».

وتابع «نملك البنى التحتية والملاعب التي تلبي الشروط الحسية والمعنوية التي وضعها الاتحاد الدولي للعبة، كما أن خبرتنا كبيرة في استضافة التظاهرات الرياضية والسياسية الكبرى. وأعتقد أن جميع الظروف مواتية لإقامة هذا الحدث التاريخي في منطقة الشرق الأوسط».

وكشف «في حال قدر لنا الفوز بشرف تنظيم كأس العالم، سيكون هذا الحدث تاريخيا وفرصة لتعزيز التفاهم والتواصل بين العالمين العربي والغربي، ونحن واثقون بأن ملفنا سيلقى دعما كبيرا من المشجعين الشباب وهواة رياضة كرة القدم في المنطقة برمتها».

وأكد الذوادي الدعم اللا محدود من قبل الدولة بقوله: «نحظى بدعم تام وكامل من الحكومة القطرية، ويأتي ملف قطر في إطار (رؤية قطر 2030)، وتقوم الدولة حاليا باستثمار مليارات الدولارات لتعزيز البنية التحتية، كما خصصت مبالغ ضخمة لتطوير الموارد البشرية والاجتماعية والبيئية للبلاد».

واعتبر أن وجود رئيس الاتحاد الآسيوي القطري محمد بن همام في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي «هو مكسب كبير للملف القطري، نظرا لخبرته وعلاقاته القوية بسائر أعضاء اللجنة التنفيذية لـ(الفيفا)».

وعملت قطر منذ اللحظة الأولى التي تقدمت فيها بملفها رسميا على تأمين كل مستلزمات دفتر الشروط التي وضعها الاتحاد الدولي، من أجل أن تمنح نفسها فرصة كبيرة لنيل شرف احتضان مونديال 2022.

ويتميز ملف قطر 2022 باستخدام التقنيات المستدامة وأنظمة التبريد المستخدمة على أكمل وجه في الملاعب ومناطق التدريب ومناطق المتفرجين، وسيكون بمقدرة اللاعبين والإداريين والجماهير التمتع ببيئة باردة ومكيفة في الهواء الطلق لا تتجاوز درجة حرارتها 27 درجة مئوية.

ويركز ملف قطر على استخدام التقنيات الفنية لتبريد الملاعب. كما أن الملاعب التي تضمنها الملف صديقة للبيئة بفضل استخدام التكنولوجيا المتطورة، التي جعلت نسبة الانبعاث الكربوني صفر في المائة، وهذه الملاعب لا تبتعد عن بعضها البعض سوى ساعة واحدة، وهو ما يسهل تنقل الجماهير التي ستحضر كأس العالم.

وتملك دولة قطر خبرة كبيرة في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، حيث نظمت كأس العالم للشباب عام 1995، وإحدى أفضل دورات الألعاب الآسيوية عام 2006، كما أنها ستحتضن كأس آسيا لكرة القدم ودورة الألعاب العربية عام 2011، بالإضافة إلى الكثير من البطولات العالمية مثل «ماسترز» السيدات لكرة المضرب، وإحدى مراحل بطولة العالم للدراجات النارية، كما أنها نظمت بطولة العالم لألعاب القوى داخل صالة في مارس (آذار) الماضي.

وتعتبر دولة قطر أحد أكبر خمسة أنظمة اقتصادية متزايدة النمو في العالم، ونتيجة لذلك تقوم الدوحة ببناء مرافق أساسية قيمتها أكثر من مائة مليار دولار أميركي ينتهي العمل بها عام 2012.

وتخطط الدوحة لأن تكون المركز الأكاديمي والمركز الرياضي، وكذلك المركز السياحي الرئيسي لمنطقة الشرق الأوسط، ولتحقيق هذه الرؤية تقوم بزيادة مرافقها السكنية والفندقية بطريقة ملحوظة.

ويؤكد رئيس ملف قطر الشيخ محمد بن حمد آل خليفة آل ثاني، أن هدف قطر من وراء استضافة كأس العالم هو منح شعوب الشرق الأوسط الفرصة لكي يعيشوا بطولة عالم رائعة، ويقول في هذا الصدد: «نحن نؤمن بشعار الاتحاد الدولي لكرة القدم وهو (من أجل اللعبة، من أجل العالم)، وبالتالي ليس هناك عدد كاف من الأحداث الرياضية في الشرق الأوسط، لكن من خلال الملف القطري نستطيع أن نستمتع ببطولة عالم رائعة في هذه المنطقة من العالم».

وتابع «نريد من كأس عالم قطرية أن تترك إرثا، وأن نقدم كأس عالم تكون حقيقة حدثا عائليا يشعر من خلاله الآباء بالأمان وهم يتابعون مع أطفالهم المباريات في المدرجات». وختم الشيخ محمد قائلا: «نحن جاهزون لصنع التاريخ، توقعوا ما يذهل» وهو شعار الملف القطري.