السعودية تسعى لرد اعتبارها أمام الإمارات «خليجيا» في مواجهة شعارها «نكون أو لا نكون»

«ديربي زمان» يعود بلقاء ناري بين العراق والكويت في نصف نهائي «خليجي 20»

TT

تقف المنتخبات الأربعة التي وصلت لنصف نهائي البطولة الخليجية العشرين «السعودية والإمارات والعراق والكويت» على بعد خطوة واحدة من الوصول للمباراة النهائية، حيث تقام مساء اليوم الخميس مواجهتا نصف النهائي، وتجمع الأولى الكويت والعراق عند الساعة 4 عصرا، فيما يواجه الأخضر السعودي نظيره الأبيض الإماراتي في المباراة الثانية عند الساعة 8 مساء، وتقام المبارتان على ملعب 22 مايو، في مدينة عدن اليمنية.

المدرب السعودي جاسم الحربي استعرض بشكل موسع في رؤيته الفنية لـ«الشرق الأوسط» خطوط كل منتخب ونقاط الضعف والقوة، مشيرا إلى أن مباراة الكويت والعراق صعبة جدا، كما توقع أن يكون الفوز لمنتخب الإمارات على نظيره السعودي.

* السعودية × الإمارات

* المنتخبان يدخلان في ظروف متشابهة، أيضا الإعلام السعودي وكذلك الإماراتي غير راضين عن الأداء في الجانبين، ولكن الآن تأهل الطرفان لنصف النهائي، وسط أفضلية نسبية إماراتية، كون مدربهم السلوفيني كاتانيتش مستقرا على عناصر معينة، ويمنحهم الثقة، وينتظر منهم الرد من خلال النتائج، عكس المدرب البرتغالي بيسيرو الذي يتخبط من مباراة لأخرى، وكل مرة يدخل المباراة بتشكيلة معينة، وفي كل مباراة له فلسفة، وقراءته ضعيفة في المباراة، وكل ما كان المنتخب السعودي بحاجة لتغيير أثناء المباراة نجده مع الأسف لا يحدث شيء، بكل أمانة الحظ خدم المنتخب السعودي للتأهل، وبهدية قطرية متواضعة من المدافع حامد شامي، فعلى صعيد المدربين، بالتأكيد يذهب التفوق لمدرب الإمارات، وحتى على مستوى اللاعبين كمجموعة التفوق إماراتي، لكن على المستوى الفردي لاعبي المنتخب السعودي أفضل، ولكن المشكلة في المدرب، فحقيقة في المباراة الأخيرة أمام قطر وضع الشلهوب على مقاعد البدلاء، علما أن الأخير كان قوة المنتخب في المباراتين الأولى والثانية، وهو الوحيد الذي يجيد صناعة اللعب للمهاجمين، فلا أعلم ما هو تبريره أو موقفه لو خسرنا وودعنا البطولة، فحقيقة لم أجد ما يبرر له فعله، فهل هو يبحث عن إقالة.

المنتخب السعودي في هذه المباراة بحاجة لتشكيلة مثالية جيدة، كالتي لعب بها في المباراة الأولى، لكن مع المدرب البرتغالي بيسيرو لا يمكن أن تتنبأ بما سيفعله، ومن الطبيعي لديه أن يحدث عناصر جديدة في مباراة الإمارات، فأعتقد أن لديه «مرض التغيير»، وإلا فالانسجام مطلوب جدا، لأجل أن يكون اللاعبون قريبين في مراكزهم، ويحفظون مهامهم وينسجمون بشكل جيد، وعادة المدرب الأوروبي يؤمن بمبدأ الانسجام، والبطولة 5 مباريات، إذا أضيف للنهائي، مما يعني أنه لا يوجد وقت كاف للتجربة والتغيير، وإحداث لاعب مكان آخر، فمثلا مهند عسيري كان لاعبا مميزا ونشطا ومقلقا لدفاعات الخصوم وبدايته جيدة، ولا يترك المدافعين يخرجون الكرة، فالمهاجم هو المدافع الأول للفريق، إذا قام بضغط مدافع الخصم وأربكه ومنعه من إخراج كرة مميزة، ولكن مع الأسف نجده في مباراة قطر خارج التشكيلة ويزج بريان بلال لأول مرة أساسيا، ولم يقدم شيئا، وبوجهة نظري أنه كما ذكرت يبدأ المباراة بالتشكيلة التي بدأها أمام اليمن بتواجد عساف القرني بحراسة المرمى، ومن أمامه رباعي الدفاع راشد الرهيب والمولد ومحمد عيد ومشعل السعيد، وفي الوسط الغنام وغالب وتيسير الجاسم ومحمد الشلهوب وسلطان النمري، وفي المقدمة مهند عسيري، فربما مع هذه التشكيلة يتغير الوضع، فقوة المنتخب الإماراتي في وسط الملعب، ولديهم كثافة كثيرة في وسط الميدان، فأتمنى أن يقابلها بيسيرو بعدد كاف لأجل أن يحد من خطورتهم، كذلك الجهة اليمنى هي مفتاح اللعب، والهجوم لديهم عكس المنتخب السعودي، الذي تعتبر الجهة اليسرى لديه قوية هجوميا وضعيفة دفاعيا، ويلعب المنتخب الإماراتي بطريقة 4/4/2 وعند عودة أحد المهاجمين تصبح 4/5/1 ويجيدون الكرة الشاملة، بمعنى أنه أينما تتواجد الكرة نجد أكبر عدد من اللاعبين، وكما ذكرنا فقوتهم في وسط الميدان وفي الجهة اليمنى، في المقابل ليس لدى الأخضر السعودي قوة في خط معين، وإنما تكمن خطورته في محمد الشلهوب كصانع ألعاب، فيما يكمن ضعف الأخضر السعودي في الجهة اليسرى، فالشلهوب يقدم أدوارا هجومية بحتة، كذلك إبراهيم غالب لديه ضعف في تغطية الفراغ الذي يتركه الشلهوب عند الهجوم، وفيما يخص الحارسين عساف القرني وماجد ناصر، أعتقد أنهما متساويان في المستوى، لكن يتفوق القرني حارس المنتخب السعودي نسبيا.

وأما ما يخص سيناريو المباراة، فبكل تأكيد سيكون هناك تحفظ في البداية من الطرفين، وهذا طبيعي جدا، فلن نجد المبادرة من أي طرف على حساب الآخر، فالمبادرة ربما ترمي بك خارج البطولة، فجرت العادة في مباريات خروج المغلوب أن يكون الحذر حاضرا، ولا تكون هناك مبالغة هجومية على حساب الدفاع، فليس المهم المستوى بقدر ما هي نتيجة المباراة، وأعتقد أن الأبيض الإماراتي هو الأقرب للفوز، بحكم الانسجام والمستويات المميزة لكن أتمناها سعودية، وعلى الأخير إذا أراد الفوز أن يستقر على تشكيلة مع اختيار عناصر مناسبة، أيضا يقوم المدرب بتكثيف منطقة الوسط وتقوية الأطراف هجوميا ودفاعيا مع مساندة مهند عسيري في حالة الهجمة، مع الارتداد السريع عند خسارة الكرة في الثلث الهجومي، كذلك يجب أن يكون هناك تعاون بين الدفاع وحارس المرمى في الكرات الثابتة والمتحركة، وأكثر ما أخشاه على المنتخب السعودي هو من مدربه بيسيرو، فحقيقة أخاف من فكره أثناء سير المباراة، فعلى مستوى العناصر، لديه أسماء مميزة، ولكن المدرب زعزع الثقة لديهم، فاللاعب مجرد أن تبعده عن القائمة الأساسية بعد الزج به في المباراة الأولى سيبدأ بالتفكير في داخله، ماذا فعلت ولماذا أبعدني هل لأني لم أقدم مستوى جيدا، وعندما يعود بيسيرو ويزج به مجددا يكون الشك تمكن من أدائه داخل الملعب.

* الكويت × العراق

* المباراة بين خبرة العراق كبطل لآسيا، وبين تفوق الكويت التاريخي في البطولات الخليجية، وخبرته فيها، مع روح الشباب المتواجدة في صفوفه، فبالتأكيد الخبرة تصب في صالح العراق، فالسرعة والحماس واللعب الجماعي نجدها في الكويت، أيضا خطوطه جيدة جدا من حراسة المرمى وحتى الهجوم، لكن العراقيين يعاب عليهم الشوط الثاني، وما يحدث في آخره من تراجع في المستوى بسبب نقص اللياقة، لكن عادة العراقيين في مباريات الحسم يظهرون كأسود حقيقة، كما حدث في نهائي آسيا 2007 أمام المنتخب السعودي، فمباراة اليوم بين الخبرة والحيوية وإثبات الوجود، فهناك بالتأكيد فرق بين من يقاتل لأجل إثبات وجوده، ومن يلعب باسمه فقط، وليس بجسده أو مستواه، فمنتخب الكويت يلعب بالأجساد والمستوى دون النظر للأسماء، عكس المنتخب العراقي الذي يلعب بالأسماء دون الأجساد، المنتخب الكويتي يتفوق في أطرافه بتواجد فهد العنزي في الطرف الأيمن، ووليد علي في الجهة اليسرى، أيضا العمق قوي جدا بتواجد بدر المطوع، فالناحية الهجومية قوية جدا، كذلك الجوانب الدفاعية، فهناك تفاهم كبير بين الدفاع وحارس المرمى، ولغة الاتصال بينهم عالية جدا، وهم من أفضل الخطوط الدفاعية في هذه البطولة، فالكويت يخشى عليه في هذه المباراة من الأخطاء الفردية فقط، أيضا مدربه الصربي غوران ممتاز جدا ومقنع في تكتيكه، ويساعده اللاعبون في تطبيق خطته وتكتيكه، عكس مدرب المنتخب العراقي، في المقابل المنتخب العراقي يلعب بطريقة 4/4/2 ويعاب عليه أن الأسماء حاضرة دون الأجساد، وتكمن قوته في جميع خطوطه، باستثناء حراسة المرمى، وإلا فبقية الخطوط مميزة ويكفي أن جميع لاعبيه محترفون خارجيا عكس الكويت، فـ95% محترفون وأسماء كبيرة، مثل يونس محمود ونشأت أكرم، وباعتقادي أن سيناريو المباراة سيكون فيه عامل الخبرة، وهو من سيحسم المباراة، ولذلك على المنتخب الكويتي أن يبادر بالتسجيل، أفضل من أن يسجل العراق في مرماه، فالذي سيبادر ويحرز الهدف الأول هو من سيتأهل للنهائي، ولكن أعود وأشير إلى ما ذكرته في البداية، أن في الكويت الأجساد حاضرة، وفي العراق الأسماء فقط، وهذا يعاب على الأخير، وعلى الكويت إذا أراد الفوز أن يدافع من وسط الميدان ويبدأ هجومه من وسط الميدان، ولا يعود لاعبوه للخطوط الخلفية، في المقابل على العراق أن يغير من «رتم» الأداء البطيء لديه، ويكون التعاون بين لاعبيه أكثر مع التركيز على الأطراف في بناء الهجمة أكثر من العمق، كون الكويت قويا من هذه الناحية، وأخيرا، من الصعب التوقع في مثل هذه المباريات، ولكن أتمنى أن يكون الفوز كويتيا.