بقاء رونالدينهو على مقاعد البدلاء يثير جدلا وينبئ برحيله عن الميلان نهاية الموسم

أليغري يدافع عن نفسه: لم أكن أرغب في إذلال اللاعب البرازيلي.. وغاتوزو أصبح أستاذا

TT

لعل الدقائق الأربع التي شارك فيها رونالدينهو في مباراة فريقه الأخيرة أمام سمبدوريا لم تصدم العالم، لكنها أدهشت الكثيرين ويبدو أن ماسيميليانو أليغري، مدرب الميلان، يشعر بدهشة حقيقية تظهر في تصريحاته التي قال فيها: «لم أكن أرغب في إذلال رونالدينهو. وعلى سبيل المثال نزل غاتوزو أمام فريق كاتانيا قبل دقيقة واحدة من نهاية المباراة. إنني أقوم باختياراتي على أساس مصلحة الفريق، وقد يحدث مع الجميع أن يشاركوا لفترات قصيرة».

ولم يفقد رونالدينهو الرغبة في الابتسام والاحتفال بأهداف الآخرين، مثلما أظهر العناق الحار الذي تبادله مع روبينهو بعد إحرازه هدف التعادل في مرمى سمبدوريا خلال اللقاء الأخير. لكن الدقائق الأربع التي لعبها في نهاية المباراة لا شك أنها جعلته يشعر بمرارة شديدة. فقد نطق المدرب أليغري بالكلمة الساحرة التي كان رونالدينهو ينتظرها، وهي كلمة «بدل ملابسك»، في وقت متأخر للغاية، بعد أن أشار الحكم الرابع بالوقت المحتسب بدل الضائع. وهكذا نزل رونالدينهو إلى الملعب بعد انتهاء وقت المباراة الأصلي، وهو وقت يصعب فيه على أي لاعب أن يؤثر في نتيجة المباراة. وهو دليل جديد على أن رونالدينهو أصبح على الهامش في فريق الميلان.

التغيير الأخير: إن من الواضح في الوقت الحالي أن اللاعب البرازيلي قد فقد مكانه كأساسي مع فريق الميلان، وهو ما يتأكد من جلوسه على مقعد البدلاء. ويثبت هذا أيضا أن المدرب أليغري لا يعول عليه كثيرا كبديل يمكن الدفع به أثناء المباراة، نظرا لأن رونالدينهو في آخر 6 مباريات للميلان (5 في بطولة الدوري الإيطالي ومباراة واحدة في بطولة دوري أبطال أوروبا) قد ظل على مقعد البدلاء دون مشاركة في 3 مباريات منها (أمام فرق باري وباليرمو والإنتر)، ولم يشارك في المباريات الثلاث الأخرى إلا مع نهايتها، وبلغ مجموع ما شارك فيه 19 دقيقة فقط. وفي هذه الدقائق الـ19 سجل رونالدينهو هدفا (هو الأول له مع الميلان هذا الموسم) لكنه لم ينجح في إقناع أليغري في أنه يستحق المشاركة لفترة أطول مع الفريق. إن رونالدينهو يعتبر الآن آخر المهاجمين ويجد صعوبة بالغة في اللعب حتى في الوقت الحالي بعد أن قلت المنافسة بين المهاجمين إلى أقصى حد.

وإذا ابتعد إبراهيموفيتش؟ وربما انخدع رونالدينهو، وأعتقد أنه قد حظي برضا أليغري بعد أن أحرز هدفا في مرمى فريق أوكسير ببطولة دوري أبطال أوروبا، لكنه اكتشف أمام فريق سمبدوريا أن هذا لم يحدث. وفي الوقت الحالي يبدو رحيل رونالدينهو عن الفريق في شهر يونيو (حزيران) حتميا، لكن اللاعب ومدربه أليغري يجب أن يتعايشا معا حتى ذلك الحين، لا سيما أن إصابة باتو وإنزاغي قد قللت الحلول الهجومية بالفريق إلى أقصى حد. وبالإضافة إلى ذلك تعرض إبراهيموفيتش للكثير من الإنذارات، وعند أول إنذار جديد سيخضع لعقوبة الإيقاف من جانب المحكمة الرياضية. وفي هذه الحالة قد يضطر أليغري إلى منحه الفرصة. وبالتأكيد لن يدع رونالدينهو هذه الفرصة تفلت من بين يديه. وهو لا يمتلك سوى طريقة واحدة يغير بها رأي أليغري، وهي التدريب وبذل الجهد في التدريبات، مثل باقي اللاعبين وأكثر منهم.

التوازنات: وقد حدث ذلك الأمر مع شيفشينكو خلال فترة لعبه الثانية مع الميلان، حيث شارك ذات مرة مع نهاية المباراة، لكنها كانت الحقبة الثانية لشفيشينكو مع الميلان، وبالتالي لم يكترث أحد بالإهانة الحقيقية أو الافتراضية التي وجهها المدرب كارلو أنشيلوتي للاعب بالدفع به في آخر لحظات المباراة. وقد حدث مع إنزاغي أن شارك لدقائق قليلة أو لم يشارك على الإطلاق بعد قيامه بعملية الإحماء. لكن الأمر يختلف مع رونالدينهو. فاللاعب البرازيلي يحظى باهتمام كبير، وبدأ الجدل الشديد حول هذا الأمر على الفور. هل يستحق الأمر الدفع برونالدينهو بهذا الشكل، أو بالأحرى هل من الصواب إشراكه بهذه الطريقة؟ وقد تم توجيه هذا السؤال لأليغري في حوار معه تم يوم الاثنين الفائت في أحد البرامج التلفزيونية واختار مدرب الميلان كلماته بعناية دون أن يغير من التفسير الذي أعطاه للأمر بعد التعادل مع فريق سمبدوريا: «إن التغيير من أجل التغيير لا يروق لي، ولا يقوم بكسر التوازن الموجود في الفريق إلا المدربون المغرورون. لقد كان الفريق يلعب بشكل جيد ويصنع هجمات ويتحلى بإيقاع محدد. وكنت أخشى إفساد أي شيء في خطي الدفاع أو الهجوم. وبعد ذلك رأيت سيدورف يعاني من التعب وكذلك بواتينغ. وفكرت أن دقائق قليلة قد تكفي رونالدينهو من أجل صنع شيء ما. لقد كانت دقائق قليلة، لكن وجوده كان مجديا».

القرارات: إن أليغري ليس مدربا صارما، وهو ليس كابيللو الذي كان ينصح دائما بعدم تقديم أي تبريرات للاعبين، بل يحرص أليغري على وحدة وتماسك الفريق ويعتقد أن هذا التماسك يتحقق عن طريق معاملة جميع اللاعبين بطريقة معينة. ويوضح أليغري موقفه من رونالدينهو قائلا: «لماذا تركت رونالدينهو خارج التشكيل طوال تلك الفترة؟ إنني أختار اللاعبين بناء على المباراة وعلى حالتهم البدنية. لقد كان غاتوزو في البداية خارج الفريق لكنه تمكن من الحصول لنفسه على مكان، وكذلك جلس على مقاعد البدلاء فلاميني وأمبروزيني وروبينهو. لقد كان الجميع خارج الفريق، وقلت لروبينهو: «لقد أخفقت مع ناديي ريال مدريد ومانشستر سيتي، وقد تكون هذه هي فرصتك الأخيرة». وقد فهم روبينهو الأمر وهو يتدرب بشكل جيد للغاية في الوقت الحالي». إن الرسالة التي يوجهها أليغري بهذه التصريحات واضحة ومفادها أن من لا يتدرب جيدا فلن يلعب. وأضاف أليغري بشأن اللاعب البرازيلي: «إن رونالدينهو شخص إيجابي، إنه هادئ لكنه يشعر أيضا بغضب لأنه لا يلعب. لكن من الآن وحتى نهاية الموسم سيكون هناك لاعبون آخرون يشعرون بالسخط، فأنا لا أستطيع أن أشرك جميع اللاعبين. والمهم هو أن يتسم الفريق بالوحدة والتماسك وأن يكون هناك احترام. وهو موجود بالفعل في فريق الميلان». وبعد ذلك تحدث أليغري عن أمور أخرى، حيث روى قصته مع الكرة: «وأنا لاعب كان من الممكن أن يستقر بي المقام مع الإنتر»، ومزح بشأن غاتوزو: «لقد أصبح أستاذا في لعب الكرات العالية»، وحذر باتو: «يجب أن يصبح لاعبا فذا وإذا لم يحدث هذا فسيكون هو المسؤول عن ذلك». إن أليغري يحرص على توضيح نفس الفكرة في جميع تصريحاته، حيث يوضح أن من يتدرب ويتمتع بحالة جيدة يلعب. وبغض النظر عن الجدل الذي أثر حول هذه الواقعة الأخيرة، فإن رونالدينهو قد تلقى تحذيرا وهو يعرف ما يجب عليه فعله.