فوز روسيا وقطر بحق استضافة مونديالي 2018 و2022

كأس العالم تنتقل إلى منطقتي أوروبا الشرقية والشرق الأوسط لأول مرة.. وأوباما ينتقد قرار الفيفا

TT

منح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أمس حق استضافة نهائيات بطولتي كأس العالم المقررتين في عامي 2018 و2022 إلى روسيا وقطر على الترتيب بعد فوز ملفيهما بأعلى عدد من الأصوات خلال عملية الاقتراع التي جرت بين أعضاء اللجنة التنفيذية.

وستكون هذه هي المرة الأولى التي تستضيف فيها كل من البلدين فعاليات البطولة كما أنها المرة الأولى التي تقام فيها بطولة كأس العالم في كل من منطقتي أوروبا الشرقية والشرق الأوسط.

وأصبحت قطر أول دولة عربية وإسلامية تستضيف فعاليات البطولة كما أنها الأولى في منطقة الخليج العربي.

وأعلن السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا القرار النهائي للجنة التنفيذية وقال: «أود أن أشكر اللجنة التنفيذية للفيفا لأننا ذهبنا لأراض جديدة من خلال بطولتي كأس العالم 2018 و2022 لأن بطولة كأس العالم لم تقم من قبل في أوروبا الشرقية أو الشرق الأوسط». وأضاف: «ولذلك فإنني رئيس سعيد عندما نتحدث عن تطوير وتنمية كرة القدم».

وكان أول رد فعل غاضب لخسارة ملف الولايات المتحدة من الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الذي وصف منح حق تنظيم كأس العالم 2022 إلى قطر بـ«القرار الخاطئ».

وقال أوباما: «أعتقد أن قرار الفيفا بمنح قطر التنظيم على حساب أميركا خاطئ».

في حين اعتبر الدولي البلجيكي السابق مارك فيلموتس أن «الرياضة ضاعت. باختيار روسيا وقطر لتنظيم مونديالي 2018 و2022، وأن هذا يدل على أن الفيفا لم يعتمد على الإطلاق معايير رياضية»، وقال: «أنا لا أتذكر من مونديال الولايات المتحدة (1994) سوى أننا لعبنا تحت حرارة بلغت 42 درجة مئوية، وكان من الصعب جدا أن نجري، سيكون الوضع مماثلا في قطر، إننا نلعب بصحة اللاعبين دون النظر إلى الفائدة الرياضية. قيل لي إن الملاعب ستبرد. إنها كرة القدم في فقاعات مبردة».

وامتد التصويت على استضافة بطولة عام 2018 لجولتين بعدما فشل أي من الملفات المتنافسة في الحصول على أكثر من نصف عدد أصوات اللجنة التنفيذية عبر الجولة الأولى.

بينما امتد التصويت على حق استضافة مونديال 2022 إلى أربع جولات بعدما فشل أي من الملفات المتنافسة في الحصول على أكثر من نصف عدد أصوات اللجنة التنفيذية عبر الجولات الثلاث الأولى.

وتنافس الملف الروسي على حق استضافة البطولة مع ثلاثة ملفات أخرى مقدمة من إنجلترا و(إسبانيا/البرتغال) و(هولندا/بلجيكا).

وتنافس الملف القطري على حق استضافة البطولة مع أربعة ملفات أخرى مقدمة من الولايات المتحدة وأستراليا وكوريا الجنوبية واليابان.

وجرى التصويت بين 22 عضوا باللجنة التنفيذية للفيفا بعد قرار لجنة القيم في الاتحاد الدولي بإيقاف النيجيري آموس أدامو والتاهيتي برينالد تيماري وتغريمهما وحرمانهما من المشاركة في عملية التصويت بعد ما كشفته صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عن عرضهما صوتيهما للبيع لصالح ملف بعينه مقابل الحصول على مبالغ مالية بدعوى استغلالها في إقامة منشآت ومرافق رياضية في بلديهما.

وشهدت الجولة الأولى من عملية التصويت على حق استضافة بطولة عام 2018 مفاجأة كبيرة بخروج الملف الإنجليزي الذي لم يكن مرشحا للخروج المبكر من المنافسة.

وتبعه الملف البلجيكي الهولندي المشترك بخروجه من الجولة الثانية في عملية التصويت لينحصر الصراع على استضافة البطولة بين الملف الروسي والملف الأيبيري (الإسباني البرتغالي المشترك).

وأسفرت الجولة الأولى من التصويت على استضافة مونديال 2022 عن خروج الملف الأسترالي الذي كان أحد أبرز المرشحين لاستضافة البطولة.

وتبعه الملف الكوري الجنوبي في الجولة الثانية من التصويت ثم الملف الياباني من الجولة الثالثة للتصويت ليشتعل الصراع بين قطر والولايات المتحدة على حق الاستضافة بوصولهما للجولة الرابعة الأخيرة.

وأعلن السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا القرار النهائي للجنة التنفيذية بعد عملية التصويت السري.

وجاءت عملية التصويت السري بعد عملية استعراض جميع الملفات المتنافسة على مدار أول من أمس وأمس ا لمدة نصف ساعة لكل ملف.

وكان الملف الروسي هو آخر الملفات في جولة العرض النهائي للملفات حيث قال فيتالي موتكو رئيس الاتحاد الروسي: «إن أوروبا الشرقية لم تستضف البطولة من قبل، قبل 20 عاما هدم سور برلين. واليوم يمكننا أن نهدم سورا آخر رمزيا ونفتح سويا عصرا جديدا لكرة القدم».

وأوضح: «روسيا تقدم آفاقا جديدة للفيفا، الملايين من القلوب والعقول الجديدة بالإضافة لتراث رائع بعد كأس العالم. وتقدم أيضا استادات جديدة رائعة وملايين من الصبية والفتيات يدخلون إلى عالم اللعبة».

وفي إطار المنافسة على استضافة مونديال 2022، نجح مسؤولو الملف القطري في إقناع الفيفا بالتخلص من مخاوفهم بشأن ارتفاع درجات الحرارة إلى أكثر من 40 درجة خلال الفترة المقررة لاستضافة البطولة في يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) وذلك من خلال تقديم استادات مكيفة.

وتعهد الملف القطري بتوفير ظروف وأجواء مثالية لكل من اللاعبين والمشجعين حسبما أكد حسن الزوادي رئيس لجنة الملف قائلا: «جميع استاداتنا وملاعب التدريب ومناطق المشجعين ستكون درجة الحرارة فيها 27 درجة وستستخدم جميعها الطاقة الشمسية بنسبة مائة في المائة».

وأوضح أن تطبيق هذه التقنيات سيمتد إلى خارج الاستادات أيضا مشيرا إلى أن ارتفاع درجة الحرارة لن يكون مشكلة على الإطلاق مهما كانت حالة الطقس. وأوضح أيضا أن قطر ستجعل من هذه التقنية تراثا عالميا.

ورصدت الحكومة القطرية أربعة مليارات دولار لبناء الاستادات اللازمة لاستضافة فعاليات البطولة.

ويحمل اختيار روسيا طابعا سياسيا بامتياز لأنها لم تقدم على الورق ضمانات قوية فيما يتعلق بالبنى التحتية، فكل شيء يجب أن يشيد: الملاعب (باستثناء ملعب لوجنيكي في موسكو الذي يلبي شروط إقامة مباريات كأس العالم) والفنادق وشبكة النقل.

ويشكل اتساع الأراضي الروسية بحد ذاته تحديا لوجيستيا مع أن الملف يركز على 13 مدينة في 4 تجمعات جميعها في المنطقة الأوروبية من روسيا باستثناء مدينة ايكاترينبرغ. لكن الدعم اللامتناهي للسلطات الروسية ورئيس الوزراء فلاديمير بوتين طمأن أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا، بعد أن كان الزعيم الروسي لعب دورا أساسيا في استضافة مدينة سوتشي الألعاب الأولمبية الشتوية عام 2014.