قطر تحقق حلم ملايين العرب.. وكأس العالم 2022 سيتحدث بالعربية

الشارع الرياضي عاش لحظات من القلق والصراع قبل الإعلان

TT

حينما اقتربت عقارب الساعة من السادسة مساء، ازدادت نبضات قلب الشارع الرياضي العربي والخليجي، واحتشدت الجماهير في الكثير من المراكز التجارية القطرية، ليتسمروا أمام شاشات العرض الكبيرة التي نصبت في الأسواق، إيمانا منهم بحجم العمل الجبار الذي قدمه المسؤولون في الرياضة القطرية منذ عامين، إلا أن ذلك التفاؤل خالطه قلق نظير المنافسة القوية التي تمثلت في الملف الأميركي، في ظل الأنباء التي أكدت شدة التنافس بين الملفين حتى الدقائق الأخيرة التي تسبق الإعلان عن الفائز بشرف احتضان نهائيات 2022.

أعلام عدد من الدول العربية رفرفت في الساحات القطرية، دعما منهم لهذه الدولة التي تسعى لتغيير خارطة كرة القدم العالمية بفرض تواجد المناطق الشرق أوسطية، نافية المزاعم التي تفيد بأن تلك الدول غير قادرة على استضافة بطولة بحجم كأس العالم، وفي ظل الظلام الدامس الذي غطى سماء الكرة العربية، حاولت قطر أن تسهم في إشراق شمس تتضح معها معالم الأشياء، وتتفجر بواسطتها الإمكانات التي كانت مغيبة لسنوات طويلة، حاملة بيدها آمال الملايين من المواطنين العرب الذين يتمنون أن تتاح الفرصة لأن تتحدث كرة القدم بالعربية لأول مرة في تاريخها، بعد أن تغنت بلغات متعددة، متسائلين: «أما حان الوقت لترقص المجنونة على صوت عربي تملؤه العذوبة؟».

صعد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر إلى منصة الإعلان في مدينة زيوريخ السويسرية التي لم تلتزم ساعتها الراقية بالتوقيت المحدد، وهو 6:22 الذي يرمز لتاريخ النهائيات 2022، ومع مرور كل دقيقة أثناء حديث بلاتر تزداد المخاوف العربية التي تنازعها أطراف متعددة. وضع الشارع الرياضي العربي أيديهم على قلوبهم، خشية أن يوأد الحلم الذي ساورهم منذ عدة أشهر، ووجدت الشائعات في هذه الدقائق فرصتها الذهبية، فتضاربت الأنباء حول استضافة أميركا تارة وقطر تارة أخرى، وتسلم جوزيف بلاتر الظرف السري المغلق الذي يحتوي على اسم الدولة التي ستستضيف كأس العالم، وبدأ شيئا فشيئا يستخرج الورقة الداخلية، والأعين مرتابة يكسوها القلق، والأفئدة وجلة تتساءل عما هو مقبل، وما هي إلا ثوان معدودة حتى طمأن بلاتر القلوب بإعلان اسم قطر لاستضافة مونديال 2022.

اختلطت دموع الفرح بالابتهالات والشكر، وتعانق الوفد القطري في صالة الإعلان، وتعالت صيحات الجماهير العربية في الساحات المفتوحة، لم يستطع الجميع التعبير عن السعادة العارمة التي ولجت قلوبهم بعد تحقيق الحلم العربي، وابتدأت الأغاني القطرية الوطنية بالصدح عاليا، وسط ترديد من الحضور، وتفاعل قوي مع الحدث العالمي، الذي سيكون ولأول مرة بنكهة شرق أوسطية عربية، يستطيع من خلالها المشجع العربي الحضور بشكل أيسر، والاعتزاز بأصالة الأرض وصلابتها، التي على الرغم من صلتها التاريخية ومجدها التليد، فإنها لم تحظ بشرف الاستضافة طيلة الأعوام الطويلة الماضية، وحانت ساعة الصفر التي يدرك من خلالها الجميع أن هذه المنطقة غنية بثرواتها الاقتصادية، وبطاقاتها البشرية، وأنها أرض خصبة لنجاح أي محفل عالمي تستضيفه.