اليوفي وسمبدوريا الإيطاليان يودعان الدوري الأوروبي.. و11 درجة تحت الصفر تثير جدلا

الأول تعادل مع ليخ بوزنان البولندي.. والثاني خسر على ملعبه أمام أيندهوفن الهولندي

TT

ودع فريقا اليوفي وسمبدوريا الإيطاليين بطولة الدوري الأوروبي، بعد تعادل الأول مساء أول من أمس خارج ملعبه مع فريق ليخ بوزنان البولندي 1/1، في اللقاء الذي أثار جدلا كبيرا بسبب إقامته في درجة حرارة شديدة البرودة وصلت لـ11 درجة مئوية تحت الصفر. وكان رودنيز قد تقدم بهدف لأصحاب الأرض في الدقيقة 12 من الشوط الأول، وتمكن ياكوينتا من معادلة النتيجة في الدقيقة 38 من الشوط الثاني. وبهذه النتيجة احتل اليوفي المركز الثالث في مجموعته برصيد 5 نقاط خلف فريقي مانشستر سيتي وليخ بوزنان ليودع البطولة مبكرا.

بينما خسر سمبدوريا أمام فريق بي إس في أيندهوفن الهولندي، وذلك في المباراة التي جمعت بينهما في استاد ماراسي بجنوا، في إطار الجولة قبل الأخيرة من دور المجموعات للبطولة الأوروبية، وبهذه النتيجة تجمد رصيد سمبدوريا عند 5 نقاط يحتل بها المركز الثالث، بينما ارتفع رصيد الفريق الهولندي إلى 13 نقطة يحتل بها صدارة المجموعة، ومن خلفه فريق ميتاليست الأوكراني برصيد 10 نقاط، ليضمنا التأهل للدور التالي، فيما ظل دبريسن المجري في قاع الترتيب من دون أي نقاط. تقدم باتزيني لأصحاب الأرض والجمهور في الدقيقة 48 من الشوط الأول، لكن تويفونين أدرك التعادل ومضاعفة النتيجة للضيوف في الدقيقتين 6 و45 من الشوط الثاني.

وكان على اليوفي رفض اللعب في هذه الأجواء قارسة البرودة. ولم يكن الأمر يحتاج لأي دليل أو لاختبارات لإدراك خطورة اللعب في هذا الطقس على اللاعبين والمشاهدين. ولا يمكن إلقاء اللوم على اللاعبين لأن دبا قطبيا لم يكن ليستطيع الجري واللعب على مثل هذا الملعب الثلجي.

يا له من ملعب: لقد بدأت تلك الليلة الطويلة في الساعة السابعة مساء عند وصول فريق اليوفي إلى الملعب. وبعد قليل تم عقد اجتماع بين ممثلي الناديين والحكم والعضو المفوض من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بمتابعة اللقاء. وتقرر أن معيار إلغاء المباراة طبقا للوائح الاتحاد الأوروبي هو الوصول لدرجة حرارة 15 درجة مئوية تحت الصفر، وهي أقل درجة حرارة يمكن اللعب في ظلها. وبالتالي نزل فريق اليوفي لمعاينة الملعب الذي كان من المفترض أن يكون في حالة جيدة بفضل نظام التدفئة الأرضي. لكن الفريق وجد مفاجأة سيئة تتمثل في أن أرضية الملعب صلبة، بل مثلجة. وربما لم تقم أجهزة التدفئة بعملها بالكفاءة المطلوبة، وكان من المؤكد أيضا أن أرضية الملعب لم تتم تغطيتها أثناء تلك الليلة الباردة. ولم يخفِ أندريا أنيللي، رئيس النادي، الذي وصل عصرا برفقة بافيل نيدفيد، غضبه. ونظر الحكم الإسباني تيكسيرا فيتينيس (الذي يحمل نفس جنسية باكيرو مدرب فريق ليخ بوزنان) في أحد الترمومترات، الذي كان يشير إلى درجة حرارة 11 تحت الصفر. وبدأت المباراة رغم أن فريق اليوفي طالب بتأجيلها. وقد دخل جميع لاعبي اليوفي إلى الملعب وهم يرتدون جوارب طويلة لتدفئتهم، بينما نزل تراوري مرتديا أيضا قناعا للوجه، وارتدى بعض اللاعبون الآخرون القبعات. وكان مساعدا الحكم يقفزان طوال الوقت حتى لا يتجمدا، في حين ارتدى ديل نيري حذاء طويلا. وأخذت الثلوج تهطل على الملعب ورغم ذلك استمر اللقاء. وأشار ديل بييرو إلى الحكم الرابع بأن الخطوط والكرة لا تظهر بسبب الثلوج التي تغطي أرضية الملعب، ولذلك طالب اليوفي بإيقاف المباراة. وجاءت الإجابة على هذا الطلب من خلال رسم الخطوط والاستعانة بكرة ذات لون غريب يتراوح بين القرمزي والوردي في فترة الاستراحة. يجب أن يستمر العرض وهذا يرضي الاتحاد الأوروبي بكل تأكيد.

المرارة: وجاءت تصريحات لاعبي اليوفي لتعبر عن سوء الأوضاع التي جرت فيها المباراة. فقد قال ديل بييرو قائد الفريق عقب اللقاء «إنها أسوأ ظروف لعبت فيها طوال حياتي. أشعر بالأسف لأننا خلقنا الكثير من الهجمات، لكننا لم نكن نرى شيئا خلال الشوط الثاني. وأعرب ديل نيري مدرب الفريق عن مرارته قائلا «لم يكن الملعب صالحا للاستخدام. إن مثل هذه المباراة لا تحمل أي بهجة لمن يلعبها أو لمن يشاهدها». وأوضح بيبي ماروتا، المدير العام لليوفي، محاولة الفريق عدم لعب اللقاء.. «قبل بداية المباراة طالبنا بتأجيلها بسبب حالة الملعب المثلج، وكان من المتوقع أيضا هطول الثلوج، وهو ما حدث أثناء اللقاء». وهكذا دفنت أحلام اليوفي في بطولة الدوري الأوروبي تحت الثلوج.

وجاءت تصريحات المدرب ديل نيري لتعبر عن خيبة أمل واضحة بعد خروج اليوفي من البطولة قبل الجولة الأخيرة في دور المجموعات، وهو ما يجعل مباراة مانشستر سيتي القادمة أشبه بلقاء ودي. وللأسف الشديد كان اليوفي يستحق الفوز في لقاء بوزنان لولا الظروف التي أقيمت فيها المباراة. وأعفى ديل نيري فريقه من اللوم قائلا «لقد بذل الفريق كل ما بوسعه، وخلقنا وأهدرنا الكثير من الفرص المحققة. وتعرض مرمانا لهدف من ضربة ركنية. لقد كنا نستحق الفوز لكن خروجنا من البطولة لم يكن بسبب لقاء بوزنان».