الإنتر ينهار أمام لاتسيو بثلاثية رائعة ويسجل الهزيمة الرابعة له في الدوري الإيطالي

المدرب الإسباني بينيتيز ليس أمامه الآن سوى الفوز بكأس العالم للأندية لضمان البقاء

TT

سقط فريق الإنتر حامل اللقب أمام فريق لاتسيو المتألق هذا الموسم بنتيجة 1/3، وذلك في المباراة التي جمعت بينهما، أول من أمس الجمعة، على الملعب الأولمبي بروما في إطار منافسات الجولة الخامسة عشرة للدوري الإيطالي. افتتح بيافا أهداف أصحاب الأرض في الدقيقة 26 من الشوط الأول، ثم ضاعف زاراتي النتيجة في الدقيقة 7 من الشوط الثاني، لكن بانديف نجح في تحسين الموقف قليلا مسجلا الهدف الأول للإنتر في الدقيقة 29، لكن هيرنانديز قضى على آمال بطل أوروبا في الفوز بهدف في الدقيقة 44. وبهذه النتيجة، رفع لاتسيو رصيده إلى 30 نقطة يحتل بها المركز الثاني، بينما تجمد رصيد الإنتر عند 23 نقطة يحتل بها المركز السادس، في انتظار ما ستسفر عنه باقي مباريات الجولة. بالنسبة للمدير الفني للإنتر، الإسباني رافائيل بينيتيز، فإن الأمر كان هدنة، وليس سلاما نهائيا، فلم يفلح فريقه في مواصلة البقاء في سلام، وكذلك بالنسبة لاختياراته التي لم تكن مقنعة مساء أول من أمس أيضا بسبب تذبذب مستوى الفريق من مباراة لأخرى في ظل ثقته في تحقيق انتصارات متتالية، ومن هذا الجانب فإلى اللقاء في الجبهة المقبلة. ربما لم تسجل نتيجة أول من أمس باللون الأحمر في جدول طموحات الرئيس موراتي لكن لا بد أن تكون ضربة قاسية أخرى لصبره، مثل الخسارة بالنسبة لصورة الإنتر الذي وقع مرة أخرى في قبضة الخصم، بخلاف ردة الفعل الغاضبة عقب نتيجة 2/0 بعد هذه الهزيمة، تصبح بطولة كأس العالم للأندية، التي تقام خلال الشهر الحالي، أكثر حسما، بالنسبة للمدير الفني قبل الإنتر. لأنه لو صارت على نحو سيئ قد يفكر موراتي بالفعل في زينغا فالوقت فقط هو الذي قد يخبرنا إذا كان مجرد منقذ بسيط في انتظار معرفة إذا كان حلم غوارديولا قد يصبح حقيقة واقعة.

كان الأمر أيضا أشبه بالهدنة فيما يتعلق بسلسلة الإصابات - بعد تجاوز حاجز الأربعين هذا الموسم - التي أنهكت وبعدها اضطرت الفريق إلى الطوارئ باستمرار، فقد أمضى الفريق ثلاث مباريات وأسبوعين من دون أخطار كبيرة، لكن صافرة الإنذار عادت أول من أمس حينما تعرض ستانكوفيتش، أحد أكثر اللاعبين جاهزية في الفريق الذي يعاني من الإصابات العضلية وفقدان الروح، لألم في الجزء الخلفي من الفخذ الأيسر. وبغضب وافق البروفسور كومبي على الخروج وعدم إكمال المباراة. في حالات مثل هذا يقال دائما إن الخروج كان احترازيا. قد نعلم هذا أفضل بعد إجراء الفحوصات الطبية، لكن سواء كان شدا عضليا (قد يكون لحاقه بمونديال العالم للأندية قي خطر) أو مجرد تصلب بسيط مثلما كان يأمل اللاعب مساء أول من أمس، فلن يكون مؤشرا طيبا. بالطبع ليس أمرا مشجعا بالنسبة لفريق مضطر لشم رائحة السقوط المتكرر كل يوم أن يعيش كل مباراة على خيط رفيع، ومضطر للاستفادة لفترات وجيزة من تياغو موتا الذي غير حياة الفريق الأحد الماضي فور عودته من الإصابة، وأن يدفع بالغاني مونتاري أساسيا بعد غياب أكثر من شهر، وليس مشجعا أيضا أن يشرك اللاعب البرازيلي بعد أكثر قليلا من نصف ساعة من عمر المباراة وأن يسحب اللاعب الغاني بعد أقل من ساعة وأن يراه حزينا أيضا، إن لم يكن غاضبا، بعد التغيير. أخطار على أخطار، ومخاوف على مخاوف، ستجعل من الصعوبة عدم التفكير في المصابين (وهم ليسوا قليلين) والذين يتعين عليهم العودة فيما بعد، ولو فكرنا أن الاعتماد على بعضهم سيكون بعد غد الثلاثاء في ثلوج بريمن بألمانيا، فيما ستتم الاستفادة من الآخرين مباشرة في المباراتين اللتين تساويان موسم الفريق. من جهة أخرى، يواجه الإنتر خطر وصول تأخره مع الميلان المتصدر إلى 10 نقاط، ومن يوم أول من أمس خسر لقب أفضل خط دفاع في الدوري، فهزيمته لم تعد صعبة هكذا، وإذا كانت حدثت 6 مرات فقط في عام 2010، فإن أربعة منها في أكثر قليلا من شهرين، منذ 25 سبتمبر (أيلول) الماضي، حينما خسر أمام روما 0/1 وحتى 3 ديسمبر (كانون الأول)، أول من أمس، أمام لاتسيو، وكلاهما على الملعب الأولمبي، يا له من كابوس سيئ. والآن يبقى أن نفهم إذا كانت العشر دقائق تلك التي تمرد فيها الإنتر على سكونه حتى اقترب من التعادل 2/2 ستزيد من ثورة الفريق، أم أنها المقياس لإمكانات فريق الإنتر الحالية. تبقى مسألة أن مسيرة الانتصارات التي دعا إليها بينيتيز قبل مباراة توينتي توقفت عند انتصارين. ظهر رافائيل من غرفة الملابس متأخرا عن المعتاد، وتحدث لأنه في غضون 11 يوما هناك نصف نهائي كأس العالم للأندية، وعلى هذا الفريق أن يستعيد اللاعبين والإقناع. ويقول: «لكنني أواصل إيماني بلقب الدوري، يكفي استعادة كافة اللاعبين». بالطبع احتلال فريقه صدارة اللعب النظيف - برصيد 19 إنذارا، بما فيها إنذار مونتاري الذي حصل عليه إثر تدخل خشن على هيرنانديز - ليس أمرا يدعو للمفاخرة. فاللاعب الغاني ذاته لم يصافح أليبيك في لحظة التغيير، وجلس على مقعد البدلاء غاضبا. ويشرح بينيتيز: «أعتقد أنه كان في مشكلة مع نفسه». ويتابع المدير الفني الإسباني: «رؤية بعض اللاعبين الشباب يقاتلون حتى النهاية هو الشيء الوحيد الذي نخرج به من هذه المباراة. لاتسيو لعب بشكل جيد، لكنه كان محظوظا أيضا. كوردوبا أمكنه تسجيل هدف التعادل 2/2، ومع اللاعبين المتاحين لدينا (يستخدم هذا التعبير كثيرا) ليس سهلا خلق فرص في الهجوم. من دون إيتو وميليتو بذلنا جهدا كبيرا في الأمام، وإن لم نستغل الفرص القليلة التي تتاح لنا سيكون الأمر صعبا». ومع ذلك فكالعادة كان لا بد من صفعة من أجل رؤية رد فعل، ويواصل بينيتيز: «مع اللاعبين المتاحين لدينا من الصعب إيجاد التوازن، وحينما نتأخر يختل توازننا. من خلال خط الوسط بثلاثة لاعبين، فقد أحسنا صنعا أمام بارما في الهجوم لكن عانينا في الدفاع، وهنا كنا أكثر صلابة لكننا تعبنا في الأمام». والآن، هناك «إزعاج» مباراة فيردر بريمن قبل التحليق إلى أبوظبي، ويقر المدير الفني أنه «سيكون صعبا عدم التفكير في المونديال يوم الثلاثاء في لقاء دوري الأبطال. سنحاول القتال من أجل المركز الأول، لكن ليس ثمة خطر». أيضا لأن ستانكوفيتش توقف أول من أمس (قال عن الإصابة: «لا أعتقد أن هناك شيئا خطيرا»، ولا بد من تقييم العائدين من الإصابة، ويتابع: «كيفو، ماريغا وميليتو هم الأقرب للعودة، وسنرى في الأيام المقبلة». في ليلة يمكن أن نخرج بها بالقليل أو لا شيء، يحاول إيرنستو باوليلو العضو المنتدب للنادي التفكير في جانب عنصر الشباب، وشرح قبل المباراة قائلا: «فيليتشي ناتالينو هو اللاعب رقم 50 القادم من قطاع الناشئين منذ عام 2004 إلى اليوم ويشارك مع الفريق لأول مرة، وهو رقم مهم. سانتون؟ تعرض لإصابة خطيرة، وواجه خطرا كبيرا كان سيطيح بمسيرته ككل. هناك ارتفاعات وانخفاضات، لكن دافيدي في مرحلة عودة الآن». لكن الإنتر ليس كذلك.