السعودية والكويت.. ديربي تاريخي وسباق محموم نحو ذهب «خليجي 20»

الجعيثن: المهارات الفردية ترجح كفة الأخضر.. أرحمة: الخبرة والتخصص سلاح الأزرق

TT

تجاذب الخبيران الفنيان السعودي بندر الجعيثن، والكويتي أحمد أرحمة أطراف الحديث حول النهائي الخليجي المرتقب في نسخته الـ20، والذي سيقام اليوم عند الساعة الـ8 مساء على ملعب 22 مايو في مدينة عدن اليمنية. وقدم الخبيران رؤيتهما الفنية لـ«الشرق الأوسط»، إذ أكد الجعيثن أن وجود المنتخبين في النهائي لن يحمل عنصر المفاجأة، حيث سبق لهما الالتقاء في الدور التمهيدي، مما يجعل أوراقهما مكشوفة أمام المدربين واللاعبين، موضحا أن اللقاء لن يكون سهلا، خصوصا أن الكويت تتميز بتحرك الثنائي بدر المطوع وفهد العنزي، ومتى ما أحكم المنتخب السعودي السيطرة عليهما، فإنه سيعطل مكامن الخطورة، كاشفا أن قوة الأخضر تتمثل في المهارات الفردية لدى اللاعبين، إلى جانب مساندة لاعبي المقدمة للمدافعين أثناء الارتداد المباغت، مرجحا كفة المنتخب السعودي في المباراة بنتيجة لا تقل عن هدفين. وعلى النقيض من ذلك قال الكويتي أحمد أرحمة إن الخبرة والتخصص في دورة الخليج يصبان في مصلحة الكرة الكويتية، موضحا أن قوة وسط الأخضر تعود لوجود عبد اللطيف الغنام وإبراهيم غالب، إضافة إلى خط الدفاع الأقوى في البطولة، مبينا أن الأزرق الكويتي لديه مقومات الفوز نظير الانضباط التكتيكي الواضح على اللاعبين، وسرعة التقدم أثناء الهجمة، والعودة لتعزيز خط الدفاع، معتبرا أن التركيز داخل الملعب، وتجنب الأخطاء الفردية، سيحسمان اللقاء.

وكان الخبير الفني السعودي بندر الجعيثن أوضح أن أوراق الفريقين واضحة جلية لا يمكن لأي مدرب إخفاءها، نظرا لأنهما التقيا في دور المجموعات، وانتهت المباراة بالتعادل السلبي. وقال «عرف لاعبو كل فريق مستويات وإمكانات الفريق الآخر، وهذه الظروف ستضفي على المباراة حماسا أكبر، وستجعل المنافسة التي تجمع المنتخبين العريقين قوية، على أمل أن ترضي تطلعات المشجع الخليجي الذي يرتقب الديربي الأقوى بفارغ الصبر. وأعتقد أن قوة الأزرق تتمثل في تحركات الثنائي بدر المطوع وفهد العنزي السريعة، أما الأخضر فيتميز بالمهارات الفردية، وانضباطية مركز الوسط لديه، لذلك ستكون المباراة صعبة على المنتخبين، إلا أنني أعتقد أنها ستميل شيئا ما إلى المنتخب السعودي إما 2/0 أو 2/1».

وأضاف أن «الفارق بين المواجهتين أن مباراة اليوم هي نهائي الكأس الخليجية، وبالتالي فالمدرب بيسيرو مطالب بتطبيق تكتيك جيد بناء على دراسة دقيقة لتحركات وتنظيم المنتخب الكويتي، وإحباط عناصر القوة التي تسهم في انتصارات المنتخب الأزرق، واستغلال نقاط الضعف التي من خلالها يمكن السيطرة على مجريات المباراة، والاستحواذ على الكرة بشكل يتيح الفرصة أمام اللاعبين للتسجيل، خصوصا أن المنتخب السعودي يتميز باللياقة البدنية العالية، والقدرة على الضغط على حامل الكرة، ومساندة لاعبي المقدمة للدفاع أثناء ارتداد الهجمة، وهو ما أفسد مشاريع المنتخب الإماراتي في مباراة نصف النهائي حينما عجز عن اختراق الدفاعات السعودية التي كانت حاضرة بشكل جيد».

وتابع «من وجهة نظري، لن تكون هناك أي مفاجأة في لقاء الأخضر والأزرق مساء اليوم، فالقائمة التي دخل بها المنتخب السعودي نصف النهائي أمام الإمارات هي الأفضل، وأعتقد أن بيسيرو سيبدأ بها المباراة الختامية. ويبدو أن المدرب البرتغالي واقعي في قراءته للمباراة، إذ ركز كثيرا على التنظيم الدفاعي والانسجام في خط الوسط، إضافة إلى العناصر التي لعبت في المقدمة، وكان لها دور كبير في ترجمة الكثير من الجمل التكتيكيّة، والمهم أن يدخل اللاعبون السعوديون ولديهم إصرار كبير على كسب المباراة، مع إتقان التعامل مع مثل تلك اللقاءات، وما يميز المجموعة الحالية التي تمثل الأخضر أنها تضم وجوهًا شابة تتطلع إلى تحقيق بطولة جديدة في سجلها الرياضي السعودي، وهو دافع كبير يدفعهم إلى تقديم عطاءات أفضل، بعدما وافق المدرب بيسيرو على التحدي الذي فرضه الإعلام الرياضي، واستطاع أن يصل بمنتخب شاب إلى النهائي الخليجي. فالأخضر من الناحية النفسية جاهز، لخلو عامل الضغط عليهم، مما جعلهم يقدمون مستويات مميزة خلال المباريات السابقة، والحصول على نتائج مرضية أهلتهم للوصول إلى المرحلة النهائية، إلى جانب المستوى المتصاعد الذي وصل إلى ذروته أمام المنتخب الإماراتي، وعلى الرغم من التذبذب الذي لاحظناه في القائمة الأساسية فإنه لم يكن حجر عثرة أمام مواصلة المنتخب السعودي للانتصارات».

واختتم الجعيثن حديثه بالقول «الفرصة اليوم سانحة لتتويج الجهود السابقة بحمل لقب (خليجي 20)، وأعتقد أنه لن تكون هناك صعوبة كبيرة في ذلك متى دخل لاعبو المنتخب السعودي اللقاء بإصرار وعزيمة لتحقيق هذا الإنجاز، على أن يعلموا جيدًا مكامن خطورة المنتخب الكويتي، المتمثلة في فهد العنزي ووليد علي وبدر المطوع، ورغم ذلك فشخصية الأخضر هي الأقوى، لأنها تتميز بمهارة لاعبيه، وقوة وسطه، وهما الخصلتان اللتان سترجحان كفته اليوم لخطف اللقب بإذن الله، والتوقعات في مثل هذه المواجهات عسيرة للغاية، إلا أنني أتوقعها سعودية».

من جهته، أكد الخبير الفني الكويتي أحمد أرحمة أن «المنتخب السعودي قوي هجوميا ودفاعيا، حيث تمكن من إحراز ستة أهداف، ولم يدخل مرماه سوى هدف وحيد، مما يعني أن الفريق يلعب الكرة الشاملة من العمق وعن طريق الأطراف، مع تبادل الكرة بشكل سريع في الثلث الهجومي بمنطقة المنافس، ولديه خط وسط متميز في إغلاق المنطقة والتحول للدفاع سريعا». وقال «تكمن عناصر القوة في خط الدفاع، الأقوى في البطولة، إضافة لخط الوسط كما ذكرت، خاصة في الجوانب الدفاعية، بوجود الغنام وغالب في محوري الارتكاز، أيضا في صناعة اللعب والتسجيل. في المقابل يعاب على خط الهجوم عدم تسجيل الأهداف، وبالتأكيد غياب أسماء كبيرة مثل ياسر القحطاني عن خط الهجوم، لها تأثير، وكما شاهدنا الأخضر في مبارياته الأخيرة أمام الإمارات، كان مدربه متخوفا من الكرات المرتدة، التي يتميز بها الفريق المنافس، لذلك كان متحفظا في الشوط الأول، لأجل ألا تتجه المباراة لأشواط إضافية، ويتسبب ذلك في إرهاق اللاعبين، لذلك بدأ بالهجوم مطلع شوط المباراة الثاني، وسجل هدفا، وعاد لإغلاق المنطقة، والاعتماد على الكرات المرتدة».

وتحدث أرحمة عن المنتخب الكويتي قائلا «أحرز ستة أهداف ولم يدخل مرماه سوى هدفين، مما يعني قرب المستوى بين المنتخبين، إلا أن الأزرق الكويتي يتميز بالانضباط التكتيكي، والالتزام بتعليمات المدرب أثناء المباراة، ويتميز اللاعبون بعامل السرعة، حيث نلاحظ سرعة التقدم والارتداد للدفاع، وتعتبر هذه قوة الكويت، بوجود فهد العنزي ووليد علي وبدر المطوع، إضافة لتميز الثلاثي بالمهارة الفردية العالية، أيضا المدرب له خيارات في تغيير التكتيك أثناء مجريات المباراة، بأن ينقل لاعبا من الجهة اليسرى لليمنى، كما يحدث مع فهد العنزي. أيضا بدر المطوع الذي يلعب خلف المهاجمين، ويتحول لمهاجم صريح والعكس، كذلك عبد العزيز المشعان الذي يتنقل في الظهيرين الأيمن والأيسر، وأيضا يلعب في وسط الميدان، وهذا تكتيك مميز جدا».

وتابع «أعتقد أن الأخضر السعودي سيلعب بالأسلوب ذاته في مباراته الأخيرة، بحيث لن يجازف ولن يفتح اللعب، وسيغلق المناطق الخلفية مع اعتماده على الكرات المرتدة، ولن يتغير أسلوبه، إلا في حال دخل مرماه هدف، كما حدث في مباراة قطر، فاللاعبون في المنتخب السعودي خبرتهم قليلة، وليست لديهم مهارات فردية عالية، كما لدى أبناء عطيف أو أبو شقير أو ناصر الشمراني أو ياسر القحطاني. وفي ما يخص الكويت أعتقد أنه سيبادر بالهجوم، وسيحاول أن يحسم المباراة قبل أن تتجه للأشواط الإضافية لتجنب الإرهاق الذي حدث في مباراة العراق».

وأضاف أرحمة «أرى أن ما يعيب البرتغالي بيسيرو، هو كثرة التبديلات أو التغييرات في القائمة الأساسية، كإبعاد الجاسم والشلهوب، وإدخال لاعبين جدد. في المقابل يتميز مدرب المنتخب الكويتي بالثبات على أسماء معينة وعدم التغيير، مما يؤدي إلى الانسجام والقوة، وما يجريه من تغيير يعتبر طفيفا ولا يحدث إلا في حال وجود ظروف تجبره على ذلك».

واختتم أرحمة بقوله «أعتقد أن المنتخبين مميزان، ولديهما تكتيك دفاعي محكم، لكن أتوقع أن تتفوق خبرة لاعبي الكويت داخل الملعب على الجانب السعودي، أيضا المهارة الفردية عند فهد العنزي وبدر المطوع، والأخير لم يشارك في المباراة السابقة، ووجوده في هذه المباراة سيمنح الأزرق قوة هجومية، وفي حال انتهى الشوط الأول، مع أول ربع ساعة في الشوط الثاني من دون أهداف، ستتجه المباراة إلى الأشواط الإضافية، وفي هذه المباراة صاحب الهدوء الأكبر والتهيئة النفسية الجيدة قبل المباراة، إضافة للتركيز داخل الملعب وتجنب الأخطاء الفردية، هو من سيحسم اللقاء».