سقط فريق ميلان الإيطالي في فخ الهزيمة أمام ضيفه الهولندي أياكس أمستردام بهدفين نظيفين في المباراة التي جمعت بينهما في الجولة الأخيرة من دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا. افتتح ديمي دي زييو الشباك في الدقيقة 12 من الشوط الثاني، ثم أتبعه توبي آلديرويرليد بهدف آخر في الدقيقة 21 من الشوط نفسه، مؤكدا فوز فريقه على أصحاب الأرض. وفي أعقاب المباراة، أعرب المدير الفني في الميلان، ماسيميليانو أليغري عن غضبه الشديد حيال الهزيمة الثقيلة التي لحقت بفريقه، مؤكدا أنه لن يحاول البحث عن أعذار لتبرير هذه النتيجة المخزية حيث قال «لقد نفد صبري حتى وإن كانت هذه المباراة لا تحمل قدرا كبيرا من الأهمية بالنسبة لنا. أعتقد أن الدوافع المعنوية كان لها دور كبير، ولكننا لن نجعل منها عذرا لهزيمتنا. لقد كنت أنتظر أداء مختلفا تماما، ولكن يبدو أننا في حاجة إلى بذل المزيد من الجهد في المرحلة المقبلة. إنني أشعر بالحزن الشديد بسبب الهزيمة وكذلك إصابة فلاميني، ولكن أهم ما في الأمر هو أننا مررنا من دور المجموعات بسلام». جدير بالذكر أن اللاعب الفرنسي فلاميني كان قد تعرض لإصابة بالغة في الركبة اليمنى، حيث يشتبه في إصابته بتمزق في الأربطة، مما سيؤدي إلى غيابه عن صفوف الفريق لمدة شهر على أقل تقدير. وهكذا يصبح أليسكاندر ميركيل هو اللاعب الوحيد الذي شعر بالسعادة في الميلان حيث إنها المباراة الأولى له في دوري أبطال أوروبا.
وفي المباراة، افتقد فريق الميلان حيويته المعتادة، حيث تأثرت جبهة الهجوم بغياب زلاتان إبراهيموفيتش عنها طوال الشوط الأول بناء على رغبة المدير الفني، فاقتصرت على توجيه بضع تسديدات نحو مرمى أياكس. وفي هذا الشأن، يوضح أليغري قائلا «كنت في حاجة إلى إراحة بعض اللاعبين، ولكنني قمت بالدفع بقلبي هجوم ماهرين وهما روبينهو ورنالدينهو. أعدكم برؤية فريق مختلف تماما في المستقبل. توقعاتي للدور ثمن النهائي؟ الفرق كلها ذات مستوى عال، فلتأتِ نتيجة القرعة بأي شكل. لا فرق لدينا». من جهة أخرى، شهدت المباراة تألقا غير مسبوق لحارس مرمى الميلان ماركو أميليا الذي أكد جدارته بالحصول على قميص الحارس الأساسي أبياتي. ويعقب أميليا قائلا «المباراة لم تكن مهمة، ولكنها منحت الفرصة لبعض اللاعبين لإظهار قدراتهم. كان لاعبو أياكس متسلحين بدوافع معنوية كبيرة، أما نحن فلم نرغب في أي شيء آخر سوى الفوز. وكان يتعين علينا الاستفادة من الفرص القليلة التي أتيحت لنا بشكل أفضل. أدائي؟ أحاول الظهور بأفضل شكل ممكن عندما يتم استدعائي فجأة».
وبانتهاء دور المجموعات في منافسة دوري أبطال أوروبا، يعود الميلان إلى التركيز على الدوري المحلي ومنافسة كأس إيطاليا، ومن بعدهما المعسكر الصيفي في دبي، حيث سيقوم المدير الفني بالعمل على تحسين الحالة البدنية للاعبين واستعادة أليكساندر باتو من الإصابة. ويضيف أليغري «إذا كان بإمكاننا الحصول على مهاجم جديد، فستقوم إدارة النادي بالعمل على ذلك من أجل تعويض غياب إنزاغي الذي سنفتقده كثيرا، فهو قادر على قلب موازين المباراة في نصف ساعة. لن يكون من السهل إيجاد لاعب آخر يتمتع بنفس الإمكانات التي نتحدث عنها، وسيكون من الأفضل لنا أن نبحث عن اللاعبين الذين لم يشاركوا في دوري أبطال أوروبا مع فرقهم هذا الموسم». ومن جانبه، تطرق أدريانو غالياني إلى الحديث عن سوق الانتقالات قائلا «مهاجم جديد في يناير (كانون الثاني)؟ لا يمكنني طرح أسماء الآن، خاصة أنه سيكون من الصعب علينا شراء لاعب من العيار الثقيل، ولكنني لا أستبعد ذلك أيضا. هل سجل بنزيمه ثلاثة أهداف في شباك أوكسير؟ لا أعتقد أنه واحد من المرشحين للانضمام للميلان».
من جهة أخرى، شعر رونالدينهو بمرارة الهزيمة أمام أياكس أكثر من زملائه حيث لم ينجح البرازيلي في الظهور بالشكل المطلوب منه على الرغم من كونها المباراة الأولى له كلاعب أساسي منذ بداية الموسم. فقد قام رونالدينهو بدور محدود للغاية نظرا لتراجع حالته البدنية مقارنة برفاقه، وهو ما يرجح احتمالات عودته إلى مقعد البدلاء مرة أخرى في المباراة المقبلة أمام بولونيا. غير أن هناك العديد من الأسباب التي تبرر الحالة التي بدا عليها رونالدينهو، من بينها افتقاده للدوافع المعنوية نظرا للدفع به في مباراة ليس لها أي أهمية بالنسبة لفريقه، كما أنه كان يشعر بالرفض والغربة بين رفاقه الذين اعتادوا على غيابه عن الملعب. وعليه، استسلم البرازيلي لحالة اليأس التي تعتريه، فلم يحاول البحث عن مساحات كبيرة للتسديد، خاصة بعدما وجد نفسه محاطا بثلاثة أو أربعة لاعبين من أياكس، الأمر الذي دفع الجماهير إلى إطلاق صافرات الاستهجان اعتراضا على الدفع به في الشوط الثاني. ويعقب أليغري قائلا «إنه لا يلعب في مركزه الأساسي، ولكنه أبلى بلاء حسنا في بعض الأشياء ولم يحالفه الحظ في أشياء أخرى. ولم يكن من السهل عليه الظهور بالشكل المطلوب في ظل الأداء السيئ الذي قدمه الفريق الليلة. على أية حال، أعتقد أنه ليس ممكنا أن يستسلموا لليأس سريعا». جدير بالذكر أن الصحافة الإنجليزية كانت قد تحدثت حول مستقبل البرازيلي في الميلان، مؤكدة اهتمام بعض الأندية المحلية به وعلى رأسها ليفربول الذي أبدى استعداداه للحصول على خدمات رونالدينهو على سبيل الإعارة في يناير المقبل مقابل 7.5 مليون يورو، الأمر الذي يعد فرصة جيدة بالنسبة للاعب للعودة إلى شاشة العرض الأوروبية مرة أخرى.