جوزيف بلاتر: سأحضر مونديال الدوحة على عكازين أو كرسي متحرك

اقترح إمكانية إقامة بعض مباريات كأس العالم 2022 في دول مجاورة لقطر

TT

أشار رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري جوزيف بلاتر إلى إمكانية إقامة بعض مباريات مونديال 2022 «في بعض الدول المجاورة» لقطر.

وقال بلاتر، في حديث لصحيفة «ليكيب» الفرنسية نشرته «HLS» الخميس «أعتقد أن بعض المباريات قد تقام في دول مجاورة» لقطر. وتابع رئيس الاتحاد الدولي «مع قطر، نفتح بابا جديدا أمام كرة القدم. يحق للعالم العربي الذي حاول عدة مرات عبر المغرب أو مصر مثلا استضافة كأس العالم، تنظيم هذا الحدث. ثم إن هناك مليار مسلم في العالم». وأضاف بلاتر أن قطر «تتطور» ولديها «12 عاما كي تكون جاهزة للاستضافة». وردا على رغبة الاتحاد الدولي في تحقيق استفادة مادية من خلال منح شرف تنظيم المونديال لإحدى الدول الغنية في الشرق الأوسط، قال بلاتر: «لو أردنا كسب المال لاتجهنا إلى الولايات المتحدة وليس إلى قطر... قد يبدو هذا الأمر مفاجئا (منح قطر شرف تنظيم المونديال)، لكن يجب ألا ننسى أنهم يقومون بجهود كبيرة، وأنهم نظموا حتى الآن مسابقات تحت مظلة الاتحاد الدولي». وحصلت قطر على شرف استضافة مونديال 2022 متفوقة على ملف الولايات المتحدة، بعدما حصلت على 14 صوتا مقابل 8 للملف الأميركي. وأعرب بلاتر عن سعادته بفوز روسيا وقطر باستضافة نهائيات كأس العالم عامي 2018 و2022 على التوالي. وأوضح «لقد تلقينا التهاني بعد إعلان النتائج ممن يحبون كرة القدم. أما الذين يشعرون بأنهم أفضل من الآخرين فينتقدون ويهاجمون، وهذا طبيعي»، نافيا وجود فساد داخل الاتحاد الدولي. وتابع بلاتر «من الصعب أن ترضي 6 مليارات إنسان أو البشرية جمعاء، لكن الأسرة الرياضية في العالم سعيدة بقرار الفيفا وهذا بحد ذاته كاف».

وعن الإعلان المبكر عن الدول المضيفة، رأى بلاتر أن السبب الرئيسي «هو تسويق الفعاليتين في وقت كاف تجاريا وإعلاميا، وحتى تتمكن الدول المضيفة من الاستعداد الكافي لهما، مما سيكون له مردود إيجابي على البطولة العالمية». وأكد «لن يكون هناك تغيير للدول المضيفة إذا عملت المطلوب منها، وأنا واثق من نجاح روسيا وقطر في الاستضافة»، مشيرا إلى أن الفيفا سيوقع مع قطر اتفاقية استضافة مونديال 2022 على هامش استضافتها لكأس آسيا في يناير (كانون الثاني).

وحول تنظيم كأس العالم للأندية في كل من اليابان والإمارات، أكد بلاتر أنه بإمكان أي دولة تنظيمها إذا كانت ترغب في ذلك، لكن شركة تويوتا، الراعي الرسمي للبطولة، وقعت على اتفاق يقضي بإقامة البطولة في أبوظبي سنتين متتاليتين، على أن تعود إلى طوكيو، وبعد ذلك يمكن لأي دولة أخرى أن تطلب الاستضافة بالاتفاق مع الشركة الراعية. وحول اقتراح الألماني فرانز بيكنباور بإقامة نهائيات كأس العالم في قطر خلال الشتاء بدلا من الصيف، رد بلاتر قائلا «بيكنباور كان من اللاعبين الكبار في العالم، لكن الاتحاد الدولي حدد المواعيد منذ فترة، ولا مانع من دراسة الأمر بعد مونديالي 2018 و2022».

ورفض بلاتر المزاعم بوجود فساد في مؤسسته بعد فوز روسيا وقطر بحق استضافة نهائيات كأس العالم 2018 و2022، وقال إن رد فعل إنجلترا «يفتقر إلى الروح الرياضية». وفي الشأن ذاته، قال بلاتر لعدد مجلة «فيلتفوتشي» السويسرية الأسبوعية الذي صدر أمس الخميس «بأمانة، اندهشت من كل الشكاوى الانجليزية. إنجلترا بالنسبة للجميع هي موطن أفكار اللعب النظيف». وأضاف «يظهر البعض هناك الآن أنهم لا يتمتعون بالروح الرياضية». وتابع «لا يمكنك أن تأتي في ما بعد وتقول إن هذا وذاك تعهدوا بالتصويت لإنجلترا. النتائج معروفة.. لقد تم إعلان النتائج بوضوح». وأضاف أن فريق العرض الإنجليزي في زيوريخ، الذي ضم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والأمير ويليام، حصل على وعود بالتصويت لإنجلترا من أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا، لكن هؤلاء الأعضاء لم يلتزموا بوعودهم.

وقال بلاتر إن رد الفعل الذي يفتقر إلى الروح الرياضية يظهر أن البعض لا يفهمون محاولته لتوسيع حدود كرة القدم. وأضاف «أشعر حقا بوجود بعض غطرسة العالم الغربي.. في ردود أفعال البعض. ببساطة لا يستطيع البعض تحمل ذلك إذا تم منح الفرص للآخرين من أجل التغيير». وتابع «ما هو الخطأ إذا قررنا بدء كرة القدم في مناطق تظهر فيها اللعبة إمكانيات تتجاوز الرياضة؟». ورفض بلاتر المزاعم بوجود فساد، وقال إنه مستهدف من صحافيين معارضين للفيفا. وقال بلاتر «لا يوجد فساد منظم في الفيفا. هذا هراء. مؤسستنا نظيفة وواضحة من الناحية المالية».

لكن بلاتر قال إنه لا يستطيع أن يتصرف كما لو أن شيئا لم يحدث، مضيفا أنه أراد تكوين مجموعة عمل للنظر في القضايا المتعلقة بالتواطؤ. وقال «نحن بحاجة إلى تحسين صورتنا. نحتاج أيضا إلى توضيح بعض الأشياء داخل الفيفا». إلا أن بلاتر أقر بأن كرة القدم باتت مسيسة. وقال «باتت كرة القدم وحشا يجب ترويضه من قبل الاتحاد الدولي. نقوم بذلك وعلى خير ما يرام. لقد حدث هذا تحديدا عقب كأس العالم في أفريقيا، لأن أحدا لم يكن يعتقد أن بالإمكان حدوث ذلك». وأضاف «منح شرف استضافة كأس العالم بات مسألة سياسية. هناك رؤساء يحاولون التودد إلي».

وردا على سؤال عما إذا كان سيبقى في منصبه حتى افتتاح كأس العالم في قطر عام 2022 قال بلاتر «بالتأكيد لا. إذا شاء الله سوف تتم دعوتي لحضور حفل الافتتاح وأنا أسير على عكازين أو أجلس على كرسي متحرك».

يشار إلى أن بلاتر قام أمس الخميس بزيارة للمدينة الرياضية الشاطئية بالمصنعة في سلطنة عمان والتي تستضيف حاليا دورة الألعاب الآسيوية الشاطئية الثانية (مسقط 2010)، يرافقه خالد بن حمد البوسعيدي رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم. واطلع خلال الزيارة على مرافق المدنية الرياضية، واستمع لشرح مفصل عن محتوياتها من عمدة القرية. ثم قام رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم بحضور الشوط الأول من مباراة منتخبي قطر وأوزبكستان في كرة القدم الشاطئية التي تقام على هامش فعاليات الدورة. وأعرب بلاتر عن إعجابه بالمدينة الرياضية بالمصنعة، والفعاليات التي تحتضنها عمان فيها وفي المناطق الأخرى. وقال في مؤتمر صحافي «أنا سعيد بوجودي في مسقط وفي المدينة الرياضية الشاطئية، وقد أذهلتني المنشآت الرياضية الرائعة التي رأيتها».