خبراء الكرة الإيطالية: العقلية الخاطئة وثقافة الفوز وراء تدهور اللعبة حاليا

الخروج المبكر من الدوري الأوروبي والنتائج السلبية في دوري الأبطال يثيران الشكوك حول كفاءة الدوري الإيطالي

TT

هل نسلم بالمفاهيم السائدة التي تقضي بها العقلية الإيطالية، أم أننا في حاجة إلى اختبار مخزون الطاقات المتوفر لدينا والتحقق من قيمته الحقيقة؟ تعددت الآراء واختلفت وجهات النظر في الإجابة عن هذا السؤال، خاصة بعد التدهور الواضح في أداء الإنتر وميلان في دوري أبطال أوروبا. وعلى الرغم من الاجتهادات الكبيرة، فإن المشكلة لا تزال قائمة، وهي الصورة السيئة التي تظهر بها كرة القدم الإيطالية في الخارج بدءا من ضياع هويتها إلى النتائج السلبية. من جهة أخرى، تسير الأمور بشكل أسوأ في منافسة الدوري الأوروبي بعد خروج باليرمو، وسمبدوريا، ويوفنتوس بصورة مخزية في مرحلة مبكرة من المنافسة. وعليه، قررنا إطلاق جرس الإنذار الأول من خلال طرح بعض التساؤلات حول القوة الحقيقية للفرق التي تعتلي قائمة تصنيفات الدوري الإيطالي، وكذلك إمكانية الاستفادة من الشباب للخروج من النفق المظلم. وفيما يلي، سترون آراء عدد من خبراء الكرة في هذه المشكلة. 1 - هل من الطبيعي أن يخسر الفريق في مباراة ليست حاسمة في حال تأهله إلى الدور التالي في وقت مبكر؟

2 - كيف يمكننا تجنب هذه السقطات الشديدة في الأداء وما تحمله من انعكاسات سلبية على الأندية؟ جياني دي بيازي (54 عاما)، مدير فني: «لا يمكننا التعميم في هذه الحالة، فعلى سبيل المثال، يضم الإنتر لاعبين من العيار الثقيل، وهم على أبواب كأس العالم للأندية، ولا يمكنهم الإبقاء على بعض نجوم الفريق على مقعد البدلاء. أما بالنسبة إلى الميلان، فأنا أؤيد قرار المدير الفني بالاحتفاظ ببعض اللاعبين خارج التشكيل. بيد أن هذا التشكيل المميز يجب أن يفوز في كل الأحوال. أما بالنسبة للسؤال الثاني، فلا بد أن نعلم أن عقولنا هي التي تحركنا، وإذا عجزنا عن تطوير أنفسنا، فسيكون من السهل السقوط مع أول مشكلة. الأندية تلعب من أجل النتيجة فقط، وتنسى أهمية التأهيل تماما. لويجي كاني (60 عاما)، مدير فني: «جداول المباريات مكثفة للغاية، وهو ما يدفع بعض الأجانب إلى العزوف عن الانضمام لأندية الدرجة الأولى لتجنب هذا الضغط الذي يؤثر بدوره على الفريق. لا يمكن لفريق ما أن يتحمل ضراوة المنافسة في كل المباريات، ولكن حالة الإنتر والميلان مختلفة تماما. هل من طريقة لتجنب هذا التدهور؟ أجل، علينا أن نحب ثقافة الرياضة والتحدي، وأن نتخلى عن التمسك الشديد بالنتيجة. في إيطاليا، يتوقف كل شيء على نتيجة المباراة، بينما لا يسعى أحد للتطوير من إمكاناته. سيرسى كوزمي (52 عاما)، مدير فني: «إنها مشكلة أزلية، ولكن الصورة التي بدا عليها الإنتر والميلان في دوري الأبطال كانت مخزية للغاية. ولا يختلف الأمر كثيرا بالنسبة للفرق التي تم إقصاؤها من الدوري الأوروبي. إذا كان السبب هو الكفاءة الفنية، فعلينا أن نقلق على مستقبل كرة القدم في بلادنا. من جهة أخرى، علينا أن لا نرفض خوض مباريات دولية وأن لا نقلص من أهميتها. لقد فزنا بالإنترتوتو في بيروجيا وكنت سعيدا للغاية كما لو أننا فزنا بالشامبيونز ليغ.

سلفيو بالديني (52 عاما)، مدير فني: «إنها العقلية المتأصلة بداخلنا. لقد تعادل رانيري مع أحد أندية الدرجة الثانية وأضاع الشامبيونز ليغ عندما كان مديرا فنيا في تشيلسي. نفس الشيء بالنسبة لريال مدريد الذي تأهل للدور الثاني ولكنه استقبل جملة من الأهداف في مباراة هامة للغاية». ويضيف «إنها مشكلة كبيرة بلا شك، فالمبادئ الرئيسية لكرة القدم يتم اختراقها بوضوح. على سبيل المثال، تم إيقاف مورينهو مرتين لأسباب مختلفة، ولو حدث هذا في إيطاليا، لتعاملنا مع الأمر بشكل مختلف تماما. هناك تدهور كبير في القيم سواء في السياسة أو الرياضة».

جيان بييرو غاسبريني (52 عاما)، مدير فني: «إذا لم نمنح فرصا للشباب واللاعبين أصحاب المشاركات القليلة للمشاركة في المباريات غير الحاسمة، فسوف ندمر أنفسنا. وبعيدا عن مباراتي فيردير بريمن وأياكس، علينا أن نتحقق جيدا من إمكاناتنا خاصة في الأعوام التي تشمل العديد من المباريات الهامة. أما الشق الثاني، فأعتقد أن صورة الفرق الإيطالية في المباريات السابق ذكرها لم تكن سيئة لهذه الدرجة، خاصة بالنسبة للفرق التي ضمنت التأهل. وقد نعتبرها ميزة إضافية أيضا لأنهم سيتمكنون من الاستعداد جيدا للمباريات التالية.