ألم سعودي قطري

مساعد العصيمي

TT

أدرك كما غيري أن وقع التعادل الذي هو أشبه بالخسارة لمنتخبي السعودية وقطر عبر لقاءيهما أمام إيران وأوزبكستان كان مؤلماً، خاصة ان علامات التفوق والخروج بربحية نقاطية لهما كانتا حاضرتين أثناء المباراة. لكن هو حظ أو تراخ أو ما شابههما قد حدث.

فبعد أن لفظت مواجهة السعودية وإيران نفسها الأخير ظهرت حسابات الربح والخسارة وما تبع ذلك من اسقاطات كيفية وكمية في مجملها حملت تساؤلات مبطنة كئيبة أقلقت بدورها الشارع الكروي السعودي، وكأن منتخبه قد أصيب في مقتل.

والحق أن الهدف الايراني الثاني«التعادلي» كان هو الموضوع الرئيسي للتعليقات الإعلامية، وربما أن مثل ذلك يبدو غريباً في وقوعه لا سيما أن ركيزة التعادل خطأ قل أن يحدث في ملاعب الكرة.

وهذا بدوره أفضى إلى التساؤل كيف شارك اللاعب محور الخطأ وبأي صفة؟ وهل كان يستحق المشاركة؟ وكأن الأمر في ذلك قد لحق بالمدرب الجوهر لتسهيل تمرير بعض أو كثير من الخطأ، انطلاقاً من كيفية استخدامه لأوراق بدلائه، وأيضاً أفضى إلى قراءات جميعها تسبق بـ ........ لو.

هذا الفعل صور لنا الأمر وكأن هناك من يريد أن يداري ألم تخلي السعودية عن ريادة المجموعة، واقتراب المنافس الإيراني اكثر من الظفر ببطاقتها المؤهلة لكأس العالم.

ومن جهتنا ندرك انه ليس هناك قزمية في الأداء السعودي ولا خطط تكتيكية باهتة بل كانت موقعة مثيرة تفوقوا في معظم فتراتها ودامت لهم السيطرة ، لكن هي كرة القدم قد لا تنصف من يخدمها اكثر.

وعليه أؤكد هنا انه كان من العار أن نبخس أعضاء الفريق السعودي ومدربهم حقهم، بحيث لا ننسى إجادة الأخير استخدام لاعبيه البدلاء وهو الذي قد استطاع تغيير مسار النتيجة للإيجاب حينما زجّ بالبديل اليامي. ورغماً عنه ظل ذلك الخطأ محور التساؤلات واكثر إثارة للجدل، واحسب أن اعتذار المتسبب فيه عن إكمال المشوار هو نتاج لضعف وعينا وامتزاج تقييم أمورنا بالعاطفة، وكأنه «أي اللاعب» أراد فعل ذلك عامداً متعمداً.

ويبقى أن يتجاوز لاعبو السعودية ألم التعادل على أرضهم ويعوا جيداً أن الكرة ما تزال في الملعب والفرصة بدورها قائمة، لأن في الجعبة منافستين لا غنى عن نقاطهما، لعل وعسى أن يكون هناك تعثر للمنافس الإيراني.

وفيما يخص قطر فان تجاوز القرارات المتسرعة المعبرة عن الانفعال هو السبيل كي يجد فريقهم متسعاً لنيل وصافة المجموعة بعدما صعب اللحاق بالصدارة ونيل البطاقة الأولى، واحسب أن ترتيب الأوراق والبعد عن إقصاء المدربين سبيل كي يعم الاستقرار الفريق القطري وليهنأ بتحقيق وصافة تمنحه فرصة ليقاتل من اجل مقعد في المونديال.