نابولي يحقق فوزه الخامس خارج أرضه بجزائية مهاجمه هامسيك في شباك جنوا

باليرمو وأودينيزي قلبا خسارتيهما إلى فوز أمام بارما وفيورنتينا في الدوري الإيطالي

TT

نجح فريق نابولي في اقتناص ثلاث نقاط غالية خارج أرضه أمام مضيفه فريق جنوا في المباراة التي جمعتهما أول من أمس السبت ضمن الجولة الـ16 من مباريات دوري الدرجة الأولى الإيطالي، والتي انتهت لصالح الضيوف بهدف دون رد سجله هامسيك، مهاجم فريق نابولي، في الدقيقة 25 من الشوط الأول من ضربة جزاء. وشهدت المواجهة أيضا حالة طرد وحيدة كانت من نصيب باتسينزا، لاعب فريق نابولي، في الدقيقة 40 من الشوط الثاني. وبهذه النتيجة ارتفع رصيد فريق نابولي إلى 30 نقطة، بينما تجمد رصيد جنوا عند 21 نقطة. وعليه فقد قفز نابولي إلى المركز الثاني في ترتيب جدول الدوري الإيطالي (ولو لمجرد ليلة واحدة في انتظار نتائج باقي المباريات الأخرى)، بفضل الفوز الخامس له خارج أرضه: الآن سيطلق مشجعو نابولي على لاعبي فريقهم قراصنة ماتزاري؛ في الواقع أنه لم يمكن بإمكان فريق متماسك وذكي الخروج من دون خسائر من ميناء جنوا بعد الصدمات العنيفة التي قامت بها جماهير أصحاب الأرض؛ فقد اتسمت المباراة بالتوتر والإثارة؛ فمع انطلاق صافرة نهاية اللقاء اندلعت صيحات الاعتراض من جانب جماهير فريق جنوا على القرارات التحكيمية خلال هذه المباراة، وشكا مشجعو أصحاب الأرض من عدم احتساب ضربتي جزاء لصالح فريقهم، غير أنه، في الحقيقة، من المدرجات لم تكن هاتان اللعبتان واضحتين (لكن الأمر لا يعني عدم وجود أخطاء تحكيمية في هذه المباراة). كما أن انريكو برتسيوزي، رئيس نادي جنوا، والذي كان يشاهد المباراة من مدرجات المقصورة الرئيسية، توجه بالحديث إلى براسكي، مسؤول اختيار حكام مباريات دوري الدرجة الأولى الإيطالي، حيث كان الأخير يجلس على بعد أمتار قليلة من رئيس نادي جنوا الذي طلب منه توضيحا لهذه القرارات التحكيمية.

اتهامات: إن براغي، حكم المباراة في الحقيقة، لم يكن رائعا للغاية، وذلك بسبب بعض القرارات المشكوك فيها التي قام باحتسابها خلال اللقاء، ومن بينها حالة الطرد التي تعرض لها باتسينزا، لاعب فريق نابولي، قبل نهاية المباراة بنحو 5 دقائق، في لعبة كان باتسينزا يتدخل فيها على الكرة بشكل واضح وليس على اللاعب المنافس. لكن مثل هذه القرارات تزيد من حماس فريق نابولي الذي تمكن من دون مهاجمه الأرجنتيني لافيتسي من الفوز خارج أرضه.

الخطف: لقد فقد فريق جنوا ثلاث نقاط في هذه المباراة، بفضل شوط أول رائع قدمه فريق ماتزاري، مدرب نابولي، الذي ظهر أكثر تماسكا وتجانسا في تحركاته على الأرض، بينما كان فريق جنوا قليل الهجمات على مرمى نابولي، وبدا مرتبكا في إنهاء غاراته القليلة على الفريق المنافس.

النهاية: لقد كانت المباراة صعبة للغاية، وحاول فريق جنوا العودة، بيد أن نابولي اخترق وسط ملعب أصحاب الأرض من دون أن ينجح لاعبو جنوا في إيقاف ذلك. تمكن كافاني من الاختراق من جميع الجهات من دون رقابة، ولم يتلق لاعبو وسط جنوا الدعم من رفقائهم. واستمر أصحاب الأرض في محاولاتهم لإدراك هدف التعادل، غير أن الهجمات في الحقيقة لم ترق إلى مستوى الخطورة المطلوبة، لدرجة أن دي سانكتيس، حارس مرمى نابولي، لم يقم بتدخلات مستحقة خلال المباراة. خرج نابولي من هذه المباراة بحصد ثلاث نقاط، غير أنه ترك وراءه في الملعب خط دفاعه بالكامل: فسيتم إيقاف كل من كانافارو وكامبانارو وأرونيكا، بداعي الإنذار المتكرر. لكن جماهير نابولي لن تفكر حاليا بصدد هذا الأمر. وفي سياق متصل، صرح هامسيك صاحب هدف اللقاء الوحيد أول من أمس عقب انتهاء المباراة قائلا «الدرع؟ من الصعب الحديث عن هذا الأمر في الوقت الحالي. لكننا هناك، وسنرى ماذا سيحدث. المباراة تعد فوزا مهما آخر، فسوف نعود من جنوا بـ6 نقاط إضافية عن رصيدنا في الموسم المنصرم حتى الجولة 16. إن الأحداث متعارضة في هذه المباراة. طرد باتسينزا؟ لقد تحدثنا بهذا الصدد أثناء اللقاء، بيد أن الأمر الآن قد انتهى». أغضبني بعض الشيء: عقب إعلان الحكم صافرة نهاية اللقاء وفوز نابولي بالمباراة، حاول أحد مشجعي فريق جنوا في المقصورة الرئيسية بصحبة مشجع آخر التعبير عن غضبهما بسبب هذه النتيجة. لكن رئيس نادي جنوا بذاته قام بتهدئة الأوضاع. لكن برتسيوزي هو الآخر اقترب من براسكي وتحدث إليه بصدد بعض القرارات التحكيمية التي لاقت اعتراضا من جانب جنوا في الشوط الثاني من اللقاء. لقد استغرق هذا الموقف نحو دقيقة ونصف الدقيقة فحسب، غير أن أصوات مشجعي جنوا تعالت على أثر هذا المشهد، ولم يكن بوسع براسكي إلا أن يرحل عن المقصورة الرئيسية ومعه زاربانو، المسؤول التنفيذي في نادي جنوا. وقبل أن يرحل انريكو عن المدرجات صرح بهذا الشأن قائلا «من الأفضل ألا نتحدث عن هذا الأمر»، وكأنه بذلك يتقدم بالاعتذار إلى براسكي قبل المغادرة. إن نتيجة المباراة ليست هي الطريقة الأفضل التي يستعد بها فريق جنوا لمباراة الديربي القادمة، لكن هذا هو طابع الحياة. وقد صرح بالارديني، مدرب فريق جنوا عقب انتهاء المباراة قائلا «لم نكن نستحق الخسارة، لأننا لعبنا مباراة جيدة. لكن إذا كان فريق نابولي تمكن من إحراز الفوز في مباريات شبيهة فعلينا أن نتقدم له بالتهاني». ثم عقب على مطالبة لوكا توني مهاجم فريقه باحتساب ضربة جزء ضد نابولي في نهاية الشوط الأول قائلا «إنها صعبة، لكنها ليست ضربة جزاء». غير أن لديه بعض الشكوك بصدد الخطأ الذي ارتكبه ماجو، مدافع فريق نابولي، بيده داخل منطقة جزائه وقيل إنه غير مقصود، وقال «عذرا. لكن متى يرتكب لاعب خطأ بيده داخل منطقة جزائه عن قصد؟».

وفي الجولة ذاتها، تمكن فريق باليرمو من الفوز على أرضه بنتيجة 3/1 على فريق بارما. انتهى الشوط الأول بتقدم الضيوف بهدف من دون رد سجله لوكاريللي، بينما تمكن باليرمو في الشوط الثاني من تصحيح الأوضاع وإحراز ثلاثة أهداف: جاء هدف التعادل لأصحاب الأرض عن طريق بينيلا، لاعب وسط باليرمو، في الدقيقة 6 من الشوط الثاني. وبعد مرور 10 دقائق فحسب سجل ميكولي، مهاجم فريق باليرمو، هدف التقدم لفريقه بينما أهدى زاكاردو، مدافع فريق بارما، عن طريق الخطأ هدف الاطمئنان للفريق المنافس. وبهذه النتيجة ارتفع رصيد باليرمو إلى 26 نقطة، وتجمد رصيد بارما عند 18 نقطة. إنها المرة الأولى التي يفوز فيها باليرمو في الشوط الثاني من اللقاء. لقد محا هذا الفوز آثار هزيمة الفريق الأخيرة أمام نابولي (1/0) في الجولة الفائتة. إن مباراة أول من أمس بعيدة عن النتيجة الكبيرة التي بالطبع تسعد جماهير باليرمو، كانت ذات وجهين كما يقال، غير أن الوجه الخاص بفريق باليرمو كان هو الأكثر إنتاجا وحسما. لم يستطع فريق بارما الحفاظ على تقدمه في الشوط الأول من اللقاء، وتمكن أصحاب الأرض سريعا إلى حد ما من قلب النتيجة لصالحهم. في البداية استهل فريق باليرمو اللقاء بنفس الأداء الذي ظهر عليه خلال مباراة نابولي، حيث البطء والخطوط المكشوفة والكرات المتوقعة، وقد يتعين على فريق باليرمو التوجه بالشكر إلى الحظ الذي لم يجعله يخرج إلى الاستراحة بين الشوطين وهو متأخر بنتيجة كبيرة.

الهدفان الأول والثاني لباليرمو: إنه خطأ فريق بارما، كما يقال، الذي لم يتمكن من الاستفادة من الهجمة المرتدة الجميلة التي انطلق بها كريسبو وأنجيلو، وكانت هناك قبلها هجمة مرتدة أخرى لكريسبو الذي كان يسبق مونوز، مدافع فريق باليرمو. لقد بدأ روسي، مدرب فريق باليرمو اللقاء، معتمدا على ثلاثة لاعبين في خط الهجوم إيليتشتش، وباستوري، وميكولي، من دون تحديد مركز رأس الحربة. وقد كان هذا الغياب واضحا. ومع بداية الشوط الثاني ونزول بينيلا بدلا من باستوري تغير وجه فريق باليرمو.

تغييرات مفيدة: لقد لعب فريق بارما، الذي غاب عنه مدربه مارينو بسبب وفاة والدته عشية المباراة، وجلس بدلا منه ميتزيني على مقعد مدرب الفريق، أقل من ساعة، وبعدها لم يستطع أن يعود حتى إلى مقاعد البدلاء نظرا لوجود غيابات كثيرة في الفريق. ولعل هذا يفسر التغير الوحيد الذي أجراه الضيوف على صفوفهم خلال المباراة حيث لعب بوجينوف مكان موروني منذ الدقيقة 32 من الشوط الثاني.

وعلى الجانب الآخر، أتت تغييرات روسي بثمارها، فقد استطاع بينيلا تسجيل هدف التعادل لفريقه، وأهدى تمريرة حريرية لميكولي أحرز منها هدف التقدم لباليرمو. وكان صحيحا قرار الدفع بليفيراني بدلا من ريغوني في الدقيقة 27 من الشوط الثاني من أجل الحفاظ على توازن الفريق والقضاء على الآمال الأخيرة لفريق بارما. وأثنى زامباريني، رئيس نادي باليرمو، على أداء فريقه خلال المواجهة، وصرح عقب انتهاء المباراة قائلا «يستحق روسي مدرب الفريق 10 درجات بامتياز، فقد استطاع مدرب فريقنا أن يتوقع المباراة، وقام بتغيير باستوري المجهد للغاية في هذه الفترة ومنح دفعة جديدة للفريق. فليتقدم الفريق هكذا». وقد عقب روسي على أداء أبنائه خلال مباراة الأمس، لكنه في البداية توجه بالتعازي إلى مارينو، قائلا «عندما استعدنا الكرة الإيجابية التي نلعبها تغيرت المباراة. إن باستوري خلال الفترة الحالية يشعر بالضغط: فقد لعب كثيرا وشارك في المونديال. أعلم إلى أي مدى يتمسك اللاعب بنا، لكن كان عليّ أن أقوم بالاختيارات». أما ميتزيني، مدرب بارما خلال مباراة أول من أمس، فقد صرح قائلا «لقد كان الأداء جيدا. كان بإمكاننا تسجيل هدف ثان. ورغم التأخر استمر فريقنا في الهجوم. وقد حاول كاندريفا وأنجيلو حتى النهاية». وفي نفس الجولة، قلب فريق أودينيزي خسارته أمام فيورنتينا إلى فوز بنتيجة 2/1، إذ تقدم الفريق الزائر بواسطة الأرجنتيني ماريو سانتانا بقذيفة من خارج المنطقة استقرت في أسفل الزاوية اليسرى مستفيدا من تمريرة الصربي آدم لياييتش (31).

وأدرك صاحب الضيافة التعادل عن طريق الكولومبي بابلو ارميرو بصاروخ مباغت من 35 مترا بعد مساندة من التشيلي ماوريسيو إيسلا (63). ومنح أنطونيو دي ناتالي التقدم وبالتالي الفوز لفريق أودينيزي بتسجيله الهدف الثاني بمؤازرة الأرجنتيني جيرمان دينيس (80). وانفرد دي ناتالي مؤقتا بصدارة ترتيب الهدافين برصيد 10 أهداف، وبفارق واحد عن الكاميروني صامويل إيتو (إنتر ميلان) والأوروغواياني أدينسون كافاني (نابولي) وماركو دي فايو (بولونيا).