غوميز مدرب الرائد: اللاعبون السعوديون يفتقرون للمسؤولية والعقلية الاحترافية مع أنديتهم

أكد في حوار لـ «الشرق الأوسط» أنه يعشق ركوب موجة التحديات في المنافسات الكروية

TT

أكد المدرب الجديد للفريق الكروي الأول بنادي الرائد، البرتغالي غوميز، أن المفاوضات التي سبقت توقيعه للعقد التدريبي كانت سلسة للغاية، وأفصح عن إعجابه ببعد النظر لدى رئيس النادي فهد المطوع، لأنه يطمح في بناء مستقبل رائع للفريق، مشددا على أن مهمته ستكون صعبة، باعتباره حضر لتدريب الفريق في منتصف الموسم، وأكد أنه سعد حينما علم بأن هناك فترة لتوقف الدوري بسبب مشاركة المنتخب السعودي في كأس الخليج، مشيرا أن هذا التوقف أسهم في تجاوز بعض الصعوبات بالعمل المكثف والتركيز على التمارين.

وحول حديثه في المؤتمر الصحافي الذي عقده مع بداية إشرافه على تدريب الرائد بأن اللاعبين في السعودية يعيبهم تطبيق الفكر الاحترافي الصحيح للتعامل مع الإصابات، أوضح أن أحد الأطباء الرياضيين الذي سبق له العمل في السعودية أشار إلى أن بعض الإصابات التي تحدث لا تستحق سوى فترة راحة بسيطة، لكن اللاعبين هنا لا يتعاملون مع الإصابات بشكل جيد في مراحل التأهيل، لذلك يجب عليهم أن يطوروا أنفسهم وأن يشعروا بالمسؤولية تجاه أنديتهم.

وأضاف غوميز في حوار لـ«الشرق الأوسط» أنه يعرف الكرة السعودية جيدا من خلال عمله في الموسم الماضي مع فريق الوحدة، مما أسهم في تقليل الصعوبات، كما أبدى سعادته بالشهادة التي تلقاها في الموسم الماضي من مدرب الهلال السابق، البلجيكي إيرك غيرتس، مبينا أن هذه الإشادة إضافة لتاريخه التدريبي.

* حدثنا عن عودتك للكرة السعودية عبر بوابة الرائد, وكم مدة العقد؟

- كانت لديّ عدة عروض خلال الفترة الماضية لكنها لم تناسبني بشكل كبير، حتى وصلني عرض نادي الرائد الذي نال استحساني، وقبلت العرض الرائدي والعودة للكرة السعودية من جديد على الرغم من المهمة الشاقة التي تنتظرني مع الفريق، وعقدي مستمر حتى نهاية الموسم الحالي، وقابل للتجديد.

* كيف سارت المفاوضات مع رئيس النادي، فهد المطوع؟

- لم تستغرق المفاوضات وقتا طويلا مع رئيس النادي فهد المطوع الذي يملك مشروعا طموحا لمستقبل النادي، ويتمتع بنظرة كروية جيدة سهلت كثيرا من مهمتي.

* حضرت للفريق دون أي مساعدين؛ ما أسباب ذلك؟

- نعم، وهذا يحدث في مسيرتي للمرة الثانية فقط، وهو أن أشرف على فريق وحدي، دون الاستعانة بأي مساعد فني، خصوصا أنني حضرت في منتصف الموسم، ونظرا لرغبة النادي في سرعة تسلمي للفريق، فقد وافقت على الحضور، خصوصا بعد معرفتي بتواجد طاقم فني برازيلي يتكون من مدرب لياقة ومدرب حراس وطبيب معالج، وجميعهم يتحدثون لغتي البرتغالية، لذلك لن تكون لدي مشكلات في العمل مع الطاقم الفني الحالي.

* هل تنوي البقاء دون مساعد فني في المراحل المقبلة من المنافسات السعودية؟

- لا، فقد سبق أن أكدت لرئيس النادي ضرورة إحضار مساعد فني ليسهل لي العمل جيدا مع الفريق في المرحلة المقبلة، ولن أطالب بحضور 8 أو 9 أشخاص في الطاقم الفني كما يحدث في ناديي الاتحاد والهلال، لما في ذلك من تبذير وزيادة عن الحاجة الضرورية، وعادة ما كنت أعمل بجانب 4 أو 3 أشخاص في الطاقم الفني، لذلك سيكون حضور مساعد في الفترة المقبلة إلى جانب الطاقم البرازيلي المتواجد مهما جدا بالنسبة لي.

* ذكرت خلال حديثك أن أمامك مهمة شاقة مع الفريق, من أي ناحية تقصد؟

- نعم، لأني حضرت في منتصف الموسم فهذا سيشكل لي صعوبات كبيرة، بخلاف لو كنت بدأت مع الفريق منذ مرحلة الإعداد الأولى للموسم، فحينها ستكون الأمور مغايرة تماما، ولدي الوقت الكافي لإعداد الفريق والتعرف على إمكاناته بشكل كبير، وهو ما سأعمل على تجاوزه بالعمل المكثف في الأيام المقبلة للوصول لمرحلة أفضل من فهم أهداف النادي وتركيبته ومعرفة جميع عناصره بشكل جيد.

* لماذا قبلت بالمهمة الصعبة في منتصف الموسم , ألا تخشى من المعوقات في الفترة المقبلة؟

- قبلت بالمهمة لرغبتي بالعمل مع الفريق، اعتدت خوض التحديات، إضافة لشعوري بالقدرة على تحقيق نتائج جيدة مع الفريق الرائدي، وأنا كمدرب لدي دوافع كبيرة، ولا أخشى أي معوقات، بل سأحتاج للوقت للتعرف على الفريق بشكل أفضل.

* شاهدت الفريق يستعيد نغمة الانتصارات بالفوز على الأهلي فور وصولك للسعودية، ما هو رأيك في أداء الفريق؟

- أبارك للاعبين تحقيقهم للانتصار الكبير والمميز على فريق الأهلي في عقر داره، وأعجبني أداء الفريق كثيرا، خصوصا الروح العالية للاعبين وإيمانهم بحظوظهم طوال الـ90 دقيقة، ولم يصل اليأس لقلوبهم بعد تقدم الخصم، ونتمنى أن يواصل الفريق الأداء بهذه العزيمة القوية.

* ألست محظوظا بتوقف الدوري فور وصولك للإشراف على الفريق؟

- نعم، من حسن الحظ أن الفريق لم تكن لديه أي التزامات رسمية في بطولة الدوري فور وصولي للإشراف على الفريق، نظرا لتوقف بطولة الدوري لثلاثة أسابيع، وهي فرصة لي للتعرف على الفريق بشكل جيد، وخوض لقاءات تجريبية استعداديه لاستئناف بطولة الدوري.

* ماذا عملت خلال فترة التوقف لتهيئة الفريق؟

- كان من المقرر أن نقيم معسكرا خارجيا خلال فترة توقف الدوري الماضية، لكن نظرا لتواجد فترة توقف طويلة وقريبة في نفس الوقت خلال الشهر المقبل، فقد أجلنا إقامة المعسكر الخارجي لحينها، وأقمنا معسكرا داخليا خضنا خلاله 3 لقاءات تجريبية قوية لإبقاء الفريق في أجواء المباريات.

* أعلنت إدارة النادي مؤخرا رحيل مدرب اللياقة البرازيلي، فابيو، وتعاقدت مع أميرال كمدرب مساعد لك، هل صحيح أنك خلف رحيل البرازيلي؟

- هذا الأمر ليس صحيح إطلاقا، فالمدرب فابيو كانت لديه ظروف عائلية طارئة شرحها لإدارة النادي التي وافقت على رحيله تقديرا لظروفه.

* تطرقت في المؤتمر الصحافي إلى أن اللاعب السعودي يعيبه تطبيق الفكر الاحترافي الصحيح، ما تعليقك؟

- قصدت في هذا الحديث من ناحية التعامل مع الإصابات التي لا يوجد فيها احترافية من قبل معظم اللاعبين في السعودية، وهذا ما أكده لي أحد الأطباء الذين سبق لهم العمل في السعودية، وهو الذي أشار إلى أن هناك بعض الإصابات التي تحدث للاعبين لا تستحق سوى فترة راحة لفترة أسبوع، بينما نجد فترة العودة للملاعب تطول لدى بعض اللاعبين السعوديين، وهذا ناتج عن عدم تعاطي اللاعبين مع الفكر الاحترافي في عملية التأهيل بعد الإصابة وشعورهم بالمسؤولية التامة تجاه أنديتهم ومسؤوليها.

* يتذمر الرائديون كثيرا من أرضية ملعب النادي، ما رأيك بها؟ وماذا عن عيادة النادي الطبية؟

- حتى أكون صريحا فأرضية ملعب الرائد صلبة وتحتاج إلى صيانة كبيرة، وربما تحدث إصابات مفاجئة، ومن الصعوبة التحكم في هذه الأرضية، التي أتمنى أن تجد إدارة النادي لها حلولا في المستقبل القريب، لأننا نتدرب بشكل يومي ولمدة ساعتين، ولو كنت لاعبا لما رغبت في التدرب على مثل هذه الأرضية، أما عيادة النادي فهي جيدة، وتتوفر فيها الكثير من الأجهزة التي ستساعدنا على أداء عملنا بشكل جيد، وهي تفوق عيادة نادي الوحدة الذي أشرفت عليه في الموسم الماضي.

* لقيت إشادات كبيرة من قبل مدرب الهلال السابق البلجيكي إيريك غريتس, كيف تجدها؟

- تظل شهادة هذا المدرب إضافة في تاريخي، لا سيما أنها أتت من مدرب عالمي كبير أحدث نقلة فنية نوعية في فريق الهلال، التي كانت تختلف عن كل المدربين الذين سبق لهم تدريب الهلال في مواسم سابقة، والكرة السعودية خسرت الكثير برحيل هذا المدرب الكبير.

* هل صحيح أنك عانيت في الموسم الماضي من تدخلات إدارية في الوحدة؟

- هذا القول غير صحيح، إنما واجهتني مشكلات عدة، ولن أتحدث عنها للاحترام والتقدير الذي أجده من كل منسوبي الوحدة، بيد أن أهم سلبية واجهتني هي المشكلات المالية وعدم صرف الرواتب للاعبين باستمرار.

* ظهر الفريق الوحداوي تحت قيادتك بشكل جيد وحقق مركزا متقدما، إلا أنك لم تواصل مع الفريق ما السبب؟

- نعم، تفانى اللاعبون في الموسم الماضي، وتعاملوا معي باحترافية كبيرة، ولم تؤثر فيهم المشكلات المادية وهو ما أسهم بظهورنا بشكل جيد، ولم أجدد عقدي بعد نهايته باتفاق الطرفين.

* أنهى الفريق الرائدي الدور الأول بـ19 نقطة، هل ترى أن وضع الفريق مطمئن وبعيد عن الخطر؟

- الرائد فريق قوي هذا الموسم، ولن يكون أحد الهابطين، ووضع الفريق يعتبر جيدا إلى حد ما، وحاليا هناك 9 فرق تتنافس على الهروب من مرحلة الخطر والابتعاد عن مؤخرة الترتيب لتقارب النقاط فيما بينها، وهو ما سنعمل على تحقيقه عاجلا في تأمين وضعنا، ثم الالتفات عاجلا لأهدافنا الأخرى.

* لم يخسر الفريق الرائدي خارج أرضه، فهل ستكون قادرا على التعامل مع الضغوطات الجماهيرية التي تؤثر على لاعبي الفريق وأسهمت بخسارته كثيرا على ملعبه هذا الموسم؟

- تعتبر نقطة إيجابية للفريق بالمحافظة على سجله خاليا من الخسارة خارج ملعبه، ولا أعتقد أن الضغوطات الجماهيرية تشكل عبئا على اللاعبين بقدر ما هي حافز وداعم لهم، وقد واجهت الفريق الرائدي في الموسم الماضي على ملعبه حينما كنت مدربا للوحدة، وتعادلنا معه في آخر دقيقة على الرغم من استحقاقهم للفوز، ولكن خوف اللاعبين وعدم بذلهم للجهد طوال التسعين دقيقة هو ما يؤثر على الفريق ويلحق به الخسارة سواء في ملعبه أو خارجه.

* في رأيك ما هي أهداف الرائد هذا الموسم؟

- الأهداف كثيرة، وأبرزها أن يبتعد الفريق حاليا عن منطقة الخطر، ويؤمن مركزه، ثم بعدها بإمكاننا تحقيق أبرز أهدافنا بالدخول ضمن الأندية الثمانية الأولى في الدوري في نهاية الموسم، والمشاركة في كأس خادم الحرمين للأبطال وهو هدف الفريق الرئيسي هذا الموسم.

* يعاني الرائد منذ الموسم الماضي من ضعف واضح في خط الهجوم؛ كيف ستتعامل مع هذه المعضلة؟

- لديّ علم بهذه المشكلة الهجومية للفريق، وهذا واضح من إحصاءات أهداف الفريق، وبالإمكان إيجاد الحلول لها خصوصا أن هناك عددا من المهاجمين المميزين الذين يمتلكون الإمكانات الفنية، ومنهم هدافا الفريق موسى الشمري، والمحترف المغربي جواد أقدار، وهو الذي تألق وقاد الفريق في لقاءات كثيرة.

* لكنهم لم يستطيعوا التسجيل في كثير من المباريات، وسط مطالبات بجلب مهاجمين آخرين؟

- الكرة الحديثة والمتطورة لا تعتمد في تسجيل الأهداف على المهاجم وحده، إنما تتعدى الأدوار إلى كل اللاعبين في الملعب، الذين باستطاعتهم التسجيل في أي مباراة متى ما تحرك اللاعبون بلا كرة وأسهموا بمساعدة زملائهم في المقدمة، وهذه في نظري ليست مشكلة، لأنك ربما تصل لمرمى المنافس في مباراة واحدة 25 مرة ولا تسجل، وربما لا تصل لمرمى المنافس إلا بفرصة وحيدة وتستغلها وتحقق الفوز.

* وماذا عن النواقص التي يحتاجها الفريق في فترة الانتقالات الشتوية؟

- من الصعوبة تحديد هذه النواقص في هذه الفترة لعدة أسباب، لعل من أهمها أنني ما زلت جديدا على الفريق وأحتاج لمزيد من الوقت، بالإضافة إلى أنني أرى أن الفريق يملك لاعبين جيدين بمقدورهم أن يتطوروا كثيرا في المستقبل، ولدينا فترة جيدة بخوض 3 لقاءات قبل فترة الانتقالات الشتوية للوصول إلى صيغة كبيرة لمعرفة ما هي احتياجات الفريق.