مانشستر سيتي يرفض طلب مهاجمه الأرجنتيني الرحيل رغم تعمق أزمته مع المدرب

منصور بن زايد يواجه اختيارا صعبا بين التضحية بتيفيز أو مانشيني

TT

عندما قام نادي مانشستر سيتي بطبع ملصق كبير رائع يحمل صورة كارلوس تيفيز للترحيب بقدوم المهاجم الأرجنتيني الشهير إلى النادي بعد انتقاله من الجار اللدود مانشستر يونايتد في شهر يوليو (تموز) عام 2009، أكد النادي أن تيفيز يعد واحدا من أكثر اللاعبين إثارة للجدل في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، وأنه شخصية تستحوذ على اهتمام الصحف. واستدعى هذا الملصق الإعلاني السير أليكس فيرغسون مدرب يونايتد إلى وصف فريق مانشستر سيتي بأنه «ناد صغير يفكر بعقلية صغيرة»، لأنه امتلك الجرأة للدخول في مواجهة مع مانشستر يونايتد من أجل الحصول على خدمات لاعب، كان قد ساعد قبل 12 شهرا، في تحقيق الثنائية الرائعة، وهي لقب الدوري الإنجليزي الممتاز ولقب دوري أبطال أوروبا، إلى ملعب أولد ترافورد.

ولكن نادي مانشستر سيتي اتخذ أول خطوة معقولة لكي يصبح ناديا كبيرا يمتلك عقلية الفوز بالبطولات عندما أغرى تيفيز بالانتقال من نادي مانشستر يونايتد إليه. وحققت صفقة التعاقد مع روبينهو أثرا لحظيا ومحدودا عندما وصل إلى مانشستر سيتي في اليوم الأول من الثورة التي أحدثها الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، ولكن مع تراجع واختفاء تأثير النجم البرازيلي سريعا، كان تيفيز هو الصفقة الحقيقية وأكد توقيعه مع النادي قدرة مانشستر سيتي في المنافسة على البطولات مع أفضل الفرق الإنجليزية. لكن مسؤولي نادي مانشستر سيتي يواجهون الآن معركة للاحتفاظ بخدمات المهاجم البالغ من العمر 26 عاما بسبب رغبته في العودة إلى بيونس آيرس للبقاء بجوار زوجته فانيسا وابنتيه فلورنسيا وكاتيا، وعلاقته الجافة مع مدربه روبرتو مانشيني - بفعل الخلافات القوية التي اندلعت علانية يوم السبت الماضي عندما رد تيفيز بشكل غاضب على قرار استبداله في الدقيقة التسعين من مباراة فريقه أمام بولتون، التي انتهت بفوز مانشستر سيتي على بولتون بهدف دون مقابل، وقبل ذلك عندما أخرجه أواخر المباراة ضد ستوك سيتي على الرغم من تسجيله هدف المباراة الوحيد فيها.

أعلن نادي مانشستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم أمس رفض الطلب الذي تقدم به مهاجمه الأرجنتيني الدولي كارلوس تيفيز حيث أعلن من خلاله رغبته في الرحيل عن الفريق.

وكان تيفيز (26 عاما) أخبر سيتي برغبته في الرحيل، ولكن النادي الإنجليزي رد بأنه ما زال هناك 3 أعوام ونصف العام في عقد اللاعب، وأنه يتوقع من اللاعب أن يفي بتعاقده. وأشار بيان النادي قائلا: «بشيء من خيبة الأمل نؤكد للمشجعين أن كارلوس تيفيز تقدم بطلب مكتوب للرحيل عن النادي، ولكن الطلب تم رفضه». وذكرت عدة صحف بريطانية أمس أن مانشستر سيتي كان مستعدا لدفع 250 ألف جنيه إسترليني لتيفيز أسبوعيا بما يزيد على القيمة التي يحصل عليها واين روني في مانشستر يونايتد. وأشار بيان النادي الإنجليزي قائلا: «المدرب روبرتو مانشيني والجميع داخل النادي أظهروا وسيظهرون تعاطفهم مع الظروف الشخصية لكارلوس، بما في ذلك مسألة إقامة عائلته في مكان بعيد».

وتابع البيان: «طلب الرحيل به تناقض صارخ مع وضع كارلوس على المستوى العام وعلى مستوى النادي، خلال الأشهر الماضية تلقى النادي الكثير من الطلبات من ممثلي كارلوس لتعديل وتحسين عقده، بالإضافة إلى طلب تمديد عقد اللاعب عاما آخر». وأكد البيان: «فيما يتعلق بسياسة النادي فإن التفاوض حول عقود اللاعبين في منتصف الموسم أمر غير مضمون، كارلوس لديه عقد يمتد لخمسة أعوام بقي منه ثلاثة أعوام ونصف العام، وإنه اللاعب الأعلى أجرا في مانشستر سيتي». وظهر تيفيز، الذي انضم إلى مانشستر سيتي قادما من جاره مانشستر يونايتد في بداية الموسم الماضي، بمستوى جيد هذا العام وأحرز عشرة أهداف، ولكن كان من المعروف أيضا على نطاق واسع أنه ليس سعيدا. وتحدث اللاعب كثيرا عن حنينه للوطن ورغبته في العودة إلى بيونس آيرس، وهدد كذلك بالابتعاد عن كرة القدم نهائيا أو السماح له بالانتقال إلى بوكا جونيورز. وتلقى تيفيز عروضا سخية من العملاق الإسباني ريال مدريد وأندية أوروبية أخرى لكن سيتي مستعد لتعويضه ماليا.

ويقلل المدرب مانشيني من قيمة المشاحنات مع مهاجمه ووصفها بأنها مجرد لحظة إحباط من جانب تيفيز بسبب استبداله، ولكن وسائل الإعلام الإنجليزية انتقدت أسلوب إدارة المدرب الإيطالي أكثر من مرة خلال الشهور الأخيرة، وتكشفت حقيقة تدهور علاقة تيفيز مع مانشيتي أمام الكاميرات وجماهير نادي مانشستر سيتي التي لم تصدق ما رأته. ولم يشاهد تيفيز مطلقا برفقة مانشيني، مدرب فريق إنتر ميلان الأسبق، على الرغم من أنه قدم أفضل أداء لفريق مانشستر سيتي تحت قيادة المدرب الإيطالي. وقد ساهمت المشاجرة التي حدثت بين الاثنين خلال مباراة نيوكاسل التي انتهت بفوز سيتي بهدفين مقابل هدف واحد في تعميق أزمة اللاعب الذي تعمد البقاء مع أسرته بالأرجنتين أكثر من الإجازة التي منحت له من المدرب لرؤيته مولودته الجديدة.

ولم يتضح بعد ما إذا كان قرار تيفيز بطلب الرحيل عن مانشستر سيتي قد تم بدافع الرغبة الحقيقية في الرحيل عن النادي أو كونه مجرد خطة تفاوض جريئة من أجل رفع راتبه لكي يقترب من مبلغ 200 ألف جنيه إسترليني، وهو راتب لاعب الوسط المدافع يايا توريه.

ولا شك أن تيفيز حقق فوائد لفريق مانشستر سيتي، ولكن النادي حقق فوائد بالمثل له حيث إنه وفر للمهاجم الأرجنتيني الوضعية والمكانة التي حرم منها في فريق مانشستر يونايتد، عندما قرر تيفيز ترك النادي بسبب عدم رغبة فيرغسون في منحه فرصة اللعب من البداية بشكل منتظم. ومن المعروف أن تيفيز هو الهداف الأبرز لفريقه مانشستر سيتي خلال الموسم الحالي برصيد 10 أهداف، وقبل الانتصار الذي حققه الفريق على وستهام بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف واحد يوم السبت التي لم يشارك فيها تيفيز بسبب تعرضه للإيقاف، خسر فريق مانشيني ثلاث مباريات من أصل أربع لم يشارك فيها تيفيز، قائد الفريق خلال الموسم الحالي. وقد أصبح تيفيز الفتى المدلل لفريق مانشستر سيتي بعدة طرق، حيث إنه يعتبر واجهة المشروع الطموح لرئيس النادي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، ويبقى اللاعب الذي يمكن أن ينقل فريق مانشستر سيتي إلى مكانة برشلونة أو ريال مدريد هو ورقة الفريق الرابحة. ولكن نجاح مانشيني في الارتقاء بفريق مانشستر سيتي إلى المركز الثاني على قائمة ترتيب فرق الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم يضمن أن موقعه كمدير فني أصبح قويا بالدرجة التي يتمناها مع اقترابه من الذكرى السنوية الأولى لتوليه مهمة تدريب الفريق خلال الأسبوع المقبل.

ويبدو أن تيفيز، الذي تعرضت تجربته الرائعة مع فريق وستهام للتشويش بفعل الطبيعة المعقدة لعقده مع النادي، عندما لعب للفريق لمدة عام على سبيل الإعارة، هو الخاسر في معركة الإدارة بين الرجلين. وإذا لم يضع الشيخ منصور حدا للخلاف الدائر بينهما، فسوف يكون الرجل الذي لا يمكن أن يخسره بالفعل هو تيفيز.