يوفنتوس يتغلب على لاتسيو بصعوبة ويشاركه وصافة الدوري الإيطالي

الصربي كرازيتش يهدي فريقه هدف الفوز قبل 5 ثوان من نهاية اللقاء

TT

نجح فريق يوفينتوس في خطف ثلاث نقاط ثمينة على حساب ضيفه فريق لاتسيو في المباراة التي جمعتهما أول من أمس على ملعب الاستاد الأوليمبي في تورينو ضمن الجولة 16 من مباريات دوري الدرجة الأولى الإيطالي، والتي انتهت لصالح أصحاب الأرض 2/1. تقدم في البداية كيلليني، مدافع اليوفي، لصالح فريقه في الدقيقة 3 من الشوط الأول ثم تمكن زارتي، مهاجم لاتسيو، من إدراك هدف التعادل في الدقيقة 14 من الشوط ذاته ثم أهدى الصربي كرازيتش، لاعب وسط اليوفي، هدف الفوز لفريقه في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع. وبهذه النتيجة ارتفع رصيد اليوفي إلى 30 نقطة ليحتل المركز الثاني بينما تجمد رصيد فريق لاتسيو عند نفس النقطة ويشارك اليوفي في المركز ذاته. لقد حقق اليوفي الفوز في الرمق الأخير، تماما مثلما حدث مع فريق نابولي في مباراته أمام باليرمو. ويدرك الميلان، متصدر الدوري، أنه يأتي خلفه في الجدول فرق مستعدة للصراع ما دام هناك أمل. لقد ارتجف الاستاد الأوليمبي إثر إحراز اللاعب الصربي ميلوس كرازيتش لهدف الفوز لفريقه واجتاحت الفرحة الملعب وتوجه جميع لاعبي فريق اليوفي لمعانقة اللاعب المالي ميمو سيسوكو لأنه هو من مرر كرة الهدف في البداية إلى كرازيتش. نزل ميمو أرض الملعب في الدقيقة 43 من الشوط الثاني بدلا من أكويلاني، غير أنه تمكن سريعا من الدخول إلى أجواء المباراة. إن قوة فريق اليوفي تكمن في قوته وصلابته. لقد تمكن اليوفي من حصد 3 نقاط غالية خلال المباراة، وقد صرح كيلليني بهذا الشأن قائلا: «أجل، ربما تكون هذه المباراة نقطة التحول بالنسبة لموسم بأكمله». وقد أعرب كرازيتش هو الآخر عن سعادته بالفوز في اللقاء قائلا: «إنني سعيد. إنها 3 نقاط مهمة للغاية بالنسبة للفريق. لقد كنا على ثقة دائما بحصد نقاط المباراة حتى اللحظة الأخيرة. لقد استحق فريق اليوفي هذه النتيجة. لقد كان الفريق رائعا وهذا ما يزيد من سعادتي بالهدف الذي سجلته. بالفعل، هكذا يمكننا التقدم بعيدا للأمام غير أنه لا يتعين علينا الاعتقاد بأن نضوجنا قد اكتمل. سنحقق هذا النمو مباراة تلو الأخرى».

يا له من حظ. لم يعد فريق اليوفي يخسر: حيث حقق 12 نتيجة إيجابية على التوالي في بطولة الدوري المحلي. وقد أشاد كيلليني بهذا الأمر قائلا: «لقد أصبحنا في المركز الثاني في ترتيب جدول الدوري، وإنه لأمر غاية في الجمال أن نبقى هناك بعيدا. ونحن لا نزال ننمو أيضا. حسنا ولكن هذه السعادة لا يتعين عليها أن تجعلنا ننسى العمل الذي أمامنا. فالمجهود الذي يتم بذله يؤتي ثماره. إن هذه المباراة كانت خطوة مهمة بالنسبة إلينا: لقد عانينا ولعبنا كفريق في كل لحظة من عمر اللقاء، واستطعنا أن نفوز في الوقت الصحيح. كان بإمكاننا تسجيل هدف الفوز قبل ذلك؟ أجل. ولكن لا تسير الأمور دائما كما يرغب المرء». ويواصل كيلليني: «الهدوء. حتى الآن فريق الميلان يعمل من أجل درع البطولة بمفرده. ولكننا تمكنا بالفعل اليوم من الفوز أمام فريق كبير وباستحقاق؛ إن لاتسيو فريق يلعب بشكل جيد ويتمتع بوجود مواهب بين صفوفه».

تجدر الإشارة إلى أن اليوفي سيواجه يوم بعد غد الخميس فريق مانشستر سيتي الإنجليزي ضمن مباريات بطولة الدوري الأوروبي ولكنه لقاء لا فائدة منه (فقد ودع اليوفي هذه البطولة في الأسبوع المنصرم) غير أن يوم الأحد القادم سيشهد مباراة كييفو – يوفينتوس في بطولة الدوري المحلي وقد اختتم كيلليني تصريحاته عقب المباراة قائلا: «سيكون الفوز بمباراة كييفو مهما حتى من الناحية النفسية للفريق حتى نتمكن بعد ذلك من بدء هجومنا في عام 2011».

إنذارات في الوسط. واستأنف فريق اليوفي أمس الاثنين التدريبات ولكن سيكون هناك عمل للطاقم الفني في نادي السيدة العجوز؛ نظرا لخروج ماركيزيو وأكويلاني من الملعب أول من أمس في غير حالتهما، ربما أنهما تعرضا لنوع من الإصابات العضلية. إن غياب أي منهما عن مباراة كييفو قد يشكل عددا ليس بالقليل من الويلات لفريق اليوفي، حيث إن البرازيلي فيليب ميلو (الذي تعرض للإنذار) يواجه خطر الإيقاف.

هناك دائما لحظات تغير التاريخ وتحول اليأس إلى ابتسامة والغضب إلى هدوء وصفاء. ولقد عاش اليوفي بأكمله إحدى هذه اللحظات في مباراة أول من أمس. ابتداء من أندريا انيللي، رئيس نادي اليوفي وصولا إلى مشجعي الفريق فضلا عن جيجي ديل نيري ولاعبيه.

السعادة. عندما سجل كرازيتش هدف الفوز لفريقه قفز ديل نيري على أرض الملعب بنفس الضراوة التي أحرز بها اللاعب الصربي الهدف. لقد كانت السعادة عارمة بالنسبة لليوفي وربما أنها ضاهت الفرحة التي شعر بها الفريق بعد فوزه على الميلان في استاد سان سيرو ربما لأن لعبة كرازيتش كانت هي الأخيرة وفي هذه اللحظة تغير كل شيء. لو أن المباراة انتهت 1/1 لكان الحديث سيدور حول فريق اليوفي صاحب الأداء الجيد والصلب إلى حد ما ولكن ينقصه الحسم. لقد ظلت العيوب بعد انتهاء اللقاء ولكن بقيت أيضا روح الفريق الذي لا يستسلم أبدا والذي بحث دائما عن الفوز. وهذا ما أسعد ديل نيري أكثر من اعتلاء الفريق المركز الثاني في جدول الترتيب (إلى جانب نابولي ولاتسيو). وقد صرح مدرب فريق اليوفي عقب المباراة قائلا: «لقد سجلنا هدف الفوز في الثانية الأخيرة من المباراة ولكن كان بمقدورنا فعل ذلك من قبل. كان فريق لاتسيو رائعا في الدفاع عن شباكه بيد أننا استحققنا النجاح لما أظهرناه من قوة وشخصية داخل الملعب». ويواصل ديل نيري: «كان فوزا مثيرا للغاية. إن الدفعة المهمة نحو المستقبل تأتي من الطريقة التي فزنا بها». ولكن جدول الترتيب يقول إن الميلان لا يزال يبعد 6 نقاط عن أقرب منافسيه، ويعقب مدرب اليوفي على هذا الصدد قائلا: «في اللحظة الحالية لا يهمني المسافة، سننظر إلى الترتيب في فصل الربيع. إن فريق الميلان يقوى في إطار مشيد من قبل أما بالنسبة إلينا فالأمر مختلف». انيللي. أثنى ديل نيري على الدور الذي لعبه مقعد البدلاء في فوز أول من أمس وقال: «جميع اللاعبين يعرفون أنهم يشكلون جزءا من فريق اليوفي: للأسف ينزل الفريق إلى الملعب بـ 11 لاعبا فحسب غير أن الكل يطبق بشكل جيد للغاية. والفرق التي تتمتع بهذه السمات تمتلك ميزة إضافية وتذهب إلى بعيد». ولكن إلى أين ستصل، هذا ما سنراه في المستقبل القريب. وبعد انتهاء المباراة توجه انيللي، الذي كان يتابع المباراة من المقصورة الرئيسية في الاستاد الأوليمبي وكأنه يلعب مع الفريق، إلى غرفة خلع الملابس لتهنئة اللاعبين على الروح التي اتسم بها الفريق خلال اللقاء وصرح أندريا قائلا: «إن الفوز بهذه الطريقة ممتع ولكن يروق لي المعاناة بصورة أقل مما حدث». وعلى الجانب الآخر، كانت نتيجة التعادل أمام فريق اليوفي على ملعبه حتى الدقيقة 49 من الشوط الثاني تجعل فريق لاتسيو يشعر بأنه سيغرد منفردا في المركز الثاني في ترتيب جدول الدوري ويحافظ في الوقت ذاته على ميزة عدم تعرض الفريق للخسارة والتي استمرت ما يزيد على شهر حتى مباراة أول من أمس. ولكن على العكس.

كم الأخطاء: وقد شن إيدي رييا، مدرب لاتسيو، هجوما على لاعبي فريقه بعد انتهاء المباراة وصرح قائلا: «على العكس، لقد ارتكبنا خطأين لا يمكن تصديقهما عندما لم يكن متبقيا على انتهاء المباراة سوى 5 ثوان. كان الخطأ الأول من جانب كافاندا، حيث كان يتعين عليه أن يجعل كرازيتش يلعب على الأطراف وليس داخل الملعب. ولكن اللاعب الصربي شاب ولعب كرة بارعة. والخطأ الثاني ارتكبه موسليرا، حارس مرمى فريقنا، فلو أنه ظل عند القائم الأول لما سكنت تسديدة كرازيتش في الشباك.