تيفيز: علاقتي مع النادي تدهورت ولا يمكن إصلاحها

مانشستر سيتي يفكر في الخيارات المتاحة مع إصرار اللاعب على الرحيل

TT

بدأ نادي مانشستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم يفكر في خطوته التالية بعدما أصر مهاجمه الأرجنتيني كارلوس تيفيز على قراره بترك النادي.

وقدم تيفيز، 26 عاما، الذي ظهر كأحد أفضل لاعبي سيتي في هذا الموسم طلبا بالانتقال لإدارة النادي، مؤكدا فيه أن علاقته مع «بعض المسؤولين» في مانشستر سيتي «تدهورت بدرجة لا يمكن إصلاحها».

وأوضح تيفيز أن خلافاته مع النادي ليست بسبب المال كما يردد البعض؛ بل إنه أعلن مرارا أنه يود الرحيل خلال فترة الصيف الماضي، وإن مدير أعماله (الشريك في عقد ملكية اللاعب) كيا جورابشيان، هو الذي ضغط عليه للبقاء.

وكان النادي قد عرض على تيفيز تعديل عقده ورفع راتبه ليتساوى مع أعلى راتب بالفريق للاعب يايا توريه (220 ألف إسترليني في الأسبوع) بدلا من 140 ألف في الأسبوع بالإضافة إلى مكافأة أخرى تقدر بنحو 5 ملايين جنيه إسترليني.

ورفض مانشستر سيتي، المعروف بإنفاقه الشديد في سوق انتقالات اللاعبين، طلب تيفيز بالرحيل، معللا ذلك بأن اللاعب عليه أن يستوفي عقده الممتد لثلاثة أعوام أخرى ونصف العام مع الفريق. لكن اللاعب أعرب عن غضبة من رد مسؤولي النادي، وأكد تيفيز أنه مصمم على العودة إلى الأرجنتين للبقاء بقرب أسرته حتى لو اضطره ذلك لاعتزال كرة القدم.

وأشار تيفيز إلى أنه لا توجد لديه مشكلة مع مدرب سيتي الإيطالي روبرتو مانشيني ولكنه مضطر للرحيل لأسباب عائلية وبعد أن أصبحت علاقتي ببعض مسؤولي النادي غير قابلة للتفاهم. وقال اللاعب الأرجنتيني في بيان له أمس: «إنه أمر أشعر برغبة في القيام به منذ فترة، وقد أمضيت ساعات طويلة في التفكير فيه، إنني أرفض تماما التلميحات حول وقوعي تحت تأثير من الآخرين، فقد أردت الرحيل الصيف الماضي، ولكن البعض أقنعوني بالبقاء. وللأسف فإن مشاعري لم تتغير منذ ذلك الوقت».

وأعرب تيفيز عن أسفه بسبب موقف سيتي قائلا: «يؤسفني أن تبدأ إدارة النادي الآن في تصوير الموقف بشكل مختلف». وقال: «لقد انهارت علاقتي مع بعض المسؤولين والأفراد داخل النادي ولم تعد قابلة للإصلاح الآن، لا أريد التحدث عن الأمر أكثر من ذلك في هذه المرحلة. إنهم يعرفون ما يحدث لأنني أخبرتهم بحقيقة الأمر».

وفي بيان مختلف، أعرب سيتي عن أسفه تجاه تصرفات تيفيز، معلنا أنه رفض طلب انتقال اللاعب الأرجنتيني فور تلقيه. وقال النادي الإنجليزي: «إنه تشتيت مؤسف وغير مرحب به في الوقت الراهن، وسيعمل النادي على مواصلة التركيز على مبارياته المقبلة هذا الموسم الواعد للغاية بالنسبة لنا». وظهر تيفيز، الذي انضم إلى مانشستر سيتي قادما من جاره مانشستر يونايتد في بداية الموسم الماضي، بمستوى جيد هذا العام وأحرز عشرة أهداف ولكن كان من المعروف أيضا على نطاق واسع أنه ليس سعيدا.

وتحدث اللاعب كثيرا عن حنينه للوطن ورغبته في العودة إلى بيونس آيرس، وهدد كذلك بالابتعاد عن كرة القدم نهائيا أو السماح له بالانتقال إلى بوكا جونيورز.

وتلقي تيفيز عروضا سخية من العملاق الإسباني ريال مدريد ومن أندية أوروبية أخرى منها ميلان الإيطالي الذي تردد أنه دخل على خط المفاوضات مستغلا خلاف اللاعب مع ناديه، لكن سيتي مستعد لتعويضه ماليا للإبقاء عليه.

وتردد أمس أن ميلان عرض بالفعل على كيا جورابشيان مدير أعمال تيفيز ضم اللاعب، رغم أن أدريانو غالياني المدير العام للنادي الإيطالي نفى ذلك، وقال: «تيفيز لاعب مهم لكنه مكلف للغاية ولا نستطيع دفع 25 مليون إسترليني لشرائه في ظل سياسة التقشف التي أعلناها وبعد أن انضم إلينا السويدي إبراهيموفيتش من برشلونة».

ووسط الصخب الدائر الآن في أوساط مانشستر سيتي عن أسباب التحول في شخصية تيفيز، تتجه الاتهامات نحو المدير الفني مانشيتي الذي تسبب في إثارة كثير من نجوم الفريق، مثل الهداف إيمانويل آديبايور المستبعد دائما والقريب من مغادرة الفريق، وآدم جونسون الذي أصبح جليس مقاعد الاحتياط، ومن قبل هؤلاء كريغ بيلامي الذي رحل في بداية الموسم بعد خلاف أيضا مع مانشيني.

ولا يخفى على أحد الخلافات القوية التي اندلعت علانية بين تيفيز ومانشيني حيث رد الأول بشكل غاضب على قرار استبداله في الدقيقة التسعين من مباراة فريقه أمام بولتون، التي انتهت بفوز مانشستر سيتي بهدف من دون مقابل، وقبل ذلك عندما أخرجه أواخر المباراة ضد ستوك سيتي على الرغم من تسجيله هدف المباراة الوحيد.

لكن المدرب مانشيني قلل من قيمة المشاحنات مع مهاجمه ووصفها بأنها مجرد لحظات انفعال تحدث كل يوم في الملاعب، ولكن وسائل الإعلام الإنجليزية انتقدت أسلوب إدارة المدرب الإيطالي أكثر من مرة خلال الشهور الأخيرة، وتكشفت حقيقة تدهور علاقة تيفيز مع مانشيتي أمام الكاميرات وجماهير نادي مانشستر سيتي التي لم تصدق ما رأته عندما خرج اللاعب غاضبا يتلفظ بكلمات في وجه مدربه.

ولم يشاهد تيفيز مطلقا برفقة مانشيني، مدرب فريق إنترميلان الأسبق، على الرغم من أنه قدم أفضل أداء تحت قيادته. وقد ساهمت المشاجرة التي حدثت بين الاثنين خلال مباراة نيوكاسل التي انتهت بفوز سيتي بهدفين مقابل هدف واحد في تعميق أزمة اللاعب الذي تعمد البقاء مع أسرته بالأرجنتين أكثر من الإجازة التي منحت له من المدرب لرؤيته مولودته الجديدة.

لكن مسؤولي نادي مانشستر سيتي يواجهون الآن معركة للاحتفاظ بخدمات الهداف الأبرز للفريق، الذي يعتبر واجهة المشروع الطموح لرئيس النادي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان لوضع سيتي في مرتبة الكبار على الساحة الأوروبية.