جماهير الميلان تشبه إبراهيموفيتش بالنجم الهولندي فان باستن

المهاجم السويدي أحرز 13 هدفا وصنع 8 في 21 مباراة هذا الموسم

TT

عندما كان إبراهيموفيتش في بداية الموسم يهيم من جانب لآخر في الملعب ويترك منطقة الجزاء خالية، كان الجميع يتساءلون لماذا يلعب بألف طريقة باستثناء اللعب كقلب هجوم. ولعل أي مدرب آخر كان سيفرض عليه مساحة محددة يلعب فيها ولا يتخطاها، لكن المدير الفني أليغري لم يفعل ذلك. فبالنسبة لمدرب يعشق توغلات لاعبي خط الوسط يعتبر وجود مهاجم يفتح مساحات ويأخذ معه مدافعين في كل لعبة سلاحا صاعقا ومعقدا (لأنه لا يوجد في إيطاليا مهاجم آخر غير إبراهيموفيتش يتحرك بتلك الطريقة). وكان تطور أداء إبراهيموفيتش مع فريق الميلان بسيطا على أي حال. فقد بدأ بمرحلة الاعتياد والاستقرار وبعد ذلك مرحلة التأقلم مع طريقة لعب المدرب أليغري، ومنها إلى مرحلة التفاهم مع زملائه ثم إحراز الأهداف وصناعتها للزملاء. وقد صنع إبراهيموفيتش بالفعل عددا كبيرا من الأهداف لباقي اللاعبين، وهو كم لا يقل أهمية عن الأهداف التي يحرزها هو بنفسه. فحسم نتيجة مباراة لا يعني فقط إحراز هدف من لعبة خلفية مزدوجة رائعة مثلما فعل إبراهيموفيتش أمام فريق فيورنتينا، بل أيضا يعني أن يرفع اللاعب رأسه ويمرر كرة سحرية إلى زملائه يحرزون منها أهدافا.

حب كبير: لقد كان الهدف الأول الذي صنعه إبراهيموفيتش في مباراة فريق بولونيا الأخيرة رائعا، لبساطة فكرته وتلقائيته الشديدة، حيث اخترق بواتينغ من منتصف الملعب وانتظر إبراهيموفيتش تحرك زميله ليمرر له كرة حريرية دقيقة وضعها بسهولة داخل المرمى. وكان ما فعله إبراهيموفيتش من واجبات مركز الجناح وليس لاعب قلب الهجوم، لكن ذلك تم بفضل طريقة لعب أليغري وبفضل المرونة الهائلة التي يتمتع بها إبراهيموفيتش نجم الفريق الأول بلا منازع.

لقد نجح إبراهيموفيتش في أشهر قليلة في الوصول إلى أفضل مقارنة من الممكن أن تمنحه إياها جماهير الميلان، وهي مقارنته وتشبيهه بالنجم الهولندي فان باستن، التي تعتبر في نادي الميلان أشبه بلقب فارس في إيطاليا أو لقب سير في إنجلترا. وكان غالياني، نائب رئيس النادي، هو أول من أشار إلى هذا التشابه الذي بدأ ينتشر الآن بصورة أكبر في عقول الجماهير. ونظرا لأن إبراهيموفيتش لاعب لا يميل إلى الاستقرار الطويل في ناد واحد (في حين ظل فان باستن مع الميلان لمدة 8 مواسم وأنهى مسيرته مع الكرة في سن الـ28، بسبب لعنة الإصابات الطويلة)، يعتبر هذا التشبيه دليلا كبيرا على تقدير وحب الجميع لإبراهيموفيتش. وهناك عامل آخر يجعل تشبيه اللاعب السويدي بالهولندي فان باستن أكثر قربا للأذهان وهو العامل المتعلق بالمعدل التهديفي. فقد وصل إبراهيموفيتش في فترة زمنية أقل بكثير من فان باستن إلى نفس متوسط عدد الأهداف مع الميلان (61.0 هدف في المباراة الواحدة).

مثل رونالدينهو: وتوضح الأرقام الخاصة بإبراهيموفيتش أنه أحرز 13 هدفا وصنع 8 أهداف في 21 مباراة هذا الموسم. إن اللعب بـ«رأس مرفوعة» يعني أيضا امتلاك الذكاء (والتواضع) من أجل لعب الكرة لزميل في موضع أفضل. لقد كانت هناك مباريات لم يحرز خلالها إبراهيموفيتش أي أهداف لكنه هيأ لزملائه فرص التهديف (وهو ما حدث مرتين أمام فريق كييفو وأيضا أمام فرق باري وسمبدوريا وريال مدريد). ولعل مثالا واحدا يكفي لتوضيح علاقته مع الفريق، فقد قام إبراهيموفيتش حتى الآن بصناعة نفس عدد الأهداف التي صنعها رونالدينهو لزملائه الموسم الماضي بعد نفس عدد المباريات، لكن هناك فارقا جوهريا بين الحالتين، وهو أن إبراهيموفيتش هو هداف الفريق، وبالتالي فهو يؤدي الدورين الرئيسيين اللذين صعد بفضلهما الميلان إلى قمة الدوري الإيطالي. وقد حققت الأهداف التي أحرزها لفريق الميلان 12 نقطة، بينما ضمنت الأهداف التي صنعها 6 نقاط للفريق. ومثلما يقول غالياني، نائب رئيس النادي، إنه يتقاضى راتبا باهظا، لكن أداءه يخفف من وطأة راتبه المرتفع.