تيفيز يعود للتدريبات ويؤكد التزامه باللعب لمانشستر سيتي

الاتهامات تحوم حول مستشاره في إثارة مشكلة رحيل اللاعب.. والنادي يرى أنه أكبر من أي نجم

TT

أوضح كيا جورابشيان مدير أعمال النجم الأرجنتيني كارلوس تيفيز أن إخفاق مانشستر سيتي في التأهل لدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي بعدما حل خامسا في الدوري الإنجليزي الممتاز من الأسباب الرئيسية التي دفعت اللاعب لتقديم طلب كتابي بالرحيل عن النادي.

ورفض سيتي طلب اللاعب يوم الأحد الماضي ليصدر تيفيز بعدها بيانا قال فيه إن علاقته ببعض المسؤولين في النادي «لا يمكن إصلاحها».

وقال جورابشيان: «كان هناك سبب وراء توقيع اللاعب للنادي في بادئ الأمر، لقد تعرف على رؤية المالك، ولذلك قرر التوقيع لسيتي واللعب لمدة عام خارج دوري أبطال أوروبا والصعود بناديه إلى الخطوة التالية».

وأضاف: «عندما انضم تيفيز إلى سيتي ألزم نفسه بهذا الاختيار لكن في نهاية الموسم وبعد كل المشاكل شعر كارلوس بخيبة أمل كبيرة لأن الفريق لم يتأهل لدوري أبطال أوروبا، وشعر بأن الأوضاع في النادي لا تسير في نفس الاتجاه الذي كان يتخيله. وفي الصيف عبر عن رغبته في الرحيل». ونفى جورابشيان أن يكون تيفيز قد سعى خلال مباحثات مع إدارة النادي في سبتمبر (أيلول) الماضي إلى الضغط لتحسين شروط تعاقده المالية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن اللاعب الأرجنتيني لا يشعر بالرضا عن سياسة الانتقالات في النادي.

وقال جورابشيان: «خلال سبتمبر بدأ كارلوس يشعر مجددا بخيبة أمل، كان يرى أنه رغم الاتفاقات والوعود التي قطعوها على أنفسهم أمامه أغلقت نافذة الانتقالات دون حل المسائل العالقة». ورغم المشاكل أكد جورابشيان على أن تيفيز ملتزم بتعهداته باللعب في كل المباريات القادمة مع مانشستر سيتي وهو لم ينقطع قط عن التدريبات.

وأعلن تيفيز، الذي انضم إلى سيتي قادما من مانشستر يونايتد في 2009 أنه تدرب مع الفريق طوال الأسبوع ومستعد لخوض مباراة الغد في بطولة الدوري الأوروبي أمام يوفينتوس الإيطالي في تورينو. وقال جورابشيان إن تيفيز، الذي سجل 33 هدفا في 50 مباراة بالدوري مع سيتي، وهو أكثر لاعبي الفريق حصولا على راتب، لا يزال ملتزما باللعب لسيتي رغم رفض طلبه بالرحيل. وأضاف: «سيلعب إذا وصل إلى نسبة مائة في المائة من أفضل مستوياته، يشعر دائما بأنه من المهم بالنسبة له أن يرتدي قميص اللعب. يبذل دائما قصارى جهده».

وأعطى جورابشيان بعض الأمل في حل الخلاف بعد أن عبر كارلوس عن موقفه بكل وضوح في بعض القضايا وهناك مفاوضات دائرة مع النادي». وأكد مدير أعمال تيفيز أن اللاعب «لن يقوم بأي إضراب عن اللعب، وما يتردد عن ذلك مجرد شائعات وهراء تام».

وأضاف: «سيلعب تيفيز في حال ضمه المدرب لتشكيل الفريق، وسيبذل قصارى جهده كما المعتاد، إنه يشعر بأهميته في كل مرة يرتدي فيها قميص فريقه».

وما زال أمام تيفيز، الذي يعتبر واحدا من أفضل لاعبي مانشستر سيتي هذا الموسم، ثلاثة أعوام ونصف العام على انتهاء عقده الممتد لخمسة أعوام مع سيتي. وكان النادي قد عرض على تيفيز تعديل عقده ورفع راتبه ليتساوى مع أعلى راتب بالفريق للاعب يايا توريه (220 ألف استرليني بالأسبوع) بالإضافة إلى مكافأة أخرى تقدر بنحو 5 ملايين جنيه استرليني. وأصر مسؤولو مانشستر سيتي على رفض طلب تيفيز بالرحيل وأن على اللاعب أن يستوفي بقية المدة المحددة في عقده.

وإذا لم يتقدم تيفيز باعتذار قوي لنادي مانشستر سيتي عن سلوكه المثير للاستياء، فسوف يبيعه فريقه الحالي إلى النادي الذي يتقدم بأعلى عرض لشرائه، وفي ضوء الحقيقة القائلة بأن جورابشيان يمتلك سجلا قياسيا لنقل لاعبه كل عام أو عامين، يحبس عدد قليل من الأشخاص في نادي مانشستر سيتي أنفاسهم على أمل إعلان المهاجم الأرجنتيني عن حدوث تحول في موقفه، أو حتى إبداء أسفه لإدارة مانشستر سيتي.

ويبدو تيفيز مثل ثائر بلا قضية حقيقية، لأن المقربين من سيتي يرون أن النادي كان كريما معه عندما منحه إجازات متكررة من أجل السفر لرؤية بناته في العاصمة الأرجنتينية بيونس أيريس، كما كان كريما معه من الناحية المادية.

وركز بيان تيفيز على غضبه من «مسؤولين تنفيذيين» مجهولين، اتضح أنهم غاري كوك، الرئيس التنفيذي لنادي مانشستر سيتي، وبرايان ماروود، مدير كرة القدم بالنادي، وكان هذا الأمر مثل مفاجأة نظرا لاتصالهم المحدود باللاعب خلال الموسم. وينشغل كل من كوك وماروود جدا بالعمل من أجل جلب لاعبين بارزين لتدعيم خط هجوم النادي برفقة تيفيز. ومن المستحيل تجنب الشك بأن هذا الأمر يتعلق بجورابشيان بنفس قدر تعلقه بالمهاجم الأرجنتيني. ومنذ عامين، كان هذا الوكيل يعتبر شخصية قوية داخل نادي مانشستر سيتي، حيث جلب المدرب السابق مارك هيوز، ورئيس مسؤولي التشغيل السابق بول ألدريدغ بالإضافة إلى غاري كوك إلى النادي. ولكن منذ تعيين الملاك العرب لـ «ماروود» في منصب مدير الكرة بالنادي، وجد جورابشيان أن الأبواب أصبحت مغلقة في وجهه، وخصوصا فيما يتعلق بالتعامل مع مديري النادي ومكتب المدير الفني. وبعدما كان نفوذ جورابشيان ينتشر ليشمل كل أركان نادي مانشستر سيتي، أصبحت منطقة سيطرته المتبقية تنحصر في قائد الفريق فقط. وكشفت أحدث الروايات التي قدمها نادي مانشستر سيتي أن رسوم الوكلاء قد تم تخفيضها بشكل فعال بمقدار النصف بعدما كانت قد وصلت إلى 12 مليون جنيه استرليني، وقد لعبت مهارات ماروود التفاوضية دورا في هذا الموضوع. وخلال الصيف الماضي، حاول جورابشيان التدخل في صفقة يايا توريه، ولكن نادي مانشستر سيتي أحبط محاولته. وقد اصطدم قطار الكسب غير المشروع للوكلاء بأدوات تخفيف الصدمات في نادي مانشستر سيتي. وإخلاص تيفيز لوكيله جورابشيان غير مشكوك فيه، حيث ينظر المهاجم الأرجنتيني إليه على أنه الشخص الذي ساعده على الهروب من المتاعب التي كان يواجهها في العاصمة الأرجنتينية عندما نقله إلى فريق كورينثيانز البرازيلي، وبعد ذلك إلى الشوارع الممهدة بالذهب في لندن ومانشستر. ولكن إلى أي مدى يحصل تيفيز على استشارة جيدة؟.

وما يدعو للحزن فيما يتعلق بحالة تيفيز هو أنه موجود بالفعل في النادي المثالي بالنسبة له، وما يثير الإحباط في نادي مانشستر سيتي هو أن هذه الأوقات كان يجب أن تمثل فترة رائعة لهم وللمهاجم الأرجنتيني، بعدما أصبحوا يتمتعون بوهج الارتقاء إلى صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز إلى جانب صعودهم للدور الثاني في بطولة الدوري الأوروبي.

وإذا كانت هذه الواقعة غير الجيدة تؤكد على قوة الوكيل، فإنها يمكن أن تظهر أيضا أنه ليس هناك لاعب أكبر من ناديه، وسوف يبقى مانشستر سيتي بدون تيفيز.