عام أسود في إيطاليا.. تراجع كبير للمنتخب والأندية في تصنيفات «الفيفا» و«الويفا»

حالة من التدهور المستمر على جميع الأصعدة منذ مونديال ألمانيا 2006

TT

ثمة سقطة قوية ومؤثرة في المراكز التي تحتلها إيطاليا في التصنيفات العالمية بأنواعها في الاتحادين الدولي والأوروبي لكرة القدم. ولا يزال التدهور مستمرا من دون توقف، حيث هبطت إيطاليا إلى المركز الرابع في تصنيف «الويفا» مما أدى إلى تقليص عدد الفرق الإيطالية المشاركة في منافسة دوري أبطال أوروبا إلى ثلاثة فرق فقط بدلا من أربعة. ولا يختلف الأمر كثيرا بالنسبة لترتيب المنتخبات، وهو ما يعني أن إيطاليا لن تكون واحدة من الفرق المتربعة على رأس المجموعات في بطولة كأس الأمم الأوروبية المقبلة. أما بالنسبة إلى ترتيب «الفيفا»، فقد تدهور بها الحال إلى المركز الـ14. غير أن الأمر لا يتعلق بمجموعة من الأرقام عديمة الجدوى، حيث تعكس هذه السقطة الكبيرة صورة الأزمة التي تعاني منها كرة القدم الإيطالية بسبب النتائج السلبية وسوء التنظيم وفلسفة الفوز والعقلية الرجعية. والسؤال الذي نطرحه الآن إلى متى سننتظر طوق النجاة؟

ترتيب الفيفا: إنه التصنيف الأشهر على الإطلاق على الصعيد العالمي، وهو يقع تحت مسؤولية جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم. في اليوم التالي من هزيمة منتخب الآزوري أمام سلوفاكيا في مونديال جنوب أفريقيا 2010، هبطت إيطاليا من المركز الخامس إلى المركز الـ11. ولكن الأمر لن يتوقف عند هذا الحد، حيث سيقوم الاتحاد بالإعلان عن الترتيب النهائي خلال الأيام القليلة المقبلة، والذي سيعلن من خلاله عن تبوؤ إيطاليا للمركز الرابع عشر خلف مصر، كرواتيا، اليونان والنرويج وأمام تشيلي. وتجدر الإشارة إلى أن النقاط الثلاث التي حصل عليها المنتخب عقب إلغاء مباراة إيطاليا - صربيا بسبب أعمال العنف كان لها دور كبير في الوصول إلى هذا المركز.

إلى البرازيل 2014: بفضل قيادة أريغو ساكي للمنتخب الإيطالي عام 1993 نجحت إيطاليا في الاحتفاظ بموقعها ضمن المراكز العشرة الأولى عالميا، ولكن سرعان ما هبطت إلى المركز 16 بعد النتائج السلبية التي حققها الفريق. وفي عام 2007، حاول دونادوني الاستفادة من إنجازات ليبي في العام السابق، ولكنه لم يستطع تجنب السقوط للمركز الخامس بعد الخروج من منافسة كأس الأمم الأوروبية عام 2008. وتكمن المشكلة الرئيسية في أهمية هذا التصنيف التي تتمثل في تحديد الفرق التي تتربع على قمة المجموعات في تصفيات المونديال. ومن المنتظر أن تظهر نتائج القرعة الخاصة بالمجموعات الأوروبية التسع المشاركة في منافسة كأس العالم المقبلة يوم 30 يوليو (تموز) 2011. وقد ينتهي الأمر بإيطاليا إلى الوقوع في مجموعة تضم إسبانيا أو ألمانيا أو ربما هولندا، وهو أمر غير محسوب العواقب حتى الآن.

تصنيف الويفا للأندية: في عام 2008، قرر بلاتيني الفصل بين تصنيفات الويفا والفيفا. وقد تم تنفيذ قراره عن طريق وضع ترتيب جديد يختص بالقرعة والمراحل النهائية من منافسة كأس الأمم الأوروبية. أما تصنيف الاتحاد الدولي، فهو لا يهتم بالمباريات الودية، بل بالرسمية التي أقيمت في السنوات الست الأخيرة. وفي بداية الأمر كانت إيطاليا تحتل المركز الأول دون منافس، ولكنها الآن في المركز الرابع بعد مرور عامين ونصف العام.

من جهة أخرى، يتزايد حجم المخاطر التي تحيط بإيطاليا يوما بعد يوم، خاصة فيما يتعلق بيورو 2012 والتي ستقام القرعة الخاصة بها يوم 2 ديسمبر (كانون الأول) 2011، حيث أصبح وجود إيطاليا على رأس إحدى المجموعات أمرا مستحيلا.

وعلى الرغم من كثرة الحديث عن ضرورة الإفاقة والتحسين من أنفسنا قبل النسخة القادمة من منافسة كأس العالم والأمم الأوروبية، فإن هذه المحاولات المستميتة لن تفيد شيئا، حيث لن تتمكن إيطاليا من استعادة وضعها في الشامبيونزليغ من الآن فصاعدا بعد الاقتصار على مشاركة 3 فرق فقط في نسخة 2012 - 2013 من المنافسة بعد هبوط إيطاليا للمركز الرابع. وفي المقابل، اقتربت ألمانيا من القمة بفارق 7 نقاط عن إيطاليا وهو نفس عدد النقاط التي تفصلنا عن أصحاب المركز الخامس (فرنسا). من ناحية ثانية، يعتبر خروج فريق إيطالي من منافسة الشامبيونزليغ بمثابة خسارة رياضية واقتصادية كبيرة، ولكننا لن ننجح في تعويض ما فقدناه سوى بتطبيق المشاريع التي قام بتجربتها ساكي، ليبي، كابيللو وسكالا من قبل.

يشار إلى أن منتخب إسبانيا تصدر ترتيب الفيفا للمنتخبات وحل منتخب هولندا في المركز الثاني، وألمانيا ثالثا، وفي المركز الرابع منتخب البرازيل، يليه منتخب الأرجنتين، ثم إنجلترا وأيضا أوروغواي والبرتغال ومصر وكرواتيا واليونان والنرويج وروسيا وفي المركز قبل الأخير منتخب إيطاليا، وبعده في ذيل الترتيب منتخب تشيلي.