ديربي جديد بين الإنتر والميلان على ضم كاسانو.. وبرلسكوني يرغب في شراء عقده

الناديان يتأهبان لبدء التفاوض بعد الحكم في قضية المهاجم مع نادي سمبدوريا

TT

إنه ديربي غير مسبوق من أجل المهاجم الشهير كاسانو. وكان ناديا الإنتر والميلان يسعيان دائما خلال السنوات الماضية، لا سيما في سوق الانتقالات الشتوية في شهر يناير (كانون الثاني) لضم كاسانو، ولكن في أوقات مختلفة. لكن ماسيمو موراتي رئيس الإنتر وسيلفيو برلسكوني رئيس الميلان يبدوان هذه المرة مستعدين لمواجهة مباشرة من أجل الفوز بخدمات المهاجم الفذ.

تأجيل اليوفي: وجاء قرار نادي اليوفي بانتظار الصيف المقبل من أجل حل مسألة ديل بييرو والتفكير في التعاقد مع كاسانو ليفتح الطريق أمام ناديي مدينة ميلانو. فنادي اليوفي لا يرغب في الوقت الحالي في زعزعة استقرار الفريق. وإذا قام ديل بييرو بتجديد عقده مع اليوفي، فلن يكون هناك مكان لكاسانو مع الفريق، ولهذا قرر ماروتا مدير عام نادي اليوفي الخروج من الساحة، بينما قرر ناديا الإنتر والميلان خلال الأسابيع الماضية بدء التحرك ليكونا جاهزين عندما يصدر قرار المحكمة الرياضية بشأن مشكلة كاسانو مع ناديه الحالي سمبدوريا.

رغبة برلسكوني: ويتردد أن برلسكوني رئيس نادي الميلان قد أفضى خلال الساعات الأخيرة برغبته في شراء عقد المهاجم كاسانو خلال شهر يناير المقبل في فترة الانتقالات الشتوية، «لتقديم هدية لنفسي»، مثلما قال لبعض مرافقيه من أعضاء حزب شعب الحرية الذي ترأسه أثناء مأدبة طعام. وجاء هذا الأمر ليكشف رغبة نادي الميلان في ضم كاسانو على الرغم من أن أدريانو غالياني نائب رئيس النادي حاول المراوغة وصرف الأنظار عن هذا الأمر. فغالياني يرغب في انتظار قرار المحكمة الرياضية قبل الظهور في الصورة بشكل علني. وهناك أيضا مسألة الـ5 ملايين يورو التي يتعين على نادي سمبدوريا دفعها لنادي ريال مدريد الإسباني. وهي أمور يعمل عليها المحامي بيبي بوتسو، وكيل أعمال اللاعب، منذ عدة أشهر. ويتابع نادي الإنتر أيضا كل هذه الأمور بشكل جيد، وبعد عودته من أبوظبي سيدلي موراتي أيضا بدلوه في هذه المسألة.

وسنعرض هنا فرص اللاعب للانضمام لكلا الناديين، وما الدوافع التي قد تجعله يفضل أحدهما على الآخر.

لماذا الميلان؟: الفريق يحتاج لجهود مهاجم مثل كاسانو لكن يجب إقناع رونالدينهو بالرحيل خلال شهر يناير من أجل إتمام الصفقة. ومن المعروف أن رغبات سيلفيو برلسكوني رئيس الميلان دائما ما جلبت للنادي عددا من اللاعبين الكبار والصفقات الرائعة في سوق الانتقالات. ويعتبر إبراهيموفيتش آخر تلك الصفقات التي قام بها برلسكوني، وإن كان رونالدينهو هو أكثر اللاعبين اللذين رغب رئيس النادي في ضمه للفريق. وفي حالة كاسانو أيضا يبدو أن رغبة برلسكوني مالك النادي تستطيع التغلب على جميع عقبات هذه الصفقة المحفوفة بالمخاطر. وتتمثل مخاطر ضم كاسانو في منافسة الإنتر، وأيضا في بعض الإشكاليات الفنية المتعلقة بالمدرب أليغري. ولهذا السبب يردد أدريانو غالياني منذ عدة أسابيع قائلا: «سنقوم باستبدال إنزاغي فقط إذا وجدنا لاعبا على مستواه نفسه». ويمتلك كاسانو مقومات فنية تختلف عن إنزاغي، لكن مستواه الفني أعلى منه. وبالتالي يمكن أن يكون كاسانو مفيدا للغاية لفريق الميلان حتى بعد شفاء باتو. لكن المشكلة تتمثل في رونالدينهو وأين سيلعب في حالة ضم كاسانو؟ إن اللاعب البرازيلي أصبح بالفعل على هامش الفريق لكنه لا يعطي أية إشارة على الاستسلام، ويرغب في البقاء مع الميلان حتى نهاية عقده بنهاية هذا الموسم. ويمثل راتبه عبئا كبيرا على النادي بما في ذلك أيضا مكافأته النهائية.

الانتظار: ولا يتعجل رونالدينهو أو وكيل أعماله (شقيقه روبرتو دي أسيس) في قبول العرض السخي من نادي غالاكسي لوس أنجليس الأميركي، بل إن دي أسيس أعلن في حوار تلفزيوني عن إمكانية عودة رونالدينهو إلى البرازيل خلال الصيف المقبل: «يجب أن يكون ذلك في فريق كبير لأنه لم يفز قط بألقاب برازيلية أو بكأس ليبرتادورس، وهي ألقاب ما زال بإمكانه السعي لتحقيقها وهو في سن الثلاثين». وهكذا ينتظر نادي الميلان معرفة قرار رونالدينهو من أجل المضي قدما في صفقة كاسانو. وهناك علاقة طيبة للغاية تربط بين غالياني نائب رئيس الميلان وبيريز رئيس نادي ريال مدريد وهو ما يمنح مزية إضافية لنادي الميلان في هذه الصفقة.

لماذا الإنتر؟: كاسانو يشجع الإنتر منذ طفولته ويمكن خصم قيمة الشرط الجزائي لحساب نادي ريال مدريد من الشرط الجزائي لمورينهو. إن الحب بين كاسانو والإنتر متبادل، على الرغم من تذبذبه في بعض الأحيان. فاللاعب الموهوب يشجع فريق الإنتر منذ طفولته ولم يقم أبدا بإخفاء هذا الأمر. وخلال السنوات الماضية تردد اسمه داخل نادي الإنتر أكثر من مرة. وكان أكثر المتحمسين لضمه للإنتر دون شك هو روبرتو مانشيني، ولو أن الأمر بيده، لكان كاسانو قد انضم للإنتر في مناسبتين سابقتين على الأقل.

الانفراجة: ومع تولي مورينهو تدريب الإنتر، عادت مسألة ضم كاسانو لتظهر من جديد، لا سيما أن كاسانو قد استعاد في تلك الفترة توازنه الذي فقده أثناء لعبه في نادي ريال مدريد وعاد للتألق من جديد. لكن المدرب البرتغالي كان يفكر في طريقة لعب أخرى تقوم أساسا على الجانب العملي والبدني وبصورة أقل على المهارة والإبداع. ورغم أن موراتي في ذلك الوقت فكر في إنهاء الصفقة مع غاروني رئيس نادي سمبدوريا فقد تعثرت الصفقة ولم تتم. والآن؟ إن الفترة الحرجة التي يمر بها أبطال أوروبا، وحالة انعدام الوزن التي يعاني منها المدرب بينيتيز، تفرض على نادي الإنتر كثيرا من الحذر. لكن موراتي رئيس النادي سيستأنف الحديث عن مسألة تدعيم الفريق بلاعبين جدد بعد العودة من الإمارات، ولا شك أن اسم كاسانو سيكون من أبرز الأسماء المرشحة للانضمام للإنتر.

الشرط الجزائي: وتتمثل المشكلة الرئيسية في صفقة ضم كاسانو في الشرط الجزائي بقيمة 5 ملايين يورو لصالح نادي ريال مدريد. وما زال هناك حساب مفتوح لم يغلق بين ناديي الإنتر وريال مدريد. فقد صاحب انتقال مورينهو من الإنتر لتدريب النادي الملكي خلال الشهر الماضي «اتفاق شرف» بين رئيسي الناديين تعهد خلاله فلورينتينو بيريز رئيس النادي الإسباني بدفع مبلغ 8 ملايين يورو للإنتر (وهي قيمة الشرط الجزائي في عقد مورينهو). ويمكن أن يقوم بيريز بخصم هذا المبلغ من قيمة الشرط الجزائي الخاص بكاسانو.