الإنتر يكتسح سيونغنام الكوري ويتأهل إلى نهائي مونديال الأندية

موراتي مستاء من إصابة شنايدر.. وستانكوفيتش يعد بإهداء الكأس للهولندي ويسلي

TT

اكتسح فريق الإنتر الإيطالي، بطل أوروبا، نظيره الكوري الجنوبي سيونغنام، بطل آسيا، بثلاثية نظيفة في نصف نهائي بطولة العالم الأندية بأبوظبي أول من أمس الأربعاء، وبهذه النتيجة يتأهل الإنتر لمواجهة مازيمبي الكونغولي، بطل أفريقيا، في المباراة النهائية للبطولة يوم غد السبت، وذلك بعد أن نجح ممثل القارة السمراء في إقصاء إنترناسيونال البرازيلي بطل أميركا الجنوبية وأقوى المرشحين للقب. ووضع الصربي ديان ستانكوفيتش فريقه في المقدمة بعد مرور ثلاث دقائق فقط من عمر المباراة، وضاعف زانيتي النتيجة في الدقيقة 32 من الشوط الأول، ثم اختتم دييغو ميليتو الثلاثية في الدقيقة 28 من الشوط الثاني.

إنه تحد لسوء الحظ وهدف من أجل إبعاد الروح الشريرة، فحينما يكون فريق الإنتر هكذا، بتلك القوة والمجهود الوافر، وبتلك الثورة يكون ستانكوفيتش يسجل الأهداف عظيمة القيمة، ويحرزها حينما تكون لها أهمية وحينما تزداد الأمور صعوبة، وفي هذه اللحظة أيضا، صار رمزا لهذا الفريق، الذي عانى نقصا عدديا كبيرا في الفترة الأخيرة. الإنتر لم يكن لديه 10 إصابات فقط، فقد خسر للتو لاعبا مهما، ويسلي شنايدر، فقد كانت هناك صرخة العضلة، تلك التي خشي للحظة أن تكون هي ذاتها التي تعرض لها ديان قبلها بـ12 يوما، على الملعب الأولمبي أمام لاتسيو، فكان قد توقف في الوقت المناسب وعاد في الوقت المناسب، ويقول عن ذلك: «لكن ليس للقيام بدور صانع الألعاب مثل ويسلي، لا، فأنا أشكل مثلثا مع كامبياسو وتياغو موتا، وأساعد ميليتو أكثر منهما». لكنه، خصوصا، لم يضع وقتا، «لأنه حينما تتقدم بالتسجيل مبكرا تكون أكثر هدوءا بعدها، ويتسنى لك إدارة مجريات اللعب، وكذلك منع الفريق الكوري من الهجمات المرتدة التي كانوا ليدمرونا بها». بعدها بدقيقتين، كان وقت الإنصات لصامويل إيتو، رجل التوقعات والذي قال قبل المباراة بأيام: «أيها التنين ستانكوفيتش، لتسجل ثلاثة أهداف ولنفز بالكأس»، والآن يتبقى هدفان فقط، لكن اللاعب الصربي يقول: «لا، لقد جاء الهدفان الآخران، فقد سجلنا ثلاثة، أليس كذلك؟. إذا ما نحينا المزاح جانبا، لو سارت الأمور على هذا النحو فسأدفع لإيتو كل ما يريده، فقد حاولت أن أشكره بتمرير كرة ذهبية للتسجيل لكنها لم تذهب إليه». لقد مرر واحدة قبلها إلى الأمير ميليتو لتسكن الشباك، وتمريرة حاسمة بكعب القدم من هذا النوع، ودقيقة بالسنتيمتر كما لو كان له عينان خلف رأسه، لها وقعها في جمال الكرة، وخصوصا إذا جاءت بعد هجمة هكذا، ويتابع ديان: «خلف هذه الهجمة هناك عمل وتدريب عام ونصف، لا يمكنني الإفصاح عن كافة أسرارنا لكن كان واضحا من أعلى أننا نحاول الاستفادة من المساحات التي يخلقها دييغو». وتدخل زانيتي لأن لا أسرار لدييغو بالنسبة له، ويقول قائد الفريق: «ارتديت ثياب ميليتو وسجلت. كنت قد قلت إنني سأعود إلى ميلانو سيرا على الأقدام لو سجلت في المباراة النهائية، لكنني أسجل كي لا أسجل يوم السبت والعودة إلى إيطاليا بالكأس. كما أنني، من أجل هذا الهدف، حسنا لو سرت إلى الفندق قليلا وأنا سعيد أنني أسعدت الرئيس موراتي، واليوم قال لي: (أتمنى أن يسجل ميليتو هدفا، لكنني لن أكون حزينا إن سجلت أنت)».

صناعة هدف مثل الهدف.. كما أنه لم يحزن فيما يتعلق بالأمير أيضا، والذي يقول: «أنا وخافيير نعرف بعضنا البعض (صَما) وتمرير كرة حاسمة له يساوي هدفا بالنسبة لي خصوصا إن كان هدف الاطمئنان لنا». ثم سجل هو الهدف الذي يجعل الفريق مطمئنا جدا، وربما يسجل هو أكثر غدا السبت، ويتابع ميليتو: «الرغبة ليست غائبة، هناك شيء ما بشأن الحالة البدنية نعم، لكن لمدة 75 دقيقة أعتقد أنني سرت على نحو جيد وبإمكاني الآن، في يومين، سد الفجوة الغائبة عني لأكون في قمة مستواي من خلال الرغبة في لعب هذا النهائي».

شنايدر.. من نهاية مونديال لآخر، ومن مونديال حلم به وتلاشى إلى آخر لم يتذوق حتى طعمه وانتهى بالنسبة له بنسبة 99% تقريبا. الأمر واضح تقريبا، فبالنسبة لويسلي شنايدر إنها لعنة النصف الثاني من عام 2010، فمنذ نهائي مونديال العالم بجنوب أفريقيا، فيما، لم تسر أي مباراة نهائية على نحو جيد، وبدأ أمل التحول تحديدا مع نهاية العام، أيضا من أجل نسيان صفعة الكرة الذهبية، في الأفول بعد 30 ثانية، فقد شعر اللاعب الهولندي بألم خلف الفخذ إثر تدخل من اللاعب كيم على القدم اليسرى.

إنها مباراة أفلت قبل شروقها، ومعها أمل الوجود في لقاء غد السبت أيضا لأنه قد يحتاج لمعجزة كي يكون جاهزا في غضون 72 ساعة، كما أن تصريحات بينيتيز ورفاق اللاعب في الفريق لا تترك مكانا للأمل، وقال ستانكوفيتش: «لقد تعرض لإصابة حقيقية». المنطق يشير إلى مصطلح واضح للإنتر، وهو شد عضلي، مما يعرض مباريات بداية عام 2011 للخطر. أما موراتي الذي التقى باللاعب طويلا في غرفة الملابس فيقول: «هناك خطر أن نكسر الرقم العالمي للإصابات».

العالم الذي سيحاول زملاء الفريق غزوه أيضا من أجل شنايدر، كما أنهم أهدوه التأهل للمباراة النهائية، ويواصل ستانكوفيتش: «نهديه إليه، ويا له من سوء حظ أن يتعرض لإصابة بعد دقيقة واحدة فقط. ولاعبو الفريق الكوري على مقعد البدلاء أخذوا يصفقون له».

وحل محل اللاعب الهولندي فورا تياغو موتا، والذي ظل في مفاضلة حتى اللحظات الأخيرة للعب أساسيا، ويقول اللاعب البرازيلي والذي يعد صفقة جديدة لبقية الموسم بعد توقف طويل لمشكلات في الركبة: «لا مشكلة في الاستعداد في لحظة. سارت الأمور على نحو جيد، إنه فوز مهم من أجل الاستعداد للمباراة النهائية، فهم يركضون كثيرا وينتظرون أي خطأ لنا. لكن حينما نلعب بطريقة جادة، جميعنا معا، فإننا ندافع جيدا ونكون خطرين في الهجمات العكسية».

وبالنسبة لاستيبان كامبياسو أيضا فقد كانت بداية المباراة حاسمة، ويقول لاعب الوسط الأرجنتيني: «كنا ننتظر أداء طيبا بسبب ما شعرنا به خلال التدريبات الأخيرة. عثرنا مجددا على الفريق مكتملا تماما والإرادة. لم يكن سهلا فقد شنايدر فقدا، لكن كانت هناك الروح السليمة والتي حينما توجد يمكن منح سعادات أخرى لجماهيرنا». ويتجه تفكير كامبياسو إلى نهائي يوم غد السبت، ويقول: «رأيت لقطات قليلة فقط من مباراة مازيمبي التي فاز فيها على إنترناسيونال، وستكون معركة، فالفريق الأفريقي لم يفز بالصدفة. لدينا فترة أقل يوما منهم للإعداد، لكن لحسن الحظ أن المباراة سارت هكذا حتى يتسنى إراحة اللاعبين العائدين من إصابة طويلة». ويضيف كوردوبا: «الآن علينا الراحة بشكل جيد وننتظر تقرير الطاقم الفني عن فريق مازيمبي فلاعبو الفريق الكونغولي سيعتمدون على القوة البدنية والركض، لكننا أظهرنا كوننا فريق كبير أمام الفريق الكوري».

إلى ذلك، جاء الإسقاط إلى ذهن ماسيمو موراتي رئيس النادي في منتصف المباراة، حينما تبخر التوتر، وقال خلال وجوده في صالة كبار الزوار بمدينة زايد الرياضية: «بإصابة شنايدر هذه، نواجه خطر تحطيم الرقم العالمي في عدد الإصابات». يتبادل موراتي أطراف الحديث مع ماتزولا بطل كأس الإنتركونتننتال مع الإنتر في عامي 1964 و1965، ويتابع: «رأيت الفريق بحالة جيدة، ربما تغير شيء ما، لكن الآن علينا الفوز بالنهائي». ها هو رئيس النادي أثناء وبعد المعركة الأولى، ولا بد من الإعداد للباقي من الآن. وقد طلب الرئيس من لاعبيه شيئين: «الفوز وإنهاء حلقة الانتصارات في عام 2010 بشكل إيجابي. مازيمبي؟ إنه تعبير عن الحيوية التي تعطي فكرة عن أهمية كرة القدم في العالم اجمع كأداة لنمو بعض الدول، وسنرى ماذا يعني مواجهة حماسهم».

وقبل المباراة، تحدث موراتي مع ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (الذي مارس أول من أمس الكرة الشاطئية مع الصحافيين الإيطاليين)، وبعده أشاد بالفريق وبالمدرب بينيتيز، وقال: «الانتباه كان موجودا، إلى جانب الدقة والاحترافية، لقد كنت مشدودا لأنه في كرة القدم عليك المحافظة على النتيجة حتى النهاية، لكننا قمنا بذلك جيدا. لم يكن الأمر سهلا، ربما الفوز المفاجئ لمازيمبي ساعدنا في التركيز. بينيتيز؟ بارع، مركز وأعد للمباراة بشكل جيد جدا».