مازيمبي الكونغولي.. ريال مدريد القارة السمراء

يملك إدارة قوية ولم يعد مجرد ضوء عابر في سماء أفريقيا

TT

يُدعى مويس كاتومبي تشابوي، إنه رئيس نادي تي بي مازيمبي، نادي مدينة لوبومباشي، عاصمة إقليم كاتانغا، جنوب شرقي الكونغو، المعروفة بزائير سابقا.

مويس كاتومبي هو صانع معجزة مازيمبي، أول ناد من خارج أوروبا وأميركا الجنوبية يخوض نهائي كأس العالم للأندية.

في فبراير (شباط) 2007، صار هو أول حاكم لإقليم كاتانغا يتم انتخابه ديمقراطيا. إنها أرض غنية بالمعادن (من النحاس إلى الفضة) لكنها غنية أيضا بالفقراء، مثلما قال عنها الكاتب ميشال كريشتون في عام 1981 في رواية «الكونغو». من هذه الأرض (التي شهدت مولد الملاكم سومبو كالامباي والمولود في لوبومباشي) ومن نادي كرة القدم الخاص به والأكثر أهمية، صنع مويس قلب أفريقيا.

هو ابن لأم كونغولية ولنسيم سوريانو، وهو من أصول إيطالية، هرب من جزيرة رودس فارا من اضطهاد النازيين والفاشيين، وتعين عليه تغيير لقبه (بحصوله على لقب والدته) إبان فترة ديكتاتورية موبوتو الذي كان يتتبع الأفارقة مطالبا إياهم بالتسمية بأسماء «أفريقية». واستثمر مويس في نادي تي بي مازيمبي.

من أجل النادي، ينفق كاتومبي 8 ملايين يورو سنويا (وهو رقم ضخم بالنسبة إلى أفريقيا السوداء)، ويضمن رواتب قوية في هذه المناطق من 4 إلى 16 ألف يورو شهريا، في بلد متوسط دخل الفرد فيها 300 دولار سنويا، ومكافأة الفوز على باتشوكا في ربع النهائي والتأهل إلى نصف النهائي قدم للاعبين 25 ألف يورو لكل لاعب، و40 ألفا بعد الفوز على إنترناسيونال. قام بإنشاء مركز رياضي جديد به 24 غرفة نوم للاعبين الذين يريدون الراحة، وحمام سباحة، ومطعم وقاعة لمشاهدة التلفزيون، ومنح تاكسي لتوصيل اللاعبين الذين لا يملكون سيارة خاصة، والآن هو بصدد ترميم استاد لوبومباشي (مدينة عدد سكانها 1.2 مليون نسمة، وهي الثانية في دولة الكونغو)، من خلال دفع نصف مليون يورو من أجل أرضية الملعب من العشب الصناعي، ومنح النادي طائرة لتقل الفريق في المباريات الخارجية.

لقد حوّل النادي إلى شركة ذات مسؤولية محدودة، فهو مساهم بنسبة 60 في المائة، منح منها 10 في المائة لشركة «كاتانغا للتعدين».

فكّر مويس كاتومبي أيضا في أن النادي بحاجة لمدربين، وفي عام 2008 استدعى المدرب الفرنسي دييغو غارزيتو، المدير الفني السابق لمنتخبي توغو وإثيوبيا، ودرب 20 عاما في دوري الدرجة الثانية الفرنسي، الذي نجح في نهاية عام 2009 في اقتناص لقب دوري أبطال أفريقيا. وفي سبتمبر (أيلول) أراد التعاقد مع السنغالي لأمين ندياي (54 عاما)، الذي حقق أربع بطولات دوري في الكاميرون، والمدير الفني السابق لمنتخب السنغال في عام 2008.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي جاءت بطولة دوري أبطال أخرى، والفريق به 4 لاعبين أجانب فقط؛ اثنين من زامبيا ومثلهما من الكاميرون، وسبعة لاعبين تحديدا من فريق مازيمبي فازوا بأول بطولة أمم أفريقيا للمحليين، تقتصر فقط على اللاعبين المشاركين فقط في بطولات أفريقية. خلاصصة القول: مازيمبي لم يعد مجرد ضوء عابر في سماء القارة السمراء.

يذكر أن نادي مازيمبي قد تأسس منذ 71 عاما، وتحديدا في عام 1939، وكان يسمى أنجلبير (نسبة إلى اسم الممول، وكان مصنع لإطارات السيارات)، وفي عام 2003 تولى مويس كاتومبي رئاسة النادي، وثم صار من عام 2007 حاكما لإقليم كاتانغا، وهو أحد أقاليم دولة الكونغو، التي استقلت عن بلجيكا منذ عام 1960، واشتهرت بالحرب الأهلية ما بين عامي 1960 و1963 التي تفجرت على أيدي متمردين انفصاليين تمولهم شركات متعددة الجنسيات. وبتدخل الأمم المتحدة، الذي أودى بحياة 13 طيارا إيطاليا في نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 1961، تم إقرار السلام.