سعيا نحو نهاية سعيدة، بالضبط مثل صفقة زلاتان إبراهيموفيتش التي جرى إتمامها في اللحظات الأخيرة لسوق الانتقالات الصيفية في أغسطس (آب) الماضي، وبعد سنوات من الاقتراب والنفي، اكتشف الميلان وكاسانو أن كلا منهما خُلق من أجل الآخر، والصفقة لم تكن دربا من الخيال وتصريح سيلفيو برلسكوني، رئيس النادي، الذي أشار له بعض الساسة منذ بضعة أيام، لم يقم إلا بتدعيم هذه الشكوك.
كان رئيس الميلان قد قال: «الآن بعد أن فزت بثقة البرلمان، بإمكاني أن أهدي كاسانو لنفسي وفريقي». قال، وقد فعل. يُذكر أن قرار المحكمة الرياضية مساء أول من أمس بتخفيض أجر اللاعب مع سمبدوريا، فريقه الحالي، إلى النصف، مع إيقافه من جانب النادي حتى 31 يناير (كانون الثاني) قد زاد من سرعة المفاوضات. كاسانو لا يزال لاعبا في فريق سمبدوريا وفعليا لم يعد كذلك، وكما حدث في حالة إبراهيموفيتش ارتأى الميلان إمكانية الحصول على لاعب ذي موهبة من خلال عملية مناسبة. لكن في هذه النقطة يمكن توقيع العقد وإيداعه ليس قبل 3 يناير المقبل، عند إعادة فتح القوائم؛ نظرا لأن المحكمة الرياضية لم تسمح بفسخ العقد بين الطرفين.
وبعد قرار المحكمة، تم تسريع المفاوضات فورا، حتى إن كان الوقت يطول نظريا، وإن كان ممكنا فسخ العقد لتمكن الميلان من الحصول على كاسانو من دون أي مقابل وضمه إلى صفوف الفريق فورا. وهكذا، سيتعين انتظار إعادة فتح فترة الانتقالات في يناير وإيجاد حل مرضٍ لجميع الأطراف على المستوى المادي، وعلى الرغم من الموقف غير الطبيعي الذي وجد في مدينة جنوا، فإن نادي ريال مدريد (الذي لعب له اللاعب قبل عودته إلى إيطاليا) يطالب سمبدوريا بـ5 ملايين يورو تم الاتفاق عليها في حينه حال رحيل كاسانو، والميلان، بالنظر للعلاقات الممتازة التي تربطه بالنادي الإسباني، جاهز للتفاوض من أجل الحصول على تخفيض. غالياني، نائب رئيس النادي، سيبدأ عمله مع فلورنتينو بيريز، رئيس النادي الملكي، والطلب قد يتمثل بالتخفيض من 5 إلى 3 ملايين يورو وقد يعرض الميلان دفع نصف القيمة المستحقة للريال.
تحدث في ذلك وأمور أخرى على مائدة العشاء كل من أدريانو غالياني والمحامي بيبي بوتزو، وكيل كاسانو ومهندس العملية. غالياني وبوتزو التقيا في أحد مطاعم حي بريرا بمدينة ميلانو، وبعدها فورا لحق بهما ماسيميليانو أليغري، المدير الفني لفريق الميلان. كان هناك اتصال تليفوني بين غالياني وغاروني، رئيس سمبدوريا، الذي أبدى موافقته على إتمام الصفقة التي انطلقت بشكل جيد على الرغم من محاولة غالياني عدم الإفصاح عنها الآن، والذي قال عصر أمس خلال احتفال قطاع الناشئين في الميلان: «برلسكوني لم يحدثني عن هدايا، وإن جاء مهاجم فلا بد أن يكون لاعبا بارزا من الناحية الفنية. كاسانو يدخل من بين هذه النوعية لكنه ليس الوحيد. ولا أنصح بالتركيز على كاسانو فقط؛ لأن هناك الكثير من اللاعبين البارزين جدا قد يتركون أنديتهم في يناير، أيضا خارج الحدود وما وراء بحر المانش».
ونص قرار المحكمة الرياضية على تخفيض راتب اللاعب حتى 30 يونيو (حزيران) المقبل، أي إلى نهاية الموسم، علاوة على توقف أنشطة اللاعب 3 أشهر، لكن هذا الإجراء يتعلق فقط بالنادي الذي تقدم بالدعوى. إذن، كاسانو لا يمكنه التدرب مع فريق سمبدوريا حتى 31 يناير المقبل، لكن يمكنه التدرب مع الميلان من أوائل الشهر ذاته، مع الحصول على تصريح من فريقه سمبدوريا أولا. كل شيء يذهب بالتفكير إلى إمكانية وجود كاسانو مع الميلان في المعسكر المقرر في دبي يوم 27 الحالي (ويتوقع أحدهم أنه يمكنه الوصول إلى ميلانيللو قبل ذلك التاريخ)؛ حيث سيكون الميلان في معسكر إعداد حتى 3 يناير؛ حيث، ربما، سيكون هناك رونالدينهو أيضا، فلو نجح كاسانو، الذي لا يمكنه المشاركة في دوري الأبطال، في أن يصير رجل الدوري فقد يمثل اللاعب البرازيلي خيار دوري الأبطال.
دبي هي المكان الذي استعاد فيه بيكام لياقته وحالته البدنية والفنية ودخل سريعا في مجموعة فريق الميلان، وسيحاول النادي القيام بالشيء ذاته مع كاسانو، فالدخول إلى فريق الميلان الصلب جدا هو أولى المهام المطلوبة من كاسانو المتوقف منذ شهرين، وبالتالي لا ينبغي أن يكون متعجلا اللعب، لكن فقط التدرب بكثافة، مثلما يروق للمدرب أليغري. وفيما يتعلق بالراتب، في الميلان سيعود اللاعب ليكون أجره 3 ملايين يورو سنويا، بعقد ينتهي في عام 2014، مع الأخذ في الاعتبار إمكانية دفع جزء من التعويض المستحق لريال مدريد. تظل صفقة كاسانو «منخفضة التكلفة»، خصوصا إذا ما قورنت بالجهد المادي الذي جرى لإتمام صفقة ضم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش.
* مراحل مشكلة كاسانو مع سمبدوريا - 26 أكتوبر (تشرين الأول): تشاجر كاسانو مع الرئيس غاروني، وسبه (قال: «عليك اللعنة أيها العجوز») في غرفة الملابس أمام زملائه.
- 29 أكتوبر: اتخذ نادي سمبدوريا إجراء ضد كاسانو، بعدما استبعده من الفريق، وطالب فسخ العقد.
- 13 نوفمبر (تشرين الثاني): طالب كاسانو سمبدوريا بأكثر من مليون يورو كتعويض للأضرار الفنية والمعنوية التي لحقت به، لا سيما تشويه صورته.
- 10 ديسمبر (كانون الأول): انعقدت أولى جلسات المحكمة الرياضية، التي استمعت إلى بعض لاعبي فريق سمبدوريا.
- 13 ديسمبر: جلسة الاستماع الأخيرة وانتظار قرار المحكمة.
- 16 ديسمبر: المحكمة الرياضية تصدر قرارها النهائي بخصوص المشكلة وتقضي بتوقف أنشطة اللاعب مع الفريق حتى 31 يناير مع تخفيض راتب اللاعب إلى النصف حتى نهاية الموسم.