الإنتر وبايرن ميونيخ يكرران مواجهة العام الماضي.. وصدام جديد بين برشلونة وآرسنال

قرعة الدور الثاني لدوري الأبطال تضع تشيلسي ومانشستر يونايتد في طريق سهل

TT

أوقعت قرعة الدور الثاني (دور الـ16) لبطولة دوري أبطال أوروبا التي أجريت أمس في مدينة نيون السويسرية فريق إنتر ميلان حامل اللقب أمام بايرن ميونيخ الألماني في مواجهة مكررة لنهائي العام الماضي، بينما سيتكرر الصدام بين برشلونة الإسباني وآرسنال الإنجليزي في مواجهة مكررة لنهائي البطولة عام 2006 وربع نهائي العام الماضي.

وأوقعت القرعة أيضا ريال مدريد الإسباني في مواجهة تكررت كثيرا في السنوات الماضية حيث يلتقي فريق ليون الفرنسي، بينما يلتقي ميلان الإيطالي مع توتنهام الإنجليزي، وبلنسيه الإسباني مع شالكه الألماني، ومرسيليا الفرنسي مع مانشستر يونايتد الإنجليزي، وكوبنهاغن الدنماركي مع تشيلسي الإنجليزي، في مواجهتين سهلتين نسبيا لمانشستر وتشيلسي بينما يلتقي روما الإيطالي فريق شاختار دونيتسك في أقل المواجهات من حيث المستوى. والتقى إنتر وبايرن في نهائي البطولة الموسم الماضي حيث فاز الفريق الإيطالي 2/صفر على استاد سانتياغو برنابيو في مدريد ليتوج باللقب الأوروبي الغائب عنه منذ عام 1965.

وينتظر أن تحظى مباراة إنتر وبايرن باهتمام بالغ ليس فقط لأنها مواجهة مكررة لنهائي البطولة الموسم الماضي، وإنما أيضا بسبب الموقف المتأزم لكل من الفريقين في الموسم الحالي. ويحتل إنتر المركز السابع في جدول مسابقة الدوري الإيطالي حيث تراجعت نتائج الفريق الموسم الحالي تحت قيادة مديره الفني الجديد الإسباني رافاييل بينيتيز الذي تولى مسؤولية الفريق خلفا للبرتغالي جوزيه مورينهو الذي رحل لتدريب ريال مدريد الإسباني بعد فوزه مع الإنتر بثلاثيته التاريخية (دوري وكأس إيطاليا ودوري أبطال أوروبا) في الموسم الماضي.

كما يمر بايرن بأزمة حقيقية هذا الموسم، حيث اتسع الفارق الذي يفصله عن بوروسيا دورتموند متصدر الدوري الألماني (بوندسليجا) إلى 17 نقطة. لكن لويس فان جال المدير الفني لبايرن قال بعد القرعة: «لا أعتقد أنها قرعة سيئة، لأن لدينا مسألة علينا أن نسويها مع إنتر». وتابع: «خلال هذه المرحلة ليست هناك مباريات سهلة، من الرائع أننا لن نقوم برحلة طويلة مما سيساعدنا في البوندسليجا». وأكد لاعب خط الوسط باستيان شفاينشتايغر: «إنها قرعة رائعة حقا، إنني أتطلع حقا إلى مقابلة صديقي لوسيو (مدافع إنتر)». ولمح كارل هاينز رومينيحه، نائب رئيس النادي البافاري، قائلا: «إنتر ميلان بكل تأكيد منافس صعب، ربما هي المواجهة الأصعب، ولكنها مبارزة مثالية بالنسبة إلينا، بعد الهزيمة في مايو (أيار) الماضي، والآن حان الوقت للأخذ بالثأر».

وتفوح في أكثر من مواجهة في الدور الثاني رائحة الثأر، خاصة مواجهة آرسنال وبرشلونة طرفي المباراة النهائية عام 2006 وجها لوجه للموسم الثاني على التوالي، وكان الفريق الكاتالوني أطاح بآرسنال في ربع النهائي الموسم الماضي إثر تعادلهما على ملعب الإمارات 2/2 قبل أن يفوز برشلونة 4/1 في نوكامب.

كما أن برشلونة تفوق على آرسنال 2/1 في نهائي المسابقة عام 2006 ليتوج باللقب القاري.

أما ريال مدريد المتجدد بقيادة مورينهو وحامل الرقم القياسي في هذه المسابقة (9 ألقاب)، فيريد الثأر أيضا لخروجه على يد ليون في الدور الثاني الموسم الماضي. وقد تقدم ليون ذهابا 1/صفر، ثم انتزع التعادل 1/1 إيابا على ملعب سانتياغو برنابيو.

يذكر أن الفريق الملكي لم يتمكن من اجتياز الدور الثاني في المواسم الستة الأخيرة.

ويسعى مورينهو إلى أن يصبح أول مدرب يقود ثلاثة أندية مختلفة لإحراز اللقب بعد أن فاز مع بورتو البرتغالي عام 2004 ومع إنتر ميلان الموسم الماضي.

وفي أول رد فعل لوسائل الإعلام الإسبانية على نتيجة القرعة، أبدت إذاعة «ماركا» الإسبانية ارتياحها لعدم وقوع أي من برشلونة، أو ريال في مواجهة إنتر الذي أوقعته القرعة أمام بايرن ميونيخ الألماني في مواجهة مكررة للمباراة النهائية للبطولة الموسم الماضي التي أنهاها إنتر لصالحه.

وساد الارتياح الوسط الرياضي الإسباني بعد القرعة حيث ذكرت إذاعة «ماركا» أن «ريال مدريد لديه سجل سيئ في مواجهة ليون ولكنه يمتلك الآن الفرصة للثأر ويتعين عليه الثأر بالفعل».

وكانت محطة «كادينا سير» الإسبانية الإذاعية أكثر تفاؤلا، حيث علقت بقولها: «ريال مدريد تحسن كثيرا عما كان عليه قبل عام. هذه المرة، يتعين ألا يكون ليون مشكلة كبيرة لريال». وجاء رد الفعل في برشلونة مماثلا لما هو عليه في مدريد، حيث أشارت محطة «راك 1» الإذاعية إلى أن الفريق الكاتالوني تغلب على آرسنال الموسم الماضي، وقالت: «أصبح الفارق بين الفريقين أكبر في الوقت الحالي عما كان عليه في الموسم الماضي».

وذكرت صحيفة «موندو ديبورتيفو» الإسبانية الرياضية على موقعها الإلكتروني: «عودة سيسك»، في إشارة إلى اللاعب الإسباني سيسك فابريغاس نجم خط وسط آرسنال الذي يحاول برشلونة جاهدا التعاقد معه منذ عامين. أظهر استطلاع للرأي أجرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني اليوم أن 57 في المائة من قرائها يعتقدون أن برشلونة سيفوز بلقب دوري الأبطال مثلما فعل في عامي 2006 و2009.

من جهته، أشار ديفيد ميليس، السكرتير العام لنادي آرسنال، إلى أن فريقه الإنجليزي سيعمل على قلب الطاولة على برشلونة هذه المرة. وصرح ميليس أمس قائلا: «آخر مرتين، قابلنا فيهما برشلونة، كانوا أفضل منا، لذا فإن الوقت قد حان لكي نقلب عليهم الطاولة، أتمنى أن نتأهل على حسابهم». وأضاف: «نتطلع إلى تقديم مباراتين جيدتين.. فريقان رائعان يقدمان كرة هجومية، نتطلع إلى هذه المواجهة».

وفي أول تصريح له بعد أن وقع فريقه في مواجهة ميلان، أعرب هاري ريدناب المدير الفني لفريق توتنهام عن تفاؤله بتخطي الفريق الإيطالي. وقال ريدناب: «واثق من أن فريقي لا يخشى مواجهة ميلان على ملعب سان سيرو، بعد أن نجحنا في تحويل تأخرنا أمام إنتر ميلان بأربعة أهداف نظيفة إلى الخسارة بنتيجة 3/4 في دور المجموعات، ثم الفوز إيابا 3/صفر». وأضاف ريدناب: «إنها قرعة رائعة، أي فريق ستواجهه سيكون صعبا.. إنها مباراة مثيرة، مباراة نتطلع إليها، ميلان فاز باللقب سبع أو ثماني مرات، ولديهم سجل رائع، إنه الفريق المتصدر في الدوري الإيطالي، ويمتلك لاعبين رائعين».

وتابع: «إنها مباراة نتطلع إليها، إنه تحد كبير، لديهم بعض اللاعبين أصحاب إمكانات فذة، إنها مباراة مثيرة».

كما ساد الاطمئنان والارتياح مدينة بلنسيه أيضا بعدما وقع فريقها في مواجهة فريق شالكه وليس في مواجهة تشيلسي الإنجليزي أو بايرن ميونيخ الألماني. غير أن شالكه سبق له أن أطاح بفريق بلنسيه من دور الثمانية لكأس الاتحاد الأوروبي (الدوري الأوروبي حاليا) في عام 1997.

وأعرب المهاجم الإسباني المخضرم، راؤول جونزاليس، عن سعادته بالعودة إلى بلاده مع فريقه شالكه لمواجهة بلنسيه، وقال عقب إجراء القرعة: «إنها سعادة استثنائية، وحافز خاص بالنسبة إليّ أن ألعب في إسبانيا». وتابع: «خصم قوي مثل بلنسيه، وأجواء رائعة كتلك في استاد ميستايا.. محرك إضافي لأي لاعب كرة، لن تكون مباراة سهلة بالنسبة إلينا، ولكن لدي ذكريات طيبة على ملعب بلنسيه، لعبت الكثير من المباريات هناك مع ريال مدريد والمنتخب الوطني.. ميستايا محطة متميزة لمباراة في دوري الأبطال».

من جهته، قال مدرب شالكه فيليز ماجات: «إنها قرعة مثيرة ولكنها صعبة، على أي حال، التأهل طموحنا».

وأوضح حارس شالكه، مانويل نوير، أن الجماهير ستتذكر بشكل خاص مباراة الفريقين عام 1997 في كأس الاتحاد الأوروبي. وأشار قائلا: «إنها قرعة ليست بالسهلة، ولكن يمكننا أن نستغل كون مباراة الإياب في شالكه، وفي الثانية سنحظى بمساندة جماهيرنا». وأكد المدافع كريستوف ميتسلدر الذي لعب ضمن صفوف ريال مدريد الإسباني سابقا أنها «قرعة جذابة خاصة للاعبينا الإسبان، لن تكون مواجهة سهلة، ولكن يمكننا الفوز عليهم».

أما أسهل المواجهات التي أسفرت عنها القرعة فكانت من نصيب تشيلسي، حيث يواجه فريق كوبنهاغن الذي كان أول فريق من بلادة يتأهل للدور الثاني والأدوار الفاصلة في دوري الأبطال. أما فريق مانشستر يونايتد، الفائز بلقب البطولة ثلاث مرات سابقة، فسيواجه اختبارا متوسط القوة عندما يلتقي فريق مرسيليا الفرنسي. وتقام مباريات الذهاب والإياب لهذا الدور أيام 15 و16 و22 و23 فبراير (شباط) المقبل.