سباليتي وليوناردو وكابيللو وزينغا على طاولة الإنتر لخلافة المدرب بينيتيز

موراتي أصيب بصدمة في أبوظبي.. ويفكر في إقامة احتفالية خلال يناير المقبل

TT

في ظل حالة الجدل التي تجتاح أسوار نادي الإنتر الإيطالي بصدد رحيل مدربه الحالي الإسباني رافائيل بينيتيز وقدوم آخر ليحل مكانه، صرح ماسيمو موراتي، رئيس نادي الإنتر، أول من أمس قائلا: «في اللحظة الحالية لن أتحدث عن بينيتيز». وتفوح من كلمة «في اللحظة الحالية» رائحة الهدوء الذي يسبق دائما العاصفة المعدة من قبل. وحاول موراتي إظهار عدم معرفته بتلك العبارات التي أطلقها مدرب فريقه عقب الفوز ببطولة كأس العالم للأندية يوم السبت المنصرم، وعقّب موراتي على هذا الأمر قائلا: «ولكن هل حقا صرح بينيتيز بذلك؟». أجل، لقد صرح بينيتيز بالفعل بهذه العبارات. وقد عقّب رئيس نادي الإنتر على ما حدث قائلا: «لا، رافا لم يدمر علينا فرحتنا بالبطولة، ولكنه لم يوفق في اختيار الوقت المناسب للتصريح بمثل هذه الأشياء، لأن هذه لحظة فرح ونادي الإنتر سعيد، وفي الأيام الحالية يتعين علينا التفكير فحسب في أن نكون سعداء».

حفل في يناير (كانون الثاني): إن موراتي دائما ما يركز على ما قدمه لنادي الإنتر ومن أجل إسعاد جماهيره، فهو يتحمل إزعاج العيش مرة أخرى في ليلة مدريد، عندما فاز الإنتر ببطولة دوري أبطال أوروبا وتم الإعلان في الوقت ذاته عن رحيل مورينهو عن تدريب الفريق، فضلا عن العبارات التي صرح بها الأمير ميليتو، لاعب الإنتر، عقب تلك المباراة. لقد قلل كل ذلك، بعض الشيء، من سعادة موراتي باللقب الأوروبي واستكمال الثلاثية. ولكن رئيس نادي الإنتر سامح سريعا مورينهو، مدرب الفريق الأسبق، والأمير أيضا، بيد أنه من المستبعد القيام بالأمر ذاته (التسامح) مع بينيتيز. ولكن موراتي اليوم ليس منزعجا بالقدر الذي لا يجعله يفرح بالفوز بهذه البطولة. وقد صرح رئيس نادي الإنتر قائلا: «إنني سعيد للغاية بهذه البطولة، إنها البطولة التي ربما كانت تنقصنا، ونحن نفكر في تنظيم شيء جميل ومسلٍّ في يناير القادم من أجل الاحتفال بهذه البطولة مع جماهير الفريق»، غير أن موراتي كعاشق للإنتر يشعر بأن عليه في الساعات المقبلة التفكير، ليس فحسب في الاحتفال، بل يتعين عليه القيام بالخطوة التي أعد لها مسبقا. أم أنه لم يقرر حتى الآن ماذا سيفعل؟

هذه المرة لن يتراجع. لقد جاء توديع بينيتيز على الهواء مباشرة، ضمن رد موراتي على رجال الإعلام الذين وجهوا إليه تساؤلا قبل مونديال العالم للأندية عما إذا كان مستقبل بينيتيز مع الفريق يتوقف على الفوز بهذه البطولة، وكانت إجابة رئيس نادي الإنتر على النحو التالي: «الآن نفوز بالبطولة وبعدها سنرى». لقد أوجز موراتي الذي تراجع أكثر من مرة أمام قرار إقالة مدرب فريق الإنتر الحالي، بعد وقبل هزيمة الفريق أمام فيردير بريمن في بطولة دوري أبطال أوروبا: لقد كانت الكرة أمام المرمى تنتظر من يسددها وفي النهاية أسكنها بينيتيز الشباك دون أن ينتظر قرار موراتي، وربما حل مدرب الإنتر بموقفه هذا إحدى مشكلاته مع فريقه الحالي. لقد كان موراتي يجهز قبل تصريحات رافا لإجراءات الانفصال، بيد أنه لم يكن متأكدا من التوقيع على عقد الطلاق. كان لا يزال بداخله بعض الأمل للتوصل إلى أسباب مقنعة تجعل فريق الإنتر يواصل تقدمه مع مدربه الحالي، وكان موراتي على استعداد أيضا للبحث عن هذه الأسباب. ولكن يوم السبت الفائت، بعد تصريحات رافا، شعر ماسيمو موراتي وأدرك أنهما لا يمكنهما الاستمرار معا.

صدمة وغضب: لقد شعر موراتي بعدم إمكانية السير قدما مع المدرب الحالي للفريق لأن العبارات التي أطلقها بينيتيز كانت ثقيلة ونبرة الصوت لم تكن متوقعة واختيار الوقت لهذه التصريحات لم يكن مناسبا. كانت لهذه العبارات وقع الصدمة في نفس موراتي ثم أصابه الغضب الشديد، لدرجة أنه شعر بالإجبار على هذا الانفصال. لقد أدرك موراتي أيضا ذلك لأن انتصارا واحدا، رغم أهميته، غير قادر على إعادة تكوين شهور من الإحساس الذي لم ينشأ مطلقا. وهذا ما لمسه موراتي داخل غرفة ملابس لاعبي فريق الإنتر ليلة السبت الماضي، ولم تفسره وجوه ستكانوفيتش وماتيراتزي فحسب، بل أوضحته أيضا كلمات بينيتيز حول «إحكام السيطرة على اللاعبين». لقد كانت هذه الكلمات إغلاقا إضافيا للدوائر المفتوحة.

ولكن من سيحل بديلا للمدرب الإسباني؟ هل سيكون سباليتي أم ليوناردو؟ هذه هي معضلة ماسيمو موراتي. إن الرجل رقم واحد في نادي الإنتر يفضل تجنب خيار التحديات في ما يتعلق بالمدرب القادم لفريق الإنتر. ولكن اتهامات بينيتيز لنادي الإنتر في أبوظبي والشرخ الذي حدث بين المدرب الإسباني وناديه الحالي يفرض على موراتي قبل كل شيء تحديد الملامح الأخيرة لإجراءات الانفصال.

وفي غضون ذلك رحل أول من أمس الأحد المدرب الإسباني بصحبة عائلته إلى ليفربول بينما حضر موراتي أمس في إسبانيا لبعض الالتزامات الخاصة به هناك. إذن، سيقوم ماركو برانكا، مسؤول سوق الانتقالات في نادي الإنتر، بسحب فتيل المفاوضات الحالية.

إن الاتصالات التي تمت بين نادي الإنتر وسباليتي، مدرب فريق زينيت الروسي، في الأسبوع الفائت ليست بالسر. إن الأقاويل الأخيرة التي انتشرت بصدد سوق الانتقالات الخاصة بالفريق الروسي تؤكد على أن هناك تباطؤا غريبا في إتمام الصفقات الخاصة بالفريق، مثل كريشيتو من نادي جنوا وفيليب من فريق فيورنتينا. ولكن هذا غير كاف، إن سباليتي يمثل نوعا من الالتزام الأخلاقي لفريق زينيت. إنها مجرد قرائن غير أنها مفيدة لأدراك أنه إذا كان موراتي يفكر في حل مؤقت فسيصبح من المؤكد اسم سباليتي هو الأكثر دعامة. وفي حال ذلك سيتعين على ماسيمو التوصل إلى تفاهم مع شركة «غازبروم» المالكة لنادي زينيت، والتي لن تفرط بسهولة في المدرب الذي قاد ناديها للفوز ببطولة الدوري المحلي الروسي. يسعى موراتي لإنهاء تعاقد بينيتيز مع النادي دون حدوث أي تخريب في الإنتر. ولكن الخطر الملموس يكمن في أن العجلة قد تقود موراتي إلى اختيار خاطئ.

البديل: ويحظى فابيو كابيللو، مدرب المنتخب الإنجليزي، بجزء بسيط من أفكار مسؤولي نادي الإنتر، غير أن هناك مساحة واسعة للحل الذي يطلق عليه المدرب المؤقت انتظارا لقرار غوارديولا، مدرب فريق برشلونة الإسباني، الذي سيحدد وجهته القادمة في فبراير (شباط) أو مارس (آذار) المقبل إما بالتعاقد مع نادي تشيلسي الإنجليزي وإما تمديد عقده مع البارسا. وإذا أمعنّا النظر في هذا الاتجاه (المدرب الانتقالي) سنجد أن الاسم الأكثر بزوغا هو المدرب ليوناردو. من المؤكد أن الموسم الرائع الذي قدمه مع الميلان يظهر بوضوح، بيد أن طريقته في التعامل مع انتقادات برلسكوني لا تقل وضوحا. ومن الأسماء التي يتردد ذكرها بصدد تولي قيادة الإنتر في المرحلة المقبلة هناك أيضا والتر زينغا، مدرب النصر السعودي، فضلا عن بيبي باريزي، مساعد مدرب فريق الإنتر، الذي يروق كثيرا للويز فيغو. ومن المؤكد أن موراتي طلب من باريزي البقاء إلى جانب الفريق في العام الجديد.